فضائل مكة المكرمة وواجب المسلمين نحوها

بندر بليلة

2024-05-17 - 1445/11/09 2024-05-18 - 1445/11/10
التصنيفات: الحج
عناصر الخطبة
1/اصطفاء مكة المكرمة لتكون خير البقاع 2/بعض فضائل مكة المكرمة حرسها الله 3/الوصية بمراعاة حرمة مكة وشرفها 4/وجوب مراعاة القوانين المنظِّمة للحج

اقتباس

طُوبَى لِمَنِ استحضرَ شَرَفَ مكَّةَ، وحَفِظَ فيها جَوَارِحَهُ وصانَ لسانَهُ وفَكَّهُ، وبُشرى لِمَنْ أَوْفَى لهذا الحرَمِ حُرمتَهُ، وقدَّرَهُ حقَّ قدرِهِ، وَحَفِظَ مكانَتَهُ، وانتهى فيه عن كُلِّ مَأثَمٍ، ولم يَظْلِمْ فيه ولم يُؤْذِ ولم يُخاصِمْ...

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ للهِ، يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، أحمدُهُ -سبحانَهُ- خَلَقَ الخلْقَ وقدَّرَ الأقدارَ، وفاضَلَ بيْنَ الأزمنةِ والأمكنةِ والأعصارِ، فَجَعَلَ مكَّةَ قِبلَةَ سائِرِ الأوطانِ والأمصارِ، إليها تَهْوِي أفئدةُ العُبَّادِ والزُّوَّارِ، وإليها تَشْدُو قوافِلُ الحُجَّاجِ والعُمَّارِ.

 

أشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ مستغفِر من الآثام والأوزار، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه المختار، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم تُبلى فيه السرائرُ وتُكشَف به الأستارُ.

 

أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله- ما دمتُم في هذه الدار؛ فالحياة الدنيا متاع؛ (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)[غَافِرٍ: 39].

 

أيها المسلمون: إنَّ اللهَ اصطفى من أيَّامِهِ أوقاتًا وأزمانًا، واختارَ من أكوانِهِ بُقعةً ومكانًا، فشاءَ -سبحانه- بعلمِهِ، وأرادَ بحكمتِهِ أن يجعلَ مكَّةَ المكرمةَ خيرَ البقاعِ عندَهُ، وأكرمَهَا عليهِ، وأحَبَّها إليهِ؛ فعن عبدِ الله بنِ عَدِيٍّ بنِ حَمْرَاءَ -رضي الله عنه- قال: "رأيتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- واقفًا على الحَزْوَرَةِ -هو اسمُ مَوضعٍ بمكَّةَ كان به سُوقٌ-، فقال: "واللهِ إنَّكِ لَـخَيرُ أرضِ اللهِ، ‌وأَحَبُّ ‌أرضِ ‌اللهِ إلى اللهِ، ولولا أَنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ"(أخرجه الترمذيُّ وصحَّحهُ).

 

مكَّةُ المكرمةُ، تاريخٌ وذِكرَى، سِيرةٌ ومَسيرَةٌ، جَعَلَ اللهُ فيها أوَّلَ بيتٍ وُضعَ للنَّاسِ في هذا الوجودِ، يَؤُمُّونهُ للعبادةِ والنُّسُكِ من شتَّى بقاعِ الأرضِ، قال -تبارك وتعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)[آلِ عِمْرَانَ: 96-97]؛ فتحصَّلَ فيه من الفضائلِ مجتمعةً ما لا يُوجدُ في غيرهِ إلَّا مُفرَّقًا: البركةُ، والهدايةُ، والآياتُ، والأمنُ، والأمانُ، والإيمانُ، فتبارَك اللهُ ربُّنا الرحمنُ.

 

لَقَدْ عَظَّم اللهُ بلدَهُ الحرامَ، ورفعَ ذِكرَهُ وأَسمى لهُ المقامَ؛ هِيَ أُمُّ القُرَى، ومَقْصِدُ وُجُوهِ الوَرَى، حرَّمَ -جل وعلا- الاقتتالَ فيه إلَّا على البادِي الباغِي؛ ذلكَ أنَّهُ مَوطنُ العبادةِ، وموئِلُ البِشْرِ والسعادةِ، إليه يثوبُ الناسُ، وحولَ كعبتِه يطوفونَ، وعندَهُ يركعونَ، وبه يسجدونَ، فيه يأمنونَ على أرواحهِمْ، ودمائهِمْ، وأموالـهِمْ، وأعراضهِمْ، قال -سبحانه-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 67]، فالأمنُ والأمانُ من أعظمِ سِماتِهِ، وأشرفِ مِيزاتِهِ، قال تبارك اسمه: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا)[آلِ عِمْرَانَ: 97].

 

يُساقُ إليهِ الرِّزقُ انسِياقًا، وَيَنْصَبُّ عَليهِ الخيرُ انْصِبَابًا، قال -عزَّ مِنْ قائلٍ-: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[الْقَصَصِ: 57]، في مكَّةَ بئرُ زمزمَ، وغارُ حراءَ، وغارُ ثورٍ، بها نزلَ القرآنُ، فخاطَبَ اللهُ به القلوبَ قبلَ الآذانِ، وأحيَا به الأرواحَ قبلَ الأبدانِ، قال العظيم المنان: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الشُّورَى: 52].

 

أيها المسلمون: مكَّةُ بلدُ حرامٌ، شرَّفَ اللهُ قدرَهُ، وأعلَى -سبحانه- ذِكرَهُ، وخصَّهُ بفضائِلَ وأحكامٍ تُصانُ بها هذهِ المكانَةُ، وتُحفظُ بها حُرمَةُ البيتِ ومكانُهُ، فألزمَ قاصدِيهِ بِعُمرَةٍ أو حَجٍّ بالإحرامِ لَـهُ، والتجرُّدِ من الثيابِ والزِّينةِ للدُّخُولِ إليهِ، عندَ مواقيتَ مَكانيَّةٍ، على بُعْدِ أميالٍ منهُ، نَصَبَها -جل وعلا- على لسانِ رسولِهِ -صلى الله عليه وسلم-، تهيئَةً واستعدادًا، وتشريفًا لهُ وانقِيادًا، ولا يحِلُّ استقبالُه بغائِطٍ ولا بولٍ، ولا يُقطَعُ نبتُهُ الذي نبتَ فيهِ بنفسِهِ، ولا يُنَفَّرُ صيدُهُ، ولا يُختلَى خلَاهُ، فعن ‌ابنِ عباسٍ -رضي اللهُ عنه-ما: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ عامَ الفتحِ: "إِنَّ اللهَ حرَمَ مَكَّةَ، فَلَمْ تَحِلَّ لأحدٍ قبْلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ بعدِي، وإنَّما أُحِلَّتْ لي ساعةً مِنْ نهارٍ، لا يُختلى خلاهَا، ولا يُعضَدُ شجَرُها، ولا يُنَفَّرُ صيدُها، ولا تُلتقَطُ لُقطتُها إلَّا لِمُعرِّفٍ"، وقال العباسُ: "يا رسولَ الله، ‌إلّا ‌الإذخِرَ، لِصاغَتِنَا وقُبورِنا؟ فقال: ‌إلَّا ‌الإذخِرَ"، قال البخاريُّ -رحمهُ اللهُ-: وعن خالدٍ، عن عكرمةَ، قال: هل تدري ما: "لَا يُنَفَّرُ صَيْدُها"؟ هو أن يُنَحِّيَهُ من الظِّلِّ يَنزِلُ مكانَهُ. يريد: أن يُزِيحَ الصيْدَ عن مكانِ الظِّلِ؛ ليستظِلَّ بِهِ العبدُ مكانهُ.

 

وإذا كانَ هذا حَظُّ البهائمِ من الأمنِ في البلدِ الحرامِ، فكيفَ بالإنسانِ الَّذِي كرَّمهُ اللَّهُ وفضَّلهُ على سائرِ الحيوانِ؟ !

 

الصَّلاةُ فيه بمائةِ أَلْفٍ، والثّوابُ فِيه مضاعَفٌ، فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "‌صلاةٌ ‌في ‌مسجدِي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ، إلَّا المسجدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ"(أخرجَهُ الإمام أحمدُ، وأصلُهُ في الصَّحيحَيْنِ".

 

فيا مَنْ أكرَمَهُمُ اللهُ بسُكناهُ، ووفَّقَهُمْ لزيارتهِ ورُؤياهُ: اعرِفُوا لـهذا التَّكريمِ فضلَهُ وقيمتَهُ، واستشعِرُوا لهذا الاصطفاءِ عظمتَهُ ومِنَّتَهُ، واشكرُوا اللهَ على ما خصَّكُمْ بهِ دونَ غيركُمْ من العبادِ؛ فبالشُّكْرِ تدومُ النِّعمُ وتزدادُ.

 

طُوبَى لِمَنِ استحضرَ شَرَفَ مكَّةَ، وحَفِظَ فيها جَوَارِحَهُ وصانَ لسانَهُ وفَكَّهُ، وبُشرى لِمَنْ أَوْفَى لهذا الحرَمِ حُرمتَهُ، وقدَّرَهُ حقَّ قدرِهِ، وَحَفِظَ مكانَتَهُ، وانتهى فيه عن كُلِّ مَأثَمٍ، ولم يَظْلِمْ فيه ولم يُؤْذِ ولم يُخاصِمْ.

 

واعلمْ -أيُّها المكِّيُّ- أنَّه قد اجتمعَ لكَ حُرمَةُ الشهرِ، مع حُرمَةِ البلدِ الحرامِ، فإيَّاكَ إيَّاكَ أن تنتهِكَ هذهِ الحُرُماتِ، فَتَعْظُمَ في حَقِّكَ العقوبةُ، وأَقْبِلْ على ربِّكَ وجانِبِ المعاصيَ والآثامَ، وتُبْ واتَّقِ مُوجِبَ الملامِ؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)[قُرَيْشٍ: 1-4].

 

بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من آيات الله والحكمة، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله وليكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ذي الكرم والجود، أحق معبود، وأكرم مقصود، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، عطاؤه غير محدود، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صاحب المقام المحمود، واللواء المعقود، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاةً وسلامًا دائمينِ إلى يوم الخلود.

 

فإنَّ ما نراهُ اليومَ للعَيانِ ظاهرٌ، ولا يجحدُهُ إلا حاسدٌ أو مكابرٌ، من نعمَةِ الأمنِ والأمانِ، والخيرِ والاستقرارِ، الذي تنعَمُ بهِ بلادُ الحرمينِ الشريفينِ -حرَسَها اللهُ- لَـهُو دليلٌ لِـما اختصَّه اللهُ -جلَّ وعلا- به، لتكونَ قِبلةً للمسلمينَ، ومَهبِطَ الوَحيِ، ومَنْبَعَ الرسالةِ، ومن ذلكَ أنْ جعلَها تحتَ قيادةٍ رشيدَةٍ، وحكومةٍ سديدةٍ، تَقْضِي بالحَقِّ وبهِ تَعْدِلُ، وتحكُمُ بِشَرْعِ اللهِ وبهِ تَفْصِلُ، وبما سخَّرهُ لـها مِن رجالِ أمنٍ أشدَّاءَ، أقوياءَ أُمناءَ، يُحمونَ حِماها، ويذُودُونَ عن أرضِها وسماها، وكذلكَ ستبقَى -بإذن الله تعالى-، بقيادتِها وسيادتِها وريادتِها ولُـحْمَتِها، رُغْمَ أُنُوفِ أعدائها، فَمَنْ حاولَ النَّيلَ منهَا، كانَ السُّوءُ بهِ أَعْجَلَ، والشَّرُّ إليه ألـحقَ وأَمْيَلَ، (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[الْحَجِّ: 25].

 

أيها المسلمون: ومعَ اقترابِ موْسمِ الحجِّ، والَّذِي هُو ركنٌ من أركانِ الإسلامِ، وشَعِيرةٌ من شعائِرِ اللهِ العظامِ، فإنَّ الدَّولةَ -رعاها الله- تَعْملُ جاهدةً على تنظيمِهِ وتَسْيِيرِهِ، بما يُحقِّقُ أهدافَه الشَّرعِيَّةَ ومقاصِدَهُ المَرْعِيَّةَ، من عبادَةِ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، في أَمنٍ وأَمانٍ، ومِنْ ذلكَ ما وضعَتْهُ مِنَ اشتراطِ التَّصْريحِ لأدائِهِ، إِعمالًا لمقاصِدِ الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ، لتحقيقِ المصالحِ وتكثيرِهَا، ودَرْءِ المفاسِدِ وتَقْلِيلِهَا؛ مِن حِفْظٍ للأرواحِ والأَموالِ والمرافِقِ، وتسهِيلِ السَّبِيلِ وتَذْلِيلِهِ، وفي الحجِّ بلا تَصرِيحٍ مُخالفَةٌ ظاهِرَةٌ لِوَليِّ الأمْرِ، ومعارضةٌ صريحِةٌ لِنُصوصِ الكتابِ والسُّنةِ، الَّتي تأمْرُ بطاعَتِهِ؛ فَمَنْ خالفَ أمرَهُ، فهو آثِمٌ، وعليهِ تَبِعَتُهُ، ويُؤاخَذُ بِجريرَتِهِ؛ لِـمَا يترتَّبُ علَى ذلكَ مِن أَذِيَّةٍ وضَرَرٍ لِلمسلمينَ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)[النِّسَاءِ: 59]، وأَمَا مَن تَعَذَّرَ عليهِ استخراجُ التَّصريحِ، فإنَّهُ في حُكمِ غيرِ الْمُستطيعِ؛ (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)[آلِ عِمْرَانَ: 97].

 

هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله على خير خلق الله، محمد بن عبد الله، فقد أمرَكم بذلك ربُّكم فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، فاللهمَّ صلِّ وسلِّم وزِدْ وبَارِكْ على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهمَّ عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي العشرة وأصحاب الشجرة، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحمِ حوزةَ الدين، وانصر عبادَكَ المؤمنينَ، اللهمَّ فرِّج همَّ المهمومينَ مِنَ المسلمينَ، ونَفِّسْ كربَ المكروبين، واقضِ الدَّينَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ. 

 

اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق والتوفيق والتسديد إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهمَّ وفِّقْه ووليَّ عهدِه لِمَا فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ، وعز للإسلام والمسلمين، اللهمَّ سَدِّدْ جندَنا المرابطينَ على الحدود والثغور، كن لهم معينًا وظهيرًا، ومؤيِّدًا ونصيرًا، اللهُمَّ احرسهم بعينك التي لا تنام، واكنفهم بركنك الذي لا يرام، يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهُمَّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، وهَبْ لنا اللهُمَّ إيمانًا ويقينًا، ومعافاةً ونيةً يا أرحمَ الراحمينَ.

 

(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-181]، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

 

المرفقات

فضائل مكة المكرمة وواجب المسلمين نحوها.doc

فضائل مكة المكرمة وواجب المسلمين نحوها.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات