عناصر الخطبة
1/أهمية استغلال شهر رمضان المبارك 2/دعوة لمراجعة العبادة في رمضان 3/ دعوة لمراجعة الأخلاق في رمضان المبارك 4/ واجب حكام المسلمين 5/ رسالة إلى قنوات الإعلام الهابطة 6/ الجود والكرم في رمضان المبارك 7/ تعظيم حرمة شهر رمضان المبارك .اهداف الخطبة
ترغيب الناس باستغلال رمضان / تحبيب الناس إلى فعل الطاعاتعنوان فرعي أول
تهنئة بشهر رمضان المباركعنوان فرعي ثاني
تعدل حجة معياقتباس
في رمضان يجب أن تتربى النفوس على الجد والاجتهاد نحو معالي الأمور وخصال الخير، وسلوك محاسن الفعال وكريم الخصال، في هذا الشهر يجب أن تتحلى القلوب والجوارح بالعفة والسلامة، والنقاء والإحسان، فيه ينبغي أن تتهذب الأخلاق وتنضبط الغرائز عن جماح الشهوات المحرمة لتصير تلك المسالك العظيمة وظيفة المسلم في حياته كلها، وفي شئونه جميعها، فربنا جل وعلا يُذكِّرنا بمقاصد الصوم الكبرى وأهدافه العظمى..
الحمد لله الذي منَّ علينا بشهر رمضان موسماً للطاعة والإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملِكُ المنَّان، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله..سيد ولد عدنان.. اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ذوي التقوى والإحسان.
أما بعد:
أيها المسلمون: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا- فمن اتقاه وقاه وأسعده ولا أشقاه.
أمة الإسلام: هنيئاً لكم بشهر رمضان، بارك الله لي ولكم فيه بالصيام والقيام، ووفَّقَنا في اغتنامه بالخيرات والمسارعة إلى القربات، شهر رمضان جعله الله ميداناً للتنافس في الخيرات، ومنَّ فيه على العباد بالنفحات، في الحديث القدسي الذي يرويه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن ربه: " الصيام لي وأنا أجزي به "، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يدعو أمته إلى أن يغتنموا شهر رمضان بكل ما يُرضي الرحمنَ ويقربهم إلى الجِنان، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: " يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ".
معاشر المسلمين: لنتخذ من هذا الشهر فرصة لإصلاح ما فسد من أوضاعنا، وعلاج ما وقع فيه النقص والتقصير من أحوالنا، فهو غنيمة تُنبِّه العاصي الغافل، وتوقظ المذنب المقصر، فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه صعِد المنبر، ثم قال: " آمين، آمين، آمين، ثم قال: إن جبريل أتاني فقال: رغم أنف امريء أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له، فأدخله الله النار فأبعده الله قل آمين، فقلت آمين ".
إنه الشهر العظيم الذي ينبغي للمسلم أن يغتنم نهاره بالصيام وليله بالقيام، وجميع لحظاته بأسباب دخول الجنان والبعد عن النيران، قال -صلى الله عليه وسلم-: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: " إذا جاء شهر رمضان فُتِّحت أبوابُ السماء " وفي رواية: " أبواب الجنة " وفي رواية: " أبواب الرحمة، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلسلتِ الشياطينُ ".
معاشر المسلمين: في رمضان يجب أن تتربى النفوس على الجد والاجتهاد نحو معالي الأمور وخصال الخير، وسلوك محاسن الفعال وكريم الخصال، في هذا الشهر يجب أن تتحلى القلوب والجوارح بالعفة والسلامة، والنقاء والإحسان، فيه ينبغي أن تتهذب الأخلاق وتنضبط الغرائز عن جماح الشهوات المحرمة لتصير تلك المسالك العظيمة وظيفة المسلم في حياته كلها، وفي شئونه جميعها، فربنا -جل وعلا- يُذكِّرنا بمقاصد الصوم الكبرى وأهدافه العظمى، فيقول في ختام آية الصوم: ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ البقرة: 183]، ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري.
ليكن هذا الشهر وهو الذي أُنزل فيه القرآنُ، ليكن مذكِّراً لحكام المسلمين بواجبهم الأعظم ومسئوليتهم الكبرى، وهي تحكيم شرع الله -جل وعلا- في كل شأن، وإنزال المجتمعات على حكم الله -سبحانه- في كتابه، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فهم عن ذلك مسئولون.. فليتذكروا الوقوف بين يدي الجبار، وليستعدوا للعرض بين يديه - سبحانه- فإلى متى والمسلمون في كثير من أصقاع العالم الإسلامي تحكمهم قوانين بشرية ودساتير مستوردة؟ ألم يقل الله -جل وعلا-: (.. وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) [المائدة: 50]، ألم ينذرنا ربنا -جل وعلا- بقوله: ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) [النساء: 65]؟ فلقد سئمت المجتمعات المسلمة القوانينَ البشريةَ التي ما جرَّت لها إلا وبالا كبير وشراً مستطيراً يشهدُ به واقعُ المسلمين.
إخوة الإسلام: هل يعي مسئولو الإعلام ومُلَّاك القنوات الفضائية حقيقةَ مقاصدِ الصوم؟ وهل يدركون حرمة هذا الشهر فينتهوا حينئذ عن بث هذا العفن الذي تشتد سمومه في رمضان، ويعظُم سعيرُه في مثل هذا الزمان؟ أيُّ جريمةٍ أعظمُ من مُحادَّة الله -جل وعلا- ومخالفة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في مقاصده وأهدافه؟ فهل يتعقل أولئك فيتوبون إلى الله -جل وعلا- عن محادة الشريعة بما يبثونه في هذا الشهر من أفلام هابطة ومسلسلات ساقطة، وإغراق لأجيال المسلمين في لهو هابط؟ أفلا يتوبون؟ أوَلا يتذكرون ويتعظون ما دام في المجال فسحة؟ ألم يتفكروا في عظمة الخالق -سبحانه- أن يعاجلهم بعقاب عاجل، فإنهم ميتون وغداً مُحاسَبون: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.. ).
إخوة الإسلام: كونوا في هذا الشهر متصفين بأنواع الجود، متحلين بخصال البر.. تَحلَّوا بكل خلق كريم ومنهج قويم، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ.. يعرض عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لَقِيَه جبريلُ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الرِّيح المُرسلَة ".. متفق عليه.
إخوة الإيمان: من أبرز خصال الكرم وأنبل أنواع الجود الحرصُ على تفطير الصوَّام بكل ما تجود به النفوس: " من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً ".. حديث صحيح، ومن أنواع الجود الإكثارُ من الصدقة في رمضانَ.. وقد نص أهل العلم على أن أفضلَ الصدقة صدقةٌ في رمضان: ( إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) [التغابن: 17]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة " متفق عليه..
ومن أنواع الجود: الحرصُ على عمرة في رمضان؛ فرسولنا -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: " عمرةٌ في رمضانَ تَعدلُ حَجةً، وفي رواية: "حجة معي ".
إخوة الإسلام: أعمروا أوقاتكم في هذا الشهر ليلاً ونهاراً بقراءة القرآن.. تلاوةً ودراسة وتعقلاً وتدبراً؛ ففي ذلك الأجرُ العظيمُ، والعواقب الحسنة، والثمار اليانعة.. قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعامَ والشهوة فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النومَ فشفعني فيه، فيُشفَّعان " أخرجه أحمد والبيهقي .. قال الزهري: " إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام ".
بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا وإياكم بما فيه والسنة من البيان.. أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد، فيا أيها المسلمون.. أوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا- فهي وصية الله للأولين والآخرين.
إخوة الإسلام: عَظَّموا حرمة هذا الشهر، ففي المسند وصحيح ابن حبان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " مَن صام رمضان فعرف حدوده، وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه، كفَّر ذلك ما قبله "، وجاء في مصنَّف ابن أبي شيبة عن علي -رضي الله عنه- قال:" ليس الصيام من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو "، وعن جابر - رضي الله عنه - أنه قال: " إذا صُمتَ فليصُم سمعُك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواءً " أخرجاه في الصحيحين.
ثم إن الله -جل وعلا- أمرنا بأمر عظيم، ألا وهو الصلاة والسلام على النبي الكريم.. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن الآل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم عليك بأعداء المسلمين. اللهم أهلَّ هذا الشهر علينا بالأمن والإيمان. اللهم أهله بالأمن والإيمان، والطاعة الإحسان. اللهم وفقنا فيه إلى كل خير.
اللهم أعنا فيه على الصيام والقيام، وقراءة القرآن وطاعة الرحمن يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفق المسلمين إلى ما يرضي ربهم. اللهم وفق المسلمين إلى ما يرضيك. اللهم وفقِّ المسلمين إلى ما يرضيك. اللهم وفقهم لاتباع سنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم. اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم. اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم. اللهم اكفهم شرارَهم وفجارهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان. اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان. اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان. اللهم اجمع كلمتهم على الحق. اللهم اجمع كلمتهم على الحق. اللهم اجمع كلمتهم على الحق. اللهم اجمع كلمة المسلمين في فلسطين على الحق والتقوى. اللهم اجمع كلمة المسلمين في كل مكان على الحق والتقوى يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم فرِّج همومَ المسلمين في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين وفي كل مكان. اللهم فرج همومهم . اللهم أنزل عليهم في هذا الشهر رحمةً من عندك تُصلحُ بها شئونهم. اللهم أنزل عليهم رحمة تصلح بها شئونهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم مُنَّ على هذه البلاد وعلى سائر بلاد المسلمين بالأمن يا ذا الجلال والإكرام. اللهم مُنَّ على هذه البلاد وعلى سائر بلاد المسلمين بالأمن والرخاء والسخاء يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفق خادم الحرمين لما تحب وترضى. اللهم وفقه لما تحب وترضى. اللهم وفقه لخدمة الإسلام والمسلمين. اللهم بارك له في عُمُره وأوقاته يا حيُّ يا قيوم.
اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما فيه خدمة رعاياهم. اللهم وفقهم لما فيه خدمة مصالح رعاياهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. ( .. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) [البقرة: 102].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم