عبادات يسيرة بأجور كبيرة

صالح بن محمد آل طالب

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: التربية رمضان
عناصر الخطبة
1/ مواصلة العبادات بعد رمضان 2/ الله تعالى هو رب سائر الشهور 3/ أعمال يسيرة بأجور كبيرة 4/ العمل الصالح يشمل المجتمع بكل مكوناته 5/ الحث على صيام ست شوال

اقتباس

ولئن انقضَى شهرُ رمضان -وهو شهرُ مُضاعفَة الأجور- فإن اللهَ تعالى هو ربُّ كل الشهور، وفي الحياة آفاقٌ واسعةٌ للعمل الصالح، وأجورٌ تُضاعَفُ هي واللهِ المتجَرُ الرابح، وفي شرع الله وهديِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- فِجاجٌ تُوصِلُ إلى الله، ودُروبٌ تُؤدِّي وتهدِي لمرضاته، وأعمالٌ تستجلِبُ مراضِيَ الله ورحماته، ويُكافِئُ عليها بجنَّته. ولكن أين المُشمِّرون؟!

 

 

 

الحمد لله، الحمد لله مُعيد المواسم والأعياد، ومُيسِّر طرق الخير ليستكثِر العبدُ من الخير ويزداد، فالحمدُ لله على ما شرَع، والشكرُ له على ما وفَّق، والفضلُ له على ما هدى، إليه المرجعُ وإليه المعاد، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شركاء له ولا أنداد، وأشهد أن محمدًا رسولُ الله وخيرُ العباد، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله وأصحابه أُولِي الهُدى والرشاد، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم التناد.

أما بعد:

فالتقوى -أيها المسلمون- التقوى؛ وصيةُ الأنبياء، وحليةُ الأولياء، وخيرُ عُدَّةٍ ليوم اللقاء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].

أيها المسلمون: لم يزَل في ثيابنا عبَقٌ من شَذَى شهرنا لم يخِف، ولم يزَل في نفوسِنا طراوةٌ من تراتيل القرآن لم تجِف، ولم تزَل عيونُنا ندِيَّةً على وداعِ رمضان، ومن ذا يلومُها أن تجِف، وما ذاك إلا لما افتقدناه من لذَّة الطاعات، وحلاوة القُرُبات المُقرِّبات، وما جافانا عنه مركبُ الزمان من العبادات الجالِيَة لصدى النفوس ورانِ القلوبِ.

ولو صابرَ الإنسانُ نفسَه، وغالبَ هواه، وواصلَ نوافل العبادات التي اعتادَها في شهر رمضان؛ من صيامٍ، وقيام ليلٍ، وقراءةٍ للقرآن، وصدقةٍ، وخيرٍ لانقلَبَت حياتُه إلى موسمٍ للخير دائم، وتقلَّبَت نفسُه في رياضٍ من القُرُبات مُتصل، وتمثَّل قولَ الله -عز وجل-: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].

أيها المسلمون: الأرضُ ميراثُ الله لعباده، يختارون منازِلَهم من الجنةِ بقدرِ حرثِهم للآخرة، (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ) [الزمر: 74]، والمؤمنُ الحقُّ سائرٌ إلى ربه يسعى ويحفِد، لا ينِي حتى يكون مُنتهاه الجنة، ولا يقِفُ حتى يُدرِكَه الموتُ، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99].

ولئن انقضَى شهرُ رمضان -وهو شهرُ مُضاعفَة الأجور- فإن اللهَ تعالى هو ربُّ كل الشهور، وفي الحياة آفاقٌ واسعةٌ للعمل الصالح، وأجورٌ تُضاعَفُ هي واللهِ المتجَرُ الرابح، وفي شرع الله وهديِ رسولِه -صلى الله عليه وسلم- فِجاجٌ تُوصِلُ إلى الله، ودُروبٌ تُؤدِّي وتهدِي لمرضاته، وأعمالٌ تستجلِبُ مراضِيَ الله ورحماته، ويُكافِئُ عليها بجنَّته. ولكن أين المُشمِّرون؟!

قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أخذ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبِي فقال: "كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ". وكان ابنُ عمر يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظِر الصباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظِر المساء، وخُذ من صحَّتك لمرضك، ومن حياتك لموتك". رواه البخاري.

وقد دلاَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على أعمالٍ يسيرة، ورتَّب عليها أجورًا كثيرة، وفتحَ لنا أبوابًا واسعةً من الأعمال الصالحة نتزوَّدُ بها ليوم الحِساب، وندَّخِرُها عند لقاء الله ربِّ الأرباب: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) [الإسراء: 19].

عن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُصبِحُ على كل سُلامَى من أحدِكم صدقةٌ؛ فكلُّ تسبيحةٍ صدقة، وكلُّ تحميدةٍ صدقة، وكلُّ تهليلةٍ صدقة، وكلُّ تكبيرةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المُنكَر صدقة، ويُجزِئُ من ذلك: ركعتان يركعهُما من الضُّحَى". رواه مسلم. والسُّلامَى: هي المِفصَلُ.

وعنه -رضي الله عنه- أن ناسًا قالوا: يا رسول الله: ذهبَ أهلُ الدُّثور بالأجور، يُصلُّون كما نُصلِّي، ويصومون كما نصُوم، ويتصدَّقون بفُضول أموالِهم. قال: "أولَيسَ قد جعلَ الله لكم ما تصدَّقون به؟! إن بكل تسبيحةٍ صدقة، وكل تكبيرةٍ صدقة، وكل تحميدةٍ صدقة، وكل تهليلةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المُنكَر صدقة، وفي بُضعِ أحدِكم صدقة". قالوا: يا رسول الله: أيأتي أحدُنا شهوتَه ويكونُ له فيها أجرٌ؟! قال: "أرأيتُم لو وضعَها في حرامٍ أكان عليه وِزرٌ؟! فكذلك إذا وضعَها في الحلال كان له أجرٌ". رواه مسلم.

وقد يبلغُ المؤمنُ أعلى المنازِل بعملٍ يسيرٍ لا يظنُّ أن يبلُغَ به ما بلغَ؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطَعَها من ظهر الطريق كانت تُؤذِي المُسلمين". رواه مسلم.

وفي روايةٍ له: "مرَّ رجلٌ بغُصنِ شجرةٍ على ظهر طريقٍ، فقال: واللهِ لأُنحِّيَنَّ هذا عن المُسلمين لا يُؤذِيهم، فأُدخِلَ الجنة". وفي روايةٍ لهما: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجدَ غُصنَ شوكٍ على الطريق فأخَّره فشكرَ الله له فغفرَ له".

أيها المسلمون: وكلمةٌ يسيرةٌ قد يستجلِبُ العبدُ بها رضا ربِّه الكريم، ويشكُرُ فضلَه العَميم؛ عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن اللهَ ليرضَى عن العبدِ أن يأكُل الأكلَةَ فيحمَده عليها، أو يشرَبَ الشربَةَ فيحمَده عليها". رواه مسلم.

أما الوُضوءُ والصلاةُ -وهي المُتكرِّرة في اليوم عدَّة مراتٍ- فاستمِع إلى ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا توضَّأ العبدُ المُسلمُ -أو المؤمنُ- فغسلَ وجهه خرجَ من وجهه كلُّ خطيئةٍ نظرَ إليها بعينه مع الماء -أو مع آخر قطرِ الماء-، فإذا غسلَ يدَيه خرجَ من يدَيه كلُّ خطيئةٍ كان بطَشَتها يداه مع الماء -أو مع آخر قطرِ الماء-، فإذا غسلَ رجلَيْه خرجَت كل خطيئةٍ مشَتْها رِجلاه مع الماء -أو مع آخر قطرِ الماء- حتى يخرُج نقيًّا من الذنوب". رواه مسلم.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلُّكم على ما يمحُو الله به الخطايا ويرفعُ به الدرجات؟!". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إسباغُ الوضوء على المَكارِه، وكثرةُ الخُطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكُم الرِّباط". رواه مسلم.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصلواتُ الخمسُ، والجُمعةُ إلى الجُمعة، ورمضان إلى رمضان، مُكفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنِبَت الكبائرُ". رواه مسلم.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصفِّ الأولِ ثم لم يجِدوا إلا أن يستهِموا عليه لاستهَموا عليه، ولو يعلَمون ما في التهجير لاستبَقوا إليه، ولو يعلَمون ما في العتَمة والصبحِ لأتَوهُما ولو حَبوًا". متفق عليه.

والتهجيرُ: التبكيرُ إلى الصلاةِ.

وعن أبي عبد الله -رضي الله عنه- ويُقال: أبو عبد الرحمن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورضي الله عن ثوبان، قال: سمِعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عليك بكثرة السُّجود؛ فإنك لن تسجُد لله سجدةً إلا رفعَك الله بها درجةً، وحطَّ عنك بها خطيئةً". رواه مسلم.

وذِكرُ الله تعالى عنوانُ الفلاح، وشارةُ التوفيق والصلاح؛ عن عبد الله بن بُسْرٍ -رضي الله عنه- أن رجلاً قال: يا رسول الله: إن شرائِعَ الإسلام قد كثُرَت عليَّ، فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به. قال: "لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذِكرِ الله". رواه الترمذي.

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذهبِ والفضة، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم ويضرِبوا أعناقَكم؟!". قالوا: بلى. قال: "ذِكرُ الله تعالى". رواه الترمذي، وقال الحاكمُ: إسنادُه صحيحٌ.

وعن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لزِم الاستغفارَ جعلَ الله له من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل همٍّ فرَجًا، ورزَقَه من حيثُ لا يحتسِب". رواه أبو داود.

وعن شدَّاد بن أوسٍ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيدُ الاستغفار أن يقولَ العبدُ: اللهم أنت ربِّي لا إله إلا أنت، خلَقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتِك عليَّ وأبوءُ بذنبي، فاغفِر لي؛ فإنه لا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت. من قالَها في النهار مُوقِنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسِي فهو من أهل الجنة، ومن قالَها من الليل وهو مُوقِنٌ بها فمات قبل أن يُصبِح فهو من أهل الجنة". رواه البخاري.

وفي الإحسان إلى الخلق؛ لا تتردَّد في معروفٍ، ولا تحتقِر خيرًا تُقدِّمه مهما قلَّ؛ يقول عديُّ بن حاتمٍ -رضي الله عنه-: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اتَّقُوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ". متفق عليه.

وفي روايةٍ لهما عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه ربُّه ليس بينه وبينه ترجُمان، فينظُر أيمنَ منه فلا يرَى إلا ما قدَّم، وينظُر أشأمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظُر بين يدَيه فلا يرى إلا النارَ تلقاءَ وجهه، فاتَّقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ، فمن لم يجِد فبكلمةٍ طيبةٍ".

وعن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "على كل مسلمٍ صدقة". قال: أرأيت إن لم يجِد؟! قال: "يعملُ بيديه، فينفعُ نفسَه ويتصدَّق". قال: أرأيتَ إن لم يستطِع؟! قال: "يُعينُ ذا الحاجةِ الملهوف". قال: أرأيتَ إن لم يستطِع؟! قال: "يأمرُ بالمعروف أو الخيرِ". قال: أرأيتَ إن لم يفعل؟! قال: "يُمسِكُ عن الشرِّ؛ فإنها صدقةٌ". متفق عليه.

باركَ الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفَعَنا بما فيهما من الآياتِ والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمينُ، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله: والعملُ الصالحُ المُعظَّمُ أجرُه، والسابِغُ ثوابُه، يكتنِفُ المجتمعَ المُسلِمَ بكل علاقاته من الوالدَيْن، والزوجةِ، والأقاربِ، والجيران؛ عن عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله: من أحقُّ الناسِ بحُسن صحابَتي؟! قال: "أمُّك". قال: ثم مَن؟! قال: "أمُّك". قال: ثم مَن؟! قال: "أمُّك". قال: ثم مَن؟! قال: "أبوك". متفق عليه.

وفي روايةٍ: يا رسول الله: من أحقُّ الناس بحُسن الصُّحبَةِ؟! قال: "أمُّك، ثم أمُّك، ثم أمُّك، ثمُّ أباك، ثم أدناك أدناك".

وقولُه: "ثُمَّ أباك"، أي: ثم بِرَّ أباك. وفي روايةٍ: "ثُمَّ أبوك".

وعن أنسٍ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحبَّ أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسَأَ له في أثَره، فليصِل رحِمَه". متفق عليه.

ومعنى "يُنسَأ له في أثَره"؛ أي: يُؤخَّر له في أجلِه وعُمره.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم". رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".

وعن ابن عمر وعائشة -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيُورِّثُه". متفق عليه.

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليُكرِم ضيفَه، ومن كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليصِل رحِمَه، ومن كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخِر فليقُل خيرًا أو ليصمُت". متفق عليه.

وفي السِّترِ على الناس قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يستُر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستَرَه الله يوم القيامة". رواه مسلم.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سُئِل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يُدخِلُ الناسَ الجنة. قال: "تقوى الله وحُسن الخُلُق". وسُئِل عن أكثر ما يُدخِلُ الناسَ النار. فقال: "الفمُ والفرْجُ". رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ صحيحٌ".

أيها المسلمون، يا مَن أكرمَه الله بصيام شهر رمضان: إن من السُّنة أن تصُومَ ستَّة أيامٍ من شهر شوال؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من صامَ رمضان وأتبَعَه ستًّا من شوال كان كصيامِ الدهرِ". رواه مسلم.

ويصِحُّ أن تصُومَها مُتَّصلةً أو مُتفرِّقةً.

فاستكثِروا من الصالحات، وأديموا الطاعات، وحاذِروا السيئات، (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) [النحل: 92]، ومن أعتقَه ربُّه من النار فلا يرجِعنَّ إلى المعاصي، فيعُود إلى رقِّ الذنبِ وإلى الإسار.

ثم صلُّوا وسلِّموا على النبي المُجتَبى، والرسول المُرتضَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتهِ الغُرِّ الميامين، اللهم ارضَ عن الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدِين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك أجمعين، ومن سارَ على نهجِهم واتبع سنَّتهم يا رب العالمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ أو فُرقة فرُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه.
 

 

 

 

 

المرفقات

يسيرة بأجور كبيرة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات