فضل ليلة القدر

الشيخ د عبدالرحمن السديس

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: التربية رمضان
عناصر الخطبة
1/ سرعة انقضاء شهر رمضان 2/ الاجتهاد في عشره الأواخر 3/ هدي النبي -عليه السلام- في هذه الأيام 4/ فضل التعبد في ليلة القدر 5/ تحري ليلة القدر في أيام العشر 6/ توحد الأمة لحل قضاياها المصيرية 7/ قرار تنظيم الفتوى

اقتباس

أيها الذاكرون الحامدون الشاكرون، المستغفرون القائمون الساجدون، المنفقون والمعتكفون: يا بشراكم ويا نعماكم بهذه الأيام المباركة القلائل، فازدلفوا إلى ربكم بالفرائض والنوافل، واستدركوا ما فاتكم من الأعمال الجلائل، وارشفوا شهد الوصال بلذيذ القيام والاعتكاف والابتهال، أما الذين استناخوا مطاياهم في حمأة الإضاعة والصبوات، وخبوا في مستنقع الغفلات والفرطات، فلا تزال الفرصة سانحة، والتجارة رابحة ..

 

 

 

 

الحمد لله؛ أولى عبادة المؤمنين مننًا كثرًا، أحمده تعالى وأشكره؛ حبانا ليالٍي مباركاتٍ عشرًا، وأجرى فيها من البركات والرحمات ما أجرى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعظمَ للصائمين القائمين ثوابًا وأجرى، وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، أزكى البرية محفدًا وقدرًا، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه الموفقين وردًا وصدرًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ يرجو برًّا وذخرًا، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-؛ فمن اتقى مولاه لم يزدد منه إلا قربًا، وتزكى بصيامه وأربى، وسما روحًا وقلبًا، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) [الطلاق: 5].

أيها المسلمون: وإذ تَنعمُ أمتنا الإسلامية بعبق شهرها الخالد، وأيامه الفيحاء التوالد، وترشف رحيقه، وتنهل رياه، وتجتلي أنواره، وتتملى بديعَ مُحيّاه، لسرعان ما تبدى لنا ثلثه الأخير وقد تصّرم جله، ولم يبقى إلا نذره وقله، فرحل الشهر وانصرم، واختص بالفوز بالجنات من خدم، فحي هلا بمستزيدٍ لا يُرد.

نسأل الله قبول العمل، وبلوغ الأمل، في المفتتح والمختتم:

عشرٌ وبالحسنات كفكِ تزخرُ *** والكون في لألاء حُسنكِ مبحرٌ
هتفت للقياك النفوسُ وأسرعت *** من حوبها في دمعها تستغفرُ

فهلم -أيها الصائمون القائمون- نتمطخُ من نهايات العشر بأزكى الطيوب والنشر، علَّها تكون لقلوبنا ترياقًا وشفاءً، ولأرواحنا صبحًا وضاءً:

دمعٌ تناثر بل قل مسكرٌ هطلُ *** والقلبُ من حسرةٍ مستوحشٌ خجلُ
ودّع حبيبكَ شهرَ الصومِ شهرَ تُقى *** وهل تطيقُ وداعًا أيها الرجلُ

إخوة الإيمان: وبقية العشر الأواخر من رمضان معينٌ ثرٌ للمتنافسين، ومنهلٌ للتقى عذبٌ للمتسابقين، كيف وقد كان هديه -صلى الله عليه وسلم- فيها أعظم الهدي وأكمله، وأزكاه للنفوس وأعظمه.

عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها". مخّرج في الصحيحين.

وفضلاً عن الجد في العبادة والاجتهاد، يعتزل -صلى الله عليه وسلم- النساء، ويوقظ أهله لشهودِ ليالي المغفرة والرحمة والعتق من النيران؛ ففي الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم-: "كان إذا دخلت العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".

فشدوا المئزر وأحيوا لياليه، ولتذرف العين دمع الندم، فربي غفورٌ رحيمٌ ودودٌ حليمٌ كريمٌ كثيرُ النعم.

أيها الذاكرون الحامدون الشاكرون، المستغفرون القائمون الساجدون، المنفقون والمعتكفون: يا بشراكم ويا نعماكم بهذه الأيام المباركة القلائل، فازدلفوا إلى ربكم بالفرائض والنوافل، واستدركوا ما فاتكم من الأعمال الجلائل، وارشفوا شهد الوصال بلذيذ القيام والاعتكاف والابتهال، أما الذين استناخوا مطاياهم في حمأة الإضاعة والصبوات، وخبوا في مستنقع الغفلات والفرطات، فلا تزال الفرصة سانحة، والتجارة رابحة، لمن بدد أيام رمضان وفرطها، وسلك بنفسه طرائق التفريق فأوبقها، وهذا دأب المؤمن الصادق الوجل، إنْ جواد الطاعة جنح تاب وآب، ورجع وأناب، وعفّ حوباته بالتوبة والاستغفار وحسن المآب:

عشرٌ حباها إله العرش مكرمة *** فيرحم الله من ضاقت به السُبل
هو الرؤوف بنا هل خاب ذو أمل *** يدعو رحيمًا بقلب ذله الخجل

معاشر الصائمين القائمين: لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة، فقد كان من هديه -صلى الله عليه وسلم- أنه يكون في هذا الشهر الكريم أجود بالخير من الريح المرسلة، فأكثروا من البذل والجود، في هذا الشهر المحمود، ويا حبذا الإكثار من العطاء والنفقة: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 272]، فشدوا -يا عباد الله- رحال الأعمال، ما دمتم في فسحة الآجال، مغتنمين بقية العشر لأعظم الأجر.

أمة القرآن والصيام في مشارق الأرض ومغاربها: وفي هذه العشر الأواخر اختصكم البارئ -تبارك وتعالى- بليلةٍ عظيمة الشرف والقدر، مباركة الشأن والذكر، بالخير والرحمة والسلام اكتملت، وعلى تنزيل القرآن والملائكةِ الكرام اشتملت، هي منكم على طرف الثمام بإذن الملك العّلام، إنها ليلة القدر: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 2-5].

يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غفرَ له ما تقدمَ من ذنبه". مخّرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

الله أكبر أي قدرٍ به تفوز، الله أكبر أي أجرٍ عظيم تحوز:

عشرٌ تنزل أملاك السماء بها *** إلى صبيحتها لم تثنها العللُ
فليلةُ القدر خيرٌ لو ظفرت به *** من ألف شهر وأجرٌ ما له مثلُ

أما عن وقتها: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان". متفق عليه. وما أخفاها سبحانه إلا شحذًا للعزائم في الطاعات، وبعثًا للهمم في الكربات والعبادات.

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلتُ: يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍَ هي ليلة القدر ما أقول فيها؟! قال -صلى الله عليه وسلم- قولي: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفوَ فاعف عني". اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنا. ألا فجدوا يرعاكم الله في طلبها وتحريها، وشّمروا للظفرِ بفضائلها ومراميها، واستبقوا دقائقها وثوانيها، وليكن لكم فيها من أنسكم بالله هادٍ لا يضل، ومن تنافسكم وجدّكم في الطاعات حادٍ لا يمل.

كيف وأنتم للآخرة تمهدون، وفي حب الله تتقلبون، ولذيذ دعائه وضراعته تتهجدون فتجتهدون، وتلك هي المرتبة العالية، التي لا ينالها إلا الذين صرفوا شريفَ أوقاتهم في تهذيب النفوس تخليهً وتحلية، ترقيهً وتزكية: (كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17، 18]، ألا إنها نعمة الإيمان وأعظِمْ بها من نعمة، ألا إنه برد اليقين وأكْرِمْ به من زادٍ مبين، وإشراقٍ لا يبين.

أمة الإسلام: ولئن كان الحديثُ في ختام شهر الصيام بالأمجاد غدقًا، وبالبطولات عبقًا، فإنه من تمام الإحسان أن نستخلص الدروس والعبر، وأن لا يكون الحديثُ تقليديًا نمطيًّا، بل على الأمة المسلمة المباركة أن تنخلع من حيز المقال والانفعال، إلى التحقق بالشيم والقيم والفعال، لاسيما والسهام تريشها من كل حدبٍ وصوب، نعم، جديرٌ بنا في ختام شهرنا الذي اكتنز ليلةً هي خيرٌ من ألف شهر، جديرٌ بنا أن نحدد الأهداف والدروب، ونوحد الأفكار والقلوب، وأن نُحركَ من الأمم الهمم والعزائم، التي تروم العزة وتأبى الهزائم، فتأتلف على حل قضاياها العالمية، وفي الذائبة منها قضية القدس الأبية، ذلكم لكي نستأنف منازل الريادة، وعلياء القيادة، في أقصى محرر، وعراقٍ آمن، ومآسٍ مطوية، وانتصاراتٍ مروية، وكلمة رواء، وصفوفٍ سواء، وما ذلك على الله بعزيز، متى ما صدقت النوايا وأخلصت الطوايا، كيف ورائدنا الشريعة الغراء، والهداية والثناء، ذلك الرجاء والأمل، ومن الله نرجو التوفيق وسديد العمل، وإننا لمتفائلون.

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان غفّارًا توابًا.

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله نحفد إليه بالصيام ونسعى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجو بها دفع السوء دفعًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أعظم البرية للعالمين نفعًا، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه؛ خير من أرهف لهم الصيام خلقًا وطبعًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما أجرى رمضان من التوابين دمعًا، وسلم تسليمًا مزيدًا.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واغنموا آخر الشهر لمحو الذنوب بالتوبة، وبادروا زيادة الحسنات بالاستغفار والأوبة، وكثره الحمد والشكر، وإخراج زكاة الفطر؛ فإن الأعمال بالخواتيم، وبثني الأعمال يتضح الصحيحُ من السقيم: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].

أمة الصيام والقيام: إن من فضل الله وجزيل آلائه ما نعم به الصائمون القائمون، والمعتمرون والزائرون، في رحاب هذا البلد الحرام من أمنٍ وأمان، وراحة واطمئنان، بفضل الله ثم ما يوليه المؤتمنون على خدمة الحرمين الشريفين -وفقهم الله وأيدهم- مع مشاهد هذا الشهر الكريم من قرارات تاريخية، ومكرماتٍ إسلامية وإنسانية، تستحق التنويه والإشهاد، وتستوجب الإبداء والإعادة، يأتي في طليعتها قرار تنظيم الفتوى التاريخي، وما تضمنه من مقاصد عظمى ومصالح كُبرى، تهدف إلى إعزاز هذا الدين، وحماية جناب الشريعة، وحفظ هيبة أهل العلم ومكانتهم، ثم تلك الحملة الإغاثيه الرسمية والشعبية لإخواننا المتضررين من الكوارث والفيضانات في باكستان، جعلها الله في موازين الأعمال الصالحات، وصحائف الحسنات، إنه خيرُ مسؤولٍ، وأكرم مأمول.

هذا، وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على النبي الخاتم، خير معتكف وصائم، ومتهجدٍ وقائم، كما أمركم المولى العظيم في التنزيل الكريم فقال -عز من قائلٍ حكيم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم الأمن والاستقرار في ديارنا، وأيد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه ووليّ عهده ونائبه الثاني وإخوانهم وأعوانهم إلى ما فيه صلاحُ البلاد والعباد، اللهم اجزهم خيرًا على جهودهم المباركة، وأدم عليهم خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية قضايا المسلمين في كل مكان، اللهم اجعل ذلك في موازين أعمالهم يا حي يا قيوم.

اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أدم على هذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها واستقرارها، اللهم من أرادنا وأراد عقيدتنا وقيادتنا بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم وفق رجال أمننا، اللهم وفق رجال أمننا، اللهم اجزهم خيرًا على ما يقومون به من جهودٍ مباركة في حفظ أمن المعتمرين والزائرين.

اللهم اجعله في موازين أعمالهم، وزدهم من الخير والهدى والتوفيق يا حي يا قيوم، اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وذريتنا وإخواننا المسلمين من النار، برحمتك يا عزيز يا غفار.

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، اللهم اجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، اللهم اجعلنا ممن يوفق لقيام ليلة القدر، اللهم اجعلنا ممن يوفق لقيام ليلة القدر، فيكتب له عظيم الأجر، ويمحى عنه كل ذنبٍ ووزر، يا سميع الدعاء.

اللهم فّرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، واقضِ الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أنقذ مقدسات المسلمين، اللهم أنقذ الأقصى، اللهم أنقذ الأقصى، اللهم اجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهم كن لإخواننا المضطهدين في دينهم في كل مكان، اللهم كن لإخواننا في باكستان يا رب العالمين، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
 

 

  

 

المرفقات

1692.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات