شعيرة العمرة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2025-03-14 - 1446/09/14 2025-03-11 - 1446/09/11
عناصر الخطبة
1/حقيقة العمرة ومشروعيتها 2/أركان العمرة وواجباتها وأعمالها 3/فضل العمرة وأفضل وقت لأدائها.

اقتباس

لَا تُشْتَرَطُ الطَّهَارَةُ لِلسَّعْيِ، فَلَوْ سَعَى وَهُوَ غَيْرُ مُتَوَضِّئٍ جَازَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْأَفْضَلَ أَنْ يَكُونَ عَلَى وُضُوءٍ، وَلَا يُوجَدُ ذِكْرٌ أَوْ دُعَاءٌ خَاصٌّ بِالسَّعْيِ، فَلَوْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَوْ ذَكَرَ اللَّهَ أَوْ دَعَاهُ بِمَا يَتَيَسَّرُ فَهُوَ جَائِزٌ، وَإِذَا أُقِيمَتِ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: الْعُمْرَةُ مِنْ شَعَائِرِ دِينِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمَةِ؛ حَيْثُ دَعَا رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- إِلَى إِتْمَامِهَا؛ فَقَالَ: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)[الْبَقَرَةِ: 196].

 

وَالْمُرَادُ بِالْعُمْرَةِ؛ زِيَارَةُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ؛ لِأَدَاءِ مَنَاسِكَ مَخْصُوصَةٍ، وَتُسَمَّى الْحَجَّ الْأَصْغَرَ؛ لِمُشَارَكَتِهَا الْحَجَّ فِي بَعْضِ الْمَنَاسِكِ. وَقَدْ أَجْمَعَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى مَشْرُوعِيَّتِهَا، وَاخْتَلَفُوا فِي حُكْمِهَا؛ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ بِوُجُوبِهَا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ، وَاسْتَدَلُّوا بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ طَلَعَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ، وَتَعْتَمِرَ... الْحَدِيثَ"؛ وَذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى اسْتِحْبَابِ الْعُمْرَةِ دُونَ وُجُوبِهَا. وَلِلْعُمْرَةِ أَرْكَانٌ الَّتِي لَا تَصِحُّ إِلَّا بِهَا، وَهِيَ ثَلَاثَةٌ: الْإِحْرَامُ، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.

 

وَلَهَا وَاجِبَاتٌ هِيَ: الْإِحْرَامُ مِنَ الْمِيقَاتِ، وَالتَّجَرُّدُ مِنَ الْمَخِيطِ بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُلِ، وَالْحَلْقُ أَوِ التَّقْصِيرُ؛ وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الْوَاجِبَاتِ وَجَبَ عَلَيْهِ دَمٌ.

 

وَإِذَا تَيَسَّرَ لِلْمُسْلِمِ الْوُصُولُ إِلَى تِلْكَ الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ لِأَدَاءِ الْعُمْرَةِ، فَيَلْزَمُهُ خَمْسُ خُطُوَاتٍ لِإِتْمَامِ عُمْرَتِهِ:

أَوَّلًا: الْإِحْرَامُ مِنَ الْمِيقَاتِ: وَهُوَ نِيَّةُ الدُّخُولِ فِي الْعُمْرَةِ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ يُحَرِّمُ عَلَى نَفْسِهِ -بِنِيَّتِهِ- مَا كَانَ مُبَاحًا لَهُ قَبْلَ الْإِحْرَامِ؛ كَلُبْسِ الْمَخِيطِ وَغَيْرِهِ، وَيُسْتَحَبُّ لَهُ قَبْلَ الْإِحْرَامِ التَّنَظُّفُ وَالْغُسْلُ وَالتَّطَيُّبُ، ثُمَّ يَلْبَسُ الْإِزَارَ وَالرِّدَاءَ وَيَقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ عُمْرَةً"، وَعِنْدَهَا يَلْتَزِمُ بِمَحْظُورَاتِ الْإِحْرَامِ الَّتِي لَا يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَفْعَلَهَا؛ وَهِيَ: عَدَمُ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ شَعْرِهِ أَوْ أَظَافِرِهِ، وَيُمْنَعُ عَلَيْهِ الطِّيبُ، وَتَغْطِيَةُ الرَّأْسِ، وَأَنْ يُجَامِعَ أَوْ أَنْ يُبَاشِرَ أَيَّ فِعْلٍ مِنْ مُقَدِّمَاتِ الْجِمَاعِ، وَأَنْ يَقْتُلَ صَيْدًا بَرِّيًّا كَالْغَزَالِ وَالْأَرْنَبِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَيُمْنَعُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَلْبَسَ مَخِيطًا؛ كَالثَّوْبِ، أَوِ السِّرْوَالِ وَنَحْوِهِ.

 

ثَانِيًا: الطَّوَافُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ: وَيَبْدَأُ الطَّوَافَ بِمُجَرَّدِ دُخُولِهِ لِلْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ تَكُونُ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَلِمَهُ اسْتَلَمَهُ وَقَبَّلَهُ وَكَبَّرَ وَبَدَأَ طَوَافَهُ، وَإِلَّا اسْتَلَمَهُ بِعَصًى وَنَحْوِهَا وَقَبَّلَ مَا اسْتَلَمَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ أَشَارَ إِلَيْهِ، وَلَا يُقَبِّلُ يَدَهُ.

 

وَلَا تُشْتَرَطُ الطَّهَارَةُ لِلطَّوَافِ وَلَكِنْ يُسْتَحَبُّ ذَلِكَ لِفِعْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ الْحَائِضِ أَنْ تَطُوفَ حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا؛ لِنَهْيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْحَائِضَ عَنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ، وَإِذَا أُقِيمَتْ صَلَاةُ الْفَرِيضَةِ وَهُوَ يَطُوفُ فَإِنَّهُ يُصَلِّيهَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ يُكْمِلُ مَا بَقِيَ مِنْ طَوَافِهِ.

 

ثَالِثًا: الصَّلَاةُ خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَالشُّرْبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ؛ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الطَّوَافِ انْطَلَقَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَقَرَأَ: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)[الْبَقَرَةِ:125]، وَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ إِنْ تَيَسَّرَ لَهُ ذَلِكَ، وَإِلَّا فَفِي أَيِّ مَكَانٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسُورَةِ الْكَافِرُونَ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِالْإِخْلَاصِ.

 

رَابِعًا: السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ: يَبْدَأُ سَعْيُهُ مِنَ الصَّفَا وَيَنْتَهِي بِالْمَرْوَةِ، وَيُسَنُّ عِنْدَ قُرْبِهِ مِنَ الصَّفَا فِي بِدَايَةِ الشَّوْطِ الْأَوَّلِ أَنْ يَقْرَأَ قَوْلَهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)[الْبَقَرَةِ:158]، وَيَقُولُ بَعْدَهَا: "أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ"، وَلَا يَقُولُ هَذَا إِلَّا فِي بِدَايَةِ الشَّوْطِ الْأَوَّلِ مِنَ السَّعْيِ.

 

وَلَا تُشْتَرَطُ الطَّهَارَةُ لِلسَّعْيِ، فَلَوْ سَعَى وَهُوَ غَيْرُ مُتَوَضِّئٍ جَازَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْأَفْضَلَ أَنْ يَكُونَ عَلَى وُضُوءٍ، وَلَا يُوجَدُ ذِكْرٌ أَوْ دُعَاءٌ خَاصٌّ بِالسَّعْيِ، فَلَوْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَوْ ذَكَرَ اللَّهَ أَوْ دَعَاهُ بِمَا يَتَيَسَّرُ فَهُوَ جَائِزٌ، وَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَهُوَ يَسْعَى فَإِنَّهُ يُصَلِّي مَعَ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْعَى ثُمَّ يُكْمِلُ سَعْيَهُ.

 

خَامِسًا: حَلْقُ الشَّعْرِ أَوْ تَقْصِيرُهُ: فَإِذَا فَرَغَ الْمُعْتَمِرُ مِنَ السَّعْيِ حَلَقَ أَوْ قَصَّرَ، وَالْحَلْقُ أَفْضَلُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَفِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ" قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ"، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ"، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "وَالْمُقَصِّرِينَ". وَفِي رِوَايَةٍ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ"(أَحْمَدُ). وَلَيْسَ عَلَى الْمَرْأَةِ حَلْقٌ، وَإِنَّمَا تَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهَا قَدْرَ أُنْمُلَةٍ مِنْ كُلِّ ضَفِيرَةٍ فِيهِ.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].

 

عِبَادَ اللَّهِ: وَلَمْ يَحُثَّ الشَّرْعُ الْحَنِيفُ عَلَى الْعُمْرَةِ وَيَدْعُو إِلَيْهَا؛ إِلَّا لِمَا لَهَا مِنَ الْفَضَائِلِ الْكَبِيرَةِ وَالثِّمَارِ الْوَفِيرَةِ؛ فَمِنْ ذَلِكَ:

تَكْفِيرُ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ: قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَمِنْهَا: أَنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ: وَلِذَا رَغَّبَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مِنَ الْإِكْثَارِ مِنْهُمَا، فَقَالَ: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ؛ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ"(التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ).

 

وَمِنْهَا: أَنَّهَا تَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، خُصُوصًا لِلنِّسَاءِ وَالضَّعَفَةِ، لِقَوْلِهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالْمَرْأَةِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ"(صَحِيحٌ - النَّسَائِيُّ).

 

وَأَفْضَلُ أَوْقَاتِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ؛ لِقَوْلِ نَبِيِّنَا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)؛ فَإِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لِلْمُسْلِمِ ذَلِكَ فَلْيُحَاوِلِ الْقِيَامَ بِهَا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اعْتَمَرَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، جَمِيعُهَا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: احْرِصُوا عَلَى أَدَاءِ الْعُمْرَةِ تَقَرُّبًا إِلَى بَارِئِكُمْ وَحِرْصًا عَلَى نَيْلِ ثِمَارِهَا الْوَفِيرَةِ وَمَنَافِعِهَا الْكَبِيرَةِ.

 

أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُبَلِّغَنِي وَإِيَّاكُمْ زِيَارَةَ تِلْكَ الْبِقَاعِ الْمُقَدَّسَةِ لِأَدَاءِ الْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ...

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

شعيرة العمرة.doc

شعيرة العمرة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات