عناصر الخطبة
1/قوافل حجاج بيت المقدس تشرف بالتوجه للبيت الحرام 2/شوق المؤمنين لبيت الله الحرام 3/الحث على اغتنام عشر ذي الحجة 4/أعمال صالحات لاغتنام عشر ذي الحجة 5/الدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى 6/بعض سنن أيام عشر ذي الحجة 7/نصائح ووصايا للشباباقتباس
لا تُشَدّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثة مساجد، الأمة الإسلاميَّة شدَّت رحالها إلى بيت الله الحرام، ملبيةً نداءَ أبيها إبراهيم، وتنافست أطماع العالَم، رؤساء ومرؤوسين، لتلبية هذا النداء، ونسأله -تعالى- أن يكون المسجد الأقصى محطَّ اهتمام المسلمين في العالَم، ويشدوا الرحال إليه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله؛ (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِي * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)[الْفَجْرِ: 1-5]، الحمد لله؛ (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[التَّوْبَةِ: 3]، الحمد لله؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32]، قال عليه الصلاة والسلام: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ".
عَشْرٌ تَجَلَّتْ وَالزَّمَانُ تَعَطَّرَا *** وَالْكَوْنُ جَلْجَلَ بِالْأَذَانِ وَكَبَّرَا
وَالنَّفْسُ تَاقَتْ لِلصَّلَاةِ وَلِلتُّقَى *** فِي الْعَشْرِ إِنَّ الْخَيْرَ هَلَّ وَأَمْطَرَا
وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، أنتَ الجوادُ الواسعُ، ليس لعطائكَ مانعٌ، ولا تضيع عندكَ الودائعُ، راحمًا لكل ضارع، في الكون سطَع نورُكَ، وفي مكة بيتُكَ، والحجيجُ زُوَّارُكَ، والحرمُ حَرَمُكَ، والأمنُ أَمْنُكَ، فامنُنْ على الحُجَّاجِ بعفوكَ، واجعَلِ الأقصى بكنفِكَ، والمرابطينَ بركنِكَ يا ربَّ العالمينَ.
وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، تحن القلوب لجنابه، ويسعى الحجيج وفاء لزيارته، يقف المشتاقون بالأدب تعمهم السكينة مُسلِّمينَ عليه، ويبرق المحصورون والمحاصَرون تحيتهم إليه.
يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ فِي الْقَاعِ أَعْظُمُهُ *** فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ *** فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
أَنْتَ الشَّفِيعُ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ *** عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا مَا ذَلَّتِ الْقَدَمُ
وَصَاحِبَاكَ فَلَا أَنْسَاهُمَا أَبَدًا *** مِنِّي السَّلَامُ عَلَيْكُمْ مَا جَرَى الْقَلَمُ
ودَّعَتْ بَيْتُ الْمَقدسِ قوافلَ المرابطينَ المتوجهينَ إلى بيت الله الحرام؛ لِتُجدِّدَ العهدَ مع الله؛ ففريضةُ الحجِّ تجديدُ عهدِ الأمةِ مع الله، الحج الأكبر موسم سنويّ لنبذ الكفر وأهله وأعوانه؛ (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)[التَّوْبَةِ: 3].
لَمَّا أضاف اللهُ البيتَ الحرامَ لنفسه، ونسبَه إليه بقوله: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ)[الْحَجِّ: 26]، تعلقت قلوبُ المحبينَ ببيت محبوبهم، فكلما ذُكر ذلك البيت حَنُّوا، وكلما تذكَّرُوا بُعدَهم عنه أَنُّوا، وعند وداع الحُجَّاج تحسَّروا، فهذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟! فحق لمن يرى الواصلين وهو منقطع أن يقلق.
يَا رَاحِلِينَ إِلَى مِنًى بِقِيَادِ *** هَيَّجْتُمُ يَوْمَ الرَّحِيلِ فُؤَادِي
سِرْتُمْ وَسَارَ دَلِيلُكُمْ يَا وَحْشَتِي *** وَالشَّوْقُ أَقْلَقَنِي وَصَوْتُ الْحَادِي
حَرَمْتُمُ جَفْنِي الْمَنَامَ بِبُعْدِكُمْ *** يَا سَاكِنِينَ الْمُنْحَنَى وَالْوَادِي
يَا رَبِّ أَنْتَ وَصَلْتَهُمْ وَقَطَعْتَنِي *** فَبِتَوْبَتِي يَا رَبِّ حُلَّ قِيَادِي
أيام قليلة وندرك بحول الله وقدرته العشر الأوائل من ذي الحجة؛ فالسعيد من وفقه الله لصالح الأعمال فيها، والعاقل من استعد لها، أيام مشرقة مفضلة ما أسرَع انقضاءَها، قال عليه الصلاة والسلام: "مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ"، قال أهل المعرفة: "إنَّها تَفُوق العشرَ الأواخرَ من رمضان؛ كان أهل العلم إذا دخلت العشر اشتغَلُوا بالعبادة"، وقال سعيد بن جبير: "إذا دخلتِ العشرُ فلا تُطفئوا سُرُوجَكم".
وللهِ خواصُّ بالأماكن والأشخاص والأسماء، وصنوف الأعمال الصالحة رحبة واسعة، من فرائض ونوافل، من صلاة وصيام، وحج واعتمار، وذِكْر لله -تعالى-، وإن سبيل الْهُدَى لا يتحدد بزمان، وتعاوُن المرء مع إخوانه المؤمنين من سبيل الْهُدَى والعبادة، وميادين الطاعة ليست حصرًا على بقعة أو حصرًا على مكان، إن رحَل الحُجَّاجُ لأداء شعائرهم، فتَح اللهُ للمقيمين أبوابَ العشر الأُولى من ذي الحجة فاغتنَمُوها؛ وفي الحديث: "فأكثِرُوا فيهنَّ من التهليلِ والتكبيرِ والتحميدِ"، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، قَالَ: فَأَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الصَّلَاةَ والزكاةَ والحجَّ، وكلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-".
واذكروا اسمَ الله في أيام معلومات؛ هي العشر الأوائل من ذي الحجة، هو الذكر والتكبير المطلق، كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يدخلان الأسواق أيام العشر الأولى، يُكبِّران ويُكبِّر الناسُ بتكبيرهما، ما أجمَلَ المدنَ التي تُعلِن إسلاميتَها بالتكبير والتهليل، والتسبيح في العشر الأوائل من ذي الحجة، وفي الطرقات والمنازل والأسواق، الذكر والتكبير المطلق ليس مقرونًا بالصلوات، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد؛ (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185]، فالكلمة الطيبة من الأعمال الصالحة، ولعلها أفضل من أعمال كثيرة في الليالي العشر، ولا يقدر على الكلمة الطيبة إلا العقلاء، فمن أُسُس بناء المجتمع الإسلامي والشخصيَّة المسلمة الرضا بالقضاء، والتسامح مع المؤمنين، واللين مع الأهل، والحذر من الخلق، والتعامل مع الدهر بتقلباته.
ليس الخسران أن تفقد مقعدًا في الحج، بل إن أكبر الخسران أن تخسر إخوانك المؤمنين، والخاسر مَنْ فَقَدَ لينَ الكلام؛ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)[إِبْرَاهِيمَ: 24-]، فاحترام الأُخوَّة الإيمانيَّة من أجل الأعمال الصالحة، لماذا لا تحترم إخوانك المؤمنين، وأنت فيك النقص وفيك الضَّعْف، وفيك الاحتياج؛ "ليس مِنَّا مَنْ لم يُوقِّر كبيرَنا، ويَرحَم صغيرَنا"، هذه أعمال صالحة يبعدك الشيطان عنها.
إياكَ أن تتركَ قواعدَ الحياة الراقية الكريمة، رُبَّ قرار خاطئ مِنْ تَكَبُّرِكَ على إخوانكَ وأهلِ بيتكَ يُتعِبُكَ طوالَ حياتكَ، فانتهِزْ هذه الأيامَ وتراجَعْ عن قراراتك الفاشلة التي أفسدَتْ ما بينَكَ وبينَ أهلكَ وجيرانكَ وأبناءِ مجتمعكَ، ابدأ بالخير ولو بكلمة، جبال الشقاق والاحتقان تزول بكلمة، فكن رجلًا، فالاعتذار من شيم الكرام، واعلم أن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
لا تُشَدّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثة مساجد، الأمة الإسلاميَّة شدَّت رحالها إلى بيت الله الحرام، ملبيةً نداءَ أبيها إبراهيم، وتنافست أطماع العالَم، رؤساء ومرؤوسين، لتلبية هذا النداء، ونسأله -تعالى- أن يكون المسجد الأقصى محطَّ اهتمام المسلمين في العالَم، ويشدوا الرحال إليه؛ فالمسجد الأقصى لا يخضع للتفاوض ولا للتقسيم، فمن قصد المسجد الأقصى لا تنهزه إلا الصلاة فيه غفرت ذنوبه، وكلما جددت الأمة عهدها مع الله في كل موسم من مواسم الحج حري بها أن تجدد عهدها مع مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإن أجل الأعمال الصالحة لأهل الإسراء والمعراج هو شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارَك، طوال السنة وفي هذه الأيام أوقع وأجل، فبينما الحجيج بين الثَّجّ والعَجّ، أرض الإسراء والمعراج تتألم، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "في آخِر الزمان يَكثُر الحاجُّ بلا سبب، يَهُون عليهم السفرُ، ويُبسَطُ لهم في الرزق، ويرجعون محرومين مسلوبين، يهوي بأحدهم بَعِيرُه بين الرمال والقفار وجارُه مأسورٌ إلى جنبه لا يُواسِيهِ"، وأرض الإسراء والمعراج لا مواسي لها إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ.
صلاة الجماعة توحيد لأهل الحي الواحد، وصلاة الجمعة تجدد العهد لأهل المدينة الواحدة، كذلك مناسك الحج تُوحِّد الأمةَ حول ثوابتها وقضاياها، إنَّه الحج الأكبر، عهد هذه الأمة، فكل مَنْ خانَ عهدَ أمته فليعلم أن بداية النهاية بحقه بدأت يوم أُكِلَ الثورُ الأبيضُ، وأن الأيام دُوَلٌ فجدِّدْ عهدَكَ مع الله، والحج الأكبر فرصة للتوبة والمغفرة؛ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)[الْفَجْرِ: 6-7].
ومن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة لمن أحب أن يضحي استعدادًا واستحبابًا، قال عليه الصلاة والسلام: "من أراد أن يضحي فلا يقلم من أظافره، ولا يحلق شيئًا من شعره في العشر الأول من ذي الحجة".
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعَل البيتَ مثابةً للناس وأمنًا؛ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[الْبَقَرَةِ: 125]، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ القائل: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)[الْبَقَرَةِ: 148]، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- القائل في الحديث القدسي: "يقول الله -تبارك وتعالى-: يَقُولُ اللَّهُ -تبارك وتعالى-: ما تقرب إِلَيَّ عَبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه وما يزال يتقرب عَبدي إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن دعاني لأجيبنه ولئن استعاذني لأعيذنه".
أيها الشباب: هذا موسمُ الطاعاتِ، فاغتنِمُوه، ومَنْ فاتَه الخيرُ في رمضان فالعشر الأول من ذي الحجة تجبره، جدِّدُوا العهدَ مع الله، وابدؤوا قصةَ نجاحكم، فإن قصص النجاح لدى الشباب تبدأ من شخص يَكسِر قلبَه، ومِنْ صديقٍ يُخَيِّب ظَنَّه، أو مِنْ صاحبِ نفوذٍ يَظلِمُكَ حتى تيأسَ من الناس، وتلجأ إلى الله وحدَه، فيغنيك من نعمه، جدد العهد مع الله، سارع إلى الخيرات من لحظتك، فما أجمل الطاعة تتلوها الطاعات، وما أجمل الحسنة تتبعها الحسنات؛ فإن الطاعة والأعمال الصالحة متتابعة الحلقات، إنَّها الباقيات الصالحات؛ هي خير عند ربك ثوابًا وخير مردًّا؛ فعلامة التوفيق والنجاح والقَبول، تتابُع الطاعات، من إدراك صلاة الجماعة، بالذكر، ببر الوالدين، بالكلمة الحسنة، بالعفو، بشد الرحال للأقصى والرباط، بالصدقة، بالصيام، بالتأسف؛ (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)[النِّسَاءِ: 66].
إنَّ موسمَ الحجِّ دافعٌ لتجديد العهد مع الله، وإن اليسر في الحج دعوة إلى التيسير في الدين، فما سأله -صلى الله عليه وسلم- أحد في مناسك الحج شيئًا إلا وقال له: "افعل ولا حرج، افعل ولا حرج"؛ فالتيسير على طلبة العلم من صلب الدين، ومراعاة توترهم، وتوفير الأجواء الدراسيَّة المناسبة لهم من الأعمال الصالحة، فطلاب الثانويَّة عماد المستقبل، قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَيَسِّرُوا".
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، اللهم اكتب لحجاج بيتك الحرام الصحة والسلامة، اللهم أعدهم إلى ديارهم وأهليهم سالمين غانمين مقبولين، اللهم وفق طلاب الثانويَّة العامَّة في امتحاناتهم، وارزقهم السداد، واكتب لهم النجاح يتبعه الفلاح.
اللهم ارحم شهداءنا، واشف مرضانا، وأطلق سراح أسرانا ومعتقلينا، وفك الحصار عن محاصرينا، اللهم اجز عَنَّا سيدنا محمدًا خير الجزاء، اللهم اجز عَنَّا علماءنا ومشايخنا خير الجزاء.
اللهم يا مَنْ جعلتَ الصلاةَ على النبي من القُرُبات، نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه، من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182]، وأَقِمِ الصلاةَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم