طريق
2022-10-12 - 1444/03/16التعريف
- الطريق في اللغة: من طَرق، وهو المطروق، والممر الواسع الممتد من أوسط الشارع"(المعجم الوسيط، تأليف إبراهيم مصطفى وآخرون- 1/655).
- وفي الاصطلاح: جاء تعريفه في نظام المرور بالمملكة العربية السعودية: بأن كل سبيل مفتوحة لسير وسائط النقل والبحر والمشاة والحيوانات"(أحكام حوادث المرور في الشريعة الإسلامية أ/ محمد علي شبيب القحطاني: ص24).
- وعرفه الشيرازي بقوله: سبيل مفتوح للمرور العام من مشاة وحيوانات ومركبات، بما في ذلك الشوارع والساحات والجسور أو ما يشاهبها"(فقه المرور، محمد الشيرازي: ص 53).
- تعريف آداب الطريق بوجه عام: هي الأدبيات والأنظمة المتعلقة بحفظ الطريق بما فيه من ممتلكات عامة، ومشاة، وركبان، ودواب، ومركبات، ويضمن بها حفظ الأرواح والأموال والأعراض"(آداب الطريق: بدر سالم).
- للطرق أمساء ذكرها الفقهاء منها: السبيل، والشارع وهو الطريق الأعظم الذي يسلكه الناس عامة، والفج وجمعه فجاج، وهو الطريق الواسع بني جبلين، والممر موضع المرور، والمسلك، والدرب ونحوه"(أحكام حوادث المرورية في الشريعة الإسلامية، ص9-22).
العناصر
-
تنظيم الإسلام لكافة شئون المجتمع
-
كمال الأخلاق من كمال الإيمان
-
من سمات عباد الرحمن
-
آداب الطريق
-
المجالس المحرمة
-
مفاسد الجلوس على الطرقات
-
الالتزام بأنظمة المرور من إعطاء حق الطريق
الايات
- قَالَ -سُبحَانَهُ-: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسعَونَ في الأَرضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَو يُصَلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيدِيهِم وَأَرجُلُهُم مِن خِلَافٍ أَو يُنفَوا مِنَ الأَرضِ ذَلِكَ لَهُم خِزيٌ في الدُّنيَا وَلَهُم في الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[المائدة: 33].
- قال تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً)[الإسراء:37].
- قال الله تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَـانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَـاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً)[الفرقان:63].
- قال تعالى: (وَإِذَا سَمِعُواْ اللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَا أَعْمَـالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـالُكُمْ سَلَـامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى الْجَـاهِلِينَ)[القصص:55].
- قال تعالى: (وَقُل لّلْمُؤْمِنَـاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)[النور:31].
- قال تعالى: (يا بُنَىَّ أَقِمِ الصَّلَوةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاْمُورِ * وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الاْصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)[لقمان:17-19].
- قَالَ -تَعَالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولاً فَامشُوا في مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِزقِهِ وَإِلَيهِ النُّشُورُ)[الملك: 15].
- (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا) [الإسراء: 37، 38].
الاحاديث
- عن أبي أسيد الساعدي مالك بن ربيعة -رضي الله عنه- أنه سمع رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ وهو خارجٌ من المسجدِ فاختلط الرجالُ مع النساءِ في الطريقِ فقال للنساءِ: "استأخِرْنَ فإنه ليس لكنَّ أن تحقِّقنَ الطريقَ عليكن بحافاتِ الطريقِ"، فكانت المرأةُ تلصقُ بالجدارِ حتى إن ثوبَها ليعلَقُ بالجدارِ(أخرجه أبو داود:٥٢٧٢، والطبراني:١٩-٢٦١،(٥٨٠)، وحسنه الألباني لشواهده.
- عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة"(أخرجه الترمذي:١٩٥٦، وابن حبان:٥٢٩، وصححه الألباني)
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على كلِّ مسلمٍ في كلِّ يومٍ صدقةٌ فقال رجلٌ مَن يطيقُ هذا يا رسولَ اللهِ قال إماطتُك الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ وإرشادُك الرجلَ الطريقَ صدقةٌ ونهيُك عن المنكرِ صدقةٌ وعيادتُك المريضَ صدقةٌ واتباعُك الجنازةَ صدقةٌ وردُّ المسلمِ على المسلمِ السلامَ صدقةٌ"، وفي روايةٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الإنسانُ ثلاثمائةٍ وستونَ عظمًا أو ستةٌ وثلاثونَ سُلامَى عليه في كلِّ يومٍ صدقةٌ" قالوا: يا رسولَ اللهِ فمَن لم يجدْ، قال: "يأمرُ بالمعروفِ وينهَى عن المنكرِ" قالوا: "فمَن لم يستطعْ قال يرفعُ عَظمًا من الطريقِ" قالوا: فمَن لم يستطعْ، قال: "فليُهدِ سبيلًا" قالوا: فمن لم يستطعْ، قال: "فليعِنْ ضعيفًا" قالوا: فمَن لم يستطعْ ذلك، قال: "فليدعِ الناسَ من شرِّه"(رواه الهيثمي في مجمع الزوائد:3-107 وقال: رجاله رجال الصحيح).
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ". فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما لنا من مجالسِنا بدٌّ نتحدثُ فيها، فقال: "فإذا أبيتم إلا المجلسَ، فأعطوا الطريقَ حقَّه". قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكرِ"(رواه البخاري:٦٢٢٩، ومسلم:٢١٢١).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تبدأوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق"(أخرجه مسلم:٢١٦٧).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يشكو جارَهُ، فقال: "اذهَبْ فاصبِرْ"، فأتاه مرَّتَيْنِ أو ثلاثًا، فقال: "اذهَبْ فاطرَحْ متاعَكَ في الطَّريقِ"، فطرَح متاعَهُ في الطَّريقِ، فجعَل النَّاسُ يسألونه فيُخبِرُهم خبَرَهُ، فجعَل النَّاسُ يلعَنونه: فعَل اللهُ به، وفعَل، وفعَل، فجاء إليه جارُهُ فقال له: ارجِعْ لا ترى منِّي شيئًا تكرَهُهُ(أخرجه أبو داود:٥١٥٣، وقال الألباني: حسن صحيح).
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سِرْتُمْ في أرضٍ خصيبةٍ فأعطوا الدَّوابَّ حقَّها أو حظَّها وإذا سِرْتُمْ في أرضٍ مجدبةٍ فانجوا عليها وعليكم بالدُّلجةِ فإنَّ الأرضَ تُطوى بالليلِ وإذا عرستُم فلا تعرِسُوا على قارعةِ الطريقِ فإنها مأوى كلَّ دابَّةٍ"(أخرجه البزار:٦٥٢١، وقال الألباني: حسن لشواهده).
- عن عطية بن سعد العوفي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خرج الرَّجلُ محاربًا فأخافَ الطَّريقَ وأخذَ المالَ قطِعَتْ يداهُ ورِجلاهُ من خلافٍ، وإذا أخذَ المالَ وقتلَ قُطعَتْ يدُهُ ورِجلُهُ وصُلِبَ، وإذا قتلَ ولم يأخذْ المالَ قُتِلَ، وإذا أخافَ الطَّريقَ ولم يأخذْ مالًا ولم يقتلْ نُفِيَ"(أخرجه ابن الملقن في البدر المنير:8-693 ، وقال: غريب مرفوعا).
- عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن رَفَعَ حَجَرًا عنِ الطَّرِيقِ، كُتِبَ له حَسَنةٌ، ومَن كانَتْ له حَسنَةٌ، دخل الجنةَ"(أخرجه الطبراني:٢٠-١٠١،(١٩٨)، والبيهقي في شعب الإيمان:١١١٧٤، وحسنه الألباني).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ، في شَجرةٍ قطعَها من ظَهْرِ الطَّريقِ، كانت تؤذي النَّاسَ"(رواه مسلم:١٩١٤).
- عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قلتُ: يا نبيَّ اللهِ! علِّمْني شيئًا أنتفعُ به. قال: "اعزِلِ الأذى عن طريقِ المسلمِين"(رواه مسلم:٢٦١٨).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجَد غُصنَ شَوكٍ على الطريقِ فأخَّرَه، فشَكَر اللهُ له فغَفَر له"(أخرجه البخاري:٦٥٢، ومسلم:١٩١٤).
- حذيفة بن أسيد -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من آذى المسلمين في طرقهم؛ وجبت عليه لعنتهم"(أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب:١-١١٠، والهيثمي في المجمع: ١-٢٠٩، وحسنه الألباني).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا اللعانينِ". قالوا: وما اللعانانِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الذي يتخلى في طريقِ الناسِ أو في ظلِهم"(رواه مسلم:٢٦٩)، وفي رواية: عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتَّقوا الملاعنَ الثَّلاثَ: البُرازَ في المواردِ، وقارعةِ الطريقِ، والظِّلِّ"(أخرجه أبو داود:٢٦، وابن ماجه:٣٢٨، وحسنه الألباني).
- عن أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنها- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قولِه تعالى: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنْكَرَ) قال: "كانوا يَخْذِفُونَ أهلَ الأرضِ ويَسْخَرُونَ منهم"(رواه الترمذي:٣١٩٠، وحسنه) وفي رواية: أنَّها سألت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالت: قلتُ: يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ قولَ اللهِ -عزَّ وجلَّ-: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) ما ذلك المنكرُ الَّذي كانوا يأتون في ناديهم؟ قال: "كانوا يسخرون بأهلِ الطَّريقِ ويُخوِّفونهم"(رواه البيهقي في شعب الإيمان:٥-٢٣٠٣، وقال: له متابعة).
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. يُقَالُ لَهُ: هُدِيتَ وكُفِيتَ وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ"(أخرجه أبو داود:٥٠٩٥، والترمذي:٣٤٢٦، واللفظ له، وصححه الألباني).
- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى كُلِّ نَفسٍ في كُلِّ يَومٍ طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ صَدَقَةٌ مِنهُ عَلَى نَفسِهِ مِن أَبوَابِ الصَّدَقَةِ: التَّكبِيرُ وَسُبحَانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَستَغفِرُ اللهَ، وَيَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَى عَنِ المُنكرِ، وَيَعزِلُ الشَّوكَ عَن طَرِيقِ النَّاسِ وَالعَظمَ وَالحَجرَ..." الحَدِيثَ (صحيح الجامع:٤٠٣٨).
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بَني آدمَ على ستِّينَ وثلاثِمائةِ مِفصَلٍ . فمَن كبَّرَ اللهَ، وحَمِدَ اللهَ، وهَلَّلَ اللهَ، وسَبَّحَ اللهَ، واستَغفرَ اللهَ، وعزَلَ حَجرًا عَن طريقِ النَّاسِ، أو شَوكةً أو عَظمًا من طريقِ النَّاسِ، وأمرَ بمَعروفٍ، أو نَهي عن منكرٍ، عدَدَ تلكَ السِّتِّينَ والثلاثمائةِ السُّلامَى . فإنَّه يَمشي يومَئذٍ وقد زَحزَحَ نفسَه عنِ النَّارِ"(رَوَاهُ مُسلِمٌ:١٠٠٧).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ، يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ"(أخرجه البخاري:٢٩٨٩، واللفظ له، ومسلم:١٠٠٩).
- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "عُرِضَت عَلَيَّ أَعمَالُ أُمَّتي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدتُ في مَحَاسِنِ أَعمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدتُ في مَسَاوِئِ أَعمَالِهَا النُّخَامَةَ تَكُونُ في المَسجِدِ لا تُدفَنُ"(رَوَاهُ مُسلِمٌ:٥٥٣).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "الإيمانُ بِضْعٌ وسبعونَ أو بِضْعٌ وستُّونَ شُعبةً . فأفضلُها قول لا إلهَ إلَّا اللهُ . وأدناها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ، والحياءُ شُعبةٌ من الإيمانِ"(أخرجه مسلم:٣٥).
- قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "مَن تَعَظَّمَ في نَفسِهِ، وَاختَالَ في مِشيَتِهِ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ
- عَنْ أَبِي طَلْحَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنَّا قُعُودًا بِالْأَفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ: "مَا لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ؟! اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ"، فَقُلْنَا: إِنَّمَا قَعَدْنَا لِغَيْرِ مَا بَأسٍ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ، قَالَ: "إِمَّا لا فَأَدُّوا حَقَّهَا: غَضُّ الْبَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الْكَلَامِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ:٢١٦١).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الأفنيةِ والصُّعُداتِ أن يُجْلَسَ فيها فقال المسلِمون لا نستطيعُه قال: "أمَّا لا، فأعطوه حقَّها" فقالوا: وما حقُّها؟ قال: "غضُّ البصرِ، وإرشادُ ابنِ السَّبيلِ، وتَشميتُ العاطسِ إذا حمِدَ اللهَ وردُّ التحيَّةِ"(رواه البخاري في الأدب:٧٧٦، وصححه الألباني).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا سافرتُم في الخَصبِ فأعطوا الإبلَ حظَّها منَ الأرضِ وإذا سافرتُم في السَّنةِ فبادروا بِها نَقيَها وإذا عرَّستم فاجتنبوا الطَّريقَ فإنَّها طرُقُ الدَّوابِّ ومأوى الْهوامِّ باللَّيلِ"(أخرجه مسلم:١٩٢٦).
- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: سألتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ العملِ أفضلُ؟ قال: "إيمانٌ باللهِ، وجهادٌ في سبيلِه". قلتُ: فأيُّ الرقابِ أفضلُ؟ قال: "أغلاها ثمنًا، وأنفسُها عِندَ أهلِها". قلتُ: فإن لم أفعَلْ؟ قال: "تُعينُ صانعًا، أو تصنَعُ لأخرَق". قال: فإن لم أفعَلْ؟ قال: "تدَعُ الناسَ من الشرِّ، فإنها صدقةٌ تصدَّقُ بها على نفسِك"(رواه البخاري ٢٥١٨، ومسلم:٨٤).
- عن معاذ بن أنس الجهني -رضي الله عنه- قال: غزَونا معَ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فضيَّقَ النَّاسُ المنازِلَ وقطَعوا الطَّريقَ فبعثَ نبيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُناديًا يُنادي في النَّاسِ": أنَّ مَن ضيَّقَ منزلًا، أو قطعَ طريقًا فلا جِهادَ لهُ"(أخرجه أبو داود:٢٦٢٩، وأحمد:١٥٦٤٨، وقال الألباني: إسناده صحيح).
- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "سُئِلَ عليٌّ: هل خصَّكُم بشيءٍ لَم يخصَّ بهِ النَّاسَ كافَّةً؟ قال ما خصَّنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ لَم يخصَّ بهِ النَّاسَ؛ إلَّا ما في قِرابِ سَيفِي، ثمَّ أخرجَ صحيفةً فإذا فيها مَكتوبٌ: "لعنَ اللهُ مَن ذبحَ لغيرِ اللهِ، لعنَ اللهُ مَن سرقَ منارَ الأرضِ، لعنَ اللهُ مَن لعنَ والدَيْهِ، لعنَ اللهُ مَن آوَى مُحْدِثًا"(أخرجه مسلم:١٩٧٨)، في رواية: "ولعَنَ اللهُ مَن غيَّرَ منارَ الأرضِ"(رواه النسائي:٤٤٣٤).
- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مرَّ أحدُكم في مسجدِنا، أو في سوقِنا، ومعه نَبلٌ، فليمسِكْ على نِصالِها بكفِّه أن يصيبَ أحدًا من المسلمين منها بشيءٍ". أو قال: "ليقبِضْ على نِصالِها"(أخرجه البخاري:٧٠٧٥، ومسلم:٢٦١٥).
- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى اله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يجرُّ إزارَه من الخُيلاءِ خُسِف به، فهو يتجَلْجَلُ في الأرضِ إلى يومِ القيامةِ" (البخاري (٢٥٦ هـ)، صحيح البخاري ٣٤٨٥ ).
الاثار
- عن قتادة في قوله تعالى: (وَلا تَـمْشِ فِـي الأرْضِ مَرَحاً) قال: "لا تـمش فـي الأرض فخراً وكبراً، فإن ذلك لا يبلغ بك الـجبـال، ولا تـخرق الأرض بكبرك وفخرك"(تفسير الطبري:17/450-451).
- رأى ابن عمر رجلاً يخطر في مشيته، فقال: "إن للشياطين إخواناً"(تفسير ابن كثير:3-77).
- قال خالد بن معدان: "إياكم والخطر فإن الرجل يده من سائر جسده"(تفسير ابن كثير:3-77).
- رأى البختري العابد رجلا من آل علي يمشي وهو يخطر في مشيته فقال له: "يا هذا إن الذي أكرمك به لم تكن هذه مشيته"! قال فتركها الرجل بعد(تفسير ابن كثير:3-77).
- عن ابن عبـاس في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَـمْشُونَ عَلـى الأرْضِ هَوْناً) "بـالطاعة والعفـاف والتواضع"(تفسير الطبري:19-294).
- عن الحسن في قوله تعالى: (الَّذِينَ يَـمْشُونَ عَلـى الأرْضِ هَوْناً) قال: "حلماء، وإن جهل عليهم لم يجهلوا"( تفسير الطبري:19-294).
- عن مـجاهد (وَإذَا خاطَبَهُمُ الـجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) قال: "سَدَاداً من القول"( تفسير الطبري:19-295).
- عن ابن عبـاس في قوله تعالى: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاس) يقول: "ولا تتكبر فتـحقر عبـاد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلـموك"(تفسير الطبري:20-144).
- عن مـجاهد في قوله تعالى: (كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) قال: "متكبر". وقوله: فخور: قال: "يعدّد ما أعطى الله، وهو لا يشكر الله"( تفسير الطبري:10-214).
القصص
- عن محمد بن حبان الأنصاري قال: أنَّ رجلًا كان إذا صلَّى جهَر بقراءتِه ، وإنَّ معاذَ بنَ جبلٍ فقَده فقال: أين الذي كان يوقِظُ الوسنانَ، ويوحِشُ الشيطانَ؟ قالوا: اشتَكى، فخرَج يعودُه ومعَه رجلٌ، فكان معاذٌ إذا مرَّ بأذًى في الطريقِ تناوَله فأخَذه، وكان الرجلُ يسبقُ معاذًا إذا رأى الأذى، فيأخُذُه فيُنَحِّيه عنِ الطريقِ، فقال له معاذٌ: ما حمَلَكَ على ما تَصنَعُ؟ قال: الذي رأيتُكَ تَصنَعُ. قال : فقال له معاذٌ: مَن أماط أذًى عنِ الطريقِ كُتِب له حسنةٌ ، ومَن كُتِب له حسنةٌ دخَل الجنةَ(أخرجه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة:2-171 وقال: إسناده رجاله ثقات).
- قَالَ أَبُو طَالِبٍ المَكِّيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: "حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي بَكْرِ المَرْوَزِيِّ أَنَّ شَيْخًا كَانَ يُجَالِسُ الإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- ذَا هَيْبَةٍ، فَكَانَ أَحْمَدُ يُقْبِلُ عَلَيْهِ وَيُكْرِمُهُ، فَبَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّه طَيَّنَ حَائِطَ دَارِهِ مِنْ خَارِجٍ، قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ فِي المَجْلِسِ، فَاسْتَنْكَرَ الشَّيْخُ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: هَلْ بَلَغَكَ عَنِّي حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ؟! قَالَ: نَعَمْ، طَيَّنْتَ حَائِطَكَ مِنْ خَارِجٍ، قَالَ: وَلاَ يَجُوزُ؟! قَالَ: لاَ؛ لِأَنَّكَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ أُنْمُلُةً، قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟! قَالَ: إِمَّا أَنْ تَكْشُطَ مَا طَيَّنْتَهُ، وَإِمَّا أَنْ تَهْدِمَ الحَائِطَ وَتُؤَخِّرَهُ إِلَى وَرَاء، مِقْدَارَ أُصْبُعٍ ثُمَّ تُطَيِّنُهُ مِنْ خَارِجٍ، قَالَ: فَهَدَمَ الرَّجُلُ الحَائِطَ وَأَخَّرَهُ أُصْبُعًا ثُمَّ طَيَّنَهُ مِنْ خَارِجٍ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ كَمَا كَانَ"(قوت القلوب:1-287).
- قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الخمول والتواضع "حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثنا حجاج بن محمد بن أبي بكر الهذلي قال بينما نحن مع الحسن إذ مر عليه ابن الأهتم يريد المنصور وعليه جباب خز قد نضد بعضها فوق بعض على ساقه وانفرج عنها قباؤه وهو يمشي ويتبختر إذ نظر إليه الحسن نظرة فقال أف أف شامخ بأنفه ثان عطفه مصعر خده ينظر في عطفيه أي حميق ينظر في عطفه في نعم غير مشكورة ولا مذكورة غير المأخوذ بأمر الله فيها ولا المؤدي حق الله منها! والله إن يمشي أحدهم طبيعته يتلجلج تلجلج المجنون في كل عضو منه نعمة وللشيطان به لعنة فسمعه ابن الأهتم فرجع يعتذر إليه فقال لا تعتذر إلي وتب إلى ربك أما سمعت قول الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)"(تفسير ابن كثير:3-77).
- قال ابن كثير: "أن الأمير يزيد بن المهلب -وكان ذا تيه وكبر- لما رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله. قال: أوما تعرفني؟ قال: بلى أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة" (سير أعلام النبلاء للذهبي:5-364)
الاشعار
- 1- قال أحدهم:
- جمعت آداب من رام الجلــوس على *** الطريق من قول خير الخلق إنسانا
- افش السلام وأحسن في الكلام وشمـ *** ـت عاطساً وسلاماً رد إحسانا
- في الحمل عاون ومظلوماً أعن وأغث *** لهفــان اهد سبيلاً واهد حيرانا
- بالعرف مر وانه عن نكر وكف أذى *** وغض طرفاً وأكثر ذكر مولان
- (فتح الباري شرح صحيح البخاري:11-11)
- 2- يقول السالمي:
- أربعة تلزم مــن قــــــــد قــــعــــــــدا *** على الطريق أو يخل الـمــقـــعـــــدا
- ردّ السلام ثمّ غــــــضّ الــبــــصـــــر *** إرشاد من ضلّ ودفع الضـــــرر
- (جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام، للسالمي:4-368).
- 3- قال الشاعر:
- ولا تمشِ فوق الأرضِ إلَّا تواضعًا *** فكم تحتها قومٌ هم منك أرفعُ
- فإن كنتَ في عزٍّ وخيرٍ ومنعةٍ *** فكم مات مِن قومٍ هم منك أوضعُ
- [روضة العقلاء:61].
- 4- قال الشاعر:
- عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ *** وَكَانَ بِالأمْسِ نُطْفَةً مَذِرَهْ
- وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ *** يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَهْ
- وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ *** مَا بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَهْ
- [غرر الخصائص الواضحة؛ للوطواط:1-89].
- 5- قال الشاعر:
- مظهر الكبر اعجاباً بصورته *** انظر خلاك فإنّ البين تثريب
- لو فكر الناس فيما في بطونهم *** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
- هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة *** بأربع هو بالأقذار مضروب
- أنف يسيل وأذن ريحها سهك *** والعين مرمصة والثغر ملعوب
- يا ابن التراب ومأكول التراب غداً *** أقصر فإنك مأكول ومشروب
- [غرر الخصائص الواضحة؛ للوطواط:1-89].
- 6- أنشد الامام محيي الدين محمد عرف بحامي رأسه النحوي لنفسه
- ومعتقد أنّ الرياسة في الكبر *** فأصبح ممقوتاً به وهو لا يدري
- يجرّد ذيول الفخر طالب رفعة *** ألا فاعجبوا من طالب الرفع بالجرّ
- [غرر الخصائص الواضحة؛ للوطواط:1-88].
متفرقات
- قال الطبري في قوله تعالى: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا): " ولا تعرض بوجهك عمن كلـمته تكبراً واستـحقاراً لـمن تكلـمه وأصل الصعر داء يأخذ الإبل فـي أعناقها أو رؤوسها حتـى تلفت أعناقها عن رؤوسها، فـيشبه به الرجل الـمتكبر علـى الناس "(تفسير الطبري:20-43).
- قال القرطبي: "كانت العرب تَفْخَر بجهارة الصوت الجَهِير وغير ذلك، فمن كان منهم أشد صوتاً كان أعز، ومن كان أخفض كان أذل، حتى قال شاعرهم:جَهِير الكلام جهير العُطاس *** جهِير الرُّواء جهير النَّعَم ويَعْدُو على الأيْنَ عَدْوَى الظَّليم *** ويعلو الرجال بخَلْق عَمَم فنهى الله سبحانه وتعالى عن هذه الخلق الجاهلية بقوله: (إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ)؛ أي لو أن شيئاً يهاب لصوته لكان الحمار؛ فجعلهم في المثل سواء"(تفسير القرطبي:14-72).
- قال الإمام أبو سليمان الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا اللعانين": "المراد باللاعنين الأمرين الجالبين للعن الحاملين الناس عليه والداعيين إليه ، وذلك أن من فعلهما شتم ولعن ، يعني عادة الناس لعنه ، فلما صارا سببا لذلك أضيف اللعن إليهما . قال: وقد يكون اللاعن بمعنى الملعون ، والملاعن مواضع اللعن ، قلت: فعلى هذا يكون التقدير: اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما ، وهذا على رواية أبي داود . وأما رواية مسلم فمعناها -والله أعلم- اتقوا فعل اللعانين أي: صاحبي اللعن ، وهما اللذان يلعنهما الناس في العادة والله أعلم"(شرح صحيح مسلم للنووي:3-133).
- قال ابن عطية في قوله تعالى: (الذين يمشون على الأرض هونا): "ويشبه أن يتأول هذا على أن تكون أخلاق ذلك الماشي هوناً مناسبة لمشيه، فيرجع القول إلى نحو ما بيناه. وأما أن يكون المراد صفة المشي وحده فباطل؛ لأنه رب ماش هوناً رويداً وهو ذئب أطلس. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكفأ في مشيه كأنما ينحط في صبب. وهو عليه الصلاة والسلام الصدر في هذه الأمة"(تفسير القرطبي:13-69).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لا يجوز لأحد أن يخرج في طريق المسلمين شيئا من أجزاء البناء حتى إنه ينهى عن تجصيص الحائط ، إلا أن يدخل رب الحائط به في حده بقدر غلظ الجص انتهى ولا يجوز أن يبني أحد في الطريق دكانا ولو كان الطريق واسعا"(مجموع الفتاوى:30-10).
- قال العيني: "اعلم أن الشخص يؤجر على إماطة الأذى وكل ما يؤذي الناس في الطريق وفيه دلالة على أن طرح الشوك في الطريق والحجارة والكناسة والمياه المفسدة للطرق وكل ما يؤذي الناس يخشى العقوبة عليه في الدنيا والآخرة ولا شك أن نزع الأذى عن الطريق من أعمال البر وأن أعمال البر تكفر السيئات وتوجب الغفران ولا ينبغي للعاقل أن يحقر شيئا من أعمال البر"(عمدة القاري:13-23).
- قال الصنعاني رحمه الله معللا النهي عن الجلوس في الطرقات: "لأنّ في جلوسه في الطرقات يتعرّض للفتنة، فإنّه قد ينظر إلى الشهوات مِمَّن يخاف الفتنة على نفسه من النظر إليهنّ مع مرورهن، وفيه التعرض للزوم حقوق الله والمسلمين، ولو كان قاعدا في منزله لما عرف ذلك، ولا لزمته الحقوق التي قد لا يقوم إلاَّ بها، ولما طلبوا الإذن في البقاء في مجالسهم، وأنّه لا بد لهم منها عرّفهم بما يلزمهم من الحقوق"(سبل السلام للصنعاني:3-270).
- قَالَ أَبُو طَالِبٍ المَكِّيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: "وَكَانَ الوَرِعُونَ لاَ يَشْتَرُونَ شَيْئًا مِمَّنْ قَعَدَ يَبِيعُهُ عَلَى طَرِيقٍ، وَكَذَلِكَ إِخْرَاجُ الرَّوَاشِنِ مِنَ البُيُوتِ وَتَقْدِيمُ العَضَايِدِ بَيْنَ يَدِي الحَوَانِيتِ إِلَى الطَّرِيقِ مَكْرُوهٌ"(قوت القلوب:1-286).
- قَالَ أَبُو طَالِبٍ المَكِّيُّ: "وَمِمَّا كَرِهَهُ السَّلَفُ طَرْحُ السِّنَّوْرِ وَالدَّابَّةِ عَلَى المَزَابِلِ فِي الطُّرُقَاتِ، فَيَتَأَذَّى المُسْلِمُونَ بِرَوَائِحِ ذَلِكَ، وَكَانَ شُرَيْحٌ وَغَيْرُهُ إِذَا مَاتَ لَهُمْ سِنَّوْرٌ دَفَنُوهَا فِي دُورِهِمْ، وَمِثْلُهُ إِخْرَاجُ المَيَازِيبِ وَصَبُّهَا إِلَى الطُّرُقَاتِ"(قوت القلوب:1-287).
- قال الغزالي: "فمن المنكرات -أي في الشوارع- المعتادة فيها: وضع الأسطوانات، وبناء الدكات متصلة بالأبنية المملوكة، وغرس الأشجار، وإخراج الرواشن والأجنحة، ووضع الخشب، وأحمال الحبوب والأطعمة على الطرق، فكل ذلك منكرا إن كان يؤدي إلى تضييق الطرق، واستضرار المارة، وإن لم يؤد إلى ضرر أصلا لسعة الطريق فلا يمنع منه"(إحياء علوم الدين، مصدر سابق: 2-292).
- وذكر أيضا: "ربط الدواب على الطريق بحيث يضيّق الطريق، وينجس المجتازين، وهو منكر يجب المنع منه إلاَّ بقدر النزول والركوب، وهذا لأنّ الشوارع مشتركة المنفعة، وليس لأحد أن يختص بها إلاَّ بقدر الحاجة، والمرعى هو الحاجة التي ترد الشوارع لأجلها في العادة دون سائر الحاجات"(إحياء علوم الدين، مصدر سابق: 2-292).
- وذكر منها "سوق الدواب وعليها الشوك بحيث يمزّق ثياب الناس، فذلك منكر إن أمكن شدّها وضمها بحيث لا تمزّق، أو أمكن العدول بها إلى موضع واسع، وإلاَّ فلا منع إذ حاجة البلد تمسّ إلى ذلك، نعم لا تترك ملقاة إلاَّ بقدر مدة النقل"(إحياء علوم الدين، مصدر سابق: 2-292).
- قال الغزالي: "وكذلك ذبح القصاب إذا كان يذبح في الطريق حذاء باب الحانوت، ويلوث الطريق بالدم، فإنّه منكر يمنع منه، بل حقه أن يتخذ في دكانه مذبحا، فإنّ في ذلك تضييقا بالطريق وإضرارا بالناس بسبب ترشيش النجاسة، وبسبب استقذار الطباع للقاذورات، وكذلك طرح القمامة على جواد الطريق، وتبديد قشور البطيخ، أو رش الماء بحيث يخشى منه الانزلاق والتعثر، كلّ ذلك من المنكرات، وكذلك إرسال الماء من الميازيب المخرجة من الحائط في الطريق الضيقة فإنّ ذلك ينجس الثياب، أو يضيّق الطريق، ولا يمنع في الطرق الواسعة إذ العدول منه ممكن ... وكذلك إذا كان له كلب عقور على باب داره يؤذي الناس فيجب منعه منه، وإن كان لا يؤذي إلاَّ بتنجيس الطريق، وكان يمكن الاحتراز عن نجاسته لم يمنع منه، وإن كان يضيّق الطريق ببسطه ذراعيه فيمنع منه، بل يمنع صاحبه أن ينام على الطريق، أو يقعد قعودا يضيّق الطريق؛ فكلبه أولى بالمنع"(إحياء علوم الدين، مصدر سابق، 2/292-293).
- جمع أبو بكر أحمد الكندي المضار في الطرق ووجوب صرفها حيث قال في بيان الشرع: "ويُمنع من الحدث في طريق المسلمين، تعديا فيما يؤذيهم، ويضرّ بالطريق، من بناء طين، أو حصى، أو يُكبس فيها ترابا، أو يحدث فيها حدثا، من حفر بئر، أو ساقية، أو نهر، أو ظفر، أو جندل، أو حضار، أو شيء يكون فيه أذى المسلمين، أو كنيف بجنب الطريق أو المسجد يؤذيهم، أو يعرش عليه عرشا، أو بناء سقف، أو غماء بطين، أو يحفر فيها ويطويها بحصى، أو بآجر، كلّ ذلك منكر على من فعله"(المصنف للكندي:12-176).
- ثمَّ أشار إلى جوانب حضارية مهمة في الطرق من خلال قوله: "ولا يجوز له أن يجعلها دكاكين للبيع والشراء، ولا يتخذها مجالس ... وذلك عليه منكر وإثم من عمله، وضامن لما يحدث فيه، وقد جاءت الرواية عن النبِيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "ملعون من آذى المسلمين في طرقاتهم""(المصنف للكندي:12-176).
- قال الجيطالي: "ولا تجلس على الطريق، وإن جلست فأدبه: غض البصر، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وعون الضعيف، وإرشاد الضال، وردّ السلام، وإعطاء السائل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والارتياد لموضع البصاق، ولا تبصق في وجه القبلة، ولا عن يمينك، ولا عن يسارك، ولكن تحت قدمك اليسرى"( قواعد الإسلام للجيطالي:2-285).
- أفتى فضيلة الشيخ ابن جبرين بحرمة مخالفة أنظمة المرور في قوله:"لا تجوز مخالفة أنظمة ولوائح المرور التي وضعت لتنظيم السير ، ولتلافي الحوادث وللزجر عن المخاطر والمهاترات، وذلك مثل الإشارات التي وضعت في تقاطع الطرق ،واللافتات التي وضعت للتهدئة أو تخفيف السعة ...فعلى هذا من يعرف الهدف من وضعها ثم يخالف السير على منهجها عاصيا للدولة فيما فيه مصلحة ظاهرة ويكون متعرضا للأخطار وما وقع منه فهو اهل للجزاء والعقوبة، وتعتبر ما تضعه الدولة على المخالفين من الغرامات ومن الجزاءات واقعا موقعه "(مجلة الدعوة:1625).
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:"السرعة المقيدة عند الجهات المختصة الأصل أنه يجب على الإنسان أن يتقيد بها لأنها أوامر ولي الأمر وقد قال الله تعالى:"يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "(فتاوى وتوجيهات في الإجازة والرحلات: ص 80).
- قال أبو حامد الغزالي: "فعلى الولاة تكليف الناس القيم بها -أي القادرين على منع المفسدين في الطرق باليد مِمَّن لهم صفة رسمية- وليس للآحاد إلاَّ الوعظ فقط"( إحياء علوم الدين: 2-292).
- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والجلوس": "هذه الصيغة صيغة تحذير يعني أحذركم من الجلوس على الطرقات، وذلك لأن الجلوس على الطرقات يؤدي إلى كشف عورات الناس الذاهب والراجع، وإلى النظر فيما يحملونه من الأغراض التي قد تكون خاصة مما لا يحبون أن يطلع عليها أحد، وربما يفضى أيضاً إلى الكلام والغيبة فيمن يمر إذا مرَّ من عند هؤلاء الجالسين أحد أخذوا يتكلمون في عرضه؛ المهم أن الجلوس على الطرقات يؤدي إلى مفاسد"(شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:1-528).
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم: "وكف الأذى": "أي كف الأذى القولي والفعلي؛ أما الأذى القولي: فبأن يتكلموا على الإنسان إذا مرَّ أو تحدثوا فيه بعد ذلك بالغيبة والنميمة، الأذى الفعلي بأن يضايقوه في الطريق بحيث يملأون الطريق حتى يؤذوا المارة، ولا يحصل المرور إلا بتعب ومشقة"( شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:1-528).
- يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "رابعاً الأمر بالمعروف، فالمعروف: هو كل ما أمر الله تعالى به، أو أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنك تأمر به، فإذا رأيتم أحداً مقصراً سواء كان من المارين أو من غيرهم فأمروه بالمعروف، وحثوه على الخير، وزينوه له، ورغبوه فيه، خامساً النهي عن المنكر فإذا رأيتم أحداً مرَّ وهو يفعل المنكر مثل أن يمر وهو يشرب الدخان، أو ما أشبه ذلك من المنكرات؛ فانهوه عن ذلك، فهذا حق الطريق، ففي هذا الحديث يحذر النبي المسلمين من الجلوس على الطرقات، فإن كان لابد من ذلك فإنه يجب أن يعطي الطريق حقه، وحق الطريق خمسة أمور بينها النبي عليه الصلاة والسلام: وهي غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هذه حقوق الطريق لمن كان جالساً فيه كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم"( شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:1/582-529).
- قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: "لا يجوز لأي مسلم أن يخالف أنظمة الدولة في شان المرور لما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى غيره . والدولة _ وفقها الله _ إنما وضعت ذلك حرصاً منها على مصلحة الجميع ورفع الضرر عن المسلمين فلا يجوز لأي احد أن يخالف ذلك وللمسئولين عقوبة من فعل ذلك بما يردعه وأمثاله "(فتاوى إسلامية:4-536).
- قـيـل: "لا تـمش مرَحاً، ولـم يقل مرِحاً، لأنه لـم يرد بـالكلام: لا تكن مرِحاً، فـيجعله من نعت الـماشي، وإنـما أريد لا تـمرح فـي الأرض مرَحاً، ففسر الـمعنى الـمراد من قوله: (ولا تـمش)"(تفسير الطبري:17/450-451).
- سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: شخص توفي بسبب حادث سيارة من السرعة الزائدة، هل يقال: إن هذا باب من أبواب الانتحار ؟فأجاب: " لا ، هذا ليس بانتحار ، لكنه قتل نفسه خطأً ، إذا كانت السرعة هذه هي سبب الحادث فقد قتل نفسه خطأً ، لأنه لو سُئل: هل أنت أسرعت لتموت ؟ لقال: لا ، فهذا ليس بمنتحر ، ولكن يقال: إنه قتل نفسه خطأ " (لقاء الباب المفتوح:19-73).
الإحالات
- آداب الطريق وأحكامه يوسف بن رشيد النسيم.
- إحياء علوم الدين المؤلف: أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي الناشر: دار المعرفة – بيروت.
- الآداب الشرعية المؤلف: عبد الله محمد بن مفلح المقدسي المحقق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة سنة النشر: 1419 – 1999.