عناصر الخطبة
1/فضل التفقه في الدين 2/فضل طالب العلم 3/فضل تعلم العلم الشرعي وتعليمهاقتباس
في التفقه في الدين، يرفع الله الدرجات، ويجرى للعبد عمله في الحياة وبعد الممات. في التفقه في الدين، يكون المرء وارثا للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-. في التفقه في الدين، ييسر للمرء الطريق إلى الجنات والوصول إلى رب الأرض والسماوات. في التفقه في الدين، يكون المرء من...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي فقه من أراد به خيرا في الدين، ورفع منازل العلماء فوق العالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهد لنفسه بالوحدانية، وشهد بها ملائكته والعلماء من المؤمنين.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المبعوث هدى للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- وتفقهوا في دينكم، فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، معرفة ما أنزل الله على رسوله من الأحكام بأدلتها، وما يترتب عليها من ثوابها وعقوبتها، فإنه بمعرفته ذلك يكون متعبدا لله على بصيرة، ونافعا لعباد الله في عباداتهم ومعاملاتهم الدقيقة والجليلة.
ولا شك أن هذا خير عظيم، وفضل جسيم.
في التفقه في الدين، يرفع الله الدرجات، ويجرى للعبد عمله في الحياة وبعد الممات.
في التفقه في الدين، يكون المرء وارثا للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
في التفقه في الدين، ييسر للمرء الطريق إلى الجنات والوصول إلى رب الأرض والسماوات.
في التفقه في الدين، يكون المرء من العلماء أهل الخشية لله، والمحسنين إلى عباد الله.
طالب العلم، تحفه الملائكة بأجنحتها، وتضعها له رضاء بما يطلب؛ فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"[الترمذي(2682) ابن ماجة (223)].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: "مجالس العلم".
وفي رواية: "حلق الذكر"[الترمذي (3510) أحمد (3/150)].
كان ابن مسعود -رضي الله عنه- إذا ذكر هذا الحديث، قال: "أما إني لا أعنى القصاص ولكن حلق الفقه".
وفي مسند الإمام أحمد عن قبيصة -رضي الله عنه- قال: "أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما جاء بك؟ فقلت: كبر سني، ورق عظمي، وأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله به، فقال: يا قبيصة ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لك"[أحمد (5/60)].
فهذه الأحاديث وأمثالها وأضعافها كلها دالة على فضل العلم الشرعي، تعلمه وتعليمه؛ كيف لا يكون العلم بهذا الفضل، وفيه حفظ دين الرسول؟ وكيف لا يكون بهذه المنزلة الرفيعة، وبسببه يحصل كل خير مأمول؟!
واعلموا -رحمكم الله-: أن من حضر منكم مجلسا واحدا من مجالس العلم، فاستفاد مسألة، عمل بها وعلمها إخوانه، فإنه يحصل خيرا كثيرا، ويجرى له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
ولا تظنوا أن فضل العلم لا يحصل إلا لمن تفقه كثيرا، فإن الله -تعالى- سوف يجزي كل عامل بعمله وإن قل، ولا يظلمون نقيرا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بلغوا عني ولو آية"[البخاري (3274) الترمذي (2669) أحمد (2/159) الدارمي (542)].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فصلت:33].
بارك الله ولي ولكم...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم