عصابات النصيرية الكافرة وفرق الباطنية المجرمة بسوريا

خالد بن سعد الخشلان

2022-10-06 - 1444/03/10
عناصر الخطبة
1/ قائمة طويلة من صور الإجرام تحدث الآن في سوريا 2/ مشاهد بشعة من الكفر ومظاهر الحقد الأسود تصيب أهلنا في الشام 3/ خطر الطوائف الباطنية من النصيرية وأشباهها على أمة الإسلام 4/ الفكر الرافضي الخبيث معول هدم في كيان الأمة الإسلامية 5/ ضرب السوريون أعظم صور البطولة والفداء وأعظم صور التضحية والإباء 6/ واجب كل مسلم ومسلمة يعيش هذه الأحداث تجاه إخوانه في بلاد الشام

اقتباس

لقد أثبتت الأحداث التي تمر بها سوريا بما لا يدع مجالاً للشك خطر الطوائف الباطنية من النصيرية وأشباهها على أمة الإسلام، فهي خنجر مسموم في خاصرة الأمة وعدائهم لأهل الإسلام والسنة أشد من عداوة اليهود والنصارى. ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية لما وصف النصيرية بأن ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، وأنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى. فعلى مدار التاريخ الإسلامي كانت هذه الفرق الباطنية المتولدة من رحم الفكر الرافضي الخبيث كانت معول هدم في كيان الأمة الإسلامية.

 

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70-71].

أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله عز وجل وأطيعوه، وراقبوه سبحانه ولا تعصوه، ففي طاعته سبحانه وتعالى الفلاح والظفر والعز والفوز (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون) [النور: 52]، جعلني الله وإياكم ممن عمرت قلوبهم بتقوى الله وانقادت جوارحهم بطاعة الله إن ربي رحيم ودود.

أيها الإخوة المسلمون.. لا زالت مآسي إخواننا المسلمون في سوريا وجراحهم تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل تقاعس عربي وإسلامي وتعامل دولي، مجازر تتلوها مجازر وسفك للدماء متواصل ووحشية وإجرام لا مثيل له، وإبادة جماعية لا تفرق بين كبير وصغير، ولا شيخ ولا طفل، ولا رجل ولا امرأة..

أحياء تُدَكّ بأكملها بالراجمات والمدفعية على أهلها، وحصار خانق يمنع الغذاء والدواء، واعتداء آثم على الحرائر والعفيفات، وقبل ذلك كله وبعده تطاول على الذات الإلهية المقدسة وسبّ وشتم لله ورسوله وسخرية واستهزاء بدين الله رب العالمين.

في قائمة طويلة من صور الإجرام ومشاهد الكفر ومظاهر الحقد الأسود التي تمارسه عصابات النصيرية الكافرة وفرق الباطنية المجرمة.

إن اللسان ليعجز عن تصوير تلك المشاهد الدامية، عن تصوير تلك الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها إخواننا صباحا ومساء في سوريا العز والإباء، في سوريا المجد والتضحية طيلة اثني عشر شهرًا مضت..

ففي ظل وسائل الإعلام الحديثة وأدوات الاتصال المعاصرة لم يعد الأمر خافيًا، وأصبحت الصورة التي تتكرر كل يوم بل كل ساعة، بل كل دقيقة لا تحتاج إلى تعليق معها فهي وحدها الشاهد على بشاعة الإجرام التي تمارسه عصابات النصيرية الحاقدة ضد إخواننا العزل من كل شيء، إلا من الإيمان بالله الواحد القهار.

أيها الإخوة المسلمون: لقد أثبتت هذه الأحداث التي تمر بها سوريا، والتي أكملت عامها الأول لقد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك خطر هذه الطوائف الباطنية من النصيرية وأشباهها على أمة الإسلام، فهي خنجر مسموم في خاصرة الأمة وعدائهم لأهل الإسلام والسنة أشد من عداوة اليهود والنصارى.

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية لما وصف النصيرية بأن ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، وأنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى.

فعلى مدار التاريخ الإسلامي كانت هذه الفرق الباطنية المتولدة من رحم الفكر الرافضي الخبيث كانت معول هدم في كيان الأمة الإسلامية.

لقد كانوا المعين للتتار على اجتياح بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية زمن الدولة العباسية، وكانت مواقفهم زمن الاجتياح الصليبي لبلاد الشام دليلاً على خيانتهم وحقدهم على أمة الإسلام.

وها هي عصابات الباطنية من الرافضة والصفويين الجدد في إيران والعراق تكرّر نفس الدور الذي قام به نصير الدين الرافضي قديمًا أيام سقوط بغداد.

ولا يزال أهل السنة في العراق يتجرعون المآسي من جراء تسلط هؤلاء الصفويين والباطنيين.

وأما نصيرية الشام فقد كانوا الحارث المخلص لما يسمى زورًا وبهتانًا بدولة إسرائيل المزعومة، فعلى مدار خمسين عاما أو تزيد لم يسمع عن محاولة باستعادة الأراضي السورية التي اغتصبها الكيان الصهيوني على الرغم من تشدق حزب البعث وحكومة النصيرية بتبنيها وعملائها لنهج المقاومة والصمود. لقد أثبتت الأحداث التفسير الحقيقي للمقاومة والصمود، أنها المقاومة ولكن مقاومة لا لليهود الغاصبين ولكنها المقاومة لأهل السنة، مقاومة للشرفاء والأحرار من شعب سوريا المجاهد. إنه الصمود ولكن صمود لا في وجه اليهود الغاصبين، ولكنه الصمود على موقف الحقد ضد المسلمين الموحدين.

خمسون عامًا مرت على حكم البعث والنصيريين لسوريا حاربوا فيها كل مظاهر التدين، واستعملوا أقذر أساليب البطش والإجرام في كل من يحاول مقاومة كيدهم وإجرامهم وظلمهم وجبروتهم.

الشيء الذي يخفى أيها الإخوة المسلمون على كثير من المسلمين أن مئات الألوف بل العديد من الملايين من الشعب السوري علماء ودعاة وأطباء ومهندسين ومفكرين وأدباء ورجالاً ونساء يعيشون طيلة نصف قرن من الزمان مشردين بعيدين عن بلادهم في مشارق الأرض ومغاربها.

فلا تخلو قارة بل دولة من دول العالم من وجود مشردين من الشعب السوري لا يستطيعون دخول بلادهم لأن ذلك يعني مصيرهم المجهول.

وما أعظمه من ظلم! وما أشقه على النفس يوم يُحال بين الأب وأبنائه، يوم يحال بين الأم وأولادها، بين الأخ وإخوانه، بين الرجل وعشيرته وموطنه ومرتع صباه.

وأما أولئك المسجونون والمعتقلون في سجون النصيرية؛ فتلك مأساة أخرى تنبؤك عنها سجون تدمر وحماة.

أيها الإخوة المسلمون: ليست هذه الأحداث الإجرامية التي تمر بها سوريا المجد والإباء ويعيش محنتها ويتجرع آلامها وأحزانها الشعب السوري البائس في ليل دام طويل ليست وليدة الساعة، بل هي أحداث متراكمة، أحداث متواصلة فما يلبس المجتمع السوري طيلة الخمسين سنة الماضية من حكم عصابة البعث والنصيرية الكافرة الحاقدة لا يلبث ذلك الشعب المكلوم أن يكفف دموعه ويلملم جراحه بعد محنة ونكبة إلا ويصحو ويفيق على أحزان ومحنة أخرى، حتى أتت هذه الأحداث الأخيرة فزادت من كشف المستور وفضح المؤامرة..

جاءت هذه الأحداث الدامية لتعلن للعالم كله فداحة الإجرام ووحشية التعذيب التي تمارسه عصابة البعث والنصيرية على شعب سوريا الأبي، على شعب الشام المجاهد.

خمسون عامًا مرت بشهورها وأسابيعها وأيامها ودقائقها والشعب السوري يعيش حياة الظلم، حياة التنكيل، حياة القهر والاستعباد، حياة الإبعاد والحرمان، حياة التخويف والتجويع، لكن ذلك كله بحمد الله لم يزد ذلك الشعب المجاهد إلا إصرارًا وثباتًا على عقيدته، وثباتًا على دينه..

فلم تثنيه الأحداث الجسام، لم تثنيه المصائب العظام، لم تهن بسببها عزيمته، وها هو اليوم ينتفض عن بكرة أبيه دفاعا عن نفسه، دفاعًا عن دينه، دفاعًا عن كرامته، دفاعًا عن عرضه، دفاعًا عن حقوقه المسلوبة في ثورة مباركة، لا مجال في التراجع فيها على الرغم من عِظم التضحيات حتى يكتب الله لهم النصر والتمكين والفوز والغلبة والظفر على هذه العصابة المجرمة الكافرة (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 4 - 5].

لقد سطر الشعب السوري المجاهد في هذه الأحداث أعظم صور البطولة والفداء، أعظم صور التضحية والإباء، على الرغم من قلة ذات يده، وتجرده من وسائل القوة المادية، وتخلي القريب والبعيد عنه في مواجهة آلة البطش، آلة التنكيل، وأسلحة الدمار المتعددة التي يملكها النظام النصيري الحاقد. فاللهم تمم بالنصر لإخواننا، وعجل بالفرج لهم يا ذا الجلال والإكرام..

أيها الإخوة المسلمون، أيها الإخوة المؤمنون: لقد كشفت هذه الأحداث عن الوجه القبيح للرافضة الذين يقوم دينهم على الخرافة والدجل ودعوة مظلومية أهل البيت.

كشفت هذه الأحداث للمغفلين والساذجين من المعجبين بحزب الشيطان وثورة الصفويين، كشفت حقيقة أولئك القوم بوقوفهم بجانب طاغية الشام ودعمهم له بالسلاح والرجال والمال وكل وسائل الدعم.

لقد أزالت هذه الأحداث الغطاء واللثام عن وجوه الرافضة القبيحة وصدورهم المملوءة حقدًا وضغينة وكراهية لأهل السنة والجماعة.

ها هم رافضة اليوم الذين صموا آذاننا بالحديث عن مظلومية الحسين رضي الله عنه وعن أبيه وأمه، ومظلومية أهل البيت رضي الله عنهم، يقفون بكل صفاقة وقبح مع الظالم المستبد، مع الطاغية ضد شعب أعزل تسحق أرواحه وتسفك دمائه في كل ساعة بل كل دقيقة وثانية، لا لشيء إلا لانتفاضته وثورته على الظلم والطغيان.

تأتي هذه الأحداث لتبين لأهل السنة والجماعة في كل مكان خطر هذه النحلة الخبيثة والفرقة الضالة عليهم من الله ما يستحقون.

أيها الإخوة المسلمون: تأتي هذه الأحداث لتبين للعالم الحر اليوم أن القوة المادية الكبرى في عالم اليوم وإن تشدقت بالديمقراطية والحرية، وإن تشدقت بحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات البراقة التي يدغدغون بها مشاعر المجتمعات، تأتي هذه الأحداث لتبين أن هذه القوة الكبرى إنما تحركها مصالحها المادية فقط وأنها أبعد ما تكون عن تلك الشعارات التي ترفعها..

وأنها لن تتردد يومًا في سبيل تحقيق مصالحها المادية، لا أقول بالتضحية بتلك المبادئ الإنسانية، بل لن تتردد بالكفر بها والدوس بالأقدام عليها.

وهذا أمر غير مستغرب على أمم الكفر والطغيان.. لكن الذي يحزن القلب ويدمي الفؤاد ويفتت الأكباد ذلك التقاعس من قِبل العرب والمسلمين عما يجري لإخوانهم في الدين والعقيدة سوريا الحبيبة سوريا المجد..

حيث تظل المواقف ما بين مواقف متخاذلة بل ومتآمرة من بعض حكومات العالم الإسلامي مع النظام النصيري الحاكم، ومواقف أخرى لا ترقى إلى المستوى المطلوب شرعًا وعقلاً وسياسة وأخوة..

فإلى الله المشتكى من هذا التخاذل المشين، إلى الله المشتكي من هذا التقاعس المهين، ولكم الله يا أهل سوريا، صبرا يا أهل سوريا ، صبرًا.. صبرًا أيها المجاهدين الأبطال لقد أدركتم الحقيقة يوم نديتم بأعلى صوتكم "ليس لنا غيرك يا الله ".

فاللهم أنزل نصرك على إخواننا في سوريا.. اللهم أنزل نصرك وتأييدك ومددك وقوتك وعونك على إخواننا المظلومين في سوريا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد: 7 - 8].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله القوي العزيز القاهر القادر كتب النصر والعزة والتمكين لكل من أطاعه واتقاه واعتصم به وحده، أحمده سبحانه يبتلي عباده المؤمنين بالسراء الضراء والشدة والرخاء وكل أمر المؤمن إلى خير عند مولاه، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته شراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه الذي أدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين..

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين ومن شذ عنهم شذ في النار..

أيها الإخوة المسلمون.. أيها الإخوة المؤمنون: عارٌ والله عظيم على أمة المليار ونصف المليار مسلم أن ترى وتسمع ما يجري بإخواننا في العقيدة في بلاد الشام ولا ننتصر لهم، إن التاريخ لا يرحم وسيسجل هذه المواقف المخزية تجاه ما يجري لإخواننا في الشام.

إن الواجب يقضي بأن تقف الشعوب الإسلامية حكومات وأفرادًا مع قضية إخواننا في سوريا، وتسخّر كل الطاقات والإمكانات المادية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعلاقات التجارية نصرةً لهذا الشعب المظلوم.

كفى تراخيًا، كفى إعراضًا، كفى استنجادًا بالغرب والشرق من أجل نصرة قضايانا..

إن كل مسلم ومسلمة مطالب بأن يعيش هذه الأحداث ويستشعرها ويتفاعل معها، ولا يحقرن أحدكم من المعروف شيئًا أن يبذله لإخواننا المستضعفين في سوريا، فدعوة صادقة من قلب موقن بإجابة الله لدعائه، دعوة تخرج من قلب امرئ مسلم في جوف الليل في سجوده، في مناجاته لربه يرفع الله بها الظلم والبلاء عن هذا الشعب المظلوم.

إن الشعوب المسلمة تنتظر من قياداتها فتح كل السبل لدعم إخواننا في سوريا، لقد بات تسليح الجيش الحر المناضل عن المستضعفين في سوريا بات مطلبًا ملحًّا؛ لأن سوريا لا تريد رجالاً ففيها من الأبطال ما يكفي، لكنها بحاجة إلى مد يد العون المادي بالسلاح والعتاد والزاد والدواء..

إننا مطالبون بأن نلح ونلح ونلح بالدعاء والتضرع في صلواتنا في سجودنا عند إفطارنا من صيامنا إذا صمنا بأن يعجل الله بالنصر لإخواننا وأن يعجل بهلاك طاغية الشام.

إننا على الرغم من هذه المآسي والمصائب التي تتفطر لها قلوبنا وتتفتت لها أكبادنا وتتقرح لها أجفاننا إلا أننا مع هذا كله واثقون بنصر الله واثقون بأن الله سيرقع الظلم عن عباده، واثقون بقرب الفجر الساطع، واثقون بزوال طاغية الشام وهلاكه وأعوانه طال الزمن أم قصر..

ولكن لكل أجل كتاب (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 277] (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21] (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40] (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55].

اللهم يا حي يا قيوم.. يا من يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، يا من يجير ولا يجار عليه، يا أرحم الراحمين، يا من رحمته سبقت غضبه، يا من لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت أن تعجل بالفرج لإخواننا المظلومين، اللهم عجل بالفرج لهم، اللهم عجل بالفرج لهم، اللهم ارفع البأساء والضراء عنهم....

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد بن عبد الله فقد أمركم ربكم عز وجل في كتابه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد..

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

النصيرية الكافرة وفرق الباطنية المجرمة بسوريا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات