عناصر الخطبة
1/ الأشهر الحرم 2/ صيام عاشوراء 3/ بِدَعُ المُحَرَّم 4/ عزة المسلم 5/ صورةٌ لسَفَهِنااقتباس
فإن رأس مال المسلم دينه، وبدون دينه لا قيمة لحياته ولا لشخصيته وإن امتلك الجاه والمال والحسب والنسب، وإن كان أكاديميًا أو مخترعًا فهو بدون الدين لا شيء. ولذلك؛ فإن المسلم لا تهزه أعراض الدنيا؛ لأن دينه العظيم يضفي عليه سكينة تحميه من خفة العقل، وتصرفه عن الأمور التافهة، هذه السكينة تجعله عالي الاهتمامات؛ كحال ..
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
نحن نعيش بدايات شهر الله المحرم، وهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله -عز وجل- عنها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) [التوبة:36].
قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- في تفسيره: "خصّ الله -تعالى- الأشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل زمان".
في الصحيحين؛ من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب في حجته فقال: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ؛ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ".
قال هذا -صلى الله عليه وسلم- لأن هناك خلافًا بين مضر وبين ربيعة حول موضع شهر رجب؛ ولذلك أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- قصده.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره:" فإنه أضافه -أي: رجب- إلى مضر ليبين صحة قولهم في رجب؛ لأنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا كما تظن ربيعة من أن شهر رجب هو الشهر الذي بين شعبان وشوال وهو رمضان، وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثةٌ منها متوالية، وواحد فرد، لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، فحُرِّم قبل الحج شهرٌ هو ذو القعدة، سمي كذلك لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة، أي عن القتال فيه؛ لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون بأداء المناسك، وحرم بعده شهرٌ آخَرُ وهو محرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط الحول من أجل زيارة البيت، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنًا".
هذه هي قصة الأشهر الحرم التي كانت منذ زمن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، ثم درج عليها العرب؛ ولذلك قال -تعالى- فيما تقدم: (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)، أي: هو الدين المستقيم الذي عليه إبراهيم وإسماعيل وقد توارثه العرب منهما، ثم جاء الإسلام مؤكدًا حرمة القتال في الأشهر الحرم.
معاشر المسلمين: إن شهر الله المحرم له فضل عظيم، حتى عده بعض السلف أفضل الأشهر الحرم قاطبة، أما صومه: ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
قال الحافظ ابن رجب: "وقد سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- المحرم شهر الله، وإضافته إلى الله -عز وجل- تدل على شرفه وفضله، فإن الله -تعالى- لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمدًا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته، ونسب ناقته".
ولما كان هذا الشهر مختصًا بإضافته إلى الله -تعالى-، وكان الصيام من بين الأعمال مضافًا إلى الله -تعالى-، ناسب أن يختص هذا الشهر بالندب فيه إلى الصيام.
ومن فضل هذا الشهر أن فيه يوم عاشوراء الذي حصل فيه نصر مبين لأهل الإيمان، وأظهر الله فيه الحق على الباطل، حيث نجَّى فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة.
جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم -عليه الصلاة والسلام-: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟!"، فقالوا: هذا يوم عظيم؛ أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه. متفق عليه.
لقد كان استفساره -صلى الله عليه وسلم- ليعلم سبب صيام اليهود له؛ لأن قريشًا يعرفون يوم عاشوراء وكانوا يصومونه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصومه أيضًا في مكة قبل الهجرة، واستمر على صيامه بعدها.
جاء في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضانُ ترك يوم عاشوراء، فمَن شاء صامه ومن شاء تركه".
قال الإمام القرطبي: "لعلهم -أي: المشركين- كانوا يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل، فإنهم كانوا ينتسبون إليهما ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما". اهـ.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: صوم عاشوراء كان واجبًا في أول الأمر بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة على الصحيح من قولي أهل العلم؛ لثبوت الأمر بصومه، كما في حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: "أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من أسلم أنْ أذِّنْ في الناس أَنَّ مَن كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء". متفق عليه.
ولما فرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة نُسخ وجوبُ صومه، وبقي على الاستحباب، إذًا؛ فلم يقع بصوم عاشوراء أمر واجب إلا في سنة واحدة، وهي السنة الثانية من الهجرة، ثم فرض عاشوراء في أولها، ثم فرض رمضان بعد منتصفها، ثم عزم النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره في السنة العاشرة على أن لا يصومه مفردًا؛ بل عزم على أن يصوم قبله اليوم التاسع، وهي صورة من صور مخالفة أهل الكتاب في صفة صيامهم.
فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
لقد ذكر الحافظ ابن حجر أن هذا كان في آخر الأمر، وقد كان -صلى الله عليه وآله وسلم- يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، لا سيما إذا كان فيما يخالف أهل الأوثان، فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أمر بمخالفة أهل الكتاب في صيامهم لعاشوراء بصوم يوم قبله، ووافقه في الصيام أولاً وقال: "نحن أحقُّ بموسى منكم"، ثم أمر بأن يُضَافَ يومٌ قبله خلافًا لهم.
صح في البخاري أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان".
وفي صحيح ابن ماجه من حديث أبي قتادة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عاشوراء؛ إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
وهذا التكفير -أيها الإخوة- خاص بالصغائر دون الكبائر؛ بل إنه يشترط اجتنابُ الكبائر كما هو ظاهر حين الجمع بين النصوص، فهناك حديث عثمان -رضي الله عنه- في صحيح مسلم، قال –صلى الله عليه وسلم-: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كله".
وهناك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، فيه أيضًا -أي في صحيح مسلم- قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تغشَ الكبائر".
قال الإمام النووي -رحمه الله-: "الأصح المختار أنه يكفر كل الذنوب الصغائر"، قال القاضي عياض -رحمه الله-: "هذا المذكور في الأحاديث من غفران الصغائر دون الكبائر هو مذهب أهل السنة، والكبائر إنما تكفرها التوبة، أو رحمة الله تعالى".
والحكمة من صيام يوم عاشوراء شكر الله -عز وجل- أن نصر عبده ورسوله موسى -عليه السلام- على فرعون وقومه كما تقدم، وكذلك تأسيًا بنبينا -صلى الله عليه وسلم- في صيامه لهذا اليوم.
أما البدع المحدثة في المحرم فقد قال ابن تيمية -رحمه الله-: "فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتمًا، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاء قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدين، ولم يعرف من المسلمين أكثر كذبًا وفتنةً ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شَرٌّ من الخوارج المارقين، وأولئك قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"، وهؤلاء يعاونون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى المسلمين.
ثم قال: وصار الشيطان بسبب قتل الحسين -رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاء المراثي، وما يفضي إليه ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال مَن لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يُسَبَّ السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصدُ مَن سَنَّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبًا ولا مستحبًا باتفاق المسلمين؛ بل إن إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله.
أسأل الله تعالى أن يتم علينا نعمه، وأن يبلغنا طاعته، وأن يتقبل منا برحمته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن رأس مال المسلم دينه، وبدون دينه لا قيمة لحياته ولا لشخصيته وإن امتلك الجاه والمال والحسب والنسب، وإن كان أكاديميًا أو مخترعًا فهو بدون الدين لا شيء.
ولذلك؛ فإن المسلم لا تهزه أعراض الدنيا؛ لأن دينه العظيم يضفي عليه سكينة تحميه من خفة العقل، وتصرفه عن الأمور التافهة، هذه السكينة تجعله عالي الاهتمامات، كحال ربعي بن عامر -رضي الله عنه- عندما حاول الفرس أن يبهروه بزينتهم وكنوزهم، فدخل على ملِكهم وقد زيَّنوا مجلسه بالنّمارق المذهّبة، والزّرابي من الحرير، واليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه، وقد جلس على سرير من ذهب، فهل يا ترى تأثر ربعي؟! كلا وربي.
ودخل ربعي بثياب صفيقة، وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبَها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحُه ودرعه وخوذته على رأسه. فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتِكم وإِنّما جئتكم حين دعوتموني، فإنْ تركتموني هكذا وإِلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النّمارق فخرق عامتها، فقال له رستم: ما جاء بكم؟! فقال ربعي: الله ابتعثنا لنخرج مَن شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام.
هكذا كان الصحابة في مقابل هذه الدنيا وتفاهتها ومغرياتها، ربعي والمغيرة بن شعبة ومحمد بن واسع وقبلهم صهيب ومصعب وياسر، أقول هذا -أيها الإخوة- عندما أرى المسلم الذي يملك بين جنبيه دينه ويحمل في قلبه شهادة التوحيد: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ثم لا يفخر بهذا الكنز ولا يصعد باهتماماته إلى مستوى دينه، ولا ينظر إلى الدنيا بمنظور الإسلام.
بالإسلام يقيس المسلم الأشياء، فكل ما عظمه الله عظمه، وكل ما حقره الله حقره، هذا هو المسلم، فعندها يتميز بمبادئ دينه ويعلو ويسمو بهمومه واهتماماته وأولوياته، فلا يندرج وراء دهماء الناس إلى التافه من الأمور.
لقد تعجبت، وقلت: أفمن أجل لاعب كرة نصراني ينطلق جماعات من الكبار والشباب والصغار من المسلمين الموحدين من بيوتهم إلى المطار البعيد ويتجشمون العناء ويتكبدون المشقة، ويتجمهرون ويزدحمون ويزاحمون كي ينظروا إليه! أو يهدوه باقات من الورد! وحتى لو كان مَن كان في فن اللعب كما يقال، فحب مشاهدة الكرة شيء وتعظيم هؤلاء اللاعبين والإعجاب بأشخاصهم إلى هذا الحد الغريب شيء آخر تمامًا.
ولا يذهب الفهم بعيدًا، فليس المقصود تحريم الرياضة، هذا ليس موضوعنا، ولكني تعجبت -وما زلت أتعجب- من تأثير الفضائيات الرياضية العالمية على تشكيل قيم شباب الأمة؛ بل وقيم كثير من كبارها! والأشد من ذلك تربية الصغار على هذه القيم من دون قيم دينهم، والدليل ما رأيناه قبل يومين أو ثلاثة.
وإذا جاء مثل هذا السلوك ممن يعيش في عالَم آخَر، وله فكر آخر، فلا بأس! أما إن كان من رواد المساجد فهنالك العتب! هنالك العتب!
فأسأل الله -تعالى- أن يصلح حال الأمة، وأن يهدي شبابها.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم