فابتغوا عند الله الرزق

سليمان بن حمد العودة

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها 2/ أهمية التوكل على الله والرضا بالمقسوم 3/ المال المبارك الذي يؤخذ بسخاوة وطيب نفس 4/ نماذج من جوع النبي صلى الله عليه وسلم وجوع أصحابه 5/ مفاهيم معينة على القناعة والرضا بقسمة الله

اقتباس

ويظل أقوام فقراء لما في قلوبهم من الهلع والجزع والحرص على الدنيا، وإن كانوا في عداد الأغنياء ويظل آخرون أغنياء يتعففون ويتكففون ولا يسألون الناس إلحافاً، وإن باتوا لا يجدون من الدنيا ما يطعمون لو شاءوا لكانوا من ذوي الثروة والغناء.

 

 

 

 

الحمد لله واهب النعم، ومحل النقم، أحمده تعالى وأشكره وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو خير الرازقين.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين وارجوا اليوم الآخر، ولا تعثوا في الأرض مفسدين.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلمُونَ) [آل عمران:102].

عباد الله يظل الرزق حبلاً ممدوداً بين السماء والأرض: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذريات:22]. برهم وفاجرهم ونعمة ورحمة يتفضل الله بها على الخلق أجمعين: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذريات:58].

والله هو المقت لكل شيء: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) [النساء: 85]. أي: مقتدرا يعطي كل إنسان قوته.

لا إله إلا الله ينفرد وحده بالربوبية والألوهية، ويختص وحده ببسط الرزق أو تقديره: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سـبأ:36].

ولا إله إلا الله امتد رزقه فضلاً عن العقلاء، فرزق الطير في أوكارها، والسباع في جحورها، والحيتان في قاع البحار والمحيطات، وشمل رزقه الدواب بأنواعها وصدق الله: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود:6].

معاشر المسلمين: تأملوا عظمة الله وإحسانه وكمال قدرته فالذي لا يحمل الرزق يحمل له، والذي لا يملك قوت يومه أو غده ييسره الله له: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت:60].

ومن لطائف ما يذكر في تفسير الآية: أن الغراب إذا فقس عن فراخه البيض خرجوا وهم بيض، فإذا راهم أبواهم كذلك نفرا عنهم أياما حتى يسود الريش فيظل الفرخ فاتحا فاه يتفقد أبويه، فيقيض الله تعالى طيوراً صغاراً كالبرغش فيغشاه فيتقوت به تلك الأيام حتى يسود ريشه، والأبوان يتفقدانه كل وقت، فكلما رأوه أبيض الريش نفروا عنه، فإذا رأوه قد أسود ريشه عطفا عليه بالحضانة والرزق.

أرأيتم كيف يتولى الله رزق الضعفاء حين يتخلى عنه أقرب الأقرباء الرحماء؟ إنها منتهى الرحمة وكمال الربوبية؛ رحماك ربي، تمتلئ بطوننا، وتمتد ثرواتنا، وتتضخم أرصدتنا، ولا نزال نلهث وراء الدنيا، وربما خرجنا ولم نستمتع بما جمعنا، وربما صعب علينا إنفاق القليل منها.. ولو كان في ذلك الخير لنا ما هذا السعار، وما هذا اللهاث..

أين نحن من قوم هانت عليهم الدنيا، والتفتوا بهمم عالية إلى الأخرى.. وربما خروا على الأرض صرعى من الفاقة، والمخمصة فيظن الغريب أن بهم مسا من الجنون، وما هو إلا الجوع، عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة – وهم أصحاب الصفة – حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين، فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف إليهم فقال: "لو تعلمون مالكم عند الله تعالى لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة".

أين التوكل على الله والرضا بما قسم، والشكر على ما أنعم في الحاضر، والثقة برزق الله في المستقبل: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً".

ألا ما أحوجنا -جميعاً- إلى أن نأخذ هذا المال بسخاوة وطيب نفس، فذلك الذي يبارك له فيه، أما الشره والطمع والحرص والشح؛ فتلك تورد المرء موارد الردى، وهل تروي البحار ظمأ العطش؟ تلك وصية من وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم: "يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى..".

أيها المسلمون: ويظل أقوام فقراء لما في قلوبهم من الهلع والجزع والحرص على الدنيا، وإن كانوا في عداد الأغنياء ويظل آخرون أغنياء يتعففون ويتكففون ولا يسألون الناس إلحافاً،وإن باتوا لا يجدون من الدنيا ما يطعمون لو شاءوا لكانوا من ذوي الثروة والغناء.

صلى عليك الله يا علم الهدى وأنت تربط على بطنك الحجرين من شدة الجوع والإعياء، ولو سألت ربك لأحال لك الصفا ذهباً، وأنى لك أن تسأل هذا وأنت القائل: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً"، والقوت ما يسد الرمق – عند أهل اللغة.

وأبو هريرة رضي الله عنه يقول عنك: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير"، كان غنى النفس هو مفهوم الغنى الحق عندك، وكذلك أورثت أصحابك، ولقد خرجت والمؤمنون معك بعد ثلاث سنوات من الحصار الاقتصادي الذي فرضته قريش عليكم في الأرزاق والمناكح، وأنتم أصلب عوداً، وأشد على المبدأ الحق ثباتاً، وأن أكل المسلمون ورق الشجر، وإن كان أحدهم ليضع كما تضع الشاة ماله خلط.. لكنه الإيمان والصبر واليقين تندك له الصخور الراسيات، وتستجيب له القلوب وإن لم تتخلص بعد من حمأة الجاهلية، ولم يسلم أصحابها مع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.

أجل لقدى تنادى قوم مشركون بنقض الصحيفة الآثمة الظالمة وكانت ترد بين الفينة والأخرى الإبل محملة بالأرزاق من المحسنين إلى حيث يحصر المسلمون، فأنهي الحصارن وأنزلت الصحيفة، وانتصر الحق، وخسر المبطلون في هذا اللون من الحصار على المسلمين، وكذلك يرزق صاحب التقوى من حيث لا يحتسب (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2-3].

وكذلك تفلس وسيلة الحصار في الرزق التي عمدت إليها قريش في شعب أبي طالب، قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة، وفي ذلك درس وعبرة.

ألا فلنتق الله جميعاً في طلب أرزاقنا "اتقوا الله وأجملوا في الطلب" ولنثق بما عند الله لنا (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طـه:131]، ولنشكر الرازق على ما حبانا (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَه) [سبأ:15]، ولنثق بالخلف بعد الإنفاق (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طـه:132].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه، أقول ما تسمعون واستغفروا الله.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله يطعم ولا يطعم، وأشكره على جزيل النعم، (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له رزقه ما له من نفاد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رضي من الدنيا بالكفاف، وخرج منها ودرعه مرهونة عند يهودي.. اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه من الأنبياء.

أيها المسلمون: إذا كان غنى مفهوماً شرعياً وعقلياً للغنى الحقيقي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس".

فثمة مفهوم آخر ينبغي أن يستقر في أذهان المسلمين فيقنعون وهم يطلبون الرزق من الله، ويقول عنه صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافاً في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".

الله أكبر توفير قوت يوم يعدل حيازة الدنيا بحذافيرها.. ألا ما أعظم القناعة في هذا الدين.. وما أجمل الرضا والثقة برزق رب العالمين.

وهاكم وصية ثالثة من وصايا خير المرسلين في الرزق ما أحوجنا إلى فهمها، وإقناع النفس بها، يقول عليه الصلاة والسلام: "قد أفلح من أسلم، وكان رزقه كفافاً، وقنعه الله بما آتاه".
أتدرون ما الكفاف؟ قيل: "هو الذي لا يفضل عن الحاجة ولا ينقص".

وسئل سعيد بن عبد العزيز: ما الكفاف من الرزق؟ قال: "شبع يوم وجوع يوم".

وإذا كان ذلك كذلك فهل علمتم أن رزق آل محمد صلى الله عليه وسلم كفاف، فقد أخرج أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه بسند حسن: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءً، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير".

عباد الله: فإن قلتم فما الطريق إلى القناعة والرضا بما قسم الله أجبتكم بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه"، وفي رواية لمسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم". وإليكم نموذجاً عملياً قال عون بن عبدالله بن عتبة: كنت أصحب الأغنياء، فما كان أحد أكثر هماً مني، كنت أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خيراً من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صحبت الفقراء فاسترحت" كذا جاء في رواية عن رزين.

أيها المسلمون: هذه المفاهيم الشرعية وأمثالها ينبغي أن يتذكرها المسلمون دائماً وأبداً وهم يطلبون الرزق، فتريحهم من العناء، وتصلهم بالأخرى وحين تختل هذه المفاهيم، وتنسى هذه القيم، يصاب الناس بأدواء الدنيا المهلكة، فتسود المنافسة والشحناء، ويسري الحسد والبغضاء، وتتحقق خشية المصطفى صلى الله عليه وسلم: "..فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوهاكما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".

أو يكون الرزق داعياً للكبر والخيلاء والعلو والفساد،وينسى هذا المسكين أن الرزق لا يعني الرضا، وإنما هو فتنة وامتحان للمعطى وفي نموذج "قارون" عبرة وذكرى، (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص:78] إلى قوله تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:83].

عباد الله: كما ينتج عن هذه المفاهيم الخاطئة في طلب الرزق الغفلة عن ذكر الله، والله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون:9]. أو عن الصلاة، والله يقول: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4-5].

أما بيع الذمم، وضياع الدين بسبب الدنيا.. والمداهنة في بيان الحق ضماناً لحصول العيش وتوفر الرزق - فذلك الذي توعد الله عليه بالويل (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة:79]. وأصحابه لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [آل عمران:77].

أيها المسلمون: إياكم أن يكون طلبكم للرزق مفضياً إلى الكسب الحرام من ربا أو غش أو خداع أو قمار أو نحوها مما يتحصل به على الحرام ففي الحلال غنية عن الحرام، والله يقول: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:188].

إياكم واتباع خطوات الشيطان في رزق الله (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [الأنعام: 142].

وإياكم أن تكون هذه الأرزاق من الله لكم سبيلاً للفساد في الأرض أو الصدود عن سبيل الله أو منع ما أوجب الله، وقد جاءكم النذير منه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [التوبة:34].

وبالجملة فما أحرانا للتنبه لمخاطر الدنيا وفتنتها وأن ندرك أننا مستخلفون فيها يقول عليه الصلاة والسلام: "إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعلمون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء".
 

 

 

 

 

المرفقات

عند الله الرزق

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات