عبادة العداوة

ناصر بن محمد الأحمد

2012-07-22 - 1433/09/03
عناصر الخطبة
1/ قصور مفهوم العبادة في حياة كثير من المسلمين 2/ عداوة الكافرين عبادة 3/ تاريخ الخصومة بين الرسل وأممهم 5/ تمييع قضية البراءة من الكفار 6/ مساوئ زرع الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين 7/ مفاسد الإعجاب بالكفار .

اقتباس

إن تحرير الولاء لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وتحرير الولاء لهذا الدين ومعرفة العدو من الصديق، من أعظم المسائل التي بُعث إليها الرسل والأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.. وإن من الأشياء التي انتهكت حرمتها في ديننا في هذا الزمان هذه المسألة، عدم معاداة الكفار، وعدم الشعور بهذه العداوة في قلوب كثير من المسلمين، بل ومع الأسف تجد ما يناقض هذه العقيدة، من محبة...

 

 

 

 

إن الحمد لله .. 

أما بعد: عباد الله: يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56- 58].

إن مفهوم العبادة الشامل كما أراده الله عز وجل وكما عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يدركه ولا يعرفه كثير من أبناء المسلمين. لا يفهم بعض الناس العبادة، إلا أنها الصلاة والصيام والزكاة والحج، وفي مقدمة هذه الأشياء النطق بكلمة التوحيد. ثم بعض أنواع القربات والطاعات. وهذه لا شك أنها من العبادة، بل هي في مقدمة العبادات. لكن هناك أموراً أخرى تعبدنا الله عز وجل بها، لا يتفطن لها بعض الناس، خصوصاً فيه هذا الوقت وفي زماننا هذا الذي يحاول ويجاهد أعداء الدين بكل وسيلة، إزالة هذه العبادات من حياتنا.

وسوف أخصص حديثي في هذه الجمعة عن عبادة من أجل العبادات، كثيراً ما دندن الإعلام حولها هذه الأيام لإزالتها أو على الأقل تقليلها في قلوب الناس شيئاً فشيئاً، حتى تذهب بالكلية.

إنها عبادة -العداوة للكفار- إن الله عز وجل تعبدنا بهذه العبادة، ونحن محاسبون عنها يوم القيامة، إذا قصرنا أو فرطنا فيها. نعم عداوتنا للكفار ولأعداء الدين عبادة من أجلّ العبادات القلبية. خصوصاً فيه ذا الزمان، الذي صار وأصبح تمييع هذه القضية، هي رسالة الإعلام الأولى.

أيها المسلمون: إن تحرير الولاء لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وتحرير الولاء لهذا الدين ومعرفة العدو من الصديق، من أعظم المسائل التي بُعث إليها الرسل والأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.

إن الله عز وجل إذا بعث رسولاً إلى قوم، كان هذا الرسول فرقاً بين الناس، ينقسم الناس إلى فريقين تجاه بعثة كل رسول. قال الله تعالى عن نبي الله صالح عليه السلام: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ) [النمل: 45]، وهكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم، فبعدما بعثه الله عز وجل، انقسم الناس إلى فريقين يختصمون. فريق والاه ونصره، وفريق حاربه وعاداه.

وهذه الخصومة يا عباد الله، بين الرسل وأتباعهم من جهة، وبين الكفار والمعاندين من جهة أخرى، ليست خصومة في دنيا، ولا خصومة على حكم، ولا خصومة على سلطان، لكنها خصومة وخلاف في قضية القضايا، وأصل الأصول، إنها خصومة وخلاف في الاعتقاد.

فالله عز وجل قسم الناس في كتابه إلى قسمين حزب الله عز وجل وحزب الشيطان. قال عن حزب الله إنهم المفلحون، وقال عن حزب الشيطان إنهم الخاسرون. والعداوة بين حزب الله وحزب الشيطان قائمة إلى يوم الدين، وهذه من أهم القضايا التي عُني بها القرآن الكريم، ولابد علينا نحن كذلك أن نهتم بها.

أيها المسلمون: إن من الأشياء التي انتُهكت حرمتها في ديننا في هذا الزمان هذه المسألة، عدم معاداة الكفار، وعدم الشعور بهذه العداوة في قلوب كثير من المسلمين، بل ومع الأسف تجد ما يناقض هذه العقيدة، من محبة بعض المسلمين للكفار، ومودتهم، والأنس بمجالستهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.

حتى نكاد نرى ونقرأ ونسمع تركيزاً شديداً هذه الأيام بالذات لمحاولة، كسر هذه الحواجز بين المسلمين والكفار. وهذا لن يكون بإذن الله عز وجل، فمهما سخرت من وسائل واستخدم من شياطين الإنس أجهزة الإعلام وسائلها وشياطينها في إذابة هذه العقيدة من قلوب المسلمين، فلن يتم لهم ذلك إن شاء الله تعالى. ولو اطمئن بعض المسلمين وارتاحوا للكفار ووثقوا بهم وأحبوهم، ومهدوا لهم، فليعلموا أنهم مرتزقة، وهم شرذمة شاذة إلى مجموع عباد الرحمن.

أيها المسلمون: لا تتصوروا أن عداوتنا للكفار قضية سياسية، كما يُصوّر لكم عبر قنوات أجهزة الإعلام، وأنها عبارة عن اختلاف وجهات النظر في بعض المسائل لو تم الاتفاق عليها لزال كل شيء.. بل إن عداوتنا للكفار بجميع أشكالهم وألوانهم ومِلَلهم ونِحَلهم، يهوديهم ونصرانيهم، علمانيهم، ومنافقيهم، عداوتنا لهم عداوة عقدية تعبدية. فنحن نتعبد الله سبحانه وتعالى ببغض الكفار ومعاداتهم كما أنا نتعبد الله بحب المؤمنين وموالاتهم.

أيها المسلمون: ومع كل أسف إن كسر الحاجز بين المسلمين والكفار لا يمكن أن يتم من طرف واحد، ففي الوقت الذي بدأ المسلمون يتزلفون للكفار، ويحاولون إرضاءهم والتقرب منهم بكل وسيلة، ولو كان ذلك على حساب دينهم تجد أن الكفار زعماء الضلالة والشرك والردة، يحرصون على شحن قلوب أتباعهم ببغض المسلمين، والعداوة لهم، والكيد بهم، والتحذير منهم، وفي نفس الوقت يحاولون سحب سر العداوة من قلوب المؤمنين، ويحولوا المؤمنين إلى أتباع أذلاء لهم، خلافاً لما قرره الله عز وجل في كتابه بقوله: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139] وقال سبحانه: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون: 8].

ثملوا بسورة أكؤس الأشرار *** سفلت نفوسهم إلى الأقذار
أغرتهم الدنيا بزيف زخارفٍ *** منسوجةٍ بأنامل الكفار
وتتبعوا فيها عقيرة ناعق *** يدعوهم لمُدارك الأنيار
فتهافتوا فيها بغير تريث *** فعل الفراش على لهيب النار
يا ريح أمتنا التي رغم الأسى *** لما تزل تسعى بكل سعار
تهفوا إلى تقبيل كف منافق *** قد سامها سوءاً بكل شنار
يا حسرة أنى لأمتنا الهدى *** من بعد وهي ثقيلة الأوزار
أنى لها النصر المبين وقومها *** زجوا بها في لجة الإعصار
أغراهم الغرب الدنئ بحفنةٍ *** من مدحه جهراً بلا إسرار
ما ذاك إلاّ أن قومي جانبوا *** سبل السمو إلى ذُرى الأطهار
تاهت سفينتنا وعز مصابنا *** بعدت مراسينا على البحَار
يا ألف مليون يؤرق ليلهم *** صوت الهوى وتمايل الفجّار
يا ألف مليون رموا أعراضهم *** في حضن إعلام الهوى والعار
لا تسألوا من بعد ذا عن أمة *** تخذت دثار الذل خير دثار
حب لدنيانا وبغض مماتنا *** وهن كما في صادق الآثار
أفما علمتم يا بني قومي بما *** في الذكر من بشرى ومن أخبار
لن يجعل الله العزيز لكافر *** سبلاً علينا يا أولي الأبصار
هذا الكتاب وتلك شرعة أحمد *** فمتى نسير على خطىً المختار؟
هم حاربونا برأي واحد *** عدد قل ولكن مضاءً ثابت النسقِ
وأباً وعزماً وإعداداً وتضحية *** وبادروا غزونا في مكر مستبق
يحذوهم أملٌ يمضي به عملٌ *** ونحن واسوأتا في ظلة الحمق
حارت قواعدنا زاغت عقائدنا *** أما الرؤوس فرأى غير متفقِ
البعض يحسب أن الحرب جعجعةً *** والبعض في غفلة والبعض في نفقِ
قال الشعوب وهل نال الشعوب سوى *** قول جزافٍ وإصلاحٍ على الورق

أيها المسلمون: إن من أخطر ما يوجه الآن إلى المسلمين وفي هذه الفترة بالذات محاولة زرع الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين، وزرع الإعجاب بالكفار، ومحاولة مسخ الهوية الإسلامية، ومحاولة مسخ التميز بهذا الدين، وهذا يا عباد الله من أخطر ما يواجه به المسلمون أفراداً ومجتمعات ودولا. حتى وصل الحال إلى فتح أسواق لهم في بلاد المسلمين، ليس سوقاً لمنتوجاتهم وبضائعهم فحسب إذن لهان الأمر، بل سوقاً لأفكارهم وعقائدهم ومبادئهم.

وباختصار، يحاولون الآن أن يوجدوا بديلاً عن الإسلام للمسلمين، لا بد أن نتفطن لهذا، لابد أن ننتبه أيها الأخوة، كفانا غفلة وكفانا سذاجة، وكفانا بساطة في التفكير.

أيها المسلمون: إن مما يزعج الكفار، وجود بقية من المسلمين ما يزالون يتمسكون بعقائدهم، وبأخلاقهم الإسلامية، إن مما يقض مضاجع الكفار، وجود بقية من أبناء هذه الأمة يشعرون بروح العداوة والبغضاء للكفار، إن وجود روح العداوة لهم، عن المسلمين هو همهم الأكبر، ويحاولون بكل ما أوتوا من حيلة ووسيلة، تفريغ هذه العداوة والبغضاء لهم من قلوب المسلمين.

إن البراءة من الكفار يا عباد الله، من كبريات قضايا الدين، التي جاء الرسل بترسيخها كما قلت لكم وتقريرها وغرسها في قلوب الناس.

ما أعجب حالنا حين نغفل عن مثل هذه القضايا المهمة، وما زال كتاب ربنا ينطق بيننا. قال الله تعالى: (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 28]، وقال تعالى: (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) [الممتحنة: 4]، وقال عز وجل: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الممتحنة: 9].

 

وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51] وقال تعالى: (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [الممتحنة: 1] وقال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) [المائدة: 55 - 56]. جعلنا الله وإياكم من حزبه المفلحون الغالبون . .

أقول قولي هذا . .

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله . .

أما بعد: إن عداوتنا للكفار توجب علينا، أن لا ننظر إلى الغرب، وإلى الكفار نظرة إعجاب، وهذا أمر وقع فيه كثير من أبناء المسلمين، تراهم ينظرون إلى الغرب نظرة إعجاب. وفي الوقت الذي ذلت هذه الأمة لأعدائها، وصارت تنظر إليهم كما قلت نظرة إعجاب وحاولت جاهدة إزالة العداوة من قلوبها تجاه أعداء الله، غَفُل كثير من أبناء الأمة، أن الكفار يبغضونهم ويعادونهم؛ لأنهم مسلمون، ويتصورون أن الغرب نسي هذه القضية.

لا بد أيها الإخوة أن نشعل هذه القضية في قلوب الناس، وهو أن الكفار أعدائنا إلى يوم الدين (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون: 4]. لا بد أن نثير هذه القضية بين الناس، لكي نواجه تيار الإعلام الجارف الذي يحاول تمييع هذه القضية. وهذا واجب الدعاة والعلماء وطلاب العلم. كل في مجاله ومحيطه. فإن العصر الذي نعيش فيه الآن، عصر عقائد، وحرب أفكار وتصورات.

إنك لتعجب من حال الناس، كيف يتجاهلون تاريخ الكفار عموماً، وتاريخ اليهود بشكل أخص، وغدرهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ونقضهم للمواثيق، يتناسون كل هذا بمجرد ما يبث في أجهزة الإعلام.

أيها المسلمون: إن أمتنا وصلت إلى حالة من الذل والخضوع للكفار، تحتاج فيها إلى دفعة قوية جداً، توقظها وتحركها، كم نحن بحاجة وبالأخص الآن إلى جهد مخلص وبذل معطاء، وتعاون مضاعف من دعاة الأمة، والمصلحين فيها، لتنبيه الناس، والأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب خصوصاً ونحن نعيش في زمن عرف العدو كيف يمزقنا، كل ممزق، وعرف كيف يلغي الجهاد. فتمزيق من جهة، وتحذير عن قتاله ومنازلته من جهة أخرى.

فمزقنا العدو ولا جهاد *** وشردنا الطغاة ولا عداله
وباتت أمة الإسلام حيرى *** وبات رُعاتها في شر حاله
فلا الصديق يرعاها بحزم *** ولا الفاروق يورثها فعاله
ولا عثمان يمنحها عطاءً *** ويرخص في سبيل الله ماله
ولا سيف صقيل من علي *** يوجهنا إلى عدلٍ ظلاله
ولا زيد يقود الجمع فيها *** لحرب أو يُعد لها رجاله
ولا القعقاع يهتف بالسرايا *** فتخشى ساحة الهيجا نزاله
ولا حطين يصنعها صلاحٌ *** طوى الجبناء في خورٍ هلاله
سرى صوت المؤذن في حمانا *** وقد فقدت مآذننا بلاله
وأقصانا يدنسه يهود *** ويعبث في مرابعه حُثاله
نشد رحالنا شرقاً وغرباً *** وأولى أن نشد له رحاله
وشعب ضائع في كل أرض *** وجلّ مناه أن يرضى جَماله
وراعى الشعب سجان غشوم *** وسفاح يسّن له نصاله
ويرتع في مرابعنا دخيل *** يطارد في حضارتنا الأصاله
وهم الجمع ثوب أو رغيف *** وصك من رصيد أو حواله
إذا نصح الحكيم فلا سميع *** ولا قلب يعي صدق المقالة
مؤامرة يدبرها يهود *** ويرعاها عميلٌ لا أبا له

اللهم إنا نسألك أن تملأ قلوبنا عداوة لأعدائك اللهم املئ قلوب المسلمين حقداً وبغضاً للكفار من اليهود والنصارى يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك أن تلعن اليهود والنصارى ..
 

 

 

 

المرفقات

العداوة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات