ظاهرة الطلاق

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ظاهرة التساهل بالطلاق 2/إحصائيات مذهلة حول تفشي ظاهرة الطلاق 3/الأسباب الإيمانية المؤدية لتفشي ظاهرة الطلاق 4/حكم الزواج وأهميته 5/أهمية استشعار أن الزواج عبادة ومظاهر ذلك 6/قصة صبر واحتساب زوج على زوجته 7/الأسباب المادية لتفشي ظاهرة الطلاق 8/وسائل علاج ظاهرة الطلاق 9/آخر العلاج الكي

اقتباس

المتأمل في إحصائية وزارة العدل المتضمنة إجمالي صكوك الطلاق في المملكة خلال العام الماضي؛ إذ بلغت حالات الطلاق 24428 صك طلاق، أي بمعدل 66 صك طلاق يوميا. وجاء في إحدى الصحف: أوضحت مديرة وحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية للبنات الدكتورة "نورة الشملان": أن معدلات الطلاق في السعودية ارتفعت من 25% إلى...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

 

أما بعد:

 

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى- في تعليقه على قوله تعالى: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء :21] أي أخذ النساء من أزواجهن ميثاقا غليظا؛ يقول: يقولون صحبة عشرين يوما قرابة، فكيف بما يجري بين الزوجين من الاتحاد والامتزاج؟!.

 

أيها الإخوة المسلمون: يبدوا أن غلظة الزواج، أو ميثاق الزواج، قد رقت كثيرا، ولم تعد كسائر عهدها، والناس إما قريبون من هذه الظاهرة، أو هم في بقية أشغالهم بعيدون عنها، ذلك أن أخبارك أكثر انتشارا من أخبار الطلاق.

 

لكن المتأمل في إحصائية وزارة العدل المتضمنة إجمالي صكوك الطلاق في المملكة خلال العام الماضي؛ بلغت حالات الطلاق 24428 صك طلاق، أي بمعدل 66 صك طلاق يوميا.

وجاء في إحدى الصحف: أوضحت مديرة وحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية للبنات الدكتورة "نورة الشملان": أن معدلات الطلاق في السعودية ارتفعت من 25% إلى 60 % خلال العشرين سنة الماضية، يعني 60 من كل 100 حالة زواج ينتهي ستون منهم بالطلاق!.

 

ما الذي جعل حالات الطلاق تصل إلى هذه النسبة الكبيرة التي تنذر بالخطر على مستقبل الزواج في بلادنا؟

 

وما الأسباب التي أوصلت هذا التزايد الكبير في حالات الطلاق إلى معدل 66 صك طلاق يوميا؟!

 

إن أسباب هذا التزايد الرهيب -أيها الإخوة-: كثيرة، نحاول أن نركز على أهم الأسباب، والحلول المقترحة لهذه الظاهرة، لعل الله أن يصلح الحال.

 

الأسباب -أيها الإخوة-: تنقسم إلى قسمين: إيماني معنوي، ومادي عملي.

 

أما الإيماني: فهو ضعف استشعار جانب العبادة في موضوع الزواج، في مرحلة العزم والاختيار، مرورا بالخطبة إلى حفل الزواج؛ كالدخول، وما يلي ذلك من العشرة، والحياة الزوجية.

 

كثير من المسلمين شبابا وكبارا ينظرون إلى الزواج بعدة معاني بأنه ضرورة طبيعية لبقاء النسل، أو سنة حياة، أو حاجة غريزية، أو عادة اجتماعية سعيدة.

 

بل قد يرى أطياف من الناس أحيانا: أن الزواج وسيلة من وسائل الإثراء، أو الحصول على الجاه، بحسب من يريدون مصاهرتهم، كل هذا حاصل.

 

ولكن أخبرني عمن ينظرون إلى الزواج قبل أي شيء على أنه عبادة؟!

 

عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، فالراجح من أقوال العلماء في النكاح: هل هو واجب أم مستحب؟

 

إنه في أصله مشروع مستحب، وقد يكون في بعض الحالات واجبا مثل أن يخشى المسلم على نفسه الوقوع في الزنا، فيجب في مثله الزواج.

 

ولهذا جعل أهل العلم النكاح من أبواب العبادات، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج".

 

وليس القصد البحث في حكم الزواج، أو النكاح، وإنما القصد لفت الانتباه إلى حقيقة كون الزواج عبادة، لها ركن العبادة المعروفة: الإخلاص، والعمل الصالح الذي هو سنة: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110].

 

فالزواج كغيره من العبادات يطلب به رضوان الله، وإذا كان الزواج في ذهن الخاطب والمخطوبة والعائلتين عبادة، وكان الجميع ممن يحسبون لله حسابا، يعني يخافون الله، ويرجون رحمته، فسوف يتقون الله في النية، والعلاقة والمعاملة، وتبعات الزواج بداية من الوضوح أثناء الخطبة إلى سهولة المهر، إلى خلو الحفل من المخالفات الشرعية، ونهاية بتقوى الله في حسن العشرة.

 

وبالتالي سوف يبارك الله في الزواج، وإذا بارك الله في الزواج كتب له النجاح والاستمرار.

 

إذاً، إعادة التوازن إلى نظرة المجتمع المسلم تجاه الزواج مطلوب، فالزواج أحد اعتبارات المغفل عنها، عبادة يشترك في نجاحها، والإعانة عليها عدد من الأطراف: الزوج والزوجة، وعائلتهما والأصدقاء والمجتمع كله، بعاداته وتقاليده الموافقة للشرع المتسمة بالعقل والسماحة، كل هذه الأطراف مسئولة عن ظاهرة كثرة الطلاق، أو قلته.

 

ومن مظاهر نقص استشعار الشق التعبدي في الزواج: إهمال الاحتساب، لا الزوج يحتسب صبره على زوجته، وحسن عشرته، ومعاملته لها، ولا الزوجة تحتسب الأجر في صبرها على زوجها، وطاعته بالمعروف.

 

أحد الأدلة في حق الرجل قوله صلى الله عليه وسلم: "خياركم خياركم لنسائهم"[أخرجه ابن ماجة].

 

علق النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الخيريات بحسن علاقة الرجل بزوجته.

 

والدليل في حق المرأة؛ ما جاء في الجامع بإسناد صحيح عن أنس قال عليه الصلاة والسلام: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها؛ دخلت الجنة".

 

فجعل طاعة المرأة زوجها بالمعروف؛ مما تتقرب به إلى ربها؛ فيدخلها الجنة.

 

أقول: لو كان هناك احتساب من الطرفين رجاء الأجر من الله؛ لصلحت الأحوال؛ يذكر ابن كثير: أن أحد السلف -وهو سعيد بن إسماعيل- سئل: أي أعمالك أرجى عندك؟

 

يعني أكثر ما ترجو من أعمالك أن يرحمك الله بها، ويغفر لك، ويدخلك بها الجنة؟

 

قال: "إني لما ترعرعت وأنا بالري، وكانوا يريدونني على التزويج فأمتنع، فجاءتني امرأة، فقالت: يا أبا عثمان قد أحببتك حبا، قد أذهب نومي وقراري، وأنا أسألك بمقلب القلوب، وأتوسل به إليك إلا تزوجتني.

 

فقلت: ألك والد؟

 

قالت: نعم، فأحضرته فاستدعى بالشهود فتزوجتها، فلما خلوت بها، فإذا هي عوراء عرجاء شوهاء، فقلت: اللهم لك الحمد على ما قدرته لي، وكان أهل بيتي يلومونني على تزويجي بها.

 

فكنت أزيدها برا وإكراما، وربما احتبستني عندها، ومنعتني من الحضور إلى بعض المجالس، وكأني كنت في بعض أوقاتي على الجمر، وأنا لا أبدي لها من ذلك شيئا.

 

فمكثت على ذلك خمس عشرة سنة".

 

يعني أراعيها، وأحفظ برها، ولا أبدي لها ما أعانيه من قبحها، ولا حتى بالإشارة!-.

 

يقول: وانظر إلى الاحتساب الآن: "فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي".

 

هذا مثال للصبر والاحتساب الذي يفتقد إليه الكثيرون في الحياة الزوجية، فما لم يكن الزوجان على مستوى من التدين، يجعلهما يستشعران الأجر، فلن يوجد احتساب.

 

أما الأسباب المادية العملية لشيوع الطلاق؛ فهي كثيرة؛ من ذلك: افتقار الشباب والشابات إلى التوجيه الحكيم بهذا الشأن، لا من أهليهم، فيسهمون في الإصلاح، ولا من جهات إرشادية تثقفهم بالأسلوب الأمثل، بالتعامل مع المشاكل والنزاعات.

 

ومن الأسباب: التربية القاصرة من الوالدين؛ كالدلال للبنات، مبالغ فيه، وحياة ترف ولهو ولعب، لا تعين الفتى ولا الفتاة على تحمل المسئولية في المستقبل، ولا تعودهم على تحمل صعوبات الحياة، ولا تبني في شخصية الأولاد الصبر والثقة، وحسن التصرف والجدية، بل ينشئون قليلي الصبر، سريعي الملل، لا يصبر أحدهم على الآخر، ولا يكاد يطعم بقيمة، ولا معنى الحياة الزوجية.

 

ومن الأسباب: الاستعداد للاختيار، وعدم التأني عند اتخاذ القرار، مما يسبب عدم التوافق، وبالتالي يسبب بعد فترة قصيرة: النفور والكراهية، ثم الطلاق.

 

فتجد بعض الشباب عند الاختيار: إما يغلب الجمال على الأخلاق، أو الأخلاق على الجمال، لكن بشكل مبالغ فيه، والواجب التوازن، فلا إهمال لهذا، ولا لذاك.

 

وقد صح في البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".

 

ومن أسباب ظاهرة الطلاق: تدخل أحد الوالدين، أو كلاهما في حياة الزوجين بعد الزواج؛ لغرض السيطرة، أو الغيرة.

 

ومن الأسباب: جهل الزوجين لحقوق أحدهما على الآخر، فكأن الزواج في تصورهما رحلة ممتعة إلى الخارج، وأكل في المطاعم، ولهو ولعب!.

 

ومن الأسباب: سوء الخلق، فالزوج يظلم ويقسو، والزوجة تعاند وتستكبر.

 

فالحلم والسماحة والرحمة، والصفح والصبر، والمراعاة؛ هذه الأخلاق لا يمكن للحياة الزوجة أن تدوم بدونها.

 

ومن الأسباب: عدم عناية المرأة بالنظافة، والتصنع للزوج باللباس الحسن، والرائحة الطيبة، والكلام الطيب، والبشاشة عند اللقاء والاجتماع.

 

ومن الأسباب: إهمال الزوجة لبيتها، وكثرة خروجها منه، وفي المقابل انطواء الزوج على أصحابه دون أهله وعياله، وكثرة أسفاره.

 

ومن الأسباب: ما يبثه الإعلام من ثقافة التمرد على الآداب الإسلامية المحافظة، وثقافة الحقوق بنمطها الغربي الفاشل اجتماعي وأسري التي يسعي لنشرها دعاة الإباحية.

 

ولا شك أنها أثرت في كثير من الفتيات؛ فأصبحت إحداهن تعاند بالباطل، وتتمرد على زوجها بذريعة تلك الحقوق، متناسية أن شريعة الإسلام كفلت حقوقها بأعلم الأحكام وأرحمها، ولا يؤدي في الحياة الزوجية إلى الفشل والطلاق مثل الزيغ عن هدي الإسلام وأحكامه.

 

ولذلك كانت العلاقات غير الشرعية قبل الزواج بين الشاب والشابة للرجل، أو للمرأة إحدى المنغصات الكبرى للزواج، وإحدى محفزات الطلاق.

 

أسأل الله -تعالى-: أن يحفظ علينا مجتمعنا، وأن يلهم أبناءنا وبناتنا الحكمة والرشاد.

 

أقول هذا القول، وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

أما بعد:

 

 

فأسباب الطلاق لها تفريعاتها التي تطول، ويطول بها المقام، ولكن دعونا نتطرق للعلاج.

 

والعلاج -أيها الكرام-: ينقسم إلى قسمين: ذاتي يؤديها الزوجان، وخارجي يبذله من حولهما.

 

أما الزوجان، فحتى لا يستصدما بالواقع، ينبغي: أن يعرفا أن الزواج ليس مغامرة عاطفية، وسفر للخارج، ومطاعم، ومدن ملاهي، وفنادق، وأحلام وردية!.

 

لا، الزواج مسئولية جسيمة، غدا سيطلب من زوجته الغداء، وسيستضيف فتعد له مأدبة طعام، وينتظر ملابسه مرتبة وجاهزة، ويأمرها فتطيعه، ويغضب عليها أحيانا فتصبر، وتغضب هي عليه فيرحم، وغير ذلك من واقع الحياة الزوجية الطبيعية.

 

وإذا حصل خلاف بينهما، أو إشكال؛ فليعرف أن أحدهما ليس أصل المشكلة، بل هما جميعا، وليس أحدهما، هما جميعا طرفان من أطراف المشكلة، وليس أصلها؛ لأن أصل المشكلة ومنشأها، هو: الشيطان، هذه قاعدة ثابتة لا تتغير -أيها الأخوة-.

 

في صحيح مسلم عن جابر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً أَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ، يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، فَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ أَنْتَ! فَيُدْنِيهِ مِنْهُ".

 

من أعظم الإنجازات في عرف الشيطان: التفريق بين المرء وزوجه، وبالتالي فإن من يعين الشيطان على تحقيق هذا الإنجاز من العائلتين، أو من يحيط بهما، فهو شريك له في الإثم.

 

ينفخ في الطلاق: إما في ذهن الزوج، أو في ذهن الزوجة، شريك للشيطان في هذا الإنجاز؛ لأن القرآن نص على السعي في الصلح لا التفريق، وإنما يلجأ إلى التفريق إذا عدمت الحيلة تماما، قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء: 128].

 

(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) [النساء: 35].

 

التوفيق والإصلاح هو المطلوب شرعا، فليحذر الاثنان: الزوج والزوجة من الانسياق وراء خطوات الشيطان، وليعتصم بالله، وليعتمد العدل في الحكم والتجرد لذلك إرضاء لله.

 

أما أن يقول: أنت السبب، وهي تقول: بل أنت السبب، فلن يكون هناك حل!.

 

وما أفضل الرجوع إلى الحق، واتهام النفس بجزء من المشكلة، ابتداءً قبل حلها.

 

أما الآخرون أولياء الأمور: ينبغي أن يعدوا أولادهم بتربية جادة مستقيمة شرعا، وأن لا يتدخلا في حياتهما إلا إذا ألحا هما على ذلك، وأن يكونا متجردين بالحق والعدل، طالبين الإصلاح، فيقولا خيرا، أي الوالدان، أو يصمتا.

 

أما الإعلام، فنرفع شكوانا إلى الله من كل مفسد إباحي، ومن كل داعية يدعو إلى التجرد من فضائل الستر، ومقاصد الإسلام.

 

والطلاق، وهو أمر شرعه الله -عز وجل-: وإن شيئا شرعه سبحانه: لا يمكن أن يكون شرا محضا، فالطلاق إذا اضطر إليه الزوجان ينبغي أن يكون آخر المطاف، وأن يكون بإحسان؛ كما قال سبحانه وتعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) [البقرة: 229].

 

أسأل الله -تعالى- أن يشملنا بلطفه، وأن يصلح حالنا دينا ودنيا...

 

 

 

المرفقات

الطلاق

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات