عناصر الخطبة
1/عبرة وعظة من تاريخ الأمة الإسلامية 2/حال الأمة الإسلامية حكاما وشعوبا في مدة التتار والفرنجة 3/هوان المسلمين عند تفريطهم في دينهم 4/عبرة وعظة من حال الأمة الإسلامية اليوم 5/نصيحة بإصلاح الدنيا والدين لجميع المسلمين 6/الحث على الرباط والثبات في أرض الرباطاقتباس
فيا شعبنا، ويا أمة المسلمين، ويا قادتهم: أليس فيكم رجل رشيد؟! هل تنتصر أمتنا وأوصالها مقطَّعة؟! ألَا يروعُكم ما أنتم فيه وما أنتم عليه؟! فأين صلاح المسلمين وتقاهم؟! أين نصحكم لله ولرسوله ولكتابه؟!...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، ذلكم الله ربنا عليه توكلنا، وإليه ننيب، فيا ربنا أنزِلْ سكينتَكَ ورحمتَكَ على شعبنا، اللهمَّ آمِنْ روعاتِ أهلنا في غزَّة، اللهمَّ استُرْ عوراتِهم، اللهمَّ أطعِمْهُم من جوع، اللهمَّ آمنهم من خوف، اللهمَّ أحسن منقلبهم وخلاصهم يا ربَّ العالمينَ.
وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، قال على لسان الرسول والمؤمنين معه: (مَتَى نَصْرُ اللَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 214]، وأجابهم على سؤالهم فقال: (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[الْبَقَرَةِ: 214]، خبر من الله، بمعنى الوعد، وخبر الله غير مكذوب، ووعده منجز ولو بعد حين.
فيا أصدق القائلين، ويا أصدق الواعدين: أَنْجِزْ لنا وعدَكَ الذي وعدتَنا، فانصر كتابَكَ، ودينَكَ وأُمَّتَكَ، ولا تجعل للكافرين علينا سبيلًا.
وأشهد أن سيدنا محمدًا، عبدُ اللهِ ورسولُه، نصرَه اللهُ على المشركين والكفرة، وأظهره على المنافقين الفجرة، وجعل له ولأمته من بعده عاقبة الخير، في الدنيا والآخرة، ترك فيكم كتاب الله، فعضوا عليه بالنواجذ، واتخذوه حَكَمًا وإمامًا، وأورثكم هديه وسنته، فاستبدوا بها، وكونوا من أهلها، اللهمَّ صل وسلم عليه، وعلى آله الطاهرين، وعلى أصحابه الفاتحين المنصورين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة.
أمَّا بعدُ، عبادَ اللهِ: اتقوا الله واحذروا غضبه، فلولا أن الله غفور حليم، لزلزلت الأرض، من المظالم التي لا منكر لها، ومن المعاصي التي لا منتهى عنها؛ (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ * وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ في الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)[الشُّورَى: 30-31].
أيها المؤمنون: قبل عدة قرون، مرَّت أمتُنا الإسلاميَّةُ في ثلاث حالات مصيريَّة، الحالة الأولى: حالة الحاكم، الذي لا يهمه إلا مصالح نفسه، في الوقت الذي تجتاح بلادَ المسلمين جموع الكفار، فحين اجتاح التتار بلاد المسلمين قتلًا ونهبًا، وحرقًا، وترويعًا، وصَلُوا دارَ الحُكم ببغداد، فوجدوا جاريةً ترقص بين يَدَيْ حاكمها، فرموها بسهم فماتت، ففزع فزعًا شديدًا، وأصابه الحزنُ عليها، لم يفزع هذا الحاكمُ لمصاب الأمة في الشام، وباقي بلاد المسلمين وقتئذ، ولم يحزن على ضياع الأمة وانزواء سلطانها، بل كان فزعه وحزنه على مقتل جارية راقصة بين يديه، يلهو بها، عن مصاب الأمة.
أيها المسلمون: وانصرفت همة الحكام عن نصرة دينهم وشعوبهم، في تلك الفترة العصيبة، من حياة المسلمين التي اجتمع عليهم فيها التتار والفرنجة، وقد شكا ابن الأثير كاتب التاريخ الإسلامي حكام زمانه، ولهوهم، وانشغالهم عن نصرة الإسلام وبلاد المسلمين، وقضاياهم، فقال: "فما نرى في ملوك الإسلام من له رغبة في نصرة الدين، بل كل منهم مقبل على لهوه ولعبه، وظلم رعيته، وهذا أخوف عندي من العدو، قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الْأَنْفَالِ: 25].
أيها المرابطون: هذا نعي ابن الأثير لمن كان في آخر حياته من حكام عصره، فكيف لو كان ابن الأثير في زماننا هذا؟ ويعيش مصابنا؟ ترى بأي كلمات ينعاهم؟ وبأي قول يخبر عنهم؟
يا مؤمنون: والحالة الثانية: حالة عامَّة المسلمين من الاقتتال بينهم، والانكباب على الدنيا، وترك العمل للآخرة، فابن الأثير أيضًا يصف حال المسلمين في زمانه، كأنه يصف حالهم في زماننا هذا فيقول: "فالسيف بينهم مسلول، والفتنة قائمة على ساق".
يا مرابطون: والحالة الثالثة: هي نتاج الحالتين السابقتين، فينما كان المسلمون حُكَّامًا ورعيةً، منشغلينَ بأنفسهم، وباللهو، والملذات، والاقتتال الداخليّ، تحالف التتار مع الفرنجة؛ لاجتياح بلاد الإسلام، فكان التتار من جانب، والفرنجة من جانب آخَر، وحينها طاف الفرنجة في قرى وبلدات المسلمين يرشُّون الخمر على أبواب المساجد، وعلى رؤوس المسلمين وثيابهم، والمسلمون في ذلة وصغار وهوان لا يقدرون دفع هذا الشر عنهم، هانوا على الله لمعاصيهم وإيثارهم الدنيا على الآخرة، فسلط الله عليهم عدوهم يجتاح ديارهم، ويفعل بهم الأفاعيل، وهم كالتماسيح، أظنكم يا عباد الله تعرفون حال التماسيح.
أيها المسلمون: أما الحالتان الأولى والثانية فنحن نعيشهما، بل حالنا أنكى وأعظم، فأكثر حُكَّام أمتنا منشغلون في ولاءاتهم للغرب بكفره وشره وحقده وتربصه بكم، يبكون على مصابكم بكاء المستأجرات على الأموات.
يا عبادَ اللهِ: وأما جمهورُ المسلمينَ فليسوا أحسنَ حالًا من حكامهم؛ فبينما يرون الأطفال والنساء وكبار السن يجوعون حتى لم يجدوا طعامًا، ويظمؤون حتى لم يجدوا ماء مستساغًا، ويجرحون ويمرضون فلا يجدون تطبيبًا ولا دواءً، بينما هم كذلك نرى غفلة المسلمين وأعراسهم، تشهد على ضَعْف الإيمان وذهاب المروءة، مع أن المتعارَف عليه أنَّه في وقت النوازل يرجع الناس إلى ربهم ودينهم، إلا أن جماهير الأمة في هذا الوقت العصيب شرعت لنفسها ما حرم الله عليها، وابتدعت، وتفننت، وغالت في ابتداعها، فصار الغناء والموسيقى والتبرج والمغالاة والمباهاة، وصار الفساد والخمر والربا، وتنكب أحكام الدين، والردة على الأعقاب جزءًا من حياتها وسلوكها وللأسف، وكأنها من نسل آخر، أو من جيل مضى عليه قرون، وبهذا خالفوا هدي رسولهم -صلى الله عليه وسلم-؛ فعلى سبيل المثال: نرى خطبة الفتاة من أبيها يرضى المسلمون مساخط الله فيها، تراقص المخطوبة خاطبها، وتتبرج أمامه، وتخلو به، ويعزفون فوق رؤوسهم بمزامير الشيطان، وكأن مصاب غزَّة الجلل في المريخ أو على القمر، لا يرونه، ولا يسمعون به، ولا يعنيهم؛ (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)[الْبَقَرَةِ: 171]، إذن ما الفرق بين المسلمين في هذا الزمان وبين الحاكم الذي بكى وجزع لمقتل جارية راقصة؟!
يا مؤمنون: وهذا الفساد الذي ينتشر في صفوف الفتيان والفتيات، في البيوت، وفي المدارس، وفي الشوارع والجامعات، والمنتديات، هل يصلح أن يكون من صفات أهل الرباط؟ ومن أخلاق المرابطين؟! أو أن يصدر من أهل الإيمان المكروبين، الذين يرفعون أياديهم: يا رب، يا رب، أن يكشف عنهم كرباتهم، فأنى يستجيب الله لمفسد؟! وأنى يستجاب لمطبع منافق؟! وأنى يستجاب لمن يأكل الحرام، ويقطع الأرحام، ويُسيء الجوارَ؟! وأنى يُستجاب لديوث تخرج زوجتُه وبناتُه على عينه كاسياتٍ عارياتٍ؟! لماذا تُغمض الأعينُ عن المنكَرات؟! أما يوجد للمنكرات من ينكرها، وقد كثر الخبث؟! ألا يوجد للمعروف من يأمر الناس به؟! وقد أوشك أن يعم غضب الله العامَّة قبل الخاصَّة.
أيها المؤمنون: مرضُ شعبِنا، وداءُ أمتِنا، هو ما أصابهم من داخلهم، قبل الذي أصابهم من عدوهم، ومثال آخر على مرض أمتنا ودائها: هذا التنازع والخصام بين المسلمين، على مستوى الأفراد والدول، إنه من أكبر مصائبنا، فعلى مستوى شعبنا، القتل لبعضهم البعض، الذي لا يصدر إلا من الذين فقدوا عقولهم، وخلعوا الإيمان من قلوبهم، ورضوا أن يكونوا من حطب جهنم يوم القيامة؛ فالقاتل والمقتول في النار، إشهار للسلاح، وقتل لأتفه الأسباب، ضربوا بوصية رسولهم -صلى الله عليه وسلم- عرض الحائط، فاستباحوا الدماء والأموال، فهل يرد هؤلاء على حوض الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويشربون من يده الشريفة؟!
أيها المؤمنون: وانظروا في حال الأمة الإسلاميَّة اليوم؛ ففيهم من يعبد الدينار والدرهم، ومنهم مَن شغله التعلق بالشهوات عن التعلق بدينه وهمه، وأمثالهم قال الله لهم، وقال الله فيهم: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا في الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بها أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بها فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُورِ)[الْحَجِّ: 46].
يا مسلمون: أليس هذا واقعَ شعوب الأمة وواقع قادتها، منشغلون بالتوافه من الأمور، ومنشغلون في التحضير لمباريات كرة القدم، ولمسابقات الجمال والغواية، كرة القدم أغلى عندهم وأهم من القدس، ومن المسجد الأقصى، ومن مصير الأمة وقضاياها، ألا يدل ذلك على ذهاب العقول ونقص الإيمان؟! واتخاذ الهوى من دون الله؟!
فيا شعبنا، ويا أمة المسلمين، ويا قادتهم: أليس فيكم رجل رشيد؟! هل تنتصر أمتنا وأوصالها مقطعة؟! ألا يروعكم ما أنتم فيه وما أنتم عليه؟! فأين صلاح المسلمين وتقاهم؟! أين نصحكم لله ولرسوله ولكتابه؟! أين قادة الأمة الذين قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيهم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم، ويصلون عليكم".
أيها المؤمنون: وأما الحالة المصيرية الثالثة: فنحن نعيشها الآن؛ إنها أسوأ حالات أمتنا في تاريخها كله؛ لأن الكفر والنفاق يجتمع برُمَّتِه وثقله عليها، وعلى مرأى البشريَّة؛ هم أكلتكم، وأنتم قصعتهم، فماذا تنتظر أمة العرب بعد هذا الذي يجري حولها؟! هل تنتظر أن تكون حثالة الأمم؟! أو أن تكون في قِلَّة وذلة لا يؤبه بها؟! فلله در الشاكي حال أمتنا إلى رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، وهو يقول:
فقل لرسول الله يا خيرَ مرسَلٍ *** أبثُّكَ ما تدري من الحسراتِ
شعوبُكَ في شرق البلاد وغربها *** كأصحاب كهف في عميق سباتِ
بأيمانهم: نورانِ ذِكْرٌ وسٌنَّةٌ *** فما بالهم في حالك الظلماتِ
نسأل مع القائل: فما بالكم في حالك الظلمات؟!
أيها المؤمنون: لا مخرج لكم من هذا الصغار، ولا نجاة لكم من ذل المصير إلا بما نجا به أسلافكم من الصحابة والتابعين أن تبادروا إلى أحكام الشريعة وتعملوا بها، جاء في الحديث الشريف: "كتاب الله فيه الْهُدَى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فيا ربِّ وفِّقْ للعزائمِ أمتي *** وزين لها الأفعال والعزمات
ووحد صفوفَ المسلمينَ يدينهم *** وأظلهم بسحائب الرحمات
عبادَ اللهِ: إن الله لا يستجيب دعاءً مِنْ قلبٍ غافلٍ ساهٍ لاهٍ، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اللهمَّ صل وسلم عليه، وعلى أصحابه، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة.
أمَّا بعدُ، أيها المسلمون: اعتصِمُوا بكتاب ربكم، وسنة رسولكم -صلى الله عليه وسلم-، فكتاب ربكم يجعلكم أسوياء، وسنة رسولكم -صلى الله عليه وسلم- تجعلكم أقوياء.
أيها الشباب، أيتها الفتيات: دوروا مع الإسلام حيث دارَ، ولا تلتفتوا إلى غيره، حتى تكونوا في ظل الله، يوم تدنو الشمس من الخلائق في المحشر، قدر ميل، ألا تشتاقون إلى أن تكونوا من الذين قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيهم: "إن ربك ليعجب للشاب لا صبوة له"؛ يعني: لا معاصي له.
أيها المرابطون: اثبتوا على دينكم، وعلى صراط الله المستقيم، فهذا ركن رباطكم، وأساس وجودكم، في بَيْت الْمَقدسِ وأكنافه، ازدادوا من الطاعات، واحذروا المنكَرات، حتى تدخلوا في الذين قال الله فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)[فُصِّلَتْ: 30-31]، فهذا وعد من الله أن يحفظكم إذا حفظتم دينه، وأن يذهب أحزانكم وخوفكم إذا استقمتم على شريعته.
أيها المسلمون: اللهَ اللهَ في رباطكم في المسجد الأقصى، لا تخلطوه بلهوكم، اللهَ اللهَ في رباطكم في الأقصى، لا تنشغلوا عنه بشهواتكم، عليكم بسنة الخلفاء الراشدين، الزموها، وعليكم بالسلف الصالح، اتخذوهم قدوة، فبنهج الخلفاء الراشدين، وبسيرة السلف الصالح تصنعون القادة الذين لا يشغلهم عن الدين شاغل، ولا يقعدهم عن العز مقعد، فلا تكونوا من الكسالى ومن المفرطين، ولا تكونوا من الذين تشغلهم الدنيا وشهواتها عن الدين، لا تبتعدوا عن العلماء الصالحين؛ فبهم يخرجكم الله من الفتن، وبهم ومعهم تكون الطريق إلى الجنان، قال علي بن المديني: "أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة"، فكم نحتاج إلى أبي بكر جديد، نرجع إلى نهجه، ونهج الصحابة الكرام، وكم هي حاجتنا لابن حنبل جديد، يأخذنا إلى سنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، بأقوالها وأفعالها وتقريراتها؛ لنستضيء بها في زماننا المفتون والمغبون.
فاللهمَّ اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهمَّ إنَّا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، بلغتنا الرباط في المسجد الأقصى، فأعنا على التخلق بصفات المرابطين، واجعلنا عندك من المقبولين.
اللهمَّ إن كنت رضيت عن رباطنا في بَيْت الْمَقدسِ وأكنافه، فازدد عَنَّا رضا، وإن كنا قصرنا في رباطنا فردنا إليك ردًّا جميلًا.
اللهمَّ إنَّا جئناك إلى المسجد الأقصى، نؤم طاعتك، ونطلب رحمتك، راضين بقضائك فينا، نسأل مسألة المضطرين إليك، المشفقين من عذابك، ألا تسلط علينا عدوًّا لا يخافك ولا يرحمنا، وأن تتقبل شهداءنا، وتطلق سراح أسرانا، وترزق الجرحى والمرضى الشفاء، وأن ترفع عن أهلنا في غزَّة الكرب والبلاء.
اللهمَّ اجعلنا غرسك في المسجد الأقصى، واجعل أقصانا آمِنًا بأمانك، عزيزًا بعزك، منصورًا بنصرك المبين، اللهمَّ اصحبنا العافية في أبداننا، والعصمة في ديننا، وأحسن منقلبنا، وارزقنا عافيتك وطاعتك ما أبقيتنا.
اللهمَّ اغفر لنا ولوالدينا، ولمن لهم حق علينا، واغفر اللهمَّ للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكرا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، واستغفروه يغفر لكم، وأنتَ يا مُقيمَ الصلاة أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم