غزوة بدر في القرن الرابع عشر

عاصم محمد الخضيري

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: السيرة النبوية
عناصر الخطبة
1/ بين يدي ذلك اليوم 2/ مع أحداث بدر 3/ عبَقٌ من طُيوبِ بدر 4/ رمضانُ شهر الفتوحات 5/ الشام تنتظر

اقتباس

كانتْ معركةُ بدرٍ إيذاناً من الله بولادةِ بدورٍ جديدة، من كان سيصدِّق -لولا أن سورة الأنفال هي الحكَم- أن فيلقا من ثلاثمائة رجل لم يعدُّوا العدة للقاءِ ذاتِ الشوكة أنْ تكون لهم الشوكة؟ مَن كان سيصدق أن ثلاثَمائة رجل، كل ثلاثة منهم يتعاقبون بعيرا واحدا، أرهَقَتْهُم كأداء المشقة والفقر والجوع والعوَز, أن يغبِّروا أفْق السما بعثْيَر؟!

 

 

 

 

الحمدُ للهِ حمداً طيِّباً يملأ السما *** وأقطارَها والأرضَ والبَرَّ والبَحْرَا
لكَ الحمدُ حمداً سرْمَدِيّاً مُباركاً *** يقِلُّ مدادُ البحرِ عنْ كُنْهِهِ حصرا
لكَ الحمدُ ياذا الكبرياءِ ومنْ يكنْ *** بحمدِكَ ذا شُكرٍ فقد أحرزَ الشكرا
لكَ الحمدُ حمداً لا يُعَدُّ لحاصرٍ *** أيُحصِي الحصى والنبتَ والرملَ والقطْرا؟ 

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, نبي ملاحمٍ ونبي رحمة، نبي تبوك والأحزاب، نبي الفتح والفرقان، نبي المجد والهمة، نبي الحب والبسمة،
إذا رأتْهُ قريشٌ قال قائلُها *** إلى مكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ

صلَّى عليك الله من رجُلٍ سما فوق السما، وانداح في ديار الخلد يسمر في الخلود، وصلى الله عليك وعلى آلك وصحبك أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

حدثٌ عظيم غيّر منارَ الأرض, رحم الله مَن غيَّر منار الأرض في هذا الحدث، حدث غيَّر سماءها وأرضها، غير برها وبحرها، غير قلوبا، وأحيا أنفسا، وأمات أخرى، حدث سماويُّ الجلالة، كبريائيّ العلا،
دَرَجَ المجدُ عليهِ حِقْبَةً *** وسما فوق بلوغِ الحُلُمِ

حدث لم تكتُبْ فصولَه أيدي البشر، لكن الكاتب قدَرُ ربِّ البشر، حدَثٌ:
أبى الله إلا أن يكونَ لَهُ الأمْرُ *** لتحيا به الدنيا وَيَفْتَخِرَ العصْرُ

حدث ما كان ليكون لولا أن الله أراد أن يكون، ولوكره الممانعون، ولو كره الكارهون,
وإذا أرادَ الله شيئاً مِن عَلٍ *** نادَى: ألا يا شيءُ كُنْ؛ فيكون

حدث أراد الله أن يخلده فنادى جبريل ليبلغه وحيه الكريم، وكلماتِه العليا، لتتلو ذلك الحدثَ الأنسُ والجانُّ، إلى يوم يقوم الثقلان.

حدث عظيم، في يوم عظيم، في شهر عظيم، في مكان عظيم، من لدن رب عظيم.

ماذا هناك؟ ومالذي يدعو العُلا *** أنْ تكتُبَ التاريخَ بالأفلاكِ
ماذا هناك؟ وما فؤادي كُلَّما *** ذكَّرْتُهُ فيه تحدَّرَ باكِ
ماذا هناك أيا سماء؟ وحدثي *** أعُلاهُ هذا أم عُلى علاك؟
ماذا هناك؟ أجل! هُنالِكَ كُلُّ مجـْـــ *** ـــدٍ كُلُّ نورٍ من جميل سناكِ
لا أمسِ مِن عُمُرِ الزمانِ ولا غدٌ *** جُمِع الزمانُ فكان يومَ لقاكِ!

يومٌ من أيام الله، أنزل الله فيه آياتٍ يُهتف بها إلى قيام الساعة، يومٌ تتقتل الأيام لتكونه، يومٌ:
تتقاتلُ الأيامُ دون بلوغِهِ *** كيما تفوزَ بنسبةِ الأمْجَادِ

ولكنه، كما قال الأول:
هُو الجدُّ حتى تفضُلَ العينُ أختَها *** وحتي يصيرَ اليومُ لليومِ سيِّدا

يومٌ، لولا أن الله قد اختصه ليكون من أيامه، لكان ذلك اليومُ اسمى من أسماء يوم القيامة، لقد قامت فيه قيامة أعداء الله، وحُمَّ تغابُنُهم، وحانت فيه قارعتُهم، وكانت فيه زلزلتُهم, وتغشَّتْ غاشيتهم، وأزفت فيه آزفتهم، ليس لها من دون الله كاشفة، إنه يوم الحسرة لهم، بل الصاخَّة، بل الطامة الكبرى. يا لَيومٍ سدَّد الله فيه سهاما لتزيغ القلوب والأبصار!.

ثم أما بعد: بعد غد، وفي يوم السابع عشر من هذا الشهر الكريم، ستكون الذكرى قد طافت على أربعمائةٍ واثنينِ وثلاثينَ عاماً على الذكرى الجميلة، ذكرى الفتح المبين، هذه الذكرى التي طافت عليها كل تلك السنون،لم تمحها الأيام من ذاكرتنا؛ لأن الله قد خلدها بكل حرف من سورة الأنفال، ياسورة الأنفال كوني سورة الأمجادِ *** قد كنتِ ذاك، مِن الكريم الهادي

فمع الحدث: ذات صباح رأت عاتكة بنت عبد المطلب رؤيا أفزعتها، ثم أسَرَّتها لأخيها العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، فلم يلبث أن ذاع سرها، كل سر جاوز الاثنين شاع! وذلك في السنة الثانية من الهجرة النبوية.

رأت عاتكة أنها رأت راكباً أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته: ألا انفروا! يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. فرأت عاتكة الناس قد اجتمعوا إلى هذا الرجل المنادي، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله إذ رجع به بعيره إلى ظهر الكعبة، وصرخ أخرى بمثلها: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. ثم مَثَل به بعيره على رأس أبي قبيس، فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرة فأرسلها، فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضَّت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلَتْها منها فِلقة!.

الله أكبر! إنها لرؤيا حق، كانت تلك الرؤيا استفتاحا لمعركة فتح الفتوح، معركةِ الفرقان، معركة بدر الكبرى، تلك المعركة التي فُرِّق فيها بين الحق والباطل، نُفي الباطل فيها كما ينفي الكير خبث الحديد، كانت تلك المعركة، هي بدء انحسار المد الوثني في جزيرة العرب، تلك المعركة كانت -ولا تزال- فتحا تعالى أن يحيط به، نظمٌ من الشعر أو نثْرٌ من الخُطَبِ.

لن نوفيك يامعركة بدر بأي سرد قصصي، ولكنا سنستلهم عبق طيوبك التي لازلنا -ولن نزالَ- نحيا على أريجها.

قفلت عِيرُ قريشٍ بمال وتجارة إلى مكة، فسمع بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فتجهزوا لملاقاتها، فخَفَّ من خفَّ معه من القوم، وكانوا أزيد من ثلاثمائة رجل، سمع قائد العير أبوسفيان -رضي الله عنه- وكان إذ ذاك على الشرك، أن المسلمين خرجوا إلى ملاقاته، فبعث رسولَه إلى قريش ليخبرهم بخبرها.

دخل الرسولُ إلى البيت الحرام ليقول لهم مفزعا: اللطيمةَ اللطيمةَ! يا معشرَ قريش! اللطيمةَ اللطيمةَ! أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوْثَ الغوْثَ!.

فتأهب المشركون للقاء، وخرج معهم من خرج، وكانوا زهاء الألف، خرجوا، فلما انتصفوا في طريقهم جاءهم خبر أبي سفيان أنه سلك بالعير طريقا آخر، لكنّ مثل َهذا الخبر لم يرضِ عُلوج اللطيمة، لم يرضهم، لم يرضهم إلا أن يُقبِلوا بخيْلِهِم ورَجِلِهم لملاقاة خير كتيبة وطئت تراب الأرض، وذرات أخفافهم تستحيل عبيرا.

كان سيد الكفر وأبوه وأمه أبو جهلِ بنُ هشام مصرَّا على المضي لملاقاة كتيبة الفتح، ولقد حفظت السير قولته التي هي أغبى قولة حفظت لغبي، إذ يقول بإصرارٍ على الخروج لما قيل ارجع، قال: أرجِع؟ والله لا نرجع حتى نرِد بدراً فنقيم فيها ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبد الدهر!
يا قولةً من غبي ما أراد بها *** إلَّا لِينْحَرَ فيها كُلَّ مأفُونِ

مضى بذا قدر الباري وقدرته،
وإذا أرادَ الله شيئاً مِن عَلٍ *** نادَى: ألا يا شيءُ كُنْ؛ فيكون

ولئن كان أبو جهل قد قال قولته فإن في كل عصر أبا جهل، ذكرنا أبو جهلِ بنُ هشام بأبي جهل عصرنا، يقول أبو جهل عصرنا بشارُ بن أبيه قبل أيام: إن معركةَ حلب هي أم المعارك، وسوف يُقضى فيها على الشرذمة. ألا قد قالها الذين من قبله فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون، فأصابهم سيئات ما كسبوا، لقد تشابهت قلوبهم, ولقد بين الله تلك الأحداث لقوم يوقنون.

لكأن أحداثَ اليوم تقول لأحداث الأمس:
ما بيننا يوم اللقاء تفاوت *** أبداً، كلانا في التشابه مُعْرق

سار الجيشان، جيش يقوده محمد بن عبد الله وجيش يقوده عدو الله، لاضير, لقد كان المسلمون حريصين من قبل على اغتنام غيرِ ذات الشوكة، ولكن الله أراد ذاتِ الشوكة:
وإذا أرادَ الله شيئاً مِن عَلٍ *** نادَى: ألا يا شيءُ كُنْ؛ فيكون

كان -عليه الصلاة والسلام- في تلك الأثناء يقود معركة أخرى بدعائه، مبتهلا إلى ربه، رافعا يديه, منيبا إليه، يقول بحزن وتلهف: "ربِّ، إنْ تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلن تُعبد في الأرض أبدا، رب إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلن تعبد في الأرض أبدا", يبتهل، يبتهل، يبتهل، حتى سقط رداؤه الشريف، ناداه أبو بكر: يانبي الله، كفاك مناشدتك ربَّك؛ فإنه سينجر لك ما وعدك! فأنزل الله: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الــمَــلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الأنفال:9].

إن ابتهال رسول الله رسالة إلى كل من استسهل أمر الدعاء فهانت عليه كفاه أن يرفعها ضارعا بها إلى الله، إن رسول الله -وهو رسول الله- كان الدعاء لديه هو الانتصار، كان هو الفتح, إنها رسالة لكل من استكثر نفحة ابتهال تصل السماواتِ وتقرعها، يدعو بها لإخوانه الذين لم يطلبوا منه غيرها، ألا إنه الشح! ألا إنه الشح!.

التقى الصفان، واحمرت العينان، وكلٌ أخذ من خيله العنان، والكتيبة البيضاء تنادي: يا رحمن! يا رحمن! صف يقوده أمينٌ من الأرض وأمينٌ من في السماء، فلا تسل عن ذلك النصر المبين! ولا تسل عن جبرئيل يقود أملاك السما، ويقول:
 

حيزومُ أقدِمْ إنما هي كــَرَّةٌ *** عَجْلَى تُجاذبُكَ العِنانَ فتمرحُ
جبريلُ يضرِبُ والملائكُ حولَـهُ *** صَفٌّ تُرضُّ به الصفوفُ وتُرضَخُ
تلك الحُصُونُ المانعاتُ بِمِثْـلها *** تُذْرِي المعاقل والحصون وتذرح
للقوم من أعناقهم وبناتهــم *** نارٌ تُريكَ الداءَ كيف يبرِّح
جفَّت جذور الجاهلية والتـوى *** هذا النباتُ الناضرُ المسترشح
طفق الثرى من حولها لما ارتوى *** من ذَوْب مهجتها يجفُّ ويبْلح
ومن الدَّمِ المسفوحِ رجْسٌ مُوبِقٌ *** وَمُطَهِّرٌ يلد الحياة ويُلقِح

ثم كانت العاقبة للمتقين، ولاعدوان إلا على الظالمين!.

 

 

الخطبة الثانية:
 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

ثم أما بعد: كانتْ معركةُ بدرٍ إيذاناً من الله بولادةِ بدورٍ جديدة، من كان سيصدِّق -لولا أن سورة الأنفال هي الحكَم- أن فيلقا من ثلاثمائة رجل لم يعدُّوا العدة للقاءِ ذاتِ الشوكة أنْ تكون لهم الشوكة؟ مَن كان سيصدق أن ثلاثَمائة رجل، كل ثلاثة منهم يتعاقبون بعيرا واحدا، أرهَقَتْهُم كأداء المشقة والفقر والجوع والعوَز, أن يغبِّروا أفق السما بعثْيَر؟!
كأنَّ مُثارَ النقع فوق رؤوسهم *** وأسيافَهم ليلٌ تهاوَى كواكبُه
ثم يكونون من الفائزين؟.

من كان سيصدق أن ثلاثمائة رجل خرجوا لملاقاة عيرٍ، وإذا بهم يُنادون بالنفير النفير، أن تكون لهم العقبى؟ مَن كان سيصدق أن معركةً غيَر متكافئة تقودها مكة قد ألقت بأفلاذ كبدها، تقودهم أبّهتُهم وكبرياؤهم، أن يكونوا من الخاسرين؟ من كان سيصدق أن الله سييتجيب دعاء كافر فيها؟ من كان سيصدق أن أبا جهل قبل بدء المعركة يرفع يديه داعيا، ليقول: اللهم أقطَعَنا للرحم، وآتانا بما لا يُعرف، فأحنه الغداة, فكان هو المستفتِح, واستفتحوا، وخاب كل جبار عنيد!.

من كان سيصدق ذلك كلَّه لولا أن سورة الأنفال قد حدثتنا عن تلكم المعركة، في سورة الأنفال مُعْتَبَرٌ لمن رام النَّجا.

شهد شهر رمضان المبارك ولادة بدور كثيرة، شهد رمضان من العام الثامن فتحَ مكة، شهدت القادسية معركتها الكبرى مع المجوسية الفارسية في رمضان،
وإنّا لنرجو اللهَ نصراً مؤزَّرَاً *** على رستمٍ، يحدو بنا فيهما سَعْدُ

فعسى الله أن يعجل بقادسية جديدة تُقصمُ فيها ظهور الفيروزيين من نسل أبي لؤلؤة! يشهد رمضان أنه قد شهدت بلاد الأندلس انتصارها فيه بقيادة طارق بن زياد، يشهد رمضان أنه قد شُهد فيه بمعركة فاصلة هي معركة الزلاقة مع يوسف بن تاشفين، يشهد رمضان أنه وقعت فيه المعركة الكبرى بين بني العهود المنقوضة، والوعود المكذوبة، حربا فاصلة مع صلاح الدين الأيوبي في حطين.

يشهدنا رمضان أنه شهر الانتصارات الكريمة، قد أشهدنا رمضان في عامنا المنصرم فتوحات وفيوضات من نصر الله المبين في بلاد المجاهد عمرَ المختار، وإنا لِفتح الشام من الله لَمنتظرون، إنا لمنتظرون يا الله.

وفي رمضانِ الهدى أعينٌ لا تمــَلُّ البكاءْ
تبوح بأشواقها للسماءْ
وفي كُلِّ ثغْرٍ به يستجيش النداء
وفي كل صدْرٍ يضِجُّ الرجاء
إلهي أنت الذي تستجيب الدعاء

أيا أكنافَ بيتِ الشامِ إني *** أرى غيثاً يجودُ به الغمامُ
فحبْلُ الظلم في الدنيا قَصِيرٌ *** وعُقبى قاتلِ الشعبِ انهزامُ

ولنقولها عند امتلائنا بالنصر:
الآن يادمشق ترجعين للصفاء
بإذن ربك العظيم تبدئين جولة البناء
وتقطعين صفحة لوَّنَها الطغاةُ بالدماء
وتخرجين من خنادق الشقاء

فيا ناصر المستضعفين، وغياث الملهوفين، ونصير المجاهدين، انصر عبادك المستضعفين في الشام، اللهم انصرهم!.

 

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

بدر في القرن الرابع عشر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات