غزوة أحد

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: تُعْتَبَرُ غَزْوَةُ أُحُدٍ مِنَ الْمَوَاقِفِ التَّرْبَوِيَّةِ الْعَظِيمَةِ فِي سِيرَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الْغَزْوَةُ مَعْلَمًا تَرْبَوِيًّا عَظِيمًا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ وَأَصْحَابِهِ، وَمَا أَحْوَجَ الْأُمَّةَ الْيَوْمَ إِلَى مُطَالَعَةِ أَحْدَاثِ هَذِهِ الْغَزْوَةِ، وَالْوُقُوفِ عَلَى أَهَمِّ دُرُوسِهَا!

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّفَقَ كُتَّابُ السِّيرَةِ أَنَّهَا كَانَتْ فِي شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ الثَّالِثَةِ الْهِجْرِيَّةِ، وَالسَّبَبُ؛ أَنَّ قُرَيْشًا أَرَادَتْ أَنْ تَنْتَقِمَ لِقَتْلَاهَا فِي بَدْرٍ، كَمَا أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَضَعَ حَدًّا لِتَهْدِيدِ الْمُسْلِمِينَ لِتِجَارَاتِهِمْ، وَالْقَضَاءِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحُوا قُوَّةً تُهَدِّدُ وُجُودَهُمْ؛ هَكَذَا خَطَّطُوا وَدَبَّرُوا، وَخَصَّصَتْ قُرَيْشٌ قَافِلَةَ أَبِي سُفْيَانَ الَّتِي نَجَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ لِتَجْهِيزِ جَيْشِهِمْ لِغَزْوَةِ أُحُدٍ، وَجَمَعَتْ ثَلَاثَةَ آلَافِ مُقَاتِلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكِنَانَةٍ وَتِهَامَةٍ، وَجَعَلَتْ عَلَى الْمَيْمَنَةِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ.

 

عِبَادَ اللهِ: وَلَمَّا عَلِمَ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ بِاسْتِعْدَادَاتِ قُرَيْشٍ لِلْهُجُومِ عَلَى الْمَدِينَةِ؛ عَقَدَ مَجْلِسًا اسْتِشَارِيًّا، تَبَادَلَ فِيهِ الرَّأْيَ لِاخْتِيَارِ الْمَوْقِفِ الْمُنَاسِبِ، وَكَانَ رَأْيُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَنْ يَتَحَصَّنُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَلَا يَخْرُجُوا مِنْهَا؛ فَإِنْ أَقَامَ الْمُشْرِكُونَ فِي مُعَسْكَرِهِمْ أَقَامُوا بِشَرِّ مَقَامٍ وَبِغَيْرِ جَدْوَى، وَإِنْ دَخَلُوا الْمَدِينَةَ قَاتَلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَفْوَاهِ الْأَزِقَّةِ؛ فَوَافَقَ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ كِبَارُ الصَّحَابَةِ.

 

وَبَادَرَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ فَاتَهُمْ يَوْمُ بَدْرٍ؛ فَأَشَارُوا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْخُرُوجِ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنَّا نَتَمَنَّى هَذَا الْيَوْمَ، وَنَدْعُو اللهَ؛ فَقَدْ سَاقَهُ إِلَيْنَا، اخْرُجْ إِلَى أَعْدَائِنَا لَا يَرَوْنَ أَنَّا جَبُنَّا عَنْهُمْ؛ فَتَنَازَلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رَأْيِهِ.

 

وَلَمَّا اسْتَقَرَّ الرَّأْيُ عَلَى الْخُرُوجِ لِمُلَاقَاةِ الْمُشْرِكِينَ؛ قَسَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَيْشَهُ إِلَى ثَلَاثِ كَتَائِبَ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ لِيُصَلِّيَ بِمَنْ بَقِيَ فِي الْمَدِينَةِ.

 

وَعِنْدَمَا وَصَلَ جَيْشُ الْمُسْلِمِينَ قَرِيبًا مِنْ أُحُدٍ، انْسَحَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ بِثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، مُعْتَرِضًا عَلَى قَرَارِ الْقِتَالِ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، قَائِلاً: "أَطَاعَ الْوِلْدَانَ وَمَنْ لَا رَأْيَ لَهُ، أَطَاعَهُمْ وَعَصَانِي، عَلَامَ نَقْتُلُ أَنْفُسَنَا؟!".

 

وَبَعْدَ هَذَا الِانْسِحَابِ قَامَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَقِيَّةِ الْجَيْشِ وَهُمْ سَبْعُمِائَةِ مُقَاتِلٍ؛ فَرَتَّبَ صُفُوفَهُمْ، وَاخْتَارَ مِنْهُمْ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَاهِرِينَ قِوَامُهُمْ خَمْسُونَ رَامِيًا، وَأَعْطَى قِيَادَتَهُمْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَمَرَهُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَثْبُتُوا فِي أَمَاكِنِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: "احْمُوا ظُهُورَنَا؛ فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تُشْرِكُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَوَطِئْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا أَمَاكِنَكُمْ حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ".

 

وَانْدَلَعَتْ نِيرَانُ الْمَعْرَكَةِ -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ-، وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ، وَفِي هَذِهِ الْأَثْنَاءِ كَانَ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَكَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مَمْلُوكًا لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ؛ قَالَ لَهُ جُبَيْرٌ: "إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ عَمَّ مُحَمَّدٍ بِعَمِّي فَأَنْتَ عَتِيقٌ؛ فَخَرَجَ مَعَ الْجَيْشِ لَيْسَ لَهُ هَدَفٌ إِلَّا قَتْلَ حَمْزَةَ، فَتَتَبَّعَهُ حَتَّى رَمَاهُ بِسَهْمٍ، قُتِلَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى إِثْرِهِ".

 

وَظَلَّ جَيْشُ الْمُسْلِمِينَ مُسَيْطِرِينَ عَلَى الْمَوْقِفِ كُلِّهِ، وَقَاتَلُوا قِتَالًا فَلَّ عَزَائِمَ الْمُشْرِكِينَ وَفَتَّ أَعْضَادَهُمْ، وَدَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ لِصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ، وَسَجَّلَ جَيْشُ الْإِسْلَامِ نَصْرًا حَاسِمًا عَلَى الْمُشْرِكِينَ؛ حَتَّى وَقَعَتْ غَلْطَةٌ فَظِيعَةٌ مِنَ الرُّمَاةِ قَلَبَتِ الْمَوَازِينَ، وَأَدَّتْ إِلَى إِلْحَاقِ الْخَسَائِرِ الْفَادِحَةِ؛ حَيْثُ تَرَكُوا أَمَاكِنَهُمْ حِينَمَا رَأَوُا الْمُسْلِمِينَ يَجْمَعُونَ غَنَائِمَ الْعَدُوِّ؛ فَخَلَتْ ظُهُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَعُدْ يَحْمِي ظُهُورَهُمْ أَحَدٌ.  

 

فَانْتَهَزَ الْفُرْصَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِسُرْعَةٍ خَاطِفَةٍ، وَدَارَ مِنْ خَلْفِ الْجَبَلِ؛ فَأَبَادَ مَنْ تَبَقَّى مِنَ الرُّمَاةِ عَلَى ظَهْرِ الْجَبَلِ، ثُمَّ انْقَلَبُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَأُحِيطَ بِالْمُسْلِمِينَ مِنَ الْأَمَامِ وَالْخَلْفِ، وَوَقَعُوا بَيْنَ عَدُوِّهِمْ، وَتَفَاجَئُوا بِانْقِلَابِ رَحَى الْحَرْبِ ضِدَّهُمْ.

 

وَحُوصِرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرُمِيَ بِالْحِجَارَةِ؛ فَشُجَّ وَجْهُهُ، حَتَّى سَالَ الدَّمُ مِنْ وَجْهِهِ الشَّرِيفِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأُصيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَجُرِحَتْ شَفَتُهُ، وَضُرِبَ عَلَى وَجْنَتِهِ؛ حَتَّى دَخَلَتْ حَلْقَتَانِ مِنْ حِلَقِ الْمِغْفَرِ فِي وَجْهِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

 

عِبَادَ اللهِ: وَضَرَبَ الصَّحَابَةُ فِي هَذِهِ الْمَعْرَكَةِ أَرْوَعَ صُوَرِ الصَّبْرِ وَالصُّمُودِ وَالشَّجَاعَةِ، مِنْهُمْ؛ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَغَيْرُهُمْ كَثِيرُونَ، وَبِمِثْلِ هَذَا الِاسْتِبْسَالِ عَادَتْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ رُوحُهُمُ الْمَعْنَوِيَّةُ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ رُشْدُهُمْ وَصَوَابُهُمْ؛ فَأَخَذُوا أَسْلِحَتَهُمْ، وَتَرَكُوا الْقُعُودَ وَالِاسْتِسْلَامَ، وَهَاجَمُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَدِيدٍ، وَأَثْخَنُوا فِيهِمُ الْجِرَاحَ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ لِهَذِهِ الْغَزْوَةِ دُرُوسًا وَعِبَرًا عَظِيمَةً، مِنْ أَهَمِّهَا: أَثَرُ الْمَعَاصِي عَلَى الْأُمَّةِ، وَعَوَاقِبُ الذُّنُوبِ عَلَيْهَا وَعَلَى الْأَفْرَادِ؛ فَانْظُرُوا -عِبَادَ اللهِ- مُخَالَفَةٌ وَاحِدَةٌ قَلَبَتْ كِفَّةَ الْمَعْرَكَةِ، وَتَحَوَّلَ النَّصْرُ إِلَى هَزِيمَةٍ! وَكَيْفَ انْقَلَبَتْ كِفَّةُ الْمَعْرَكَةِ؟! وَكَيْفَ حَصَلَ هَذَا؟! أَجَابَهُمْ رَبُّ الْأَرْبَابِ بِقَوْلِهِ: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آلعمران:165].

 

وَمِنْ دُرُوسِ أُحُدٍ: أَهَمِّيَّةُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ، قَالَ –تَعَالَى-: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آل عمران:173-174].

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كَمْ تَحْتَاجُ الْأُمَّةُ الْمُسْلِمَةُ إِلَى صِدْقِ التَّوَجُّهِ إِلَى اللهِ -تَعَالَى-، وَتَرْكِ الْمَعَاصِي، وَالِاجْتِهَادِ فِي الطَّاعَاتِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ حَتَّى لَا نَكُونَ نَحْنُ سَبَبًا فِي تَخَلُّفِ نَصْرِ اللهِ -تَعَالَى- عَنِ الْأُمَّةِ الْمُسْلِمَةِ؛ فَمَنْ نَصَرَ دِينَ اللهِ -تَعَالَى- اسْتَحَقَّ النَّصْرَ الْعَظِيمَ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد:7].

 

فَانْصُرُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-؛ بِإِقَامَةِ دِينِهِ، وَالْتِزَامِ طَاعَتِهِ، وَالْبُعْدِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ؛ يَنْصُرْكُمْ عَلَى أَعْدَائِكُمْ.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].