فضيلة أئمة الدين

محمد بن صالح بن عثيمين

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/نعمة الإسلام 2/رقي أمم الكفر في الصناعة وانحطاطها في الدين والأخلاق 3/نشر الإمام أحمد بن حنبل للسنة وقمعه للبدعة 4/جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية للكفار والمنافقين وفضحه للمحرفين والمبتدعين 5/محاربة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب للشركيات والبدع في الجزيرة العربية

اقتباس

سلك طريقه تلامذته من العلماء المحققين، حتى آلت النوبة لشيخ الجزيرة العربية وإمامها الأواب؛ شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، فلم يزل مع خصومه في جلاد وجهاد، وتبيين للسنة والتوحيد الخالص بين العباد. ويسر الله له من يقوم بعونه من الملوك المخلصين، حتى صفت هذه الجزيرة -ولله الحمد- بمساعيهم من الشرك، والضلال المبين. فلم تجد -ولله الحمد- قبة للمشرك، ولا مشهدا، ولا...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله ذي النعم الكثيرة والآلاء الغني الكريم الواسع العطاء.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا.

 

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى، وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام النجباء، وعلى أتباعهم في هديهم القويم إلى يوم الميعاد والمأوى، وسلم تسليما.

 

أما بعد:

 

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- حق التقوى واستمسكوا بدينكم الذي شرعه نبيكم، فهو العروة الوثقى، واعرفوا نعمة الله عليكم بهذا الدين الذي تسعدون به في حياتكم وبعد مماتكم وعند قيامكم لرب العالمين.

 

أما ترون إلى هذه الأمم الكافرة الضالة، كيف كانت في جهل عميق من دينها، وفي شبهات وضلالات تبعدها عن إيمانها ويقينها؟!

 

أمم لا تريد سوى العلو في الأرض، والفساد والاعتداء على دين الله -تعالى-، واستعمار العباد.

 

ترقت في صناعتها ومادتها، وانحطت في دينها وأخلاقها، وشطحت عن سعادتها.

 

وأنتم -ولله الحمد- قد يسر الله لكم دينا سليما، وصراطا مستقيما، جعلكم من أمة محمد خير الأمم، وأبرها وأزكاها، وحفظ لكم دينكم، حتى وصل إليكم -ولله الحمد- نقيا من البدع والإشراك، وبريئا من طرق الغي والهلاك، بما أقام الله لكم من أئمة الدين، والجهابذة المرشدين المخلصين.

 

فمن أولئك السادة الأبرار، إمام الأئمة، ناصر السنة، وقامع البدعة، أحمد بن حنبل.

 

فإنهم نصروا السنة وبينوها، وقمعوا البدعة وهتكوها، حتى صاروا يضرب بهم المثل في اتباع السنة والكتاب، وبهم يوزن السني من البدعي من سائر الطوائف والأضراب.

 

ومنهم شيخ الإسلام والمسلمين، أحمد بن تيمية، تقي الدين، الذي جاهد الكفار والمنافقين، وهتك أستار المحرفين والمبتدعين، وأظهر من صريح السنة وعلومها وأعلامها ما يتبين به الحق للمعتبرين.

 

وسلك طريقه تلامذته من العلماء المحققين، حتى آلت النوبة لشيخ الجزيرة العربية وإمامها الأواب؛ شيخ الإسلام، محمد بن عبد الوهاب، فلم يزل مع خصومه في جلاد وجهاد، وتبيين للسنة والتوحيد الخالص بين العباد.

 

ويسر الله له من يقوم بعونه من الملوك المخلصين، حتى صفت هذه الجزيرة -ولله الحمد- بمساعيهم من الشرك، والضلال المبين.

 

فلم تجد -ولله الحمد - قبة للمشرك، ولا مشهدا، ولا توسلا بالمخلوقين، ولا مولدا، ولا معبدا.

 

ولا تجد فيها -ولله الحمد- من يحرف نصا من نصوص الصفات، أو ينفي ما ثبت لله -تعالى- من النزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على عرشه فوق المخلوقات، فكل ما جاء من صفات الله -تعالى- فإنهم يقرون به ولا يؤلونه، ولا يجحدون منه حرفا ولا معنى، ولا يكيفون.

 

فاحمدوا الله -تعالى-على هذه النعمة واشكروه، واسألوه أن يثبتكم على دينه، وسنة نبيه إلى أن تلاقوه.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 57-58].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... الخ...

 

 

 

المرفقات

أئمة الدين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات