عناصر الخطبة
1/ زخرفة الباطل وتزيينه من وصف أعداء الرسل 2/ كيف يتسلل أهل الباطل إلى القلوب واحتلال العقول لترويج باطلهم؟ 3/ شدة فتنة الدجال على كثير من القلوب والعقول 4/ حقيقة مشروع الحوثي الإيراني في بلادنا 5/ تدمير الشيعة للعراق وسورية 6/ أوجه تشابه الدجال مع الحوثي؟ 7/ للحوثي تاريخ دموي مخيف وسوابق مفزعةاقتباس
كما كشفت النصوص حقيقة فتنة الدجال وأن جنته نار، وناره جنة, فقد كشفت وقائع وأحداث العشر سنوات الماضية حقيقة مشروع الحوثي الإيراني في بلادنا الذي يَعِدُ الناسَ اليوم بجنةِ مشروعِه التخريبي, ليصليهم نار فتنته الطائفية ولظى تسلطه الديني والسياسي، لقد نسي الحوثي – وهو يدغدغ مشاعر المفتونين بكلامه على المعاناة المعيشية والاقتصادية –نسي أن المشروع الإيراني الاحتلالي الذي يُستخدم الحوثي لفرضه على شعبنا وبلادنا قد كَشَفَتْهُ وقائعُ الحال على أرض العراق الحبيبة..
الخطبة الأولى:
للدجل والتضليل الإعلامي أثر بالغ في قلب الأمور وتزوير الحقائق، حتى ليصل الأمر إلى إلباس الباطل لبوس الحق، وإلباس الحق لبوس الباطل، ولم يقع قط أن عرض أهل الباطل باطلهم بنفس الصورة المظلمة التي هو عليها، ولو عرض المبطلون باطلهم بنفس صورته القبيحة التي هو عليها لرفضته الفطر السليمة واستقبحته القلوب المستقيمة، ولم يزل دعاة الغِي والباطل يلجؤون لتزيين باطلهم وزخرفة ضلالهم للتغرير بالبسطاء وإضلال العامة، ولَبسُ الحق بالباطل من وصف أهل الكتاب الذي نهاهم الله عنه بقوله : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 42].
وبيّن سبحانه أن زخرفة الباطل وتزيينه من وصف أعداء الرسل فقال سبحانه : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) [الأنعام: 112= 113].
وزخرفةُ القول تحسينه بِأَلْفاظٍ ظاهِرُها جَميلٌ وَباطِنُها كُلُّهُ تَمْويهٌ وَكَذِبٌ، ومن شأن دعاة الضلالة أن يزخرفوا باطلهم بالعبارات الرَّنانة، والشعارات والدعاوى الكاذبة الخادعة، إضافة إلى ابتزاز المجتمعات باستغلال ظروفهم المعيشية ومعاناتهم الحياتية، فيدخلون على ضعفاء النفوس من باب الدفاع عن حقوقهم وتبنّي قضاياهم ويعدونهم برغد العيش وهناء الحال، هدف ذلك كله هو التسلل إلى القلوب واحتلال العقول لترويج الباطل فيها وتمكين الضلالة منها.
وقد أخبرتنا نصوص الوحي بأن المسيح الدجال لا يأتي الناس بالكفر مكشوفاً ولا بالباطل عارياً، وإنما يفتنهم بما قد علم الله أنه فتنة للجاهلين وتثبيتاً للمؤمنين، ففي الصحيح عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال ذات غداة، فقال: «إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم .. إنه خارج خلة بين الشأم والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا» ..
حتى قال: " فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم، أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، - أي ترجع إليهم مواشيهم من مراعيها أصح ما كانت وأسمن أبداناً وأملأ ألبانا - ثم يأتي القوم، فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل".
وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "وإن معه جنةً وناراً، فناره جنة، وجنته نار، وإن معه نهر ماء وجبل خبز .. وإنه يمطر السماء وينبت الأرض"، يا لله ما أشدها فتنة على كثير من القلوب والعقول، إن المدخل الذي يستخدمه الدجال لإضلال الناس وفتنتهم من أشد المداخل خطفاً للعقول المعيشية وأسرعها وأعمقها تأثيرا في النفوس المادية المصلحية، إنه يأتيهم من جهة معايشهم وأرزاقهم ويستفز ويستثير مشاعرهم تجاه معاناتهم في أقواتهم إنه يخاطبهم بلغة لقمة العيش التي هم أشد ما يكونون لها ضرورة ..
لقد فُتن أناسٌ في مجتمعاتنا بدعاة فتنة وضلالة لا جنة لديهم ولا نار ولا يملكون من بضاعة ينشرونها في أمتنا وبلادنا سوى الموت ورائحة الدم والفتنة الطائفية فكيف لو أُوقف هؤلاء المتساقطون بين يدي أخطر مضلّ فتَّان في تاريخ البشرية يفتن الناس بجنة رغيدة يرونها ونار محرقة يحسونها، ومعه أنهار الماء وجبال الخبز، ولا يأتي قوما فيدعوهم فيستجيبون له، إلا أمر سماءهم أن تمطر فتمطر، وأرضهم أن تنبت فتنبت، فيبيتون أغدق ما كانوا عيشاً وأهنأ أرزاقاً، ولا يأتي قوماً فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، إلا أمحلوا وأقحطوا وأجدبوا وضاقت عليهم الأرزاق والمعايش بل ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها فحينئذ يتبعه الناس زرافات ووحدانا ولا ينجو من فتنته إلا من عصم الله.
عجباً لطيشان العقول وزوغان الألباب في الاستجابة لنداء دجال مكشوف حذر منه الرسل جميعاً، وعظَّمتْ أخبار الوحي فتنتَه وكشفتْ حقيقتَه لكن رغم ذلك كله يتهافت الناس على دعوته ويلبون نداءات فتنته ..
وأما في شأننا اليمني وما يجري في بلدنا الحبيب فربما كان المسيح الدجال أصدق من أذناب المشروع الإيراني من الحوثيين فيما يعِدُون به الناس من الرخاء ونعيم العيش ظاهرا، فما يقع للدجال مما يفتِنُ به الناسَ يقع حقيقة بأمر الله وإذنِه القدري وتتغير أحوال أتباعه إلى الرخاء وأحوال المكذبين لدعوته إلى البؤس والضراء فتنةٌ من الله للناس واختبارا لهم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت: 2] ولأنه (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التوبة: 115]، فقد كشف الله حقيقة ما يفتن به الدجال الناس فقال رسوله -صلى الله عليه وسلم- : "إن الدجال يخرج وإن معه ماء ونارا، فأما الذي يراه الناس ماء، فنار تحرق، وأما الذي يراه الناس نارا، فماء بارد عذب، فمن أدرك ذلك منكم، فليقع في الذي يراه نارا، فإنه ماء عذب طيب".
وكما كشفت النصوص حقيقة فتنة الدجال وأن جنته نار، وناره جنة, فقد كشفت وقائع وأحداث العشر سنوات الماضية حقيقة مشروع الحوثي الإيراني في بلادنا الذي يَعِدُ الناسَ اليوم بجنةِ مشروعِه التخريبي, ليصليهم نار فتنته الطائفية ولظى تسلطه الديني والسياسي، لقد نسي الحوثي – وهو يدغدغ مشاعر المفتونين بكلامه على المعاناة المعيشية والاقتصادية –نسي أن المشروع الإيراني الاحتلالي الذي يُستخدم الحوثي لفرضه على شعبنا وبلادنا قد كَشَفَتْهُ وقائعُ الحال على أرض العراق الحبيبة, عراق صدام البطولة والبسالة -رحمة الله عليه-، عراق المقاومة الحقيقية لأمريكا وإسرائيل وإيران، العراق الذي دمره التآمر الإيراني الأمريكي الإسرائيلي.
لقد كان العراق من أقوى دولنا العربية اقتصاداً وأمناً وتعليماً وقوة عسكرية، فتآمرت عليه إيران مع أمريكا التي تنادي– كذباً وزوراً - بالموت لها، نعم تحالفت إيران مع أمريكا وإسرائيل لإسقاط العراق ,حتى قال كبار الساسة الإيرانيين بكل وقاحة : "لولا نحن ما دخلت أمريكا بغداد وأفغانستان"!
لجأ المعممون في إيران لأمريكا وإسرائيل ليحققوا لها ما عجزوا عنه من إسقاط العراق وتدميره وتركيعه بحرب الثمان سنوات، ورضي وشارك شيعة العراق العملاء باحتلال أمريكا لأرضهم وبلادهم والقضاء على دولتِهم وجيشهم, رغم ما ينتج عن الاحتلال من تدمير للبلاد وقضاءٍ على أمنها واستقرارها واقتصادها وكافة نواحي الحياة فيها كل ذلك رضي به الشيعة وسهلوا دخول الاحتلال الأمريكي ليستولوا هم على السلطة ويصبحوا هم حكام العراق .. وحصل كل ذلك..
احتل الأمريكان العراق وسقط النظام العراقي العتيد والدولة العراقية العصية وقُضِيَ على الجيش والاقتصاد العراقي، وقتل من العراقيين خلال حرب الاحتلال ما يزيد على مليون وثلاثمائة ألف عراقي، وسلَّم المحتلُّ الأمريكي حكمَ العراق للشيعة على طبق من ذهب برعاية إيرانية خالصة مكافأة لهم على دعمهم لاحتلاله أرضهم.
وضحَّى الشيعة بالشهيد – بإذن الله - صدام حسين - رحمة الله عليه – الذي طالما حذر الأمة الإسلامية من المشروع الصفوي الإيراني الطائفي، واستمتع الشيعة بقتل القائد البطل في يوم عيد الأضحى مبالغة في قهر الشعوب الإسلامية والعربية السنية وانتقاما من أشرف زعماء العرب في حينه, فما هو المشروع الشيعي الذي فوجئ العراقيون به على أيدي المليشيات العراقية المصنوعة في إيران التي تسلمت الحكم؟
هل عاش العراق – في ظل الحكومات الشيعية التابعة لإيران - لحظة من أمن أو دقيقة من استقرار أو ساعة من راحة واطمئنان؟ أسس شيعة العراق حكمهم للشعب والدولة العراقية على أساس طائفي حاقد، وأدارت حكومات العراق المتعاقبة شبكات إرهاب طائفية وزعت القتل على أهل السنة في كل شبر من أرض العراق, وخاصة في العاصمة بغداد لجعل بغداد مدينة شيعية خالصة، حتى صرح خبراء بأن تجربة الشيعة في العراق تذكر في كثير من ملامحها بالمشروع الصهيوني في فلسطين, والمشروع الصربي في البوسنة، اللذان قاما على القتل والإبادة والتعذيب والتهجير على أساس عرقي وديني ومذهبي، أسس شيعة العراق مشروعهم الدموي لإبادة العراقيين السُّنَّة, فراح ضحيته ما يزيد على خمسمائة ألف مواطن من العراقيين السنة الذي قُتِلوا وأبيدوا بأيدٍ عراقية شيعية طائفية وإشراف إيراني حاقد ودعم أمريكي متآمر.
وكل الحكومات التي تولت حكم العراق أثناء وبعد احتلال العراق شاركت في مذابح سنة العراق وإبادتهم، وليس لأولئك الضحايا الأبرياء من ذنْب تستباح به دماؤهم وأعراضهم وإنسانيتهم إلا أنهم مسلمون سنة وليسوا شيعة ,هُجِّرَ خمسةُ ملايين عراقي لأنهم سنة لا شيعة، مُلِئَت المعتقلات بمئات الآلاف من سنة العراق الأبرياء نساء ورجالا لأن أسماءهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو وعائشة وحفصة، ولأنهم لا يسبون الصحابة ولا يتبرؤون من الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهم أجمعين-.
نعم ارتكبت الجرائم بحق أهل السنة في العراق على الهوية والاسم فقط, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
بعد أكثر من عشر سنوات مِن حُكم الشيعة اسألوا العراق عن حالته الأمنية, اسألوا العراق عن أوضاعه الاقتصادية، حيث لم يعد سراً أن العراق الذي كان في عهد صدام حسين رحمه الله من أقوى الدول العربية الخليجية اقتصادا يحتل اليوم – في ظل حكم الشيعة - المرتبة الأولى على مستوى العالم في الفساد ونهب الثروات وسلب الحقوق.
وننتقل إلى بلد آخر من بلاد الإسلام لِنَمُرَّ على مأساة لا تقل عن سابقتها، إنها سوريا الجريحة، سوريا التي كانت آمنة مستقرة رغم قسوة حكامها على مواطنيها، حتى اختار حكامها الدخول في المشروع الصفوي الإيراني الشيعي, وفُرِضَ التشيُّع على السوريين السُّنة بالقوة وحُوصر السوريون في تدينهم وعقيدتهم، فأدخلوا البلد بذلك في النفق المظلم, ولا زال الشعب يتجرع المرارة حتى انقضى صبره فخرج ينتفض على حاكمه المجرم ليكتشف شعب سوريا أنه في مواجهة نظام طائفي يسترخص دماء شعبه وأعراضهم وحقوقهم لتثبيت طائفيته وليقتل - خلال السنوات الثلاث التي مضت - أكثر من مائتي ألف من السوريين ويدمر الدولة والمدن السورية ويهدم القرى والبيوت على رؤوس ساكنيها ويقتلهم بكل أنواع القتل ويعذبهم بأبشع أنواع التعذيب الذي لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا ,كل ذلك بدعم من أنظمة الحكم الشيعية في إيران والعراق وحزب الله في لبنان.
إنه المشروع الشيعي الإيراني الذي لا يهدف إلا لشيء واحد فقط ,إنه السلطة والوصول إلى حكم بلداننا وشعوبنا لفرض عقائده وخرافاته وطائفيته، ولْتذهبْ البلدان والشعوب وأمنُها واستقرارُها بعد ذلك إلى الجحيم.
الخطبة الثانية
معاشر الناس: واليوم وفي يمن الإيمان والحكمة يَعِدُ الحوثي اليمنيين برخاء العيش ويدغدع عواطفهم بحسن الحال غير أن أمره أجلى من أن يمرر دجاله الصغير كذبه على العقلاء المبصرين، إن الدجال يشترك مع الحوثي في أنهم يعدون الناس الوهم ويمنحونهم السراب، أليس الحوثي هو من أدخل الحروب الطائفية في بلادنا بعد أن لم يكن اليمنيين يعرفونها ؟! أليس الحوثي من يستورد سفن السلاح الإيراني ليستقوي به على شعبنا في حروبه الاحتلالية للأرض والشعب ؟! أليس الحوثي هو من دمر اقتصاد اليمن من خلال استنزافه في حروبه الطائفية؟!
- إنه الذي يفرض على الناس في صعدة فروضاً مالية لا حق له في فرضها وجبايتها ينتزعها منهم قهرًا، إضافة إلى نهب البنوك في المناطق التي يحتلها والاستيلاء على حقوق المواطنين ثم يأتي ليزايد بالكلام على الاقتصاد وافتعال المواقف لرفض الجرعة ليكسب تعاطف البسطاء في حين أنه لا تعنيه حياة الشعب ولا يحترم إنسانيته أصلاً ولا حرمة دمائه وأعراضه وأمواله فضلاً عما سوى ذلك.
أي وطنية ومصداقية للحوثي حينما يرفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل بينما يسفك دماء عشرات الآلاف من اليمنيين في صعدة وحجة والجوف وحرف سفيان وعمران والرضمة وسواها ؟! هل من يستبيح الحوثي دمائهم من اليمنيين مسلمون أم يهود وأمريكان ؟!، ما هي المعارك التي خاضها الحوثيون ضد أمريكا وإسرائيل؟ لماذا رفضت أمريكا تصنيف الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية بالرغم من مجاهرتهم بعداوة أمريكا ونشرهم القتل والموت في طول البلاد وعرضها؟ ماذا تعني تصريحات السفير الأمريكي بصنعاء أنه يجتمع وبشكل دائم مع شخصيات تمثل الحوثيين كحسن زيد ومحمد مفتاح ومحمد عبد الملك المتوكل؟ وهل علمتم بالاجتماعات السرية بين قيادات حوثية ووزيرة الخارجية الأمريكية في السفارة الأمريكية بصنعاء؟ لماذا لا تقصف الطائرات الأمريكية بدون طيار الحوثيين في صعدة رغم إظهارهم العداء لها؟ وندائهم بالموت لأمريكا؟ لماذا يشن الحوثيون الحرب على صلاة التراويح في صعدة وعمران وصنعاء وغيرها ويغلقون المساجد ويأسرون الأئمة ويقتلون المصلين؟ هل صلاة التراويح صناعة أمريكية أم سنة نبوية؟ هل عثر الحوثيون في بيوت الله المساجد ودور القرآن التي فجروها في حاشد وعمران وحجة وغيرها على أمريكيين أو إسرائيليين داخلها؟
لقد قيل للسفير الأمريكي بصنعاء: إن الحوثيين ينادون بالموت لكم صباحا ومساءً ابتسم وقال: نحن نعرف عدونا، ولا تهمنا الأقوال بل تهمنا الأفعال، لماذا رفض الحوثيون في مؤتمر الحوار التصويت لتحكيم الشريعة وصوتوا للدولة العلمانية ؟ هل بلغ عداؤهم لأمريكا وإسرائيل إلى حد رفض شرع الله والقبول بالعلمنة كيدا للأمريكان ؟!
معاشر اليمنيين: إذا كان الحوثي يخاف على اليمنيين من الجرعة إنسانية منه وإشفاقاً على شعبنا فأين كانت هذه الإنسانية والشفقة حين قتل 60000 من جنودنا وشعبنا في حروبه مع الدولة ؟ إن كنتم لا تعرفون حقيقة إنسانية الحوثي وشفقته فاسألوا عنها عشرات الآلاف من أُسَرِ الشهداء الذين رمَّل نساءهم ويتَّم أطفالهم وكتب عليهم بؤس الحياة وشقاءها ما داموا على قيد الحياة، اسألوا عنها مئات الآلاف من نازحي دماج وصعدة وحجة والجوف وحرف سفيان وعمران الذين هجرهم من ديارهم وقراهم وحرمهم السكون والاستقرار وفرض عليهم بآلة سلاحه الدموية أن يعيشوا مشردين هم ونساؤهم وأطفالهم بلا مأوى ولا مستقر .
إنه الدجل والكذب والإفك المفضوح الذي لا يخفى على من كان له مثقال ذرة من عقل وبصيرة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)[المنافقون: 4].
ما علاقة إسقاط الجرعة برفع صور الهالك الخميني عدو الأمة والملة، تضرر شعبنا من الجرعة لكن لو خيرته بين الجرعة أو الحرب...سيختارون الجرعة، سيختار أن يدفع ألف ريال زيادة خير من أن يدفع عشرات الآلاف من أبنائه قتلى، لا يمكن لأحد أن يستبدل شوكة برصاصة، وليس صحيحا أن يُقتَلَ الناسُ بحجة خوفنا عليهم أن يجوعوا.
وأن تنطفئ الكهرباء ساعتين ...أهون من حرب تدمرها وتنهي وجودها 24 ساعة، وأن يخرج الناس إلى الشارع فيشاهدوا شرطي مرور...أفضل من عدم خروجهم بسبب تواجد المسلحين, وأن يعيش الناس يأكلون القليل... خير من أن يعيشوا نازحين في الخيام لا يجدون ما يأكلون.
لا أحد سيقبل سقوط الدولة تحت مبرر سقوط الجرعة، وإذا كنا نرفض الجرعة مرة فنحن ضد الحرب والفتنة الطائفية ألف مرة، نحن ضد الجرعة وضد فساد الحكومة لكننا أيضا ضد مشاريع العنف الطائفي وإشعال الحروب تحت أي مبرر ..غيِّروا مائة حكومة لكن لا تشعلوا حربا واحدة، إن الحوثي يستخدم شعارات إسقاط الجرعة لكنه يستخدمها لإسقاط وطن؟!!!
إنها كلفة فادحة من الصعب تَحَمُّلُها، الرجل ليس ضد رفع الدعم عن المشتقات النفطية، إنه يريد أن يرفع شعبيته ويدعم رصيده لدى البسطاء والسذج والجهال والمغفلين الذين لا يحسبون للأمور عواقبها والذين يريد الحوثي أن يجعل منهم حطب وقود لمشروع تسلطه على العباد والبلاد .
إن هذا المتمسح بقضية الشعب اليوم قد عرف وجهه المُدان في حصار وقتل أبناء دماج لشهور متطاولة, تلك الجرائم التي ختمت بتهجير أبناء دماج وإخراجهم من بلدهم في حادثة لم تتكرر في التاريخ الحديث إلا مرتين في تهجير أبناء فلسطين وأهل دماج, فصارت وصمة عار في جبين النظام اليمني, أما جوع الشعب فلا يَعنيه ,فمن يرديك قتيلا بدم بارد لا يمكن أن يثور من أجلك أو ينتصر لحياتك ومعيشتك، إن للحوثي تاريخاً دموياً مخيفا وسوابق لاإنسانية مفزعة لا يمكن نسيانها لمجرد وقوفه في الشارع مطالبا بسقوط الجرعة والحكومة، إن من يُسقط المدن بقوة السلاح لا يمكن أن يكون حاملا مشروعا تغييرا أو داعية بناء ونهوض، هذا أمر غير قابل للمراجعة، نتحمل حكومة فاشلة ولا نتحمل حركة قاتلة، ونتحمل أن يقودنا الضعاف خير من أن نقاد كالخراف.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم