عناصر الخطبة
1/تأملات في حادثة الإفك 2/فضائل الصحابة 3/خطورة الطعن في الصحابة وتنقصهم 4/طعن الشيعة الروافض في الصحابة وزوجات النبي 5/خطورة رمي واتهام أعراض المؤمنات 6/كيفية تلقي الأخبار ونقلها 7/دروس وفوائد من حادثة الإفك.اقتباس
فَيَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ! أَتَظُنُّونَ أَنَّ بَينَنَا وَبَينَ الرَّافِضَةِ تَوَافُقًا وَتَقَارُبًا دِينِيًّا؟ كَلا وَرَبِّي، فَمَا بَينَنَا كَمَا بَينَ الْمَشرِقِ والْمَغرِبِ. وَأَنْتُم تُشَاهِدُونَ بِأُمِّ أَعيُنِكُم مَا يَفْعَلُهُ الرَّوافِضُ فِي حُدُودِنَا الجَنُوبِيَّةِ، وَفِي عِرَاقِنَا الحَزِينِ، وفي شَامِنا الغَالِي، من التَّآمُرِ مَعَ دُوَلِ الرَّفْضِ، وَمَعَ فِرَقِ التَّكفيرِ والتَّفجيرِ والتَّقتيلِ. وَلَكِنَّ اللهَ -تَعالَى- لَهُم بِالمِرْصَادِ.
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ خَلَقَنا وَهُو أَقرَبُ إلينا مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ، أَشهدُ ألَّا إِلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ يَفعَلُ مَا يَشاءُ وَيَحكُمُ مَا يُرِيدُ. وَأَشهدُ أنَّ مُحمَّدا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَشرَفُ الخَلْقِ وَأَطهَرُ العَبِيدِ. صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليه وعلى آلِهِ وَأصحابِهِ وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسانٍ وإيمَانٍ إلى يَومِ المَزِيدِ.
أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يَا مُؤمِنُونَ وَتُوبُوا إليهِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
عِبَادَ اللهِ: لَمَّا تَحَدَّثنا فِي الجُمُعَةِ المَاضِيَةِ عَنِ الإِفْكِ والبُهتَانِ على أُمِّنا عَائِشَةَ الصِّدِّيقةِ بِنتِ الصِّديقِ -رَضِيَ اللهُ عَنها وأرضَاها- كَادَتِ قُلُوبُنَا تَطيرُ فَرَقًا مِن هَولِ مَا سَمِعَتْ؛ فَقَد كَشَفَتِ الحَادِثَةُ عن حِقْدٍ دَفِينٍ على شَخْصِ النَّبِيِّ الكَرِيمِ وَأَهلِ بَيتِهِ الطَّاهِرينَ، على رَأسِهِم رَأْسُ النِّفَاقِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سَلُولٍ، أَخْزَاهُ اللهُ الذي وَصَفَهُ اللهُ بِقَولِهِ: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[النور: 11].
فَإنَّهُ لَمَّا مَرَّ الصَّحابِيُّ الجَلِيلُ صَفْوَانُ بنُ المُعَطِّلِ -رَضِيَ اللهُ عنهُ- حَامِلاً أمَّ المُؤمِنينَ على جَمَلِهِ وابنُ سَلُولٍ فِي قَومِهِ، فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ قَولَةً خَبِيثَةً: "وَاللهِ مَا نَجَتْ مِنْهُ وَلا نَجَا مِنها! امْرَأَةُ نَبِيِّكُم بَاتَت مَعَ رَجُلٍ ثُمَّ جَاءَ يَقُودُها". أَعُوذُ بِاللهِ! إنِّها قَولَةٌ مَاكِرَةٌ خَبِيثَةٌ أَذَاعَتْهَا عِصَابَةُ النِّفَاقِ، حتى مَعَ الأَسَفِ لاكَتْها أَلْسُنٌ مُؤمِنَةٌ؛ نالَت جَزَاءَها في الدُّنيا، وَأُقِيمَ عَليهِمْ حَدُّ القَذْفِ ثَمَانُونَ جَلْدَةً تَطْهِيرًا لَهُمْ.
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- عَلى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِن العِلْمِ والْوَرَعِ وَحِفْظِ الِّلسَانِ حَتَّى أَنَّ رَسُولَنَا بَرَّأَ صَفْوَانَ وَمَدَحَهُ بِقَولِهِ: "ما عَلِمْتُ عليه إلَّا خَيْرًا، وما كانَ يَدْخُلُ علَى أهْلِي إلَّا مَعِي".
هَذا هُو الوَاجِبُ تُجاهَ كُلِّ بَيتٍ؛ فَمَا بَالُكُمْ بِبَيتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، وَحِينَ سَأَلَ رَسُولُ اللهِ زينبَ بنتَ جَحْشٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْها- عَنْ ضَرَّتِها عَائِشَةَ فَقَالت يَا رَسُولَ اللهِ: "أَحمِي سَمْعِي وَبَصَرِي واللهِ مَا عَلِمتُ عَليها إلَّا خَيرًا"؛ فَعَصَمَها اللهُ بِالوَرَعِ.
أَيُّها الْمُؤمِنُونَ: صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ أَكْمَلُ النَّاسِ عُقُولًا، وَأَقْوَمُهُمْ دِينًا، وَأَغْزَرُهُمْ عِلْمًا، وَأَشْجَعُهُمْ قُلُوبًا، جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، فَأَقَامَ اللهُ بِهِمُ الدِّينَ، وَأَظْهَرَهُمْ عَلَى جَمِيعِ العَالَمِينَ.
لَقَدْ أَثْنَى اللهُ عَلَيهِمْ، فَقَالَ -تَعَالَى-: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التوبة: 100].
وَقَدْ قَالَ عَنْهُمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَقَدْ وَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ هُمْ خَيرُ القُرُونِ.
وَقَدْ حَذَّرَ رَسُولُ اللهِ مِن تَنَقُّصِهِمْ أَو سَبِّهِمْ فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ"(رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). بِلْ إنَّ سَبّهُمْ مِنْ أَسْبَابِ حُلُولِ اللَّعَنَاتِ, قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"(حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ).
عِبَادَ اللهِ: أَمَّا أَهلُ النِّفَاقِ وَزَنَادِقَةُ العَصْرِ الذينَ يَتَسَتَّرُونَ بِالإسلامِ وَيَتَشَدَّقُونَ بِمَحَبَّةِ آلِ بَيتِ خَيرِ الأنامِ، فَإنَّهُمْ يَفْرُونَ فِريتَهَم وَيَصُبُّونَ جَامَّ غَضَبِهم على خَيرِ صَحْبٍ وَأَطْهَرِ بَيتٍ. فَالرَّافِضَةُ الاثنَا عَشَرِيَّةَ يَقُولُونَ في أَبِي بَكْرِ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهما- كَذبًا وَزُورًا وَأَنَّهُمَا الجِبْتُ والطَّاغُوتُ، وأنَّهما في النَّار.
أَمَّا قَولُهُم فِي بَعضِ أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ وَبِالأَخَصِّ ابنَةَ الصِّدِّيقِ فَلا يَكَادُ يَخْطُرُ لَكُم عَلى بَالٍ! أَقْسَمَ شَيخُهُم القُمِّيُّ الرَّافِضِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ زَوْجَتَا رَسُولِ اللهِ وَأُمَّهَاتِنَا قَد وَقَعَتَا بِالفَاحِشَةِ. نَعُوذُ بِاللهِ مِن ذَلِكَ. سُبْحَانَكَ هَذا بُهتَانٌ عَظِيمٌ.
فَيَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ! أَتَظُنُّونَ أَنَّ بَينَنَا وَبَينَ الرَّافِضَةِ تَوَافُقًا وَتَقَارُبًا دِينِيًّا؟ كَلا وَرَبِّي، فَمَا بَينَنَا كَمَا بَينَ الْمَشرِقِ والْمَغرِبِ. وَأَنْتُم تُشَاهِدُونَ بِأُمِّ أَعيُنِكُم مَا يَفْعَلُهُ الرَّوافِضُ فِي حُدُودِنَا الجَنُوبِيَّةِ، وَفِي عِرَاقِنَا الحَزِينِ، وفي شَامِنا الغَالِي، من التَّآمُرِ مَعَ دُوَلِ الرَّفْضِ، وَمَعَ فِرَقِ التَّكفيرِ والتَّفجيرِ والتَّقتيلِ. وَلَكِنَّ اللهَ -تَعالَى- لَهُم بِالمِرْصَادِ.
فَكَيفَ يُنادِي أُناسٌ بِالتَّقَارُبِ مَعَ تِلكَ الطُّغْمَةِ الفَاسِدَةِ في عَقِيدَتِها، الهَالِكَةِ في مَسِيرَتِها؛ فَعَقِيدَةُ الوَلاءِ لِلمُؤمِنينَ والبَراءَةِ من الكافِرينَ أَصْلٌ فِي الدِّينِ.
فَالَّلهُمَّ إنَّا نَعوذُ بِكَ مِنْ مُضلاتِ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنها ومَا بَطَنَ، اللهمَّ انصُرْ مَنْ نَصَرَ الدِّينَ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ، وأستَغفِرُ رَبِّي لِي وَلَكُم وَلِلْمُؤمِنِينَ فَاستَغفِرُوه إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطبةُ الثانية:
الحمدُ للهِ العَزِيزِ الغَفُورِ، أَشْهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له يَعلَمُ خائنةَ الأَعينِ وما تُخفي الصُّدورُ، وَأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه بَعَثَهُ اللهُ بالهدى والرَّحمَةِ والنُّورِ، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ البعثِ والنُّشُورِ.
أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله سِرًّا وجهرًا، واجعَلوها عُدَّةً لكم وذُخرًا.
عِبادَ اللهِ: فِي حَادِثَةِ الإفْكِ نَعلَمُ يَقِيناً أَهَمِّيَةَ حِفْظِ الأَعرَاضِ، وَأَنَّ رَمْيَ المُؤمِنَاتِ الغَافِلاتِ مِن السَّبعِ المُوبِقَاتِ الْمُهْلِكَاتِ لأَصْحَابِهَا؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[النور:23].
والقَذْفُ مَعْنَاهُ اتِّهَامُ أَحَدٍ بِفِعْلِ الفَاحِشَةِ؛ فَقَذْفُ مُؤمِنٍ أو مُؤمِنَةٍ يُوجِبُ جَلداً فِي الدُّنيا وَعَذَاباً عَظِيمَاً فِي الآخِرَةِ. وبَعضُ النَّاس سَفَهاً وَفُحْشاً وَجَهْلاً يُطلقُ لِسَانَهُ بِأَقْوالٍ تُوجِبُ عليهِ حَدًّا فِي الدُّنيا وَعَذَابًا فِي الآخِرَةِ وَفِسْقاً عِندَ النَّاسِ، كَقَولِ بَعضُهِمْ: يا ابنَ الحَرَامِ أَو يَا ابنَ الزِّنَا وَغَيرهَا مِن الأَلفَاظِ البَذِيئِةِ الفَاحِشَةِ وَيَعتَذِرُ بِأنَّهُ عَلى سَبِيلِ المِزَاحِ.
وَقَدْ حَذَّرَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "لَيسَ الْمُؤمِنُ بِالطَعَّانِ ولا اللعَّانِ ولا الفَاحِشِ ولا البَذِيء".
في القِصَّةِ دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لنا فِي كَيفِيَّةِ تَلقِّي الأَخبَارِ وَنَقْلِها؛ فَبَعْضُ المَرضَى يُطلِقُونَ الأَلْسُنَ ويَنشُرُونَ الأَخبَارَ بِلا تَمْحيصٍ ولا تَدْقِيقٍ ولا تَرَوٍّ. وقد أمَرَنا اللهُ بقَولِهِ: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)[الحجرات:6]، وَقَالَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "كَفَى بِالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ".
وَمَعَ توفُّر الأجْهِزَةِ الحَديثَةِ كَثُرت الإشَاعاتُ والافْتِرِاءَاتُ، فاحذروا مِمَّن عَنَاهُم رسولُ اللهِ بِقَولِهِ: "لاَ تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ، وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ".
أيُّها المؤُمِنُونَ: فِي القِصَّةِ دَرْسٌ لِلزَّوْجَينِ والأَبَوَينِ فِي كَيفِيَّةِ عِلاجِ الخِلافَاتِ الأُسَرِيَّةِ؛ فَرَسُولُ اللهِ شَهرٌ كَامِلٌ يَتَأَمَّلُ وَيَسْتَشِيرُ. فَلَمْ يَتَعَجَّل بِطلاقٍ وبَعضُنا عِندَ أَدْنى خِلافٍ يَكُونُ الفِراقُ والطَّلاقُ. أَبُو بَكْرٍ وأُمُّ رُومَانَ كَانَ تَدَخُّلُهُما لإِطفَاءِ الفِتنَةِ وَحَصْرِ المُشكِلَةِ، لا لإشعالِها.
مِن القِصَّةِ يَستَفِيدُ الزَّوجُ الْمُعَاتِبُ ألاَّ يَظْلِمَ زَوجَتَهُ ولا يُقَبِّحَ ولا يَهجُرَ إلاَّ فِي بَيتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ عَادِلا مُنصِفاً وَاضِحاً، لا كَمَا يَقَعُ مِنْ بَعْضِ السُّفَهاءِ هُجرَانٌ وَطَلاقٌ واعْتِدَاءٌ وَطَرْدٌ وَفُجُورٌ والعِيَاذُ بِاللهِ.
في القِصَّةِ دَرْسٌ لِأهْلِ العِفَّةِ والحِشْمَةِ؛ فَالنِّسَاءُ لا يَخْرُجْنَ إلاَّ لِحاجَةٍ، فلا تَكَشُّفَ للِأَجْسَامِ وَلا رَفْع للأَصْوَاتِ، ولا خَلْوَات مُحرَّمَة؛ وإنَّما احْتِشَامٌ وَسِتْرٌ وَحَيَاءٌ تَامٌّ, أَخْذاً بِقَولِ اللهِ -تَعَالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب:33].
فَلَيْتَنَا نَعِي نَحْنُ الرِّجَالَ هَذَا الدَّرْسَ وَنُدْرِكَهُ قَبْلَ نِسَائِنَا, فَالْمُتَأمِّلُ لِبِعْضِ الْمَظَاهِرِ والْبَرَامِجِ والْمَقَاهِي والأَسْوَاقِ يَجِدُ أَنَّ بَعْضَنَا ابْتَعَدَ عَنْ حَقِّ القِوَامَةِ والرِّعَايَةِ بُعْدَ الْمَشْرِقِينِ, فَإلى اللهِ الْمُشْتَكَى وَهُوَ حَسْبُنَا وَعَليهِ الاتِّكَالُ.
عِبادَ اللهِ: هَذِهِ بَعْضٌ مِنْ دُرُوسِ قِصَّةِ الإفْكِ وَمَنْ تَأمَّلَ وَجَدَ المَزيدَ.
فاللهمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاها وَزَكِّها أَنتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنتَ وَلِيُّها وَمَولاهَا. اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بِكَ مِنْ مُضلاتِ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنها ومَا بَطَنَ.
اللهمَّ انصُرْ مَنْ نَصَرَ الدِّينَ واخذُلْ مَنْ خَذَلَ الدِّينَ، اللهمَّ مَنٍ أرادنا وأرادَ دِينَنَا وأَمنَنَا وَأخلاقَنا وبِلادَنا بِسوءٍ فَأشغلهُ في نَفْسِهِ واجعَل كَيدَه فِي نَحرِه.
اللهم عليكَ بالحوثيينَ والرافِضَةِ المُعتدين ومن ناصرهم. اللهم احفظ حُدُودَنا وجُنُودَنا وبلادَنا وبلادَ المُسلمينَ يا رب العالمين.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى وأعنهم على البر والتقوى وارزقهم بطانةً صالحةً ناصحةً يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمناتِ والمُسلمين والمُسلماتِ الأحياء منهم والأموات. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عبادَ الله: اذكروا الله العظيمَ يذكُركم، واشكروه على عمومِ نعمه يَزِدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعونَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم