غمرات الغلو

عاصم محمد الخضيري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ بداية ظهور الخوارج 2/ لماذا خرج الخوارج على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب؟ 3/ اجتماع الخوارج واختيارهم أمير لهم 4/ الخروج على الأمة بدأ بتنظير ثم صار تنظيمًا 5/ سمات فكر وعقل هؤلاء الجهلة الضلال 6/ تحذير الأجيال من هذه النبتة الشوهاء 7/ لماذا يجب التحذير من فتنة الغلو والخوارج؟ 8/ كلما فُتح المجال لنشر الإرجاء استدعى ذلك وجود الغلو والتكفير 9/ أربعة نداءات مهمة للأمة لمواجهة فكر الخوارج

اقتباس

المظاهر لا تنبئ بالضرورة عن المخابر, فكم من مظهر يوسفي على مخبر فرعوني,.. ووالله ما اختطف الجهاد في سبيل الله في القديم وفي الحديث إلا من باب الخوارج, ولأن سارق الإسلام في هذا العصر ليس شمعون بيريز, ولا رئيسُ الأركان الصهيوني, بل سُرَّاقه كثير, وأكثرهم يشهدون معنا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله, وأن الجهاد حق، وأن النصر قادم لا محالة.

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 102- 103]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

لم يكن تعميمًا وقّعته الشؤون الإسلامية، وليس خطابًا سريًّا من مصدر أمني، وليس طلبًا من مسؤول كبير!!

 

هذه الخطبة هي تعميم إلزامي من وثيقة ربانية نتلوها في سورة آل عمران: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران: 187].

هذه الخطبة وقّعنا على معروضها، وعلى وجوب التحدث عنها، وهُددنا بأنه إن لم نفعل فسوف نبوء بإثم السكوت، اقرؤوا المعروض في سورة البقرة؟ (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ) [البقرة: 283]، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) [البقرة: 159].

اسمعوا هذه البداية: من فم الإمام البخاري: قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الواحد عن عمارةَ بن القعقاع بن شبرمة قال: حدثنا عبد الرحمن بنُ أبي نُعم قال: سمعت أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- يقول: بعث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذُهَيْبـة في أديم مقروظ لم تحصَّل من ترابها، قال: فقسمها بين أربعة نفر؛ بين عيينةَ بنِ بدر وأقرعَ بنِ حابس وزيدِ الخيل والرابع: إما علقمة وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال: فبلغ ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء"، قال: فقام رجل غائر العينين مشرفُ الوجنتين ناشزُ الجبهة كثُّ اللحية محلوق الرأس مشمَّر الإزار، فقال: يا رسول الله اتق الله اتق الله، قال رسول الله: "ويلك أولستُ أحقَّ أهلِ الأرض أن يتقيَ الله".

 

كلام حق رماه بالفجور وكم *** حقٍ تسُفُّ به الأهواءُ والحسد !!

قال: ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال: "لا، لعله أن يكونَ يصلي" فقال خالد: وكم من مصلّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه؟! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أن أشق بطونهم"، قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍ فقال: "إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رَطْبًا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتُهم لأقتلنهم قتل ثمود".

 

هذي شرارتها من هاهنا ابتدأت *** قومٌ على الزور والبهتان قد عرفوا

 

إليكم هذه الأحدوثة، ولن نعوج على جميع عظاتها، فوقت الخطبة يضيق بنا، ولو أننا وقفنا على كل ما حق به الوقوف لطال بنا المقام: وحسب القلادة ما أحاط بالجيد!

ذكر ابن كثير وغيره: أن عليًّا -رضي الله عنه- لما بعث أبا موسى الأشعريَّ ومن معه من الجيش إلى دومة الجندل، ودومة الجندل هذه: قد صار فيها الخلاف بين أهل العراق بقيادة علي -رضي الله عنه- وأهل الشام بقيادة معاوية، وقد اصطلح المسلمون من هذين الفريقين بعد نشوب الخلاف.

 

في غمرة التحاكم بين الفريقين، وبعد انتداب أبي موسى الأشعري من طرف علي -رضي الله عنه- اشتد أمر الخوارج، وبالغوا في النكير على عليّ، وصرحوا بكفره، لأنه حكَّم الرجال بينهم، ولم يحكِّم كتاب الله كما زعموا، فجاء إليه رجلان منهم، وهما: زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهيرٍ السعدي، فقالا لعليّ: لا حُكم إلا لله يا عليّ، وعليّ -رضي الله عنه- يعلم أنه لا حكم إلا الله، ولكن:

 

وكم من قائل قولاً صحيحًا *** وآفته من الفهم السقيم

 

قال علي: نعم لا حُكم إلا لله. فقال له حرقوص: تب من خطيئتك، وارجع عن قضيتك يا ابن أبي طالب، واذهب بنا إلى عدونا حتى نقاتلهم حتى نلقى ربنا.

فقال عليّ: قد أردتكم على ذلك من قبل فأبيتم حين تقاتلنا مع معاوية، وقد كتبنا بيننا وبين القوم عهودًا، وقد قال الله –تعالى-: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) [النحل: 91]، فقال له حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه يا عليّ. فقال عليّ: ما هو بذنب، ولكنه عجزٌ من الرأي فيك، وقد تقدمت إليكم فيما كان منه، ونهيتكم عنه، فقال له زرعة بن البرج الخارجي: أما والله يا عليّ لئن لم تدعنَّ تحكيم الرجال في كتاب الله لأقاتلنك أطلب بذلك رحمة الله ورضوانه!!

 

يا قولة السوء التي قد أصبحت *** تتلى ليوم الحشر بالسوءات !!

فقال عليّ: تبًّا لك ما أشقاك! كأني بك قتيلاً تسفي عليك الريح، فقال الخارجي: وددت أن قد كان ذاك، فقال له عليّ: إنك لو كنت محقًّا كان في الموت تعزية عن الدنيا، ولكن الشيطان قد استهواكم، فخرجا من عنده يُحْكِمان أمرهما وينشران مذهبهما، وفشا فيهم ذلك، وجاهروا به الناس، وتعرضوا لعليّ في خطبه، وأسمعوه السبّ والشتم والتعريض بآيات من القرآن، وذلك أن عليًّا قام خطيبًا في بعض الجُمَع فذكر أمر الخوارج والغلاة فذمَّه وعابَه.

 

فقام جماعة منهم في وسط الخطبة، كلٌ يقول: لا حكم إلا لله، يا علي، لا حكم إلا لله ويقولون: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة: 44]، فأولئك هم الظالمون، فأولئك هم الفاسقون، وقام رجل منهم وهو واضع أُصبعه في أذنيه يقول: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، يعرِّض بهذه الآية على عليّ، فجعل عليّ يقلب يديه هكذا وهكذا وهو على المنبر ويقول: حكمَ الله ننتظر فيكم.

ثم قال: إن لكم علينا أن لا نمنعكم مساجدنا ما لم تخرجوا علينا، ولا نمنَعكم نصيبكم من هذا الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا.

 

ويا له من عرفان عظيم تقدم به هذا الخليفة الراشدي، لهذه الثُّلة الخارجة، بحكمة وصبر وعلم وعدل!!

 

فاجتمع الخوارج في منزل عبد الله بن وهب الراسبي فخطبهم خطبة بليغة، زهَّدهم في هذه الدنيا ورغَّبهم في الآخرة والجنة، وحثَّهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قال: "اخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها، يقصدون بذلك: بلد الخلافة، بلد أتقى أهل الأرض حينها وأعلمِهم وأفضلِهم: عليِّ بن أبي طالب!"

وكأنهم بذلك يشيرون إلى: أن كل بلد نستولي عليه فهو بلد إسلام، وباقي الناس هم في أرض كفر!

قال ابن وهب الراسبي لهذه الثلة الخارجة: اخرجوا بنا إلى جانب هذا السواد إلى بعض كور الجبال، أو بعض هذه المدائن، منكرين لهذه الأحكام الجائرة.

فقام حرقوص بن زهيرٍ السعدي الخارجي: فقال بعد حمد الله والثناء عليه: إن المتاع بهذه الدنيا قليل، وإن الفراق لها وشيك، فلا يدعونكم زينتها أو بهجتها إلى المقام بها، ولا تلتفت بكم عن طلب الحق وإنكار الظلم: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 128]، فقال سنان بن حمزة الأسدي: يا قوم إن الرأي ما رأيتم، وإن الحق ما ذكرتم، فولوا أمركم رجلاً منكم..

 

وهنا بدأت فكرة الولاية للخوارج... ولو أنعمتم النظر لرأيتم أن هذا الخروج على الأمة، بدأ بتنظير ثم صار تنظيمًا ! والباطل لا يأتي قفزًا بل يعتسف له الخطوات! قدحات تتلوها نيران ورماد النار من القدحات..

 
يكمل حرقوص السعدي قائلاً للخوارج: فإنه لا بد لكم من عماد وسناد، ومن راية تحفُّون بها وترجعون إليها، فبعثوا إلى زيد بن حصن الطائي -وكان من رؤوسهم- فعرضوا عليه الإمارة فأبى، ثم عرضوها على حرقوص فأبى، وعرضوها على حمزةَ بنِ سنان فأبى، وعرضوها على شريح بن أبي أوفى العبسي فأبى، وعرضوها على عبد الله بن وهب الراسبي فقبلها، وقال: أما والله لا أقبلها رغبة في الدنيا ولا أدعها فرقًا من الموت.

واجتمعوا أيضًا في بيت زيد بن حصن الطائيِّ السنبسيِّ، فخطبهم وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتلا عليهم آيات من القرآن منها قوله تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [ص: 26]، وقولَه تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة: 44]، ثم قال: فأشهد على أهل دعوتنا من أهل قبلتنا أنهم قد اتبعوا الهوى، يعني عليًّا وأصحابَه، ونبذوا حكم الكتاب، وجاروا في القول والأعمال، وأن جهادهم حق على المؤمنين، فبكى رجل منهم يقال له عبد الله بن سخبرة السلمي، ثم حرض أولئك على الخروج على الناس، وقال في كلامه: اضربوا وجوههم وجباههم بالسيوف حتى يُطاعَ الرحمنُ الرحيمُ..

 

اسمعوا، والله يعيد التاريخ، فلطالما خرج علينا أحدهم، وقال بأعلى صوته للمجاهدين: دم هؤلاء يعني الرايات الإسلامية من غير رايته أشهى علينا من دماء النصيرية!!

 

سلم الروم منهم وطغاة الكفر *** وصالوا علينا صولاً شديدًا!!

 

يحسبون السداد حقًّا عليهم***وادعاء السداد ليس سديدا

 

يكمل عبد الله السلمي الخارجي بقوله:  فإن أنتم ظفرتم وأطاعكم الناس كما أردتم أثابكم ثواب المطيعين له، العاملين بأمره، وإن قُتلتم فأي شيء أفضل من المصير إلى رضوان الله وجنته؟!

 

قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ما سرد هذا: وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم، فسبحان من نوَّع خلقه كما أراد، وسبق في قدره العظيم.

ثم يُتبِع ابن كثير قوله بقوله: وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج: إنهم المذكورون في قوله تعالى:  (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف: 103- 104].

يكمل ابن كثير بقوله: والمقصود أن هؤلاء الجهلة الضلال، والأشقياء في الأقوال والأفعال، اجتمع رأيهم على الخروج من بين أظهر المسلمين، وتواطأوا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس ويتحصنوا بها، ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم ممن هو على رأيهم ومذهبهم، من أهل البصرة وغيرها - فيوافوهم إليها. ويكون اجتماعهم عليها.

فقال لهم زيد بن حصن الطائي: إن المدائن لا تقدرون عليها، فإن بها جيشًا لا تطيقونه وسيمنعونها منكم، ولكن واعدوا إخوانكم إلى جسر نهر جوخى، ولا تخرجوا من الكوفة جماعات، ولكن اخرجوا وحدانا لئلا يُفطن بكم، فكتبوا كتابًا عامًّا إلى مَن هو على مذهبهم ومسلكهم من أهل البصرة وغيرها، وبعثوا به إليهم ليوافوهم إلى النهر ليكونوا يدًا واحدة على الناس، ثم خرجوا يتسللون وحدانا لئلا يعلم أحد بهم فيمنعونهم من الخروج.

 

يقول ابن كثير: فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات، وفارقوا سائر القرابات، يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يرضي رب الأرض والسموات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات، والعظائم والخطيئات، وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود عن السموات.

وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم فردوهم وأنّبوهم ووبّخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة، ومنه من فرَّ بعد ذلك فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة، وذهب الباقون إلى ذلك الموضع، ووافى إليهم من كانوا كتبوا إليه من أهل البصرة وغيرها، واجتمع الجميع بالنهروان وصارت لهم شوكة ومنعة، وهم جند مستقلون وفيهم شجاعة وثبات، وعندهم أنهم متقربون بذلك إلى الله.

وقام علي -رضي الله عنه- ينتظر ماذا يفعل الخوارج؟! فاجتمعوا وبدءوا يقطعون الطرق على المسلمين، فمر عليهم عبد الله بنُ خباب بنِ الأرت، ابن الصحابي الشهير فأسروه ومعه امرأته وامرأته حامل، فقالوا: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن خباب، ابن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قالوا: أأنت عبد الله قال: نعم أنا عبد الله؟ قال عبد الله: روعتموني وروعتم امرأتي، فقالوا: لا بأس عليك، لا تُرع؟ حدثنا عن أبيك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال عبد الله: سمعت أبي خباب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه يقول: "ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي" فلما سمعوا هذا الحديث، اقتادوه وقيدوه معهم.

فبينما هو يسير معهم إذ لقي بعضهم خنزيرا، أي لقي بعض الخوارج خنزيرًا لبعض أهل الذمة فضربه بعضهم فشق جلده، فقال له خارجي آخر: لِمَ فعلت هذا وهو لذمي؟ فذهب إلى ذلك الذمي فاستحله وأرضاه، وبينا هو معهم إذ سقطت تمرة من نخلة فأخذها أحد الخوارج، فألقاها في فمه، فقال له خارجي آخر: أخذتها بغير إذن ولا ثمن؟ فألقاها ذاك من فمه..

وهم يستحلون دماء المسلمين، ويريقونها تعبدًا الله، ويطلبون ذلك ابتغاء مرضات الله، ويتورعون عن تمرة وخنزير؟!

 

توفيت العقول فلا عقول *** ولا أصحابهن هم الصحابُ

ومع هذا فقد قدَّموا عبد الله بن خباب فذبحوه ذبح الشاة، وجاءوا إلى امرأته فقالت: إني امرأة حبلى، ألا تتقون الله، فذبحوها وبقروا بطنها عن ولدها، والوحشية في القتل من زمان قديم!!

فلما بلغ الناسُ هذا من صنيع الخوارج خافوا إن هم ذهبوا إلى الشام واشتغلوا بقتال أهله أن يخلفهم هؤلاء في ذراريهم وديارهم بهذا الصنع، فخافوا غائلتهم، وأشاروا على عليّ بأن يبدأ بهؤلاء، ثم إذا فرغ منهم ذهب إلى أهل الشامِ بعد ذلك، والناس آمنون من شر هؤلاء، فاجتمع الرأي على هذا.

 

يقول ابن كثير: وفيه خيرة عظيمة لهم ولأهل الشام أيضًا؛ إذ لو تقوى هؤلاء الخوارج على الناس لأفسدوا الأرض كلها عراقًا وشامًا، ولم يتركوا طفلاً ولا طفلة ولا رجلاً ولا امرأة؛ لأن الناس قد أصبحوا فاسدين عندهم فسادًا لا يُصلحه إلا القتل!!، والله يعيد التأريخ!!

فقاتلهم علي -رضي الله عنه- والمسلمون معه قتالاً شديدًا، حتى أظفره الله بهم، وصادف أنْ كان من جند علي -رضي الله عنه- أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-، فقتل أبو أيوب رجلاً منهم فأنفذ رمحه فيه ثم قال أبو أيوب للخارجي: أبشر يا عدو الله بالنار، فقال الخارجي لأبي أيوب: ستعلم أينا أولى بها صليًا.

فلما انتهت المعركة وقف عليهم علي -رضي الله عنه- وقال لهؤلاء القتلى: ضركم من غركم، فقال أصحاب عليّ: مَن غرهم يا أمير المؤمنين فقال: الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وغرتهم الأماني.

ولما انتهت المعركة جاء الناس مهنئين عليًّا -رضي الله عنه-، وقالوا له: الحمد لله يا أمير المؤمنين قُطع دابرهم !! فقال علي -رضي الله عنه-: كلا والله إنهم لفي أصلاب الرجال، وأرحام النساء !!

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: الخوارج، والغلاة،: طائفة من الطوائف، لم تتشكل في كوكب المشتري، ولم يأت أصحابها من نجم قطبي، بل أصحابها من جلدتنا، نحن وإياهم نعبد ربًّا واحدًا ونتبع رسولاً واحدًا، ونحب الإسلام ويحبونه، ولكنهم أرادوا حب هذا الدين، من حيث بغَّضوا الناس به، وأرادوا خدمته، من حيث صاروا يهدمونه!

وليس بعد وصف رسول الهدى -عليه الصلاة والسلامُ- وصفٌ حين قال: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، أي: يخرجون من الدين خروجًا سريعًا، كما ينطلق السهم من القوس!

لم تأت هذه الخطبة، لتكون حلقة تأريخية مضت، ولا تسلية عن أقوام سلفوا لفحتهم رياح الصحاري، وكفَّنتهم بذرَّاتها، بل: لتكون الخطبة تحذيرًا للأجيال من نبتة شوهاء، نحن صحراؤها، ومن قدم عرجاء نحن قوامها، ومن عين حولاء نحن أجفانها، لم يكن عليٌ -رضي الله عنه- هو أولُ واقفٍ على مريج فتنة حيزبون، ولن يكون الأخير، حينما خرجوا على أمة محمد بن عبد الله، يضربون برها وفاجرها، ولا يتحاشون من مؤمنها، بل يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان!!

لمَ هذا التحذير من فتنة الغلو والخارجية؟ ليكون نداء سحيقًا للأجيال: لنقول للأجيال: حذار حذار من نار تشبُّ على هيشاتنا أبدًا تهبُّ حذارِ، فقد سرى منها نذير ومنها يصطلي شر وكرب..

احذروا هذه الغمرات أيتها الأمة، حذار من هذه الزيغات، فإنهنَّ يرديننا إلى المهالك، إلى اعوجاج السالك، إلى حضيض الزيغ منها ودجى الحوالكِ!

حذار منها، وتعوذوا بالله من دركاتها، إنه يجب أن نقول لكل الأجيال: من ذا الذي يعصمنا من الله إن أراد بنا سوءًا، أنحن معصومون؟! كلا والله، فكما أننا نخافُ النفاقَ ونحذُره على قلوبنا ونخافه على أعمالنا ونحذِّر منه إخواننا، وكما أننا نخاف على أنفسنا من فتنة الإرجاء، ومن فتنة الاعتزال، ومن فتنة الرفض، ومن كل فئة ضالة، وطائفة مضلة، فإنه يجب أن نخافَ من هذا الفكر..

 

كل الطوائف في الإسلام باغية *** سوى التي أحمد منها على سنَنَ

ليس التعوذ بالله من فتنة هذا الفكر ترفًا دُعائيًا، أو طلبًا عبثيًّا، بل نعوذ بالله من خطل الأهواء، ونزغات الأفكار، ومن همزات الشياطين، ونعوذ بك ربي أن يحضرننا!!

أتظنون أن هذا الانحراف مسألة عتية؟! أو رَكوب عصيٌ، أو درب جبلي؟! إنما هي شعرات رقيقات ويَضِل الإنسانُ عن سواء السبيل!! كانت فتنة الغلاة الأولى، أنهم قالوا لعلي -رضي الله عنه-: لا حكم إلا الله، فعاتبوه على تحكيم الرجال، ثم طلبوه الرجوع ثم هددوه، ثم قاطعوه، ثم خلعوه، ثم كفَّروه، ثم حاربوه، ثم قتلوه!! مروق وهتكٌ ثم بغي وفتنة، وقتلٌ لأشياخٍ هداةٍ خضارم !

كان علي -رضي الله عنه- يعلم علم اليقين، أنهم لن ينقطعوا، بل سيخرج من ضئاضئهم، من يمشون على السَنَن حذو القتل بالقتل، وحذو الغلو بالغلو، والتكفير بالتكفير.

لماذا الخوارج؟! لتكون الأجيال على بينة من المسلك المنحرف الذي حذر منه نبي الأمة -عليه الصلاة والسلام-، وحاشا رسولِ الله أن ينطق عن الهوى، أو يطلقها عبثياتٍ يروِّح بها على أمته، أو يسلِّي بها جموع الصحابة، لقد حذّر منهم، وبيّن أوصافهم، حتى تحذرهم هذه الأمة ! ولو كانت ظواهرهم تنبئ عن أتقى الناس!

لماذا الخوارج؟! لأنه الفكر المقابل لفكر الطغاة والمجرمين في الأرض الذين ركبوا الإرجاء سبيلاً، فصاروا يشهدون ألا إله إلا الله، لكنهم يعملون الكفر البواح، ويشرِّعونه على الناس، فالإرجاء والغلو وجهان لقبح واحد. وما وُجد الإرجاء في زمن، إلا بعد فتنة غلو وخروج !!

لماذا الخوارج؟! لأنهم الذريعة الكبرى، لوأد المشاريع الإسلامية الصحيحة النظيفة، وكبْت فريضة الجهاد في سبيل الله، على أهلها العاملين بها.

أنعموا أنظاركم في أي عمل خارجي خرجت به فئات على الأمة، ستجدون بعدها، قد تم التضييق على عباد الله الصالحين، بل على المجاهدين، بل على الإسلام وأهله أجمعين!!

وما من عجب والله، أن يتم التشويهُ لصورة الجهاد في سبيل الله، وصور المنتسبين إليه، بأفعال غلاةِ المشروع الجهادي، فالتكفير بالتبع والتكفير باللزوميات وبالشبهات، حاضر على أعلى المستويات، والوحشية في القتل، واحتكار الحق عن غيرهم إلا ما جاء عنهم! والخروج على علماء الأمة الحقيقيين، بل وتسفيههم، وتفسيقهم، وربما تكفيرهم!!

 
لماذا الخوارج؟! لأنهم على مر التأريخ والزمن القديم والحديث، لم يُنزلِ الله بهم نصرًا مؤزرًا، ولم يستقر لهم سلطان، ولم تستعز بهم دولة، بل كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم: كلما خرج منهم قرن قُطع!!

لماذا الخوارج؟! لأنهم لبَّسوا على شباب الأمة أمر دينهم، وأتوهم من بوابة حبهم لفريضة الجهاد في سبيل الله، فجعلوهم حطبًا لأخدود كبير، أشعلوا فيه مواقد النار العظيمة.

لماذا الخوارج؟! لأنهم أجهل الناس بفقه السياسة الشرعية، واعتبار المصالح والمفاسد، ومعرفة السنن الكونية والشرعية لاستجلاب النصر، فالأهم عند الخوارج والغلاة، أن يتم التحرير والنصر بأسرع طريق، حتى لو انقلب هذا النصر المؤقت إلى دمار دائم. وحتى لو انقلبت المفخخات إلى مسلمين مسالمين، أو مجاهدين آخرين.

خرجوا عن العقل الحنيف خروجًا *** وبنوا من الجهل المبين بروجًا!

 

يا ويلهم نصبوا سهامهم على هام *** الهدى والأمرُ صار مريجًا

 

وضلالة الأفهام سابغةٌ بهم *** قد قطَّعوا من حبلهن وشيجا

لماذا الخوارج؟ لأني أقسم بالله العظيم برب الكائنات دقيقها وجليلها، الواحد القهار: ما أعرف فتنة ولا طائفة حذَّر منها رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام- كما حذَّر من هذه الفرقة الغالية، لقد جاء فيها أكثرُ من عشرين حديثًا، في الصحيح وفي الحسن. فلماذا نستبعد حضورهم على الساحات، وهم الذين وُجدوا في زمن خير البرية، وإذا وُجدوا في ذلك الزمن، فوجودهم وجود آثارهم في هذا الزمن أدعى..

ولأن الكلام عن الخوارج عادة ما يكون محفوفًا بالحذر، وبخطر التأويل على غير المراد، والفهم الخاطئ، وباتهام المتكلم أنه يريد تنزيلها على فئة معينة !

أقول: نحن لسنا في حاجة إلى تنزيل هذا الفكر على فئة معينة مقصودة، لكننا بحاجة إلى تأصيله وإبلاغ الأجيال القادمة حتى تحذرهم الخلائق، ونتقيَ نحن أن يكون بنا شعبة من شعبهم..

لماذا الخوارج؟! لأن خطرهم ليس على أعداء الملة الحقيقيين، ولا على الكفار الأصليين، بل جهادهم على الأمة نفسِها، وفي هامة رأسها ألم يقل رسول الهدى عليه الصلاة والسلام: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"؟!

ومن هنا فإني أبعث نداء حارًّا للشباب من أولي الألباب وأقول: النية الطيبة وحدها لا تكفي، والحماس لنصرة الدين مجردًا من فعل سليم، يفتح هواتٍ من الهزيمة، ويحدث شروخًا لا تنجبر !! بل لا بد من العلم ثم العلم، ثم سؤال أهل العلم الحقيقيين, والتحري لمعرفة الصواب!

النداء الثاني: تثبتوا من كل شيء، فأنفسنا واحدة، واللقاء مع الله -عز وجل- سيكون حاسمًا أكيدًا واحدًا، والعقول الناضجة المتوكلة على الله هي الناجية بإذن الله، والنبي -عليه الصلاة والسلام- حين قال عن الخوارج: "سفهاء الأحلام" إنما لأن عقولَهم ليست سوية، بل مهجَّنة، وترى الأشياء على غير صراطها المستقيم! فأحلامهم مبنيةٌ، على الحماس العاصف، والاستعجال العتي. وليست على برهان صحيح أو عقل نصيح، وماذا بقي إذا ذهبت الأحلام، لا تبيعوا أيها الشباب أحلامكم ولا عقولكم لأحد، ولا لشعار بديع اللون، أو راية متسقة التصميم، ولا لمن يفكر عنكم بالنيابة, وسلوا الله رؤية الحق واتباعَه . ورؤية الباطل واجتنابه .

النداء الثالث: المظاهر لا تنبئ بالضرورة عن المخابر، فكم من مظهر يوسفي على مخبر فرعوني، وكم من رجل على وجهه مسحة من ملاحة، وتحت الثياب الخزي لو كان باديًا.

والخوارج الأوائل قال عنهم -عليه الصلاة والسلام: "يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ"، ولما لقيهم عبد الله بن عباس قال: "فَدَخَلْتُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ أَرَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْهُمْ، أَيْدِيهِمْ كَأَنَّهَا ثفِن الْإِبِلِ -أي: غليظة-، وَوُجُوهُهُمْ معلّمة مِنْ آثَارِ السُّجُودِ"..

فكفى انخداعا بالشعارات والزيوف اللامعة، والأحلامِ العجلى، بل إن هؤلاء أشدُّ خطرًا على الأمة من كل أحد؛ لأن الناظر بادئ النظر يسمع فلا يسمع منهم إلا حقًّا، ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنهم أنهم يقولون من قول خير البرية وأنهم "يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ"؟!

إذن يكفينا هذا التسذيج العقلي في رؤية الأشياء على حقيقتها، فو الله ما اختطف الجهاد في سبيل الله في القديم وفي الحديث إلا من هذا الباب، ولأن سارق الإسلام في هذا العصر ليس شمعون بيريز، ولا رئيسُ الأركان الصهيوني، بل سُرَّاقه كثير، وأكثرهم يشهدون معنا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الجهاد حق، وأن النصر قادم لا محالة.

النداء الرابع: إنه ما بعد سؤالِ الله العلم النافع، والعمل الصالح، شيءٌ كسؤال أهل العلم الحقيقيين، لأن الناس إذا تركوا هؤلاء العلماء، اتخذ الناس رؤوسا جهالاً لهم فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا .

الراسخون في العلم، هم الذي شابت في الإسلام خبرتهم، وقويت فيه عريكتهم واجتمع فيهم العلم والعمل والإخلاص والصدق، والفقه والفهم.

ليست مشكلة الخوارج في النصوص، فالنصوص موجودة محفوظة، وإنما في تنزيلها وفهمها، التنزيل والفهم الصحيح!

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخوارج: "يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم"، ويقول: "يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم"، ويقول شيخ الإسلام: "وَكَانَتْ الْبِدَعُ الْأُولَى مِثْلُ بِدْعَة الْخَوَارِجِ إنَّمَا هِيَ مِنْ سُوءِ فَهْمِهِمْ لِلْقُرْآنِ، لَمْ يَقْصِدُوا مُعَارَضَتَهُ، لَكِنْ فَهِمُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ" !!

فهم كما يقول ابن عمر: "انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين"، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فَإِنَّهُمْ يَسْتَحِلُّونَ دِمَاءَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحِلُّونَ مِنْ دِمَاءِ الْكُفَّارِ الَّذِينَ لَيْسُوا مُرْتَدِّينَ".

اللهم إنا نعوذ بك من خطل الأهواء والأدواء، ونعوذ بك ربنا أن نضل أو نُضل أو نزل أو نزل، أو نظلم أو نُظلم أو نجهل أو يُجهل علينا، اللهم لا تجعل الحق ملتبسا علينا فنضل، وأرنا الحق.

اللهم اجمع كلمتنا وكلمة المسلمين على البر والتقوى، وخذ بنواصينا لما تحبه وترضى !

اللهم وحد صفوف أهل الإسلام، وجمع شملهم، وألف بين قلوبهم، وشتت شمل عدوهم، وعليك بالكفرة الذين يحادونك ويحادون شرعتك وأولياءك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك!..

 

 

المرفقات

الغلو

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات