فضائل القرآن الكريم

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2024-04-19 - 1445/10/10 2024-04-24 - 1445/10/15
عناصر الخطبة
1/فضائل القرآن الكريم ومحاسنه في الدنيا والآخرة.

اقتباس

فَمِنْ فضائله ومزاياه: أَنَّهُ نُورٌ يَهْدِي إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَيُحَذِّرُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ؛ فَيُرَغِّبُ النَّاسَ فِي أَعْمَالِ الْإِيمَانِ لِكَيْ يَعْمَلُوهَا، وَيَنْهَاهُمْ عَمَّا يُكَدِّرُ صَفْوَ الْإِيمَانِ مِنَ.. وَيُؤَيِّدُ شِفَاءَ الْقُرْآنِ لِلْأَمْرَاضِ الظَّاهِرَةِ: مَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَيْسَ هُنَاكَ كَلَامٌ مِثْلُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ سُمُّوًّا وَجَلَالًا، وَإِعْجَازًا وَكَمَالًا، وَفَضْلًا وَخَيْرًا، وَنَفْعًا وَأَجْرًا، فَهُوَ فِي ذَلِكَ وَنَحْوِهِ فِي الذُّرْوَةِ الْعُلْيَا، وَالْمَنْزِلَةِ الْأَسْمَى، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ وَهُوَ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ -جَلَّ جَلَالُهُ-؛ وَقَدْ بَوَّبَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي صَحِيحِهِ: "بَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ"، وَذَكَرَ تَحْتَهُ أَكْثَرَ مِنْ حَدِيثٍ، وَقَالَ الْإِمَامُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ".

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فَضَائِلَ ومزايا كَثِيرَةً؛ فَمِنْ فضائله ومزاياه:

أَنَّهُ نُورٌ يَهْدِي إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَيُحَذِّرُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ؛ فَيُرَغِّبُ النَّاسَ فِي أَعْمَالِ الْإِيمَانِ لِكَيْ يَعْمَلُوهَا، وَيَنْهَاهُمْ عَمَّا يُكَدِّرُ صَفْوَ الْإِيمَانِ مِنَ الْأَفْعَالِ حَتَّى يَجْتَنِبُوهَا؛ وَلِذَلِكَ كَثُرَ النِّدَاءُ بِلَفْظِ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْمَائِدَةِ:15-16].

 

وَمِنْ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَمَزَايَاهُ: أَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الِاسْتِسْلَامِ وَالْخُضُوعِ لِشَرْعِ اللَّهِ -تَعَالَى-، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا)[الْإِسْرَاءِ:107-109]؛ قَالَ الطَّبَرِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي تَفْسِيرِهِ: "يَقُولُ -تَعَالَى ذِكْرُهُ-: وَيَخِرُّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ مُؤْمِنِي أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِ نُزُولِ الْفُرْقَانِ، إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لِأَذْقَانِهِمْ يَبْكُونَ، وَيَزِيدُهُمْ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالْعِبَرِ خُشُوعًا، يَعْنِي: خُضُوعًا لِأَمْرِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، وَاسْتِكَانَةً لَهُ".

 

ومن فضائل القرآن: قَالَ -تَعَالَى-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[الْإِسْرَاءِ:9]؛ قَالَ الشَّنْقِيطِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي تَفْسِيرِهِ: "وَهَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ أَجْمَلَ اللَّهُ -جَلَّ وَعَلَا- فِيهَا جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْهُدَى إِلَى خَيْرِ الطُّرُقِ وَأَعْدَلِهَا وَأَصْوَبِهَا، فَلَوْ تَتَبَّعْنَا تَفْصِيلَهَا عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ لَأَتَيْنَا عَلَى جَمِيعِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ لِشُمُولِهَا لِجَمِيعِ مَا فِيهِ مِنَ الْهُدَى إِلَى خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".

 

وَمِنْ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَمَزَايَاهُ: أنه نَزَلَ لِشِفَاءِ الْعَبْدِ فِي ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، وَرُوحِهِ وَبَدَنِهِ؛ قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)[الْإِسْرَاءِ:82]؛ فَهُوَ "شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ بِزَوَالِ الْجَهْلِ عَنْهَا وَإِزَالَةِ الرَّيْبِ، وَلِكَشْفِ غِطَاءِ الْقَلْبِ مِنْ مَرَضِ الْجَهْلِ لِفَهْمِ الْمُعْجِزَاتِ وَالْأُمُورِ الدَّالَّةِ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَشِفَاءٌ مِنَ الْأَمْرَاضِ الظَّاهِرَةِ بِالرُّقَى وَالتَّعَوُّذِ وَنَحْوِهِ".

 

فيا أمة القرآن: وإن مما يُؤَيِّدُ شِفَاءَ الْقُرْآنِ لِلْأَمْرَاضِ الظَّاهِرَةِ؛ مَا جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانُوا فِي سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ، فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقَالَ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: "وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟" ثُمَّ قَالَ: "خُذُوا مِنْهُمْ، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ".

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- عَنِ اسْتِشْفَائِهِ بِالْفَاتِحَةِ: "وَلَقَدْ مَرَّ بِي وَقْتٌ بِمَكَّةَ سَقِمْتُ فِيهِ، وَفَقَدْتُ الطَّبِيبَ وَالدَّوَاءَ، فَكُنْتُ أَتَعَالَجُ بِهَا؛ آخُذُ شَرْبَةً مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَأَقْرَؤُهَا عَلَيْهَا مِرَارًا، ثُمَّ أَشْرَبُهُ فَوَجَدْتُ بِذَلِكَ الْبُرْءَ التَّامَّ، ثُمَّ صِرْتُ أَعْتَمِدُ ذَلِكَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْجَاعِ، فَأَنْتَفِعُ بِهَا غَايَةَ الِانْتِفَاعِ".

 

نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يَنْفَعَنَا بِالْقُرْآنِ، وَيَشْفِيَ بِهِ مِنَّا الْأَرْوَاحَ وَالْأَبْدَانَ.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ -تَعَالَى- بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ وَسِعَتْ فَضَائِلُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَعَمَّتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ؛ فَمِنْ فَضَائِلِهِ فِي الْآخِرَةِ:

أَنَّ الْقُرْآنَ شَفِيعٌ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيَشْفَعَانِ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ).

 

ومن فضائل الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أنه يَرْفَعُ أَهْلَهُ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ: فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ).

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وَهَذَا يَحْتَمِلُ شَيْئَيْنِ: أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ آخِرِ حِفْظِهِ، وَأَنْ تَكُونَ عِنْدَ آخِرِ تِلَاوَتِهِ لِمَحْفُوظِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ".

 

أَلَا واعْلَمُوا -عِبَادَ اللَّهِ- فَضْلَ كِتَابِ رَبِّكُمْ، وَتَأَمَّلُوا فِي مَزَايَاهُ الْإِيمَانِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ؛ حَتَّى تَرْفَعُوا مُسْتَوَى الْإِيمَانِ وَالْأَخْلَاقِ لَدَيْكُمْ، وَانْظُرُوا فِي فَضَائِلِهِ الصِّحِّيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ؛ لِكَيْ تَسْتَشْفُوا بِهِ فِي أَبْدَانِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ، وَالْتَفِتُوا إِلَى مَا يَصْنَعُ الْقُرْآنُ بِأَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَسْتَعِدُّوا الْيَوْمَ لِتَكُونُوا مِنْهُمْ غَدًا -بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى-.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ، الْعَامِلِينَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، وَالْفَائِزِينَ بِهِ فِي الْآخِرَةِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

فضائل القرآن الكريم.pdf

فضائل القرآن الكريم.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات