صلة الرحم

عبد الله بن محمد الخليفي

2022-10-08 - 1444/03/12
عناصر الخطبة
1/الاستغفار للوالدين 2/وجوب صلة الرحم وتحريم قطيعتها 3/المقصود بالقرابة 4/مكانة الرحم ومنزلتها عند الله 5/وسائل صلة الرحم 6/المبادرة إلى صلة الرحم إذا أساءت

اقتباس

المراد -عباد الله-: بصلة الرحم: موالاتهم، ومحبتهم أكثر من غيرهم لأجل قرابتهم. وتأكيد المبادرة إلى صلحهم عند عدواتهم، والإجهاد في إيصالهم كفايتهم، بطيب نفس عند فقرهم، والإسراع إلى مساعدتهم، ومعاونتهم عند حاجتهم، ومراعاة جبر خاطرهم، مع التعطف والتلطف بهم، وتقديمهم في إجابة دعوتهم. والتواضع معهم مع غناك وفقرهم، وقوتك وضعفهم، ومداومة مودتهم، و...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الملك الحق المبين، الذي بيده الفضل، من شاء أعطاه، ومن شاء منعه، أحمده تعالى وأشكره على توفيقه وهدايته.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، وعليكم باتباع سنة سيد المرسلين.

 

واعلموا أنه يجب على كل مؤمن موفق: أن يستغفر الله -تعالى- لوالديه وللمؤمنين والمؤمنات، وأن يصل رحمه.

 

وعليه أيضا: موالاة المؤمنين، ونصيحتهم، وإرشادهم، إلى كل ما ينفعهم في أمور الدنيا والدين.

 

ثم اعلموا -رحمكم الله-: أنه يجب عليكم: أن تصلوا أرحامكم ولا تقطعوهم.

 

وعليكم: أن تتساعدوا معهم على كل ما فيه الخير والصلاح والسعادة.

 

والقرابة، هم: قرابة الإنسان من النسب، فصلتهم لازمة، وقطيعتهم محرمة في الشرع تحريما موكدا، فهي من الكبائر عند الله -تعالى-.

 

وقد قرن الله -سبحانه وتعالى- الأرحام باسمه الكريم في قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1].

 

وذلك -أيها المسلمون-: فيه تنبيه عظيم على أن صلتها بمكان منه سبحانه، ومقرب إليه، وقطعها خطر عظيم عند الله، ومبعد عنه سبحانه.

 

والمراد -عباد الله-: بصلة الرحم: موالاتهم، ومحبتهم أكثر من غيرهم لأجل قرابتهم.

 

وتأكيد المبادرة إلى صلحهم عند عدواتهم، والإجهاد في إيصالهم كفايتهم، بطيب نفس عند فقرهم، والإسراع إلى مساعدتهم، ومعاونتهم عند حاجتهم، ومراعاة جبر خاطرهم، مع التعطف والتلطف بهم، وتقديمهم في إجابة دعوتهم.

 

والتواضع معهم مع غناك وفقرهم، وقوتك وضعفهم، ومداومة مودتهم، ونصحهم في كل شؤونهم.

 

والبداءة بهم في الدعوة والضيافة قبل غيرهم، وإيثارهم في الإحسان والصدقة والهدية على من سواهم؛ لأن الصدقة عليهم صدقة وصلة، وفي معناها الهدية ونحوها.

 

ويتأكد فعل ذلك مع الرحم الكاشح المبغض، عساه أن يرجع عن بغضه إلى مودة قريبه ومحبته، وفي الحديث: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة".

 

فيجب على الإنسان: الاحسان إلى أقربائه من ذوي النسب، والأصهار، والتعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم.

 

وكذلك إن بعدوا وأساؤوا فينبغي للعاقل أن يبادر إلى صلة ذي الرحم الكاشح، وأن يدفع ما عنده من الإحن والبغضاء بالإحسان والإغضاء، وأن يقتل شيطان حقده وحسده، بسهام بره ومودته؛ كما قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].

 

فكيف بالحميم الذي هو القريب؟

 

وقد جاء: أن رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأعفو ويظلمون، أفأكافئهم؟ فقال: "لا، إذا تكونوا جميعا، ولكن خذ الفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله، ما كنت على ذلك".

 

فعليك -أيها المسلم-: بصلة أرحامك يرحمك الله، وخالف بين نفسك وهواك في طاعة مولاك، واصبر على آذاهم، وبالغ في الإحسان إلى من أساء إليك منهم، وحسن أخلاقك معهم، تفوز وتسعد دنيا وأخرى.

 

والله المسئول أن يوفقني وإياك وجميع المسلمين والمسلمات إلى ما فيه السعادة والفلاح، وأن يرزقنا جميعا اتباع سنة النبي الكريم -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.

 

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد: 22 - 23].

 

أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

المرفقات

الرحم1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات