ظاهرة انحراف الشباب وطرق علاجها (2)

سليمان بن حمد العودة

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: قضايا اجتماعية
عناصر الخطبة
1/ أسباب ظاهرة انحراف الشباب 2/ الوقاية والعلاج لهذه الظاهرة 3/ إشارة وإشادة لقنوات تعمل على إصلاح الشباب

اقتباس

إن المجتمع، بكامل مؤسساته وأفراده، مسؤولٌ عن استقامة الشباب أو انحرافهم، فإذا قصرت المؤسسات التربوية في أداء رسالتها، وانشغل التجار بتجارتهم، واستنكف العلماء والمفكرون عن محاورة الشباب وحل مشكلاتهم، ولم تتوفر أو تشجَّع المحاضن المناسبة لملء فراغ الشباب، وحرّكت وسائل الإعلام غرائز الشباب، ولم تسمُ بها، ورُبّيت أفراخ الصقور تربية بغاث الطيور، وأشبال الأسود تربية الخراف، كما قال التربويون؛ هنا لا تسأل عن واقع الشباب، ولا تستغرب انحرافهم! ..

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعين ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له.

إخوة الإسلام: تحدثت إليكم في خطبة مضت عن الشباب، نماذج من القرآن وسيرة محمد -عليه الصلاة والسلام- لشباب كانوا قمماً في إيمانهم، قدوة في أخلاقهم وسلوكياتهم.

وكذلك يكون الشباب حين يملأ الإيمان قلوبهم، وتكون الآخرة محطَّ أنظارهم، ثم أعقبت ذلك بحديث عن نماذج من السلوكيات الخاطئة للشباب حين ينحرف عن صراط الله المستقيم، مكتفياً بوصف الظاهرة.

وقد وعدت باستكمال الحديث عن أسباب انحراف الشباب وطرق الوقاية والعلاج، وهو موضوع حديث اليوم.

وأبدأ الحديث بسؤال طرحته في الأسبوع الماضي يقول: هل تبدأ مشكلة انحراف الشباب وتنتهي بهم، أم هناك جهاتٌ أخرى تتحمل كفلاً من المسؤولية معهم؟.

وأسارع بالإجابة قائلاً: يتكلف الذين يحمّلون المجتمع كل أسباب الانحراف ويُخلون الشباب من أي مسؤولية، ويخطئ الذين يُحمّلون الشباب وحدهم مسؤولية انحرافهم؛ والنظرة المتزنة تقول: إن المسؤولية مشتركة بين الشباب والمجتمع، فكلٌّ يتحمل قسطاً من المسؤولية.

ويرى صاحب كتاب (من أجل الشباب) أن مشكلة انحراف الشباب تنحصر في أسباب ثلاثة: بعضها ذاتي، وبعضها محلي، وبعضها خارجي.

ثم يقول: أما السبب الخارجي لانحراف الشباب المسلم ومشكلاته فهو العدوى السريعة الفتاكة التي انتقلت من شباب الغرب العلماني، وشباب الشرق الإلحادي إلى شباب العالم الإسلامي.

أما السبب المحلي فهو التناقض الاجتماعي العجيب الذي يشيع في جوانب شتى من حياة الشباب، في البيت والمدرسة، والسوق والشارع والنادي، فهو يتعلم في مدرسته أمور دينه، ويستمع من العلماء والوعاظ إلى دروسٍ أخلاقية، ثم ينطلق إلى البيت والسوق والنادي فلا يرى أثراً أو صورةً أو مثالاً لما تعلمه في المدرسة أو استمع إليه في المسجد!.

وحتى نكون منصفين فلا بد من القول إن هذا التناقض لا يشمل كلَّ بيت، ولا أظن الكاتب يقصد هذا بقدر ما أراد الإشارة إلى وجود هذا التناقض في حياة الشباب.

ويواصل الكاتب تحليله لهذا التناقض ويقول: ثم يتكرر هذا التناقض عندما يرى الشاب في التلفاز، أو يسمع في المذياع قصةً إسلاميةً رائعةً تبدو فيها الأسرة مسلمةَ العقيدة والسلوك، أو حديثاً دينيا يحث على مكارم الأخلاق، ويروي أو ينقل بعض الآداب القرآنية والنبوية، ثم بعد ذلك مباشرةً يرى أو يسمع من نفس المذياع أو ذات التلفاز قصصاً تمثيليةً أو أغنيات أو أحاديث تغري بمشاهدتها وحركاتها بالفسق والفجور وعظائم الأمور!.

هذا إلى جانب ما يُرى في المكتبات التجارية من كتبٍ وصحفٍ ومجلاتٍ تتناقض موضوعاتها وصورها وقصصها، وتورث في قلوب الشباب حيرةً وظلالاً لا يميّز معها الطيب من الخبيث.

ويختم الكاتب حديثه عن هذا السبب قائلاً: وهذا السبب في نظرنا أهمُّ الأسباب الثلاثة، وأخطرها، وأجدرها أن نبدأ بإصلاحه وتقويمه.

أما السبب الثالث -في نظر الكاتب- فهو راجعٌ لطبيعة الشباب من الحدّة، والجدة، وحبِّ الانطلاق، والحرص على الحرية، والفراغ من المهمات والشواغل.

أيها المسلمون: وتعالوا بنا لنحاسب أنفسنا، ونقف وقفة جادة مع بيوتنا، وأثرها في سلوكيات الشباب، وطرائق تربيتهم، إذ من المقطوع به أن البيت هو العامل التربوي الأمثل، والوعاء الثقافي الأول في تنشئة الفرد وتكوينه.

ومع المصارحة لا بد من القول إن بعض الآباء -هداهم الله- يفهم من تربية الأولاد أنها توفيرٌ للمطعم والمشرب، والمسكن والملبس، لا أكثر! بينما تفهم عدد من الأمهات أن مسؤولية التربية من نصيب الآباء، وليس للأمهات نصيب فيها.

وهذا الصنف المهمل للتربية يقابله صنفٌ آخر يشتد في التربية، ويتجاوز في أساليبها، وربما كانت هذه الشدة، في غير موضعها سبباً من أسباب الانحراف -لا قدر الله-، فإذا أُضيف التسابق المحموم عند بعض الأسر في توفير وسائل المتعة والترفيه، ولو كانت مما يهدم الدين والقيم، أدركنا أثر بعض البيوت في انحراف الشباب.

واسمحوا لي أن أنقلكم نقلة بعيدة ولكنها معبرة، فإذا علمتم أنّ إمام أهل السنة والجماعة، الإمام أحمد بن حنبل يرحمه الله، قد توفي أبوه وهو في الثالثة من عمره، وأن أمه هي التي تولّت كفالته وتربيته، أدركتم نماذج لتربية البيوت في تلك الأزمان، وإذا كان هذا نموذجاً لتربية النساء، فلا تسأل عن تربية الرجال!.

ألا وإن اهتمام البيوت بالشباب من علائم الوعي، ومؤشرٌ للغيرة، وإذا كان أحد الأسباب في الانحراف، فهو أول الطريق لاستصلاح الشباب.

إخوة الإسلام: وتشكل المدرسة محضناً تربوياً صالحاً، لا يقلّ أثرُه عن البيوت، فقد يتقبل الشاب من معلّميه ما لا يتقبله من أهل بيته.

ولكن المدرسة التي هذا شأنها قد تكون سبباً في انحراف الشباب لا قدر الله؛ وذلك حينما تغفل عن الاهتمام بسلوكيات الشباب أو الشابات، أو لا تعير اهتماماً للعلاقات المريبة التي تنشأ بين بعضهم.

وتحية للمديرين والوكلاء والمعلمين والمرشدين الذين يولون هذه القضايا عنايتهم، ويتعهدون الشباب والشابات بالتوجيه والمتابعة.

إن المجتمع، بكامل مؤسساته وأفراده، مسؤولٌ عن استقامة الشباب أو انحرافهم، فإذا قصرت المؤسسات التربوية في أداء رسالتها، وانشغل التجار بتجارتهم، واستنكف العلماء والمفكرون عن محاورة الشباب وحل مشكلاتهم، ولم تتوفر أو تشجَّع المحاضن المناسبة لملء فراغ الشباب، وحرّكت وسائل الإعلام غرائز الشباب، ولم تسمُ بها، ورُبّيت أفراخ الصقور تربية بغاث الطيور، وأشبال الأسود تربية الخراف، كما قال التربويون؛ هنا لا تسأل عن واقع الشباب، ولا تستغرب انحرافهم!.

وإذا كان هذا يقال عن الأسباب المحلية التي قد تؤدي إلى انحراف الشباب، فليس هذا مبرراً لانحراف الشباب، ولا بمُخْلٍ لهم عن مسؤولية انحرافهم، فالتبعة في الإسلام فردية، ولا تزر وازرةٌ وزر أُخرى، والله تعالى هدى الإنسان النجدين، وحباه عقلاً يميّز به بين الضار والنافع، والخير والشر؛ وبالتالي فهو يتحمّل تبِعة تقصيره، ولا يتعارض هذا مع تحمّل الآخرين مسؤولياتهم.

ومن الأسباب الخاصة بالشباب والمؤدية بهم إلى الانحراف ضعف الإيمان بالله، وأنه مطّلعٌ على السرائر وما تخفي الصدور، وضعف الإيمان بالملائكة الكاتبين، وبالرسل المبشرين المنذرين، وما حوته آيات القرآن من الوعد والوعيد، واستبعاد اليوم الآخر، وما فيه من مشاهد القيامة التي تشيب لها النواصي، وتذهل المرضعات عما أرضعت، وترى الناس سكارى، وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.

وكذا ضعف الإيمان بالقدر خيره وشره، مما يورث الهمّ والقلب على الحاضر، أو يلقي أشباحاً من الخوف على المستقبل، فيؤدي ذلك كله الشباب إلى الانحراف.

ومع أثر ضعف الإيمان في الانحراف، فلا يقل عنه أثراً ضعف العلم الشرعي الذي يقود الشباب للفرار من مشكلة للوقوع فيما هو أشكل منها، ويرتكب المحظور وكأنما يقوم بالمأمور.

وتشكل رفقة السوء منعطفاً خطيراً في حياة الشباب؛ منها تبدأ المشاكل، وفي جحيمها يتورط الشاب بأمور قد يكونون كارهين لها في ذوات أنفسهم، ولكن الخُلطة السيئة جرّتهم إليها، وجرأتهم على فعلها.

كما تشكل المكالمات الهاتفية الساقطة، واللصوص الجبناء الذين يتحدثون من وراء، ولا يقع في شراكهم إلا المخدوعون والضعفاء؛ أقول: تشكل هذه المكالمات الهاتفية سبباً من أسباب انحراف البنين والبنات.

والشباب والشابات الذين يعيشون في بحبوحة من العيش، ويكون عندهم من أوقات الفراغ ما لا يستطيعون توجيهه في عبادة صائبة، أو تعلّم علم نافع، أو استثماره في عمل دنيوي بما يتناسب وطبيعة كل منهما، هؤلاء الذين لا يستطيعون ملء وقت فراغهم بالنافع سيملؤونه بالضار
إنَّ الشبابَ والفراغَ والجِدَهْ *** مَفْسَدةٌ للمرءِ أيّ مَفْسَدَهْ

والقراءة في الكتب المنحرفة، ومطالعة المجلات الخليعة، وتبادل الأشرطة الساقطة، والقرب من مروجي المخدرات، أو متعاطيها، كل ذلك يدعو للانحراف، ويقضي على القيم، ويقتل الحياء؛ وإذا فقد الحياة فقد الخير والإيمان.

يعيشُ المرءُ مـا اسْتَحْيَا بِخَيْـرٍ *** ويبقى العُودُ ما بقِي اللحاءُ
إذا لم تـخش عاقبة الليالـي *** وَلَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما تَشَاءُ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) [الزخرف:36-38].

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أحمده تعالى وأشكره، وأثني عليه الخير كلّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهمّ صل وسلم عليه وعلى سائر المرسلين.

أما بعد: فإذا توصّف الداء أمكن مباشرة العلاج، وأول طرائق العلاج العناية بإزالة أسباب الانحراف؛ فالبيت ينبغي أن يتحمّل مسؤولية كاملة في تربية الفتيان والفتيات، وذلك بالمتابعة والتعرف على أحوالهم، والمسارعة بحل مشكلاتهم.

ولكُمْ أن تتصوروا حجم إهمال بعض البيوت من خلال الدراسة الميدانية التي أُجريت على عينة من الشباب، وأظهرت التائج التالية: نسبة من يطلعون على أسرار أبنائهم دائماً هي 3,2%، وهي نسبة قليلة جداً، في حين أن نسبة من لا يطلعون على أسرار أبنائهم الشباب 64,5%، أما الذين يطلعون أحياناً فهي 32,3%، وبالتالي تكون نسبة من لا يطلعون أصلاً أو يطلعون أحياناً على مشكلات أبنائهم 96,8%، وهي نسبةٌ مذهلة، ولن يستطيع بيتٌ حل مشكلة وهو لا يدري بها أصلاً، أو يعرف عنها شيئاً ويجهل أشياء!.

وعلى المدرسة أن تتجاوز في مهمتها التربوية التلقين وحشد أكبر قدر من المعلومات، وأن تعنى بأخلاق الطلبة والطالبات، وتتعرف على مشكلاتهم وتساهم في حلها، وأن توفّر لهم المناخ المناسب للتربية بجوانبها المختلفة.

ووسائل الإعلام، ورجالات الإعلام، عليهم كفلٌ من مسؤولية الشباب، وعليهم ألا يثيروا غرائز الشباب بصورة فاتنة، أو ألحان حبّ وغرام محرّمة، أو خبر مثير، وألا يستهلكوا أوقاتهم، ويبددوا طاقاتهم بما لا يخدمهم ولا ينفع أمتهم.

وشعور المجتمع كله بقيمة الشباب، وتلمس مشكلاتهم، والإسهام في حلها يقلل الانحراف، ويحصر المنحرفين.

وإذا كان هذا يقال للشباب العاجزين عن حل مشكلاتهم، فيقال لمن بلي بشيءٍ من الانحراف ولديه استعداد لسماع موعظة الناصحين.

إن الإيمان سبب للسعادة والأمان، وطلب العلم يفتح لصاحبه آفاقاً من المعرفة تصرفه عن مواطن الردى، ويسهل الله به طريقاً إلى الجنة، ورفقة الخير عون على الطاعة، والترفع عن السواقط من المروءة، والاعتبار بمن هلك منحرِفاً كفيلٌ بالمراجعة والمحاسبة، وعلو الهمة سبب للمكرمات، وصارف بإذن الله عن الفضائح والموبقات، ولهذا يروى عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال: لا تصغرنَّ همتكم، فإني لم أر أقعدَ عن المكرمات من صغر الهمم.

أيها المسلمون: وثمّة قنوات ووسائل لاستصلاح الشباب، وحفظ أوقاتهم، وبيوت الله أولى ما حفظ الشباب بها أوقاتهم تعلّماً لكتاب الله، وأداءً لفرائضه، وحضوراً لمجالس العلم، واستفادةً من العلماء، والنشاط المدرسي الموجه وسيلة لبناء شخصية الشباب، وحفظ أوقاتهم، وتنمية مهاراتهم.

وكم هي خطوة رائدة لتعليم البنات حين استثمرت أوقات فراغ بعض الطالبات بإيجاد حلق لتحفيظ القرآن الكريم، والأندية الأدبية رافد من روافد المعرفة، فهل تستقطب الشباب بمسابقة القصة الهادفة، وتعليم الخطابة، وربط الشباب بهموم الأمة عبر الحوار الهادف، والأمسية، والمقال، وقراءة الكتاب؟ ولئن شكت من روادها أثناء الدراسة فهل تجدد نشاطها في الإجازة، وتضع الجوائز الحافزة؟.

والأندية الرياضية تدرك أن الرياضة وسيلة لا غاية، ولها رسالة ثقافية، وعليها مسؤولية اجتماعية، وينبغي أن تعي دورها في استصلاح الشباب، وتقويم سلوكياتهم، وأن تكون يقظة لعلاقات الشباب، واختلاط الصغار مع الكبار.

أما الجمعيات الخيرية فلها رسالة جليلة حين تعنى بتعليم كتاب الله، وتقيم الدورات والمسابقات للبنين والبنات؛ وحين تهتم بالخدمات الاجتماعية فتعين الأسر المحتاجة، وتقيم الدورات النافعة والمؤهلة للشباب، أو تساهم في إعانة المتزوجين، أو تعنى باليتامى والمعاقين، أو تتلمس حاجات المجتمع هنا وهناك فتسدها.

ولا ننسى جهود مساعدة الراغبين في الزواج، وجهودها مشكورة في مساعدة الشباب على الزواج، وتجاوز مرحلة العزوبة الخطرة.

ألا وإن من حق هذه الجماعات والجمعيات واللجان الخيرية علينا الدعم والمساندة والدعاء، وتحيةً وسلاماً للعاملين المخلصين المتطوعين فيها.

وتشكر مكاتبُ التوظيف والعمل حين تتيح فرصاً وظيفيةً للشباب في الصيف يقضون بها أوقاتهم، ويسددون بمخصصاتها المالية حاجاتهم أو حاجات أهليهم.

ومن علائم الخير أن تسهم مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني -مشكورة- في افتتاح مراكز صيفية، أو دورات تدريبية للشباب في الصيف، فتسهم مع الجامعات وقطاعات التعليم في توفير فرص صالحة لاستثمار فراغ الشباب في الصيف، وتدريبهم على المهارات المفيدة.

وتُشكر وزارة المعارف حين تفتتح المراكز الصيفية وتنشرها في عدد من المدن في بلادنا الحبيبة.

والقطاعات العسكرية كذلك تشكر حين تتبنى دورات نافعة للشباب، فيعنى الدفاع المدني بدورات في السلامة، وأنسب الطرق لإطفاء الحريق -لا قدر الله-.

ويعنى المرور بإقامة دورات مستديمة لأصول القيادة وفنها، والتحذير من مخاطر التهور والسرعة، وعرض نماذج لآثارها، وإحصاءات تبين مخاطرها.

وتعنى مكافحة المخدرات بتحذير الشباب من مخاطر المخدرات على الدوام، وليس في الأيام العالمية لمكافحة المخدرات فحسب، وتتخذ من الوسائل الحديثة أداة لإيصال رسالتها، فتستخدم الشريط والمطوية والمحاضرة والندوة، وتصل إلى الذكر والأنثى، والغني والفقير، والصغير والكبير، فشبح المخدرات مخيف، والعصابات فيه عالمية، والحرب فيه مدمرة، ولا بد من توعية كاملة ومقنعة للأمة، وبخاصة الشباب والشابات عن المخاطر وطرق الوقاية.

إخوة الإسلام: ليس ذلك إحصاءً لجهود الجهات المشاركة في توعية الشباب، وليس حصراً للقطاعات المساهمة؛ بقدر ما هي إشارة إلى أهمية تكاتف الجهود للمؤسسات والجمعيات لاستصلاح الشباب واستثمار أوقاتهم والعناية بهم.

وعلى الشباب أن يُثَمِّنوا هذه الجهود، وأن يستفيدوا منها لحاضرهم ومستقبلهم، وأن يحفظوا أوقاتهم، ويقدروا محياهم ومماتهم، وأن يتصوروا قول الشاعر:
ومِن عجَبِ الأيام أنك جالسٌ *** على الأرضِ في الدنيا وأنتَ تسيرُ
فسَيْرُكَ يا هذا كسَيْرِ سفينـةٍ *** بقومٍ جلـوسٍ والضلـوع تطيرُ

 

 

 

 

 

المرفقات

انحراف الشباب وطرق علاجها (2)

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات