علم
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
العلم لغة: مصدر قولهم: علم يعلم علما وهو مأخوذ من مادّة (ع ل م) الّتي تدلّ على أثر بالشّيء يتميّز بها عن غيره، قال الرّاغب: وعلّمته وأعلمته في الأصل واحد، إلّا أنّ الإعلام اختصّ بما كان بإخبار صحيح، والتّعليم اختصّ بما يكون بتكرير وتكثير حتّى يحدث منه أثر في نفس المتعلّم، وقول اللّه تعالى (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)[يوسف:76]؛ فعليم يصحّ أن يكون إشارة إلى الإنسان العالم الّذي يكون فوق آخر، ويكون تخصيص لفظ العليم الّذي هو للمبالغة تنبيها إلى أنّه بالإضافة إلى الأوّل عليم وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، ويجوز أن يكون قوله عليم عبارة عن اللّه تعالى، وقول اللّه تعالى: (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ)[الجن: 26-27] فيه إشارة إلى أنّ للّه تعالى علما يخصّ به أولياءه. والعالم في وصف اللّه تعالى: هو الّذي لا يخفى عليه شيء (المقاييس:4-109، والمفردات:344). وقال ابن منظور: العلم نقيض الجهل، وعلمت الشّيء أعلمه علما: عرفته. قال ابن برّيّ: وتقول: علم وفقه: أي تعلّم وتفقّه، وعلم وفقه (بالضّمّ) أي ساد العلماء والفقهاء. قال ابن جنّي: رجل علّامة، وامرأة علّامة، وفي حديث ابن مسعود: إنّك غليّم معلّم، أي ملهم للصّواب والخير، وعلم بالشّيء: شعر. يقال: ما علمت بخبر قدومه: أي ما شعرت. وعلم الأمر وتعلّمه: أتقنه. وعلم الرّجل: خبره، وأحبّ أن يعلمه أي يخبره (لسان العرب (5/3083-3084)، وانظر: الصحاح للجوهري (5/1990-1991). واصطلاحا: قال الجرجانيّ: العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع (التعريفات للجرجاني (191). وقال الفيروز اباديّ: العلم ضربان: الأوّل: إدراك ذات الشّيء. والثّاني: الحكم على الشّيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفيّ عنه، فالأوّل يتعدّى إلى مفعول واحد، والاخر يتعدّى إلى مفعولين، والعلم من وجه آخر ضربان: نظريّ وعمليّ، ومن وجه ثالث: عقليّ وسمعيّ (انظر: تفاصيل ذلك في بصائر ذوي التمييز:(88) وما بعدها، والمفردات للراغب:343). قال الكفويّ: المعنى الحقيقيّ للفظ العلم هو الإدراك، ولهذا المعنى متعلّق هو المعلوم، وله تابع في الحصول يكون وسيلة إليه في البقاء وهو الملكة، وقد أطلق لفظ العلم على كلّ منها إمّا حقيقة عرفيّة، أو اصطلاحيّة، أو مجازا مشهورة (الكليات للكفوي:611). وقال في موضع آخر: العلم يقال لحصول صورة الشّيء عند العقل وللاعتقاد الجازم الثّابت والإدراك الكلّيّ والإدراك المركّب (الكليات للكفوي:686). وقال المناويّ: العلم: هو صفة توجب تمييزا لا يحتمل النّقيض، أو هو حصول صورة الشّيء في العقل (التوقيف:246). قال ابن العربيّ: العلم أبين من أن يبيّن، وأنكر على من تصدّى لتعريف العلم (الفتح:1-141). وقال أبو حامد الغزاليّ- رحمه اللّه تعالى-: "العلم هو معرفة الشّيء على ما هو به"(الإحياء:298).
العناصر
1- فضل طلب العلم.
2- أهمية العلم.
3- فضل العلم والعلماء.
4- التعاون في مجال طلب العلم.
5- أسباب إعراض بعض المسلمين عن طلب العلم الشرعي وخدمة الإسلام.
6- طلب العلم يعادل الجهاد.
7- آداب طالب العلم.
8- ثمرة طلب العلم.
9- التحذير من القول على الله بغير علم.
الايات
1- قَالَ اللهُ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة: 168-169].
2- قوله تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[النساء:83].
3- قوله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الأنعام: 144].
4- قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)[الأعراف:33].
5- قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)[النحل:25].
6- قوله تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ)[النحل: 116].
7- قوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا)[الإسراء: 36].
8- قوله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمَاً)[طه:114].
9- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)[الحج: 3-4].
10- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَمٍ لِلْعَبِيدِ)[الحج: 8-10].
11- قال تَعَالَى: (إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ)[فاطر:28].
12- قَالَ تَعَالَى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)[الزمر:9].
13- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الحجرات: 1].
14- قال تَعَالَى: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة:11].
الاحاديث
1- عن معاوية رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ”(متفقٌ عَلَيْهِ).
2- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا”(متفقٌ عَلَيْهِ). والمراد بالحسدِ: الغِبْطَةُ، وَهُوَ أنْ يَتَمَنَّى مِثله.
3- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أصَابَ أرْضاً؛ فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبةٌ قَبِلَتِ المَاءَ فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ، وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أجَادِبُ أمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ؛ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كلأً، فَذلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ في دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذلِكَ رَأسَاً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ”(متفقٌ عَلَيْهِ).
4- عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه: “فَوَاللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَم”(متفقٌ عَلَيْهِ).
5- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ”(رواه البخاري).
6- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ”(رواه مسلم).
7- وعنه أَيضاً رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً”(رواه مسلم).
8- وعنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”(رواه مسلم).
9- وعنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ الله تَعَالَى، وَمَا وَالاهُ، وَعَالِماً، أَوْ مُتَعَلِّماً”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن). قَوْله: “وَمَا وَالاَهُ”: أيْ طَاعة الله.
10- عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ خَرَجَ في طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ في سَبيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
11- عن أَبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “لَنْ يَشْبَعَ مُؤْمِنٌ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الجَنَّةَ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
12- عن أَبي أُمَامَة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أدْنَاكُمْ” ثُمَّ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأهْلَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).
13- عن أَبي الدرداء رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ، وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الحيتَانُ في المَاءِ، وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ”(رواه أَبُو داود والترمذي).
14- عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: “نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئاً، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى مِنْ سَامِعٍ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
15- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ”(رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن).
16- وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ عز وجل لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ” يَعْنِي: رِيحَهَا. (رواه أَبُو داود بإسناد صحيح).
17- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزعهُ مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأفْتوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأضَلُّوا”(متفقٌ عَلَيْهِ).
18- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أفتي بفتيا غير ثَبَت فإنما إثمه على من أفتاه”(رواه أحمد:8266، وأبو داود:3657، وحسنه الألباني).
19- عن عبيد الله بن جعفر مرسلاً: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار”(رواه الدارمي:159).
20- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”(رواه البخاري:1291).
21- عن جابر قال خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء. فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بذلك فقال “قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر”. أو “يعصب” شك موسى “ على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده “(رواه أبو داود:336 وحسنه الألباني).
الاثار
1- يقول لقمان الحكيم: “إن العالم يدعو الناس إلى علمه بالصمت والوقار، وإن العالم الأخرق يطرد الناس عن علمه بالهذر والإكثار”(موسوعة مائدة القارئ:265).
2- قال عمر رضي الله عنه: “تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم”(الآجري في الأخلاق:1-56).
4- قال علي رضي الله عنه: “الربانيون: هم الذين يغذون الناس بالحكمة”(مجموع الفتاوى:17-287). 4- .
6- قال أبو الدرداء: “ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجُهّالكم لا يتعلمون؟ تعلّموا فإن العالِم والمتعلم شريكان في الأجر”(تاريخ دمشق:4-497).
5- وعنه أيضاً: “لن تكون عالماً حتى تكون متعلِّماً، ولا تكون متعلِّماً حتى تكون بما علمت عاملاً، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال: ما عملت فيما علمت”(تاريخ دمشق:4-497).
6- وعنه أيضاً: “ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل ست مرار”(مصنف ابن أبي شيبة:36634)
7- عن محمد بن سيرين ، قال : “إن قوما تركوا طلب العلم ، ومجالسة العلماء ، وأخذوا في الصلاة والصيام حتى يبس جلد أحدهم على عظمه ، ثم خالفوا السنة ، فهلكوا ، وسفكوا دماء المسلمين ، فوالذي لا إله غيره ، ما عمل أحد عملا على جهل إلا كان يفسد أكثر مما يصلح”(الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار :41769).
8- قال عمر بن عبدالعزيز: “أيها الناس! إنما يراد الطبيب للوجع الشديد، ألا فلا وجع أشد من الجهل، ولا داء أخبث من الذنوب، ولا خوف أخوف من الموت”(سيرة عمر بن عبدالعزيز لابن الجوزي:207).
9- يقول مالك بن دينار: “إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلَّت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا”(حلية الأولياء:289).
10- قال الإمام عبدالله بن المبارك: “أكثركم علماً ينبغي أن يكون أشدكم خوفاً”(حلية الأولياء:168). 11- قال أيضاً: “كيف يدَّعي رجل أنه أكثر علماً، وهو أقل خوفاً، وزهداً؟”(الإمام الزاهد عبد الله بن المبارك لعبد الحليم محمود:173).
11- قيل لبعض العلماء: “ما خير المكاسب؟ قال: خير مكاسب الدنيا طلب الحلال؛ لزوال الحاجـة، والأخذ منه؛ للقوة على العبادة، وتقديم فضلة الزائد ليوم القيامة، وأما خير مكاسب الآخرة؛ فعلم معمول به نشرته، وعمل صالح قدمته، وسنة حسنة أحييتها”(تنبيه الغافلين:333).
12- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم. فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم (رواه البخاري ومسلم).
13- عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال في خطبته: «من علم علما فليعلمه الناس، وإياه أن يقول ما لا علم له به فيمرق من الدين، ويكون من المتكلفين (رواه الدارمي:180).
14- عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “من أفتى بفتيا يعمى عنها، فإثمها عليه”(رواه الدارمي:262).
15- كان ابن عيينة رحمه الله تعالى يقول: “أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما”(جامع بيان العلم وفضله 2-318).
16- قال أبو حصين عثمان بن عاصم رحمه الله تعالى: “إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر”(ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية:2-65).
17- قال ابن وهب رحمه الله تعالى: سمعت مالكًا رحمه الله تعالى يقول: “العجلة في الفتوى نوع من الجهل والخرق”(الفقيه والمتفقه 2-65).
18- عن ابن سيرين قال: “لم يكن أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أهيب لما لا يعلم من عمر رضي الله عنه. وإن أبا بكر رضي الله عنه نزلت به قضية، فلم يجد في كتاب الله منها أصلا، ولا في السنة أثرًا، فاجتهد رأيه، ثم قال: هذا رأيي فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني، وأستغفر الله”(جامع بيان العلم وفضله 2-111).
19- كان القاسم بن محمد رحمه الله تعالى -من فقهاء المدينة السبعة- يقول: “لأن يعيش المرء جاهلا لا يعلم ما افترض عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم”(جامع بيان العلم وفضله 2-116).
القصص
1- روي أن إبراهيم بن المهدي دخل على المأمون وعنده جماعة يتذاكرون في مسائل من العلم، فقال: يا هذا، شغلونا في الصغر واشتغلنا في الكبر، فقال المأمون: لم لم تتعلم اليوم؟ فقال: أويحسن بمثلي طلب العلم؟ فقال: نعم، والله لأن تموت طالباً للعلم خير من أن تعيش قانعاً بالجهل، قال: وإلى متى يحسن طلب العلم؟ قال: ما دامت بك الحياة (تاريخ مدينة دمشق؛ ابن عساكر:٦٠-٣٥٠).
2- قال الإمام النووي -رحمه الله-: "كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ القرآن"(المجموع:1-38).
3- قال ابن وهب: "ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه"(سير أعلام النبلاء:8-113).
4- قال يونس بن عبيد: "كان الرجل إذا نظر إلى الحسن انتفع به وإن لم ير علمه، ولم يسمع كلامه"(البداية والنهاية:13-58).
5- قال أبو موسى الأشعري: "إني تعلمت المعجم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت كتابتي مثل العقارب"(سير أعلام النبلاء:2-384).
6- روى ابن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، قال: رحل جابر بن عبد الله في آخر عمره إلى مكة في أحاديث سمعها ثم انصرف إلى المدينة (سير أعلام النبلاء:3-191).
7- عن ابن عمر قال: "إليكم عني، فإني كنت مع من هو أعلم مني، ولو علمت أني أبقى حتى تفتقروا إليّ لتعلمت لكم"(سير أعلام النبلاء:3-238).
8- عن ابن عباس، قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لرجل من الأنصار: هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبا لك يا ابن عباس! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي عليه السلام من ترى؟ فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتسفي الريح عليَّ التراب، فيخرج، فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله! ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك، فأسألك. قال: فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليَّ، فقال: هذا الفتى أعقل مني (سير أعلام النبلاء:3/343-344).
9- عن نافع: "أن ابن عمر كان له كتب ينظر فيها قبل أن يخرج إلى الناس"(تاريخ الإسلام للذهبي:5-460).
10- عن ابن عباس قال: "إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"(سير أعلام النبلاء:3-345).
11- قال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجّاً معه ابن عباس، فكان لمعاوية موكب، ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم (سير أعلام النبلاء:3-352).
12- طلب صاحب مصر عبد العزيز بن مروان سفيان بن وهب ليحدثه، فأُتي به محمولاً من الكبر (سير أعلام النبلاء:3-453).
13- عن هبيرة بن يريم، أن علياً جمع الناس في الرحبة، وقال: إني مفارقكم، فاجتمعوا في الرحبة، فجعلوا يسألونه حتى نفد ما عندهم ولم يبق إلا شريح، فجثا على ركبتيه، وجعل يسأله. فقال له علي: أذهب فأنت أقضى العرب (سير أعلام النبلاء:4-103).
14- كان مكحول يقول: "اختلفت إلى شريح أشهراً، ثم أسأله عن شيء، أكتفي بما أسمعه يقضي به"(سير أعلام النبلاء:4-105).
15- كان الحارث بن الأعور يقول: "تعلمت القرآن في سنتين، والوحي في ثلاث سنين"(الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج1-89).
16- عن مطرف بن عبد الله قال: "فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة"(أخرجه أحمد في الزهد:1335، وابن أبي شيبة في مصنفه:35600).
17- قال محمد بن الفضل بن محمد رحمه الله: "سمعت جدي يعني ابن خزيمة، يقول: استأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة، فقال: اقرأ القرآن أولاً حتى آذن لك، فاستظهرت القرآن، فقال لي امكث حتى تصلي بالختمة، ففعلت، فلما عيدنا أذن لي"(سير أعلام النبلاء:9-544).
18- عن أبي العالية قال: كان ابن عباس يرفعني على السرير، فتغامزت بي قريش، فقال ابن عباس: هكذا العلم يزيد الشريف شرفاً، ويجلس المملوك على الأسرة (سير أعلام النبلاء:4-109).
19-قال ابن المسيب: "إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد"(الرحلة في طلب الحديث:127، 128).
20- عن قتادة قال: أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر، ثم أقيم في الشمس، فقلت لقائدي، ادنني منه، فأدناني، فجعلت أسأله خوفاً من أن يفوتني، وهو يجيبني حِسبةً والناس يتعجبون (سير أعلام النبلاء:4-233).
21- قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله- في آخر حياته: "ندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن"(العقود الدرية:22).
22- عن أبي نضرة قال: قدم أبو سلمة ـ وهو ابن عبد الرحمن ـ فنزل دار أبي بشير، فأتيت الحسن، فقلت: إن أبا سلمة قدم وهو قاضي المدينة وفقيههم انطلق بنا إليه، فأتيناه، فلما رأى الحسن، قال: من أنت؟ قال: أنا الحسن بن أبي الحسن، قال: ما كان بهذا المصر أحد أحب إليّ أن ألقاه منك، وذلك أنه بلغني أنك تفتي الناس، فاتق الله يا حسن وأفت الناس بما أقول لك: أفتهم بشيء من القرآن قد علمته، أو سنة ماضية قد سنها الصالحون والخلفاء، وانظر رأيك الذي هو رأيك فألقه (الفقيه والمتفقه؛ للخطيب البغدادي:2-43).
2- دخل رجل على ربيعة الرأي فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟؛ وارتاع لبكائه، فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم". ثم قال: "ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالحبس من السُّرَّاق (جامع بيان العلم وفضله:2-388).
3- قال الشيخ صالح المغامسي: ذكر الناس أن العرب في جاهليتهم كانوا يعمدون إلى رجل يقال له: عامر بن الضرب العدواني يحتكمون إليه في جاهليتهم إذا اختلفوا، فجاءه مرةً وفد من إحدى القبائل، فقالوا: يا عامر! وجد بيننا شخصاً له آلتان: آلة الرجل وآلة الأنثى، ونريد أن نورثه، فهل نحكم له على أنه أنثى أو نحكم على أنه ذكر؟ فمكث هذا الرجل المشرك أربعين يوماً لا يدري ما يصنع بهم، وكانت له جاريه ترعى له الغنم يقال لها: سخيلة، فقالت له في اليوم الأربعين: يا عامر! قد أكل الضيوف غنمك ولم يبقَ لك إلا اليسير، أخبرني. فقال: مالكِ ولهذا، انصرفي لرعي الغنم، فأصرت عليه، فلما أصرت عليه الجارية أخبرها بالسؤال وقال لها: ما نزل بي مثلها نازلة، فقالت له تلك الجارية التي ترعى الغنم: يا عامر! أين أنت؟ أتبع الحكم المبال. أي: إن كان يبول من آلة الذكر فاحكم عليه بأنه ذكر، وإن كان يبول من آلة الأنثى فاحكم عليه بأنه أنثى.
فقال: فرجتها عني يا سخيلة. وأخبر الناس.
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقباً على هذه القصة: هذا رجل مشرك لا يرجو جنة ولا يخاف من نار ولا يعبد الله، ويتوقف في مسألة أربعين يوماً حتى يفتي فيها، فكيف بمن يرجوا الجنة ويخاف النار؟! فينبغي عليه أن يتحرى إذا صُدِّر للإفتاء، ولقد أدركنا شيخنا الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت عندنا أنه جاءه وفد من الكويت يسألونه عن مسائل شرعية، والرجل في آخر أيام حياته، ولو قال قائل: إنه ليس على وجه الأرض آنذاك أحد أعلم منه لما ابتعد عن الصواب، ومع ذلك لما سألوه قال: لا أدري لا أدري لا أدري، فلما أكثروا عليه غَيَّر هيئة جلسته ثم قال: أجيب فيها بكتاب الله، فانتظر الناس الجواب، فقال -رحمه الله وغفر الله له-: أقول كما قال الله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) [الإسراء:36]، فلما أكثروا عليه رحمه الله قال: قال فلان كذا، وقال فلان كذا، وقال فلان كذا، أما أنا فلا أحمل ذمتي من كلام الناس شيئاً، لا أدري، قال هذا وهو هو في منزلته وعلمه.
والمقصود أن في هذا موعظة لكل من صدره الله، فلا يغتر بكثرة حضور الناس له، ولا يجب عليك أن تُجيب إن كنت لا تعلم، ولقد قالت الملائكة عند ربها: (سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا) [البقرة:32]، (دروس للشيخ صالح المغامسي).
الاشعار
1- قال ابن القيم رحمه الله: وَالعِـلْـمُ أَقْسَـامٌ ثَـلاثٌ مَالَهَا *** مِنْ رَابِعٍ وَالـحَـقُ ذُو تِبْيَـانِ عِلْمٌ بِأَوْصَـافِ الإِلَـهِ وَفِـعْـلِهِ *** وكَذَلِكَ الأَسْمَـاءُ للِرَّحْـمَـنِ وَالأَمْرُ والنَّهْـيُ الَّـذِي هُـو دِيْنُهُ *** وَجَزَاؤُهُ يَوْمَ الْمَـعَـادِ الثَّانِـي وَالكُلُّ فِي القُـرْآنِ وَالسُّنَـنِ الَّتِي *** جَاءَتْ عَنْ الْمَبْعُوثِ بِالقُـرآنِ واللهِ مَا قَـالَ امْـرُؤٌ مُتَـحَـذْلِقٌ *** بِسوَاهُمَـا إِلا مِـنَ الْهَذَيَـانِ (نونية ابن القيم - الكافية الشافية:104) 2- قال الشافعي رحمه الله: أَخِـي لَـنْ تَنَالَ الْعِلْـمَ إِلا بِسِتَّـةٍ *** سَأُنْبيكَ عَنْ تَفْصِيلِهَـا بِبَيَـانِ ذَكَاءٌ وَحِـرْصٌ وَاجْتِهَادٌ وَبُلْغَـةٌ *** وَصُحْبَـةُ أُسْتَاذٍ وَطُـولِ زَمَـانِ (المستطرف في كل فن مستظرف:19) 3- قال أبو عبدالله نفطويه: وَمَا العِلْـمُ إِلا بِالتَّعَلُّـمِ فِي الصِّبَا *** وَمَا الْحِلْمُ إِلا بِالتَّحَلُّمِ فِي الكِبَرْ وَلَو فُلِقَ الْقَلْبُ الْمُعَلَّمُ فِـي الصِّبَـا *** لأُلْفِيَ فِيهِ الْعِلْمُ كَالنَّقْشِ فِي الحَجَرْ وَمَا العِلْمُ بَعْدَ الشَّيْبِ إِلا تَعَسُّـفٌ *** إِذَا كلَّ قَلْبُ الْمَرْءِ والسَّمْعُ والْبَصَرْ (الجامع في بيان العلم وفضله لابن عبد البر:388) 4- قال أحدهم: لا يُـدْرِكُ الْعِلْـمَ إِلا كُـلُّ مُشْتَغِلٍ *** بِالْعِلْمِ هِمَّتُـهُ الْقِرْطَاسُ وَالقَلَـمُ (جامع بيان العلم وفضله:430) 5- قال أحدهم: العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر *** وَاحذَر يَفوتُكَ فَخرُ ذاكَ المَغرَسِ وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ *** مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ فَاِجعَل لِنَفسِكَ مِنهُ حَظّاً وافِراً *** وَاهجُر لَهُ طيبَ الرُقادِ وَعَبسِ فَلَعَلَّ يَوماً حَضَرتَ بِمَجلِسٍ *** كُنتَ الرَئيسَ وَفَخرَ ذاكَ المَجلِسِ (مجمع الحكم والأمثال؛ للميداني:365) 6- قال عبد الله عيسى الشلبي الأندلسي قد غدا مستأنساً بالعلم من *** خالطته روعة المهابه لا يَنَـالُ الْعِـلْـمَ جِسْـمٌ رَائِـحٌ *** حُفَّتِ الْجَـنَّـةُ بِالْمَـكَـارِهِ (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة:2-90) 7- قال عبدالملك الجزيري: واعلم بأن العلم أرفع رتبة *** وأجل مكتسب وأسنى مفخر فاسلك سبيل المقتنين له تسد *** ان السيادة تقتنى بالدفتر والعالم المدعو حبرا إنما *** سماه باسم الحبر حمل المحبر والعلم ليس بنافع أربابه *** ما لم يفد عملا وحسن تصبر (تاريخ الأدب الأندلسي؛ لإحسان عباس:181) 8- قال أحمد شوقي: تَـرْكُ النُّفُـوسِ بِلا عِلْمٍ وَلا أَدَبٍ *** تَرْكُ الْمَرِيضِ بِلا طِـبٍّ وَلا آسِ (مجمع الحكم والأمثال؛ للميداني:354) 9- قال الشيخ سليمان بن سحمان: يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا *** وسالِكًا في طَرِيقِ العِلمِ أَحْزَانَا فالعِلْمُ أَفْضَلُ مَطْلُوبٍ وطالبُهُ *** مِن أَكَمْلِ الناسِ مِيزانًا وَرُجْحانَا والعِلمُ نُورٌ فكُنْ بالعلمِ مُعْتَصِمًا *** إنْ رُمْتَ فَوْزًا لَدَى الرحمن مَولانَا وهو النَّجَاةُ وفيهِ الخيرُ أُجْعمُهُ *** والجَاهلُون أَخَفُّ الناسِ مِيزانَا والعِلمُ يَرفَعُ بَيتًا كان مُنْخَفِضًا *** والجهلُ يَخْفِضُهُ لو كان ما كانَا وأرفعُ الناسِ أهلُ العِلْمِ مَنْزِلةً *** وأوضعُ النَاسِ مَنْ قد كان حَيْرانَا لا يَهْتدي لِطَريقِ الحقِّ مِنْ عَمَهٍ *** بل كانَ بالجهلِ مِمَّن نال خُسرانَا تلقاهُ بينَ الوَرَى بالجَهلِ مُنْكسِرًا *** لا يَدْري مَا زانَهُ في الناسِ أو شَانَا والعِلمُ يَرْفَعُهُ فوقَ الوَرَى دَرَجَاً *** والناسُ تَعْرفُهُ بالفَضْلِ إذْ عانَا وطالبُ العِلمِ إِنْ يَظْفَر بِبُغْيَتِهِ *** يَنل بالعلمِ غُفْرانًا وَرِضْوانَا فاطلبْهُ مُجْتَهِدًا ما عِشْتَ مُحْتَسِبًا *** لا تَبْتغِي بَدَلاً إنْ كُنْتَ يَقْطَانَا مَنْ نَالَهُ نالَ في الدَّارينَ مَنْزِلةً *** أَوْ فَاتَهُ نَالَ خُسرانًا وَنُقْصانَا وباذِلُ الجِدِّ في تَحْصِيْلِهِ زَمَنًا *** ولَمْ يكنْ نالَ بعدَ الجِدِّ عِرْفانَا فلنْ يَضِيعَ لهُ سَعْيٌ ولا عَمَلُ *** عنْدَ الإِلَهِ ولا يُولِيهِ خُسْرانَا فطالبُ العِلمِ إِنْ أصْفَى سَريرَتَهُ *** يَنَالُ مِنْ رَبِّنا عَفْوَاً وَرِضْوانَا فالعِلمُ يَرْفعُهُ في الخُلْدِ مَنْزِلَةً *** والجَهَلُ يُصْليهِ يومَ الحَشْرِ نِيرانَا والجَهَلُ في هذهِ الدُنيا يُنَقِّصْهُ *** والعِلمُ يكْسُوهُ تاجَ العِزِ إِعْلانَا وإنْ تُرِدْ نَهْجَ هذا العِلْمِ تَسْلُكُهُ *** أو رُمْتَ يومًا لِمَا قَدْ قُلْتُ بُرْهانَا فَأَلْقِ سَمْعًا لِمَا أُبْدِي وكُنْ يَقِظًا *** ولا تَكُنْ غَافِلًا عن ذاكَ كَسْلانَا (مجموعة القصائد والزهديات؛ للشيخ عبدالعزيز السلمان:37، 38) 10- قال ابن هشام: وَمَنْ يَصْطَبِـرْ للْعِلْـمِ يَظْفَرْ بِنَيْلِهِ *** وَمَنْ يَخْطُبِ الْحَسْنَاءَ يَصْبِرْ عَلَى البَذْلِ (كتاب من تاريخ النحو العربي؛ ابن هشام الأنصاري:191) 11- قال سابق البربري: الْعِلْمُ فِيـهِ حَيَـاةٌ للقُلُـوبِ كَمَا *** تَحْيَا البِلادُ إِذَا مَـا مَسَّهَا الْمَطَـرُ وَالعِلْمُ يَجْلُو الْعَمَى عَنْ قَلْبِ صَاحِبِه *** كَمَا يَجْلِي سَوادَ الظُّلْمَةِ الْقَـمَـرُ (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى:106) 12- قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: ما لفضلٍ إلا لأهلِ العلمِ أنهم *** على الهُدَى لِمن استهدى أدلاء وقيمةُ المرءِ ما قَد كانَ يُحسنُهُ *** والجاهلونَ لأهلِ العلمِ أعداء فقم بعلمٍ ولا تطلُبْ بهِ بدلاً *** فالناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحياء (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:355-356) 13- وقال أيضا -رضي الله عنه-: العلمُ زين فكُن للعلمِ مُكتسبًا *** وكُن له طالبًا ما عشتَ مُقتبِسا اركنْ إليه وثقْ بالله واغنَ به *** وكُن حليمًا رزينَ العقلِ مُحترسا وكُن فتًى ماسكًا محْضَ التقى ورعًا *** للدِّين مُغتنمًا للعلم مُفترسا فمَن تخلَّق بالآداب ظلَّ بها *** رئيسَ قومٍ إذا ما فارق الرؤسَا (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:356) 14- قال الشافعي -رحمه الله-: العلمُ مغرَسُ كلِّ فخرٍ فافْتَخرْ *** واحذَرْ يفُوتُكَ فخْرُ ذاكَ المغْرَسِ فلعَلَّ يومًا إنْ حضرَتَ بمجلِسٍ *** كنتَ الرَّئيسَ وفَخرَ ذاكَ المجلِسِ (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:365) 15- قال أبو محمد عبد العزيز الأنصاري وَارْبَـأ بِعِلْمِـكَ عَمَّنْ لَيْسَ يَفْهَمُهُ *** وَلا تُذاكِرْ بِهِ مَنْ لَيْسَ مِنْ نَمَطِهِ (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:68) 16- قال الشافعي رحمه الله: سَأَكْتُمُ عِلْمِي عَنْ ذَوِي الْجَهْلِ طَاقَتِي *** وَلا أَنْثُرُ الدُّرَّ النَّفِيسَ عَلَى الغَنَـم (ديوان الإمام الشافعي:71) 17- وقال أيضا: شَكَوتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِـفْظِي *** فَأَرْشَدَنِي إِلى تَرْكِ الْمَعَـاصِـي وَأَخْـبَـرَنِـي بِـأَنَّ الْعِلْـمَ نُورٌ *** وَنُـورُ اللهِ لا يُهْـدَى لِعَاصِـي (شرح ديوان الإمام الشافعي:146) 18- كُـلُّ الْعُلُومِ سِوَى الْقُرْآنِ مَشْغَلَةٌ *** إِلا الْحَدِيْثَ وَعِلْمَ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ الْعِلْمُ مَـا كَـانَ فِيـهِ قَالَ حَدَّثَنَا *** وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ (طبقات الفقهاء الشافعيين وبذيله ذيل الطبقات:1-104) 19- قال أبو عامر النّسوي: الْـعـلْـمُ يَـأْتِـي كُــلَّ ذِي *** حِفْـطٍ وَيَأبَــى كُــلَّ آبِ كَالْمَـاءِ يَـنْـزِلُ فِـي الـوِهَـا *** دِ وَلَيْسَ يْصْعَـدُ فِـي الرَّوابِي (بغية الوعاء:1-524) 20- قال الطغرأي: مَـنْ قَـاسَ بِالْعِلْـمِ الثَّرَاءَ فَإِنَّـهُ *** فِي حُكْمِهِ أَعْمَى الْبَصِيرَةٍ كَاذِبُ العِلْـمُ تَخْدِمُـهُ بِنَفْسِـكَ دَائِمًا *** وَالْمَالُ يَخْدُمُ عَنْكَ فِيهِ نَـائِبُ وَالْمَـالُ يُسْلَـبُ أَوْ يَبِيدُ لِحَادِثٍ *** وَالعِلْمُ لا يُخْشَى عَلَيْهِ سَالِـبُ وَالعِلْـمُ نَقْشٌ فِـي فُؤَادِكَ رَاسِخٌ *** وَالْمَالُ ظِلٌّ عَنْ فِنَائِـك ذَاهِـبُ (ديوان الطغرأي:87) 21- قال أبو محمد البطليوسي: أَخُـو الْعِلْـمِ حيٌّ خَالِدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ *** وَأَوْصَالُهُ تَحْتَ التُّـرَابِ رَمِيـمُ وَذُو الْجَهْلِ مَيْتٌ وَهْوَ مَاشٍ عَلَى الثَّرَى *** يُظًنُّ مِنَ الأَحْيَاءِ وَهْوَ عَـدِيـمُ (ألف باء في أنواع الآداب وفنون المحاضرات واللغة:23) 22- قال الشافعي: عِلْمِـي مَعِـي حَيْثُمَا يَمَّمْتُ يَنْفَعُنِـي *** قَلْبِي وِعَاءٌ لَـهُ لا بَطْـنُ صُنْـدُوقِ إِنْ كُنْتُ فِي الْبَيْتِ كَانَ العْلْمُ فيهِ مَعِي *** أَوْ كُنْتُ فِي السُّوقِ كَانَ الْعِلْمُ في السُّوقِ (شرح ديوان الإمام الشافعي:130) 23- قال الحميدي: لِقَـاءُ النَّـاسِ لَيْسَ يُفِيـدُ شَيْئًـا *** سِوَى الْهَذَيَانِ مِنْ قِيـلٍ وَقَـالِ فَـأَقْـلِـلْ مِـنْ لِقَاءِ النَّـاسِ إِلاَّ *** لأَخْذِ الْعِلْمِ أَوْ إِصْـلاحِ حَـالِ (فتح الباقي بشرح ألفية العراقي:122) 24- نسب للشافعي رحمه الله: أَلَيْـسَ مِـنَ الْخُسْـرَانِ أَنَّ لَيَالِيَـا *** تَمُرُّ بِلا عِلْمٍ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي (البيان في التمدن وأسباب العمران:30) 25- قال ابن فارس النحوي: إِذَا كَـانَ يُؤْذِيـكَ حَـرُّ المَصِيفِ *** وَيُبْسُ الْخَرِيِـفِ وَبَـرْدُ الشِّتَـا وَيُلْـهِـيْـكَ حُسْـنُ زَمَانِ الرَّبِيع *** فَأَخْذُكَ لِلْعِلْـمِ قُـلْ لِـي مَتَـى (تاريخ دمشق:46-345) 26- قال أبو الأسود الديلي: الْعِلْـمُ زَيْـنٌ وَتَشْـرِيفٌ لِصَاحِبِهِ *** فَاطْلُبْ هُدِيتَ فُنُونَ الْعِلْمِ والأَدَبَا يَا جَامِعَ الْعِلْمِ نِعْمَ الذُّخْـرُ تَجْمَعُهُ *** لا تَعْدِلَـنَّ بِـهِ دُرَّا وَلا ذَهَبَـا (تاريخ مدينة دمشق:14-312) 27- قال أبو الفتح البُستي: إِذَا مَـرَّ بِـي يَوْمٌ وَلَمْ أَصْطَنِعْ يَدًا *** وَلَمْ أَسْتَفِدْ عِلْمًا فَمَا هُوَ مِنْ عُمْرِي (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان وبذيله ذيل مرآة الزمان:11-260) 28- قال نصر بن الحسن المرْغيناني: إِذَا مَـا أُنَاسٌ فَـاخَرُونَـا بِمَالِهِـمْ *** فَإِنِّـي بِمِيـرَاثِ النَّبيينَ فَاخِـرُ أَلَمْ تَـرَ أَنَّ الْعِلْـمَ يُذْكَـرُ أَهْلُـهُ *** بِكُلِّ جَمِيلٍ فِيـهِ وَالْعَظْمُ نَاخِرُ سقى الله أجداثا أجنت معاشرا *** لهم أبحر من كل علم زواخر (دمية القصر وعصرة أهل العصر:265) 29- قال ابن الوردي: اطْلُـبِ الْعِلْـمَ وَلا تَكْسَـلْ فَمَـا *** أَبْعَدَ الْخَيْرَ عَـلَى أَهْلِ الْكَسَـلْ وَاحْتَفِـلْ للْفِقْـهِ فِـي الـدِّينِ وَلا *** تَشْتَغِـلْ عَنْهُ بِمَـالٍ أَوْ خَـوَلْ وَاهْجُـرِ النَّـوْمَ وَحَصِّـلْـهُ فَمَـا *** يَعْرِفُ الْمَطْـلُوبَ يَحِقِرْ مَا بَـذل لا تَـقُـلْ قَـدْ ذَهَـبَـتْ أَربَابُهُ *** كُلُّ مَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلْ في ازدياد العلم إرغام العدا *** وجمال العلم إصلاح العمل (عون الأطفال شرح لامية ابن الوردي:42، 50) 30- قال سابق البربري: إِذَا الْعِلْـمُ لَـمْ تَعْمَلْ بِهِ كَانَ حُجَّةً *** عَلَيْكَ وَلَمْ تُعْذَرْ بِمَا أَنْتَ جَاهِلُهْ فَـإِنْ كُنْتَ قَـدْ أُوتِيتَ عِلْمًا فَإِنَّمَا *** يُصَدِّقُ قَوْلَ الْمَرءِ مَا هُوَ فَاعِلُـهُ (جامع بيان العلم وفضله:254) 31- قال أحدهم: وَعَالِـمٌ بِعِلْـمِـهِ لَـمْ يَعْمَـلَـنْ *** مُعَذَّبٌ مِنْ قَبْلِ عُبَّـادِ الْـوَثَـنْ (غاية البيان شرح زبد ابن رسلان في الفقه الشافعي:6) 32- قال عبد الملك بن إدريس الجزيري: وَالْعِـلْمُ لَيْـس بِنَـافِـعٍ أَرْبَابَـهُ *** مَا لَمْ يُفِد عَمَـلاً وَحُسْنَ تَبَصُّرِ سِيَّـانَ عِنْـدِي عِلْمُ مَنْ لَمْ يَسْتَفِدْ *** عَمَلاً وَصَلاةُ مَـنْ لَـمْ يَطْهُـرِ فَاعْمَـلْ بِعِلْمِكَ تُوفِ نَفْسَكَ وَزْنَهَا *** لا تَرْضَ بالتَّضْيِيع وَزْنَ المُخْسِـرِ (جامع بيان العلم وفضله:704) باب الحث على استذكار العلم 33- قال أحدهم: إِذَا لَمْ يُذَاكِـرْ ذُو الْعُلُـومِ بِعِلْمِـهِ *** وَلَمْ يَسْتَفِدْ عِلْمًا نَسِي مَا تَعَلَّمَـا فَكَمْ جَامِعٍ لِلْكُتْبِ مِنْ كُـلِّ مَذْهَبٍ *** يَزِيدُ مَعَ الأَيَّامِ فِي جَمْعِهِ عَمًـى (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:357) ما قِيْلَ في الكِتَابِ حمْدًا وذَمَّا 34- قال أبو حيان يَظُـنُّ الْغُمْـرُ أَنَّ الْكُتْـبَ تَكْفِـي *** أَخَا فَهْـمٍ لإِدْرَاكِ الْـعُـلُـومِ وَمَا يَـدْرِي الْجَهُـولُ بِـأَنَّ فِيْهَـا *** غَوَامِضَ حَيَّرتْ عَقْـلَ الفَهِيْـمِ إِذَا رُمْـتَ الْعُلُـومَ بِغَيْـرِ شَيْـخٍ *** ضَلَلْتَ عَنِ الصِّـرَاطِ الْمُسْتَقِيـمِ وَتَلْتَبِـسُ الأُمُـورُ عَلَيْـكَ حَتَّـى *** تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ تُومَـا الْحَكِيـمِ (جدلية الفوضى الفقهية وتسفيه العقل المسلم:433، 434) 35- قال المتنبي: أَعَـزُّ مَكَـانٍ فِي الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ *** وَخَيْرُ جَليسٍ فِـي الزَّمَانِ كِتَابُ (ديوان المتنبي بشرح العكبري البغدادي:1-187) 36- قال أبو الحسن القالي الأديب: أَنِسْـتُ بِهَـا عِشْرِينَ حَوْلاً وَبِعْتُهَا *** فَقَدْ طَالَ وَجْدِي بَعْدَهَا وَحَنِينِي وَمَا كَانَ ظَـنِّـي أَنَّنِـي سَأَبِيعُهَا *** وَلَو خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِـي وَلِكِنْ لِضَعْـفٍ وَافْتِقَـارٍ وَصِبْيَـةٍ *** صِغَارٍ عَلَيْهِمْ تَسْتَسِلُّ شُـؤُونِـي فَقُلْـتُ وَلَـمْ أَمْلِكْ سَوَابِـقَ عَبْرَةٍ *** مَقَالَةً مَكْوِيِّ الفُـؤَادِ حَـزِيـنِ وَقَدْ تُخْـرِجُ الْحَاجَاتُ يَا أُمَّ مَالِكٍ *** كَـرَائِمَ مِنْ رَبٍّ بِهِنَّ ضَنِـيـنِ (الفلاكة والمفلوكون:117) 37- قال محمد بن محمود: إِذَا لَـمْ تَكُـنْ حَـافِظًـا وَاعِيًـا *** فَجَمْعُـكَ لِلْكُتْـبِ لا يَنْفَـع أَتَـنْـطِـقُ بِالْجَهْلِ فِي مَجْلِـسٍ *** وَعِلْمُكَ فِي الْبَيْتِ مُسْـتَـوْدَعُ (معجم الأدباء - إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب:2644) 38- قال ابن عبد البر: يَا مَنْ يَرَى جَمْعَ الْمَـالِ وَالْكُتُـبِ *** خُدِعْتَ وَاللهِ لَيْسَ الجِدُّ كَاللَّعِبِ الْعِلْمُ وَيْحَكَ مَا فِي الصَّـدْرِ تَجْمَعُهُ *** حِفْظًا وَفِهْمًا وَإِتْقَانًا فِدَاكَ أَبِـي لا مَا تَوَهَّمَهُ الْعنـدِيُّ مِـنْ سَفَـهٍ *** إِذْ قَالَ مَا تَبْتَغِي عِنْدِي وَفِي كُتُبِي قَالَ الحَكِيْـمُ مَقَـالاً لَيْسَ يَدْفَعُـهُ *** ذُو الْعَقْلِ مَنْ كَانَ مِنْ عَجَمٍ وَمِنْ عَرَبِ مَا إِنْ يَنَالُ الْفَتَـى عِلْمًـا وَلا أَدَبًـا *** بِرَاحَةِ النَّفْسِ واللَّذَّاتِ وَالطَّرَبِ نَعَمْ وَلا بِاكْتِسَابِ الْمَـالِ تَجْمَـعُهُ *** شَتَّانَ بَيْنَ اكْتِسَابِ الْعِلْمِ وَالذَّهَبِ (جامع بيان العلم وفضله:386) 39- قال أحدهم: زَوَامِـلُ لِلأَسْفَارِ لا عِلْـمَ عِنْدَهُمْ *** بِجَيِّدِهَا إِلا كَعِـلْـمِ الأَبَـاعِـرِ لَعَمْـرُكَ مَا يَـدْرِي الْبَعِيرُ إِذَا غَدَا *** بِأَحْمَالِهِ أَوْ رَاحَ مَا فِي الْغَـرَائِـرِ (تفسير القرطبي:9-62) 40- قال أحدهم: لَنَا جُلَسَـاءُ مَـا نَمَـلُّ حَدِيْثَهُـمْ *** أَلِبَّاءُ مَأْمُـونُونَ غَيْبًـا وَمَشْهَـدًا يُفِيدُونَنَا مِـنْ عِلْمِهِمْ عِلْمَ مَنْ مَضَى *** وَعَقْـلاً وَتَأْدِيبًا وَرَأْيًـا مُسَـدَّدًا بِلا فِتْنَةٍ تُخْشَـى وَلا سُـوءِ عِشْرَةٍ *** وَلا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَـانًا وَلا يَـدا فَإِنْ قُلْتَ أَمْوَاتٌ فَمَا أَنْتَ كَـاذِبُ *** وَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْـتَ مُفَنَّـدًا (الكنز المدفون والفلك المشحون:20) 41- قال أحدهم: نِعْـمَ الأَنِيـسُ إِذَا خَلَـوْتَ كِتَابُ *** تَلْهُو بِهِ إِنْ مَلَّـكَ الأَحْـبَـابُ لا مُفْشِيًا سِـرًّا إِذَا اسْـتَوْدَعْـتَـهُ *** وَتُفَادُ مِنْهُ حِكْـمَـةٌ وَصَـوابُ (العقد الفريد:4-283) 42- قال الشافعي: وَمَنْ لَـمْ يَـذُقْ مُـرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً *** تَجَرَّعَ ذُلَّ الجَهْلِ طُـولَ حَيَاتِـهِ وَمَـنْ فَـاتَـهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ *** فَكَبِّـرْ عَلَيْهِ أَرْبَـعًـا لِوَفَـاتِـهِ (مجمع الحكم والأمثال:364) 43- قال ابن النحاس: الْـيَـوْمَ شَـيٌ وَغَـدًا مِـثْـلُـهُ *** مِنْ دُرَرِ الْعِلْمِ الَّتِـي تُلْتَـقَـطْ يُحَصِّلُ الْمَـرْءُ بِهَـا حِـكْـمَـةً *** وَإِنَّمَا السِّيْلُ اجْتِمَاعُ الـنُّـقَـطْ (رسالة المسترشدين؛ للمحاسبي:146) 44- قال نفطويه: وَمَا الْعِلْـمُ إِلا بِالتَّعَلُّـمِ فِي الصِّبَـا *** وَمَا الْحِلْمُ إِلا بِالتَّحَلُّمِ فِي الْكِبَـرْ وَلَوْ فُلِقَ الْقَلْبُ الْمُعَلِّـمُ فِـي الصِّبَا *** لأُلْفِيَ فِيهِ الْعِلْمُ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرْ وَمَـا الْعِلْمُ بَعْدَ الشَّيْبِ إِلا تَعَسُّفٌ *** إِذَا كَلَّ قَلْبُ الْمَرْءِ والسَّمْعُ وَالْبَصَرْ (جامع بيان العلم وفضله:118، 119) 45- قال الشافعي: تعلـم فليـس المـرء يولد عالما *** وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كان كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفت عليه المحافل (جامع بيان العلم وفضله:221) 46- قال أحدهم: تَعَـلَّـم وَكُـنْ وَاعِيًـا لِلْعُلُـومِ *** وَمَا قَدْ نَبَـا عِلْمُـهُ عَنْكَ سَـلْ فَـإِنَّ السُّـؤَالَ شِـفَـاءُ الْعَـيِـيّ *** وَكَمْ حَيْرَةٍ نَتَجَتْ عَـنْ كَسَـلْ (الازدهار في ما عقده الشعراء من الحديث والآثار:2) 47- قال أبو حيان: يَظُنُّ الْغُـمْـرُ أَنَّ الْكُتْبَ تَكْفِـي *** أَخَا فَهْـمٍ لإِدرَاكِ الْـعُـلُـومِ وَمَا يَـدْرِي الْجَهُـولُ بِأَنَّ فِيْهَـا *** غَوَامِضَ حَيَّرتْ عَقْـلَ الفَهِيْـمِ إِذَا رُمْتَ الْعُـلُـومَ بِغَيْـرِ شَيْـخٍ *** ضَلَلْتَ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِـيـمِ وَتَلْتَبِـسُ الأُمُـورُ عَلَيْـكَ حَتَّـى *** تَصِيرَ أَضَلَّ مِـنْ تُومَـا الْحَكِيمِ (الآداب الشرعية والمنح المرعية:90) 48- أنشد أبو القاسم الآمدي: إذا كنت لا تدري ولم تك بالذي *** يسائل من يدري فكيف إذن تدري؟ جهلت ولم تعلم بأنك جاهل *** فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري إذا جئت في كل الأمور بغمّة *** فكن هكذا أرضاً يطؤها الذي يدري ومن أعجب الأشياء أنك لا تدري *** وأنك لا تدري بأنك لا تدري (أدب الدنيا والدين:54) 49- قال علي بن أبي طالب: الناس من جهة التمثيل أكفاء *** أبوهم آدم والأم حواء نفس كنفس وأرواح مشاكلة *** وأعظم خلقت فيهم وأعضاء فإن يكن لهم من أصلهم حسب *** يفاخرون به فالطين والماء ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرى ما كان يحسنه *** وللرجال على الأفعال سيماء وضد كل امرى ما كان يجهله *** والجاهلون لأهل العلم أعداء (الجامع لأحكام القرآن) 50- مَـنْ عَلَّـمَ النَّـاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ *** ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لا أَبُـو النُّطَـف (منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين للإمام الماوردي:1-292) 51- قال أحدهم: إِنَّ الْمُعَلِّـمَ وَالطَّبِيْـبَ كِلاَهُمَـا *** لا يَنْصَحَانِ إِذَا هُمَـا لَمْ يُكْرَمَـا فَاصْبِرْ لِـدَائِكَ إِنْ أَهَنْـتَ طَبِيبَـهُ *** وَاصْبِرْ لِجَهْلِكَ إِنْ جَفَوْتَ مُعَلِّمَا (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء:1-59) 52- قال معن بن أوس: فَيَا عَجَبًـا لِمَـنْ رَبَّيْـتُ طِفْـلاً *** أُلَقِّـمُـهُ بِأَطْـرَافِ الْبَـنَـانِ أُعَـلِّـمُـهُ الرِّمَـايَةَ كُـلَّ يَـوْمٍ *** فَلَمَّا اشْتَـدَّ سَـاعِـدُهُ رَمَـانِي أُعَلِّـمُـهُ الْفُتُـوَّةَ كُـلَّ وَقْـتٍ *** فَلَمَّا طَرَّ شَـارِبُـهُ جَـفَـانِـي وَكَـمْ عَلَّمْتُـهُ نَظْـمَ الْقَـوَافِـي *** فَلَمَّا قَالَ قَـافِـيَـةً هَجَـانِـي (مجمع الحكم والأمثال:7) 53- قال أحدهم: يَـا أَيُّهَـا الرَّجُـلُ المُعَلِّمُ غَيْـرَهُ *** هَلاَّ لِنَفْسِكَ كَـانَ ذَا التَّعْـلِيـمُ تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ مِنَ الضَّنَى *** كَيْمَا يَصِّحُ بِـهِ وَأَنْـتَ سَقِيـمُ 54- قال أبو الأسود الدؤلي: وَأَرَاكَ تُصْـلِحُ بِالـرَّشَـادِ عُقُولَنَا *** أَبَدًا وَأَنْتَ مِـنَ الرَّشَـادِ عَقِيـمُ لا تَنْهَ عَـنْ خُلُـقٍ وَتَأْتِـيَ مِثْلَـهُ *** عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَـلْـتَ عَظِيـمُ ابْدَأ بِنَفْسِـكَ فَانْهَهَـا عَـنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَيْتَ عَنْهُ فَأَنْـتَ حَكِيـمُ فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا وَعَظْـتَ وَيُقْتَـدَى *** بِالْعِلْـمِ مِنْكَ وَيَنْفَـعُ التَّعْلِيـمُ (قصص العرب:1-90) 55- قال الرصافي: إِذَا مَـا الْجَهْـلُ خَيَّـمَ فِي بِـلادٍ *** رَأَيْتَ أُسُودَهَا مُسِخَـتْ قُـرُودَا (النخبة الكافية في العروض والقافية:183) 56- قال أحدهم: العالم بلغ قومًا ذروة الشرف *** وصاحب العلم محفوظ من التلف يا صاحب العلم مهلاً لا تدنسه *** بالموبقات فما للعلم من خلف العلم يرفع بيتا لا عماد له *** والجهل يهدم بيت العز والشرف (أدب الطلب ومنتهى الأرب؛ للشوكاني:202) باب في فضل الفقه وأهله 57- قال القاضي أبو الطيب الطبري: كَفَى الْفُقَـهَـاءَ أَنَّـهُـمُ هُـدَاةٌ *** وَأَعْلامٌ كَمَا كَـانَ الـرَّسُـولُ مَـدارُ الـدِّينِ وَالدُّنْيَـا عَلَيْهِـمْ *** وَفَرْضُ النَّاسِ قَوْلُهُمُ الْمَـقُـولُ (طبقات الشافعية الكبرى:3-67) 58- قال أحدهم: فَمَنْ كَانَ ذَا عَقْلٍ ولـم يَكُ ذا غِنَى *** يَكُونُ كَذِي رِجْلٍ ولَيْسَتْ لَهُ نَعْلُ ومَن كَانَ ذَا مَالٍ ولم يَكُ ذا حِجَا *** يَكُوْنُ كَذِي نَعْلٍ وَلَيْسَتْ لَهُ رِجْلُ (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء:14)
متفرقات
1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "رفع الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان"(مجموع الفتاوى).
2- قال -رحمه الله-: "العلم ما قام عليه الدليل، والنافع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم"(تفسير سورة النور لشيخ الإسلام).
3- قال أيضاً: "السعادة هي أن يكون العلم المطلوب هو العلم بالله وما يقرب إليه"(النبوات:122).
4- قال أيضاً: "قال الشيخ عبدالقادر قدس الله روحه: افن عن الخلق بحكم الله، وعن هواك بأمره، وعن إرادتك بفعله؛ فحينئذ يصلح أن تكون وعاء لعلم الله"(مجموع الفتاوى:6-248).
5- قال الماوردي: "واعلم أن للعلوم أوائل تؤدي إلى أواخرها، ومداخل تفضي إلى حقائقها، فليبتدئ طالب العلم بأوائلها، لينتهي إلى أواخرها، وبمداخلها ليفضي إلى حقائقها، ولا يطلب الآخر قبل الأول ولا الحقيقة قبل المدخل، فلا يدرك الآخر ولا يعرف الحقيقة؛ لأن البناء على غير أساس لا يبنى، والثمر من غير غرس لا يجنى"(أدب الدنيا والدين).
6- قال ابن حجر: "وكذا تعليم العلم يجب أن يكون بالتدريج؛ لأن الشيء إذا كان ابتداؤه سهلاً حبب إلى من يدخل فيه، وتلقاه بانبساط وكانت عاقبته غالبا الازدياد"(فتح الباري).
7- قال ابن عبد البر رحمه الله: "طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامداً ضل، ومن تعداه مجتهداً زل"(جامع بيان العلم وفضله).
8- قال الشاطبي: "كل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها خوضٌ فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني عمل القلب وعمل الجوارح من حيث هو مطلوب شرعاً (الموافقات للشاطبي).
9- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله ولا قياسه ولا وجده، فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بالهدى ودين الحق وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم… ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ولا برأي ولا قياس، ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن يقول فيجب تقديم العقل. ولم يكن السلف يقبلون معارضة الآية إلا بآية أخرى تفسرها أوتنسخها، أو بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم – تفسرها (مجموع الفتاوى الكبرى:13-28).
10- قال ابن مفلح رحمه الله تعالى: "وإن كان من يفتي يعلم من نفسه أنه ليس أهلا للفتوى، لفوات شرط، أو وجود مانع، ولا يعلم الناس ذلك منه، فإنه يحرم إفتاء الناس في هذه الحال بلا إشكال، فهو يسارع إلى ما يحرم، لا سيما إن كان الحامل على ذلك غرض الدنيا"(الآداب الشرعية:2-66).
11- قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: "ينبغي للإمام أن يتصفح أحوال المفتين، فمن صلح للفتيا أقره، ومن لا يصلح منعه، ونهاه أن يعود، وتواعده بالعقوبة إن عاد. وطريق الإمام إلى معرفة من يصلح للفتيا أن يسأل علماء وقته، ويعتمد أخبار الموثوق بهم (المجموع شرح المهذب:1/73-74).
12- قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "ما رأيت أحدًا جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة، أسْكَتَ عن الفتيا منه (الفقيه والمتفقه:2-350).
الإحالات
1- جامع بيان العلم وفضله؛ لابن عبد البر القرطبي.
2- فضل العلم والعلماء؛ لابن القيم.
3- طلب العلم قواعد ونصائح وحكم؛ للإمام الذهبي.
4- كتاب العلم؛ للعلامة محمد بن صالح العثيمين.
5- العلم والعلماء في القرآن الكريم؛ عبد الغفور محمد طه القيسي.
6- منارات في طلب العلم؛ للشيخ سلطان بن عبدالله العمري.