عناصر الخطبة
1/الوصية باغتنام ما تبقى من خير أيام شهر رمضان 2/التحذير من الغفلة في العشر الأواخر 3/من فضائل الصيام غرس العزيمة والإيمان 4/رمضان شهر الانتصارات 5/رمضان ملهم أهل فلسطين الصبر والثبات والعزيمة 6/من آداب وأحكام زكاة الفطراقتباس
نحن في شهر عظيم، شارَف على الرحيل، اجتهَد فيه مَنِ اجتهَد، وقصَّر فيه مَنْ قصَّر، وما زالت في الليالي بقية، قد يكون من بينها أعظم ليلة خلقها الله -عز وجل-؛ ألَا وهي ليلةُ القدرِ، فاغتنِمُوا ما تبقَّى؛ فالعبرة بالخواتيم، نعم إن العبرة بالخواتيم، في كمال النهايات، لا نقص البدايات...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي زيَّن قلوبَ أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجل والإشفاق، فاحتسبوا وعملوا يوم التلاق؛ (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)[الْقِيَامَةِ: 30]، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كُتِبَ، ولا في أي الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدله، ولا اعتراض على الملك الخلَّاق، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، تواضع كل شيء لعظمته، واستسلم كل شيء لقدرته، وذل كل شيء لعزته، وانقاد كل شيء من خشيته، -سبحانه- على كمال قدرته وتمام حكمته، ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله، -صلى الله عليه وسلم-، خسر من صلى وصام، وقام لربه خير قيام، وخير من أطاع أمر ربه واستقام -عليه الصلاة والسلام-، وعلى آله وأصحابه الكرام، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعدُ:
اتقوا الله حقَّ التقوى، واللهُ يُوصيكم بالتقوى؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، قد أفلَح مَنِ اجتَهَد في الطاعات، وخُصُّوا ما بقي من شهركم بمزيد من الصالحات، وتعرَّضوا لنفحات الله وبِرِّه، واغتنِمُوا ما بقي من شهركم.
عبادَ اللهِ: نعيش اليومَ مع بقية أيام شهر البر والخيرات، ومع ليالي العشر الأواخر من رمضان، وهي أفضل ليالي العام، والتي كان نبيكم -عليه الصلاة والسلام- يعظمها، ويجتهد فيها اجتهادًا لا يكاد يقدر عليه.
أيها المرابطون: كَمْ في هذه الليالي النيرة من جباه ساجدة! وقلوب خاشعة! وعيون دامعة! وأكُفّ مرفوعة، وأفئدة ضارعة! وأقدام منتصِبة في محاريبها! وصفوف منتظمة في مساجدها! خشوع ودموع، وتضرُّع ودعاء، ونشيج وبكاء، قلوب علقت بربِّ السماء، جُنُوب متجافية عن الأرض، عَظَّمَتْ في الله المطامعَ، فهجرتِ المجالسَ والمضاجعَ؛ لأنهم يتلذذون بمناجاة الله، يأنسون بالخلوة بالله، تطيب قلوبُهم بالقرب من الله، قد آنستهم لذة الطاعة كل لذائذ الدنيا، وأطار ذكر المرجع والمعاد النوم من عيونهم، فقاموا خاشعين متبتلين، (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)[السَّجْدَةِ: 16]، ويخرون للأذقان سجدا، لسان الواحد منهم يقول: "اللهمَّ إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، أولئك هم الأخيار الأبرار، قد عرفوا هول المطلع وعظمة الجبار، فأعدوا للموقف عدته، واتخذوا للرحيل أهبته؛ (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السَّجْدَةِ: 17].
ألَا فلنتق الله -أيها الصائمون- ولْنُشَارِكِ الصالحينَ، ولنتشبَّه بالمفلحين، ولنستعِنْ بالله، ولنحذر الكسلَ؛ فهي عشر نشاط وجد واجتهاد، لا عشر خمول وفتور وكسل.
أجل أيها المسلمون: إنها ليال عشر عظيمة، يتمايز فيها المجدون من المفرطين، ويتبين المقبلون من المدبرين، ويظهر الحريصون من المتكاسلين، وهل أحد أشد تفريطًا وكسلًا وإدبارًا، بل وأسوأ حظًّا وأضعف عقلًا وأقل تدبيرًا ممَّن يُفرِّط في قيام عشرِ ليالٍ مع إمام في بيت من بيوت الله؟! وهو يعلم أنَّه بقيامه هذه العشر سيُدرِكُ -قطعًا- ليلةَ القدر، تلكم الليلة التي عظمها الله وشرفها الله، وأعلى قدرها، وضاعف الأجر فيها، وأجزل الثواب للعاملين، حتى كانت العبادة فيها خيرًا من العبادة في ثلاثة وثمانين عامًا.
أيها المرابطون: والله ما في الناس أجهل ولا أكسل ولا أغفل ممن يكسل ويغفل في هذه الليالي التي هي أعظم ليالي العام على الإطلاق، ففيها ليلة عظيمة، عظيمة الفضل جليلة القدر، جعلها المولى -عز وجل- العبادة فيها خيرًا من عبادة ألف شهر، فهذه الليلة الشريفة المنيفة شهدت نزول كتاب الله -عز وجل-، وفيها يقدر كل أمر حكيم، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات والخيرات والبركات، ومن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذنبِه، وهي سلام من العذاب والعقاب، والآثام والآفات والشرور.
ألَا فشمِّرُوا -أيها المصلُّون- عن سواعد الجِدّ والاجتهاد، واعقدوا العزم على مواصَلة العمل الصالح، فماذا يريد مسلم أفضل من هذا؟! وماذا عساه أن ينال أفضل منه أو أعظم؟! يعمل يسيرًا، ويُؤجَر كثيرًا، قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذنبِه".
أيها المسلمون: تحرَّوْا ليلةَ القدرِ في هذه العشر، وتعرَّضُوا لنفحات الله فيها، فإنَّها -واللهِ- غنائمُ عظيمةٌ غاليةٌ، إذا ذهبت ومضت فلن تعود إلا على الأحياء، وهل لدى أحد منا ضمان بأن يعيش حتى يدركها مِنْ قابلٍ؟! ألَا فلنغتنِمْها بهمة ونشاط، ولنختم الشهر المبارك بخير الأعمال، وإن لله -عز وجل- في كل ليلة عتقاء من النار، فهل ترونهم يكونون من أهل الشوارع اللاهين السامدين؟! أم من أهل أحلاس المجالس الفارغين؟! أم من الغافلين النمامين الحاقدين أصحاب الفتن الضالين؟! أم تراهم من العاكفين الراكعين الساجدين؟! فالمحروم منا من تمر عليه ليلة القدر وهو في لهو وسمر، الناس من حوله يصلون، ويركعون ويسجدون، ويدعون الله، ويذكرون ويبتهلون إلى الله، وهو مشغول بملء بطنه، أو إسعاد عينه بمشاهدة القنوات والمسلسلات والمباريات، أو إمتاع أذنيه بالغيبة والنميمة، أو الاستهزاء، أو عاكف على سماع ما حرم الله، أو نائم في فراشه، يغط في غفلته، ويتقلب في أحلامه، أو يتمشى في الأسواق.
أيها المرابطون: إن رمضان يغرس فينا العزيمة، ويبني الإرادة، فالمسلم في رمضان يخالف العادات التي اعتادها، ويبتعد عن المألوفات التي ألفها، ويتجنب الرغبات التي رغبها، لمدة شهر، بإرادة قويَّة، وعزيمة وجدية.
إن الصيام تقوية للإرادة، وتحسين للعزيمة، فالإرادة استعداد وإعداد، والإرادة سعي وهمة؛ (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)[الْإِسْرَاءِ: 19]، فهي مرتبطة بالإيمان، فإذا قوي إيمان المسلم قويت إرادته وشدت عزيمته، وقد تجلت الإرادة والعزيمة في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين انتصروا في رمضان، في أول معركة مع المشركين، في غزوة بدر، وفتحوا مكة في رمضان، فحطموا الأصنام، وهدموا الأوثان، وفي رمضان فتحت بلاد فارس بالقادسية، وفي رمضان فتحت بلاد الأندلس، وفي رمضان انتصر المسلمون على التتار، في عين جالوت.
وتجلَّتِ الإرادةُ والعزيمةُ في الثبات والمرابَطة والصبر في فلسطين، في غزَّة هاشم، وفي المدن والقرى والمخيَّمات والأرياف، وعلى الأطراف، ممَّن نزَح؛ فإرادتُنا وعزيمتُنا في رمضان جعلتنا أكثر تمسُّكًا بأرضنا، وبأقصانا وبقدسنا، رغم ما نجد من محاولة تدمير وتهجير، والتي تحطمت على صخرة ثباتنا ممَّا حيَّر أعداءنا، وما وقع علينا من قتل وتعذيب وهدم وردم، وحصار واعتداء، فإنَّنا كالجبال راسخون في أرضنا، متمسكون بحقنا بعون ربنا، مما أعجز وأعيا أعداءنا؛ فبالإرادة والعزيمة والاعتماد على الله، سنبني ما هدم من المساجد، وما ردم من المستشفيات والمستوصفات، وسنرفع بعون الله المساكن والدور والعمارات، ونرصف الشوارع والطرقات، ونشيد المدارس والجامعات، وسنزرع أرضنا، ونأكل من زرعنا، ونتمتع من ثمارنا.
تعلَّمْنا في شهر رمضان الصبر والثبات، وعرفنا معنى الوفاء والإخلاص لأرضنا؛ فأهل بَيْت الْمَقدسِ لا يهاجرون من أرضهم، ولا يتنازلون عن قدسهم، ولا يبيعون مسجدهم، فهذه الأرض والبلاد والمقدسات جزء من عقيدتنا، وهي لكل شهيد وجريح، وهي لكل أسير ومعتقل، وهي لكل مرابط وصابر، ولكم أيها المصلون، أيها الصائمون.
ومن خصائص العشر الأواخر من رمضان استحباب الاعتكاف فيها؛ فالاعتكاف فرصة عظيمة لتزكية النفوس، وتنقية القلوب، وهي فرصة للخلوة بالله -سبحانه وتعالى-، وهي من السنن الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يعتكف العشر الأواخر من رمضان، واعتكف أزواجه وأصحابه معه، واعتكفوا من بعده، والاعتكاف -عباد الله- لزوم المسجد للطاعة والذكر، والعبادة والدعاء، والإكثار من النوافل، وأن تنشغل بالصلاة وتلاوة القرآن وحلقات العلم، وأن تكثر من الصلاة والسلام على النبي العدنان -صلى الله عليه وسلم-، فكيف إذا كان هذا الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارَك، فما أعظمها من نعمة، وما أجلها من بشارة.
أيها الصائمون: نحن في شهر عظيم، شارَف على الرحيل، اجتهَد فيه مَنِ اجتهَد، وقصَّر فيه مَنْ قصَّر، وما زالت في الليالي بقية، قد يكون من بينها أعظم ليلة خلقها الله -عز وجل-؛ ألَا وهي ليلةُ القدرِ، فاغتنِمُوا ما تبقَّى؛ فالعبرة بالخواتيم، نعم إن العبرة بالخواتيم، في كمال النهايات، لا نقص البدايات، أروا الله من أنفسكم خيرًا في هذه العشر، وأكثروا من عمل الصالحات، وتقربوا إلى جنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله -عز وجل- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يعيد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن في صحة وعافية وأمن وأمان.
أقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ لي ولكم من كل خطيئة وذنب، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوزَ المستغفرينَ استغفِرُوا اللهَ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي وفَّق -برحمتِه- مَنْ شاء من عباده فعرفوا قدر مواسم الخيرات، فعمروها بالطاعات، وخذل من شاء بحكمته، فعميت قلوبهم وبصائرهم ففرطوا وقصروا، فحصدوا الخسائر والمُخَالَفَات، والصلاة والسلام على سيد السادات، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أكرم الناس طبعًا، وأرفعهم في الملأ الأعلى ذكرًا، وأصدقهم وعدا، وأكثرهم شكرًا، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعدُ، أيها المصلون: لقد شرع الله لكم في ختام شهركم أعمالًا صالحة تَجبُرُون ما نقص من صيامكم؛ ومن ذلك إخراج زكاة الفطر؛ وهي فرض واجب لحديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زَكَاةَ الْفِطْرِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، وتخرج زكاة الفطر من عامَّة طعام البلد، كالبُرِّ والتمر أو الأرز، ويجوز إخراجها نقدًا بالمال، فاحرصوا على إخراجها قبل صلاة العيد، وإلا فاتكم ثواب إخراجها، وصارت صدقة من الصدقات.
أيها المرابطون: رغم حصار إخوانكم في غزَّة هاشم، وفي الضفة الغربيَّة، ومنعهم من دخول مدينة القدس، والصلاة في المسجد الأقصى المبارَك، فإن الله -عز وجل- كاتب لهم أجرهم -بإذن الله-، ولهم نقول: إن الأقصى لن ينساكم، وهو يخاطبكم، ويناديكم، ويقول لكم: تبكي مآني حرقة وتوجعا بسبب منعكم، وأشد المتوجعين والمتألمين ساحاتي وقبابي، اشتقت إلى دمعات الخاشعين منكم، وإلى صوت كلمة "آمين"، تخرج من حناجركم، تهزون به جنباتي، اشتاقت إليكم صلاة التراويح التي تمتلئ ساحاتي بقلوب جاءتني تتضرع لربها، وتتقرب إليه، اشتقت إلى الجباه المتوضئة، والأكف الضارعة، والألسن الذاكرة، والأبدان الراكعة الساجدة، اشتقت إلى عجائز وشيوخ تناسوا المرض والألم، والمشاق والتعب، أتوني يتعكزون ويتكئ بعضهم على بعض؛ للوصول إلى ساحاتي، ومصاطبي وأروقتي للصلاة والدعاء، طالبين من ربهم الرضوان وحسن الختام، والفوز بالجنان، اشتقت إلى كل زواري وعماري، اشتقت إليكم واشتاقت إليكم المصاحف وحلقات العلم ومجالس الذكر، أرى أخوي مكة والمدينة ينعمان، بزوار دائمين، في أمن وأمان، ووصول بسلام، فأغبطهما، وأتمنى لهما دوام النعمة، وأن يكرمني ربي بما أكرم به بيت الله الحرام، ومسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، لهف قلبي على حالي، رب لا تفزعني ببعد أحبائي في قابل أيامي.
ونحن نقول للأقصى ولسان حالنا يقول: أبشر يا أقصانا، فإن فرج الله قريب، وهو آت لا محالة، هذا وعد الله لنا؛ (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[الرُّومِ: 6]، وقال -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)[آلِ عِمْرَانَ: 9].
أيها المصلون: أروا الله -تعالى- من أنفسكم خيرًا، وكونوا حيث يحب الله، واجتنبوا ما يكره، واصطبروا وصابروا ورابطوا، وألحوا في الدعاء، وأحسنوا الظن بالله، يستجاب الدعاء، ويعطى السؤال، فإن الله -عز وجل- جواد كريم، واسع المغفرة، عظيم العطاء.
اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنَّكَ أنتَ التوابُ الرحيمُ، ربنا لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، اللهمَّ ارحم أهل غزَّة رحمة واسعة، اللهمَّ ارحم أهل فلسطين رحمة واسعة، اللهمَّ عليك بمن عادانا، اللهمَّ شتت شملهم وأمرهم، وفرق جمعهم، واقلب تدميرهم وبدل أحوالهم، ونكس أعلامهم، وقرب آجالهم، ونكس أعلامهم، وزلزل أقدامهم وغير أفكارهم، اللهمَّ احفظ المسجد الأقصى والمرابطين فيه، مسرى الحبيب -عليه الصلاة والسلام-، حصنه بتحصينك، اجعله في رعايتك وعنايتك وحفظك وأمانك وضمانك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، برحمتك يا أرحمَ الراحمينَ، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات؛ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45]، وأَقِمِ الصلاةَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم