عناصر الخطبة
1/الحكمة في تكرر مواسم الخير 2/ نعمة تعاقب الليل والنهار 3/ السرّ في تجدد الطاعات وتنوعها وترتيبهااهداف الخطبة
تحفيز الناس إلى استغلال مواسم الخيراتعنوان فرعي أول
مواسم الخير تترىعنوان فرعي ثاني
ديمومة الطاعةعنوان فرعي ثالث
سبق المفردوناقتباس
فما يمضي على المؤمن وقتٌ من الأوقات، إلاَّ ولله عليه وظيفة من وظائف الطّاعات، فإذا قام بها ووفَّاها؛ كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، المعد لهم المنازل العالية الطيبات.
أليس من أجلِّ نعمِهِ على العباد, أن جعل الليل والنهار يتناوبان؟ كلما ذهب أحدهما خلفه الآخر؛ لإنهاض همم العاملين إلى الخيرات، فمن فاته المورد بالليل ...
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خِلْفَة ًلمن أراد أن يذّكر أو أراد شكوراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, فما أعظمه رباً وملكاً قديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أرسله إلى جميع الثقلين بشيراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صل وسلم على محمدٍ, وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس, اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله تعالى جعل الأوقات والشهور تتكرر على العباد؛ لتقوم وظائف الطاعات، وتنشط النفوس على الخيرات، لمَّا مضت الأشهر الثلاثة الكرام، أولها رجب, وآخرها شهر الصيام، أعقبها بالشهور الثلاثة شهور الحج إلى بيته الحرام.
فكما أن من صام رمضان وقام، غفرت له جميع الذنوب والآثام، فمن حج البيت، أو اعتمر غفرت له ذنوبه، فضلاً من الملك العلاّم، فما يمضي على المؤمن وقتٌ من الأوقات، إلاَّ ولله عليه وظيفة من وظائف الطّاعات، فإذا قام بها ووفَّاها؛ كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، المعد لهم المنازل العالية الطيبات.
أليس من أجلِّ نعمِهِ على العباد, أن جعل الليل والنهار يتناوبان؟ كلما ذهب أحدهما خلفه الآخر؛ لإنهاض همم العاملين إلى الخيرات، فمن فاته المورد بالليل استدركه بالنهار، ومن فاته بالنهار استدركه بالليل على مدى الأوقات.
ألا وإن شجرة الإيمان قد غرسها الله في قلوب المؤمنين، ورتَّب العبادات على اختلافها؛ لتنميتها وتكميلها كل وقت وحين.
فلولا أعمال اليوم والليلة لذَوَى غَرْسُ الإيمان، فإليه يصعد الكلم الطيب, والعمل الصالح يرفع ذلك إلى الملك الديان.
فلقد سبق المفردون الذين لا تزال ألسنتهم تلهج بذكر الله إلى جنَّات النعيم، ولقد فاز المسارعون إلى الخيرات برفعة الدرجات والقرب من الرب الكريم؛ فيا ويح المعرضين عن ربهم, ما أشد خسارتهم, وأشقاهم! ويا ندامة الغافلين, لقد انفرطت بخدمته؛ ليوصل العبد إلى أجل مطلوب، وأعانني الله وإيَّاكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، ووقانا من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا بلطفه ورعايته قال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر:19].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم