عناصر الخطبة
1/عظم كرم الله -تعالى- 2/عبادات يسيرة وأجور عظيمة 3/عبادات تحث على حسن الصلة مع المسلميناقتباس
وخبراءُ الاقتصادِ يقولون: "إنَّ أفضلَ الاستثمارِ ما كانَ قليلَ المجهودِ، عظيمَ المردود", وربما عبَّروا عنهُ بقولهم: "أعلى العوائدِ بأقل الموارد", وقد جمعتُ بفضل اللهِ وتيسيرهِ خمسونَ عبادةً صحيحة، كُلُّها عباداتٌ سهلةٌ يسيرة، ذاتُ أجورٍ كبيرةٍ كثيرةٍ, وكُلُّ عبادةٍ منها ثابتةٌ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ، شرحَ صدورَ أوليائهِ للإيمان والهدى، وأنقذهُم برحمته من الزيغ والردى، وأفاضَ عليهم من كرمه وجودهِ مَددا؛ (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا)[الجن: 26 - 28].
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ؛ (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا)[الكهف: 17], وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولهُ، ومصطفاه وخليله، أشرُفَ الخلقِ طُراً، وأكرمُهُم مُحتداً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبهِ، صلاةً وسلاماً دائمينِ دائبينِ أبداً سرمَداً، والتابعينَ ومن تبعهم بإحسانٍ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً مُتجدِّداً.
أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- وأخلصوا عملَكم لله؛ فالإخلاصُ هو ما لا يعلمهُ ملَكٌ فيكتبَهُ، ولا عدوٌ فيفسِدَهُ، ولا صديقٌ فيمدَحَهُ, واعلموا أنكم لن تنالَوا ما تُحبُّون, إلا بترك ما تشْتهون، ولن تُدرِكَوا ما تُريدون, إلا بالصبر على ما تكرهُون؛ (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل: 96، 97].
معاشر المؤمنين الكرام: ربُنا العظيم، جوادٌ وهابٌ كريم، توابٌ رحيم، فَضْلُهُ دائمٌ، وعطاؤهُ مُستديم, علِم ضعفَنا وعجزَنا, فأكرمَنا بأعمالٍ صالحةٍ سهلةٍ ميَسورةٍ، ذاتِ أجورٍ كبيرة، وثمراتٍ كثيرة, وصدق الله: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[البقرة: 185], (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)[النساء: 28].
وخبراءُ الاقتصادِ يقولون: "إنَّ أفضلَ الاستثمارِ ما كانَ قليلَ المجهودِ، عظيمَ المردود", وربما عبَّروا عنهُ بقولهم: "أعلى العوائدِ بأقل الموارد", وقد جمعتُ بفضل اللهِ وتيسيرهِ خمسونَ عبادةً صحيحة، كُلُّها عباداتٌ سهلةٌ يسيرة، ذاتُ أجورٍ كبيرةٍ كثيرةٍ, وكُلُّ عبادةٍ منها ثابتةٌ بالدليل الصحيح، وكُلُّ ما سأذكرهُ من الأحاديث فقد تأكدتُ بفضل الله من صحتهِ وتثبت, فتعالوا معي -أحبتي في الله- لنتعلمها، ثمَّ نداومُ على أدائِها، عسى أن نفوزَ بموعودِها؛ (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الروم: 6].
أول هذه العباداتِ السهلةِ وأحبُّها إلى الله: هي التَّوبة، قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؛ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ", وقال -عليه الصلاة والسلام-: "التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ".
ومن العبادات الميسورة، ذاتِ الأجورِ الموفورة: قولهُ -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ", وقال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ".
ومنها قولهُ -عليه الصلاة والسلام-: "من توضَّأَ فأحسنَ الوضوءَ خرجَت خطاياهُ من جسدِهِ, حتى تخرُجَ من تحت أظفاره، ومن فرَغَ من الوضوءِ وقال: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله؛ إلا فُتِحَت له أبوابُ الجنَّةِ الثمانية, يدخُلُ من أيِّها شاء", و"من توضَّأَ فأحسَنَ الوضوءَ، ثم صلَّى ركعتينِ يُقبِلُ عليهما بقلبِهِ ووجهِهِ؛ وجبَتْ له الجَنَّة".
ومنها قوله -صلوات الله وسلامه عليه-: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)، فَقُولُوا: آمِينَ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ", و"إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
ومنها قوله -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
ومن العباداتِ الميسورة، ذاتِ الأجورِ الموفورة: قولهُ -صلى الله عليه وسلم-: "ركعتانِ قبلَ الفَجْرِ خَيرٌ من الدُّنيا وما فيها"، و"من صلَّى اثنتَيْ عشرةَ ركعةً في اليومٍ والليلة؛ بنَى الله له بيتًا في الجنة"، و"مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمَّ صلى ركعتينِ؛ كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ".
ومنها قولهُ -عليه الصلاة والسلام-: "من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسل، ثم بكَّرَ وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا من الإمام، واستمع وأنصت، ولم يَلْغُ؛ كان له بكلِّ خطوةٍ يخطوها من بيتِه إلى المسجدِ عملُ سَنَةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها".
و"مَن قرَأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمُعةِ؛ أضاءَ له منَ النورِ ما بين الجمُعتينِ", و"مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ؛ لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ", "ومن قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ), عشرَ مراتٍ؛ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ", و"من قرأ الآيتين من آخرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ؛ كفتاه", و"إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ, وَهِيَ سُورَةُ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)", و"مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ؛ فلهُ بهِ حَسَنةٌ, والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها", و"يُقال لقارئِ القرآنِ يومَ القيامة: اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ تُرتِّلُ في الدنيا؛ فإن منزِلَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها".
ومن العبادات السهلةِ اليسيرة، ذاتِ الأجورِ الكبيرة: قولهُ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صامَ يومًا في سبيلِ اللهِ؛ بَعَّدَ اللهُ وجهَه عن النارِ سبعين خَريفًا", و"إنَّ اللهَ لَيُربِّي لأحدِكم التمرةَ واللقمةَ، حتى تكونَ مثلَ أُحدٍ", "ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها؛ كُتِبَتْ له حَسَنَةً كاملة", و"مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حَشَرَهُ اللهُ فِي زُمْرَتِهِمْ", ومن "رزقَهُ اللَّهُ علمًا ولم يرزقْهُ مالًا فَهوَ صادقُ النِّيَّةِ يقولُ: لو أنَّ لي مالًا لعملتُ بعملِ فلانٍ؛ فَهوَ بنيَّتِهِ فأجرُهما سواءٌ".
ومن العبادات الميسورة، ذاتِ الأجورِ الكبيرة: قولهُ -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ, مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ", "وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّى وَلاَ قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ", و"من سألَ اللهَ الشهادةَ بصدقٍ؛ بلَّغَه الله منازِلَ الشُّهَداء وإن ماتَ على فِراشِه", و"إن في الليلِ لسَاعةً لا يُوافِقُها رجلٌ مُسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا من أمر الدنيا والآخِرة؛ إلا أعطاهُ إياه، وذلك كُلَّ ليلة", و"ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ؛ إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ".
فبارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، وبهدي سيدِ المرسلين، ونفعني وإياكم بما فيهما, أقولُ ما تسمعون.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وكونوا مع الصادقين، وكونوا من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزمر: 18].
معاشرَ المؤمنينَ الكرام: ولا نزالُ مع الأحاديث الصحيحة، الدالةِ على العبادات الميسورة، ذاتِ الأجورِ الكبيرة: ومن ذلك ما يُحثُ على تحسين علاقةِ المسلمِ بأخيه المسلم كقوله -عليه الصلاة والسلام-: "ما من مُسلمين يلتقيانِ فيتصافحانِ؛ إلا غُفِرَ لهما قبلَ أن يفترقا", وفي رواية: "إلا تناثرت خطاياهما كما يتنـاثرُ ورقُ الـشجر".
و"مَن أنظرَ مُعسِرًا أو وَضعَ لَه؛ أظلَّهُ اللَّهُ يومَ القيامَةِ تحتَ ظلِّ عرشِه، يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ", و"مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا؛ نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ", و"لأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ؛ أحبُّ إلي من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهراً", و"إذا عادَ المُسلمُ أخاهُ المُسلمَ؛ لم يزَل في خُرْفَةِ الجنة", و"ما مِن مُسلمٍ يعودُ مُسلمًا؛ إلا صلَّى عليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ".
و"ما من مؤمنٍ يُعزِّي أخاهُ بمصيبتِه؛ إلَّا كساهُ اللهُ -عزَّ وجلَّ- من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ", و"من شهِدَ جنازةً حتى يُصلَّى عليها؛ فلهُ قِيراطٌ، والقِيراطُ مِثلُ جبلِ أُحُدٍ، ومن شهِدَها حتى تُدفَنَ؛ فلهُ قِيراطان", و"مَنْ كتَمَ غيظًا، وهو قادِرٌ علَى أنْ يُنْفِذَهُ؛ دعاهُ اللهُ علَى رؤوسِ الخلائِقِ، حتَّى يخيِّرَهُ مِنَ الحورِ العينِ يُزَوِّجُهُ منها ما يشاءُ", و"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".
ومن الأحاديث أيضاً: قولهُ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا", وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين", "والساعِي على الأرملَة والمِسكين كالقائمِ الذي لا يفتُر، وكالصائمِ الذي لا يُفطِرُ", و"لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطَعَها من ظهر الطريقِ كانت تُؤذِي الناسَ".
ومنها قولهُ -عليه الصلاة والسلام-: "مَن دخلَ السُّوقَ فقال: لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يُحْيِي ويُمِيتُ، وهو حيٌّ لا يموتُ بيدِه الخيرُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ؛ كتبَ اللهُ له ألفَ ألفِ حسنةٍ، ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ، ورَفَعَ لهُ ألفَ ألفِ درجةٍ، وبَنَى له بيتًا في الجنةِ", و"مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، لهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مرَاتٍ؛ كانَ كَمَن أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِن وَلَدِ إسْمَاعِيلَ".
ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلَّى عليّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى اللهُ عليهِ بها عشرًا, وحطَّ عنه بها عشرَ سيئاتٍ، ورفعَه بها عشرَ درجاتٍ", ومن قال: "سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ؛ غُرست له نخلةٌ في الجنة", و"من قال: سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمدِه؛ غُرِستْ له نخلةٌ في الجنَّةِ", و"من قال: سبحان الله مائةَ مرَّة؛ كُتِبَت له ألفُ حسنة، أو حُطَّت عنه ألفُ خطيئةٍ", و"من قال: سبحانِ اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرةٍ؛ حُطَّت خطاياه، وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ", و"مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ؛ كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً, ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ كَنْزٌ مِن كُنوزِ الجنَّةِ".
فالمُوفَّقُ -يا عباد الله- مَنْ فقهَ كرمَ اللهِ وعظيمَ فضله على عباده، فاستثمر كُلَّ لحظةٍ من لحظات حياته, ودونكم -يا عباد الله- كنوزُ الخيرات، وجبالُ الحسنات، عباداتٌ سهلةٌ ميسورات، درجاتها عاليةٌ, وأجورها كثيرات؛ (فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[النمل: 92، 93].
ويا ابن آدم! عش ما شئت؛ فإنك ميت، وأحبب من شئت؛ فإنك مفارقه، واعمل ما شئت؛ فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم