فضل المساعدة والإعانة

عبد الله بن محمد الخليفي

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/استحباب مساعدة المسلم وإعانته ووجوب كف الأذى عنه 2/وجوب أداء حقوق المسلم 3/بعض صور مساعدة المسلم وإعانته وفضل إنظار المعسر 4/تحريم أذية المسلم 5/حث الإسلام على كل أمر يوجب تآلف القلوب واجتماعها ونهيه عن كل أمر يوجب تنافرها واختلافها

اقتباس

اعلموا: أن مساعدة المسلم لأخيه وإعانته؛ مستحبة ومطلوبة في الشرع، وهي في محاسن الدين الإسلامي. وأن كف الأذية عن المسلم من أوجب الواجبات الدينية. فينبغي لكل مسلم عاقل موفق: أن...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون، أحمده وأتوب إليه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- وراقبوه، واعلموا: أن مساعدة المسلم لأخيه وإعانته؛ مستحبة ومطلوبة في الشرع، وهي في محاسن الدين الإسلامي.

 

وأن كف الأذية عن المسلم من أوجب الواجبات الدينية.

 

فينبغي لكل مسلم عاقل موفق: أن يكف الأذى عن أخيه المسلم، باليد واللسان، وأن يساعده ويعينه في أمور دينه ودنياه.

 

ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله" قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تعين صانعا، أو تصنع لأخرق" قلت: أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: "فكف شرك عن الناس فإنه صدقة".

 

ومن الواجب على المسلم نحو أخيه: أداء حقوقه؛ لما جاء الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن  النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس".

 

ومن أنوع الإعانة: المشي بحقوق الآدميين الواجبة إليهم، قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: "من مشى بحث أخيه إليه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة".

 

وفي إنظار المعسر فضل كبير؛ لما جاء في الحديث: "انظر معسرا فله بكل يوم بمثله صدقة".

 

ولا ينبغي للمسلم أن يحقر من المعروف شيئا.

 

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن زانية سقت كلبا رأته يلهث عطشا، فغفر لها".

 

أما أذية المسلم لأخيه، فهي محرمة، ومنهي عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم، طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته".

 

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله وسلم- أنه سئل عن الغيبة، فقال: "ذكرك أخاك بما يكره" قال: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ فقال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".

 

فتضمن -أيها المسلمون-: هذا النص، وغيره من النصوص الصحيحة: أن المسلم لا يحل إيصال الأذى إليه بوجه من الوجوه، من قول، أو فعل، بغير حق.

 

فكل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه.

 

أيها المسلمون: إن كل شيء يوجب تآلف القلوب واجتماعها؛ مأمور به في الشرع، وكل شيء يوجب تنافرها واختلافها؛ منهي عنه.

فاتقوا الله -تعالى-، وتوبوا إلى ربكم: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة:222].

 

أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

المرفقات

المساعدة والإعانة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات