شريعة الإحسان

الشيخ عبدالعزيز بن محمد النغيمشي

2022-01-28 - 1443/06/25 2022-10-09 - 1444/03/13
عناصر الخطبة
1/فضائل شريعة الإسلام 2/من محاسن الدين الإسلامي 3/أهمية مرتبة الإحسان وسمات المحسنين 4/جزاء المحسنين ورفعة درجاتهم عند رب العالمين.

اقتباس

ابْذُلِ الإحسانَ كما أَحسَنَ الله بِه إليك؛ أَحْسَنَ اللهُ إليكَ بِعِلْمٍ فَعَلِّمْ، أَحْسَنَ الله إليكَ بمالٍ فابْذُلْ، أَحْسَنَ اللهُ إليكَ بقوةٍ فَتَواضَعْ، أَحْسَنَ الله إليكَ بِولدٍ فَأدِّب، أَحْسَنَ الله إليك بوالدٍ فَبِرَّ، أَحْسَنَ الله إليكَ بصحةٍ فاعْمَل، أَحْسَنَ الله إليك بجوارِحَ فاحْفَظ. فَما مِنْ عَبْدٍ إِلا وإحسانُ اللهِ إليهِ ممدودٌ، فالكريمُ يُشاهدُ الإحسانَ ويَشْكُر، واللئيم يَجْحدُ الفضلَ ويُنْكِر.

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 

أَمَّا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أيها المسلمون: تهذيبٌ للنفوسِ وتربيةٌ على القِيَم، وإرشادٌ للفضائل ودلالةٌ على الآداب؛ شريعةٌ امتَنَّ اللهُ بها على عبادِه، ما اسْتَظَلَّ بظل الشريعةِ مُسْتَظِلٌّ إلا غَنِم.

 

كُلُّ دِينٍ يدينُ العبادُ بِه يتهاوى في منعطفات الحياةِ، وينكشفُ في رياح المِحَن. ودِينُ الله، لا تَزيدُه المِحَن إلا صفاءً، ولا تكسوهُ الشدائدُ إلا بهاءً.

 

يُقَلِّبُ مَفْتونٌ طَرْفَهُ بينَ قوانين وتشريعاتِ البشرِ، يَلْتَمِسُ شريعةً يرتضيها، ويطلبُ نظامًا يصطفيه. يَنتَزِعُ مِنُ كُلِّ قانونٍ نظامًا، ومِنْ كُلِّ دُسْتُورٍ مَنْهَجًا. حتى إذا ما بَرَزَ؛ بَرَزَ بَيْنَ الأنامِ بوجهٍ صَفِيْقٍ وثوبٍ مُرَقَّع.

 

وَتَبْقَى الشَّرِيْعَةُ التي شَرَعَها اللهُ لِعبادِه، تَزْهُوْ بأَبهى الحُللِ وأزكاها، تَتَجددُ بِتَجَدُّدِ الزَّمَن، لَمْ تَبْلَ ولَمْ تَخْلَقْ، لَمْ تَزِدْها السنينُ إلا سناءً. ثوبُ الشريعةِ أَرْقى ما اكتَسَوْتَ بِه، ولا يَكْتَسِي بِالراقياتِ الرَّقِيْقُ.

 

شريعةُ الله بالعدلِ قامَت وأَقامَتْ، أَسَاسُها تَوْحِيْدُ اللهِ الحيِّ القيومِ؛ توحيدٌ لَه بالربوبيةِ؛ فلا خَالِقَ ولا رَازِقَ ولا مُدَبِرَ بالكونِ إلا الله. وتوحيدٌ لَه بالألوهيةِ؛ فلا معبودَ بِحَقٍّ سِواه، فالأمرُ أمرُهُ، والنهيُ نهيهُ، والحلالُ ما أَحَلَّ، والحرامُ ما حَرَّمَ، والدِّيْنُ ما شَرَع، كِتابُهُ نورٌ ودُسْتُورٌ، ورَسولُهُ هادٍ مُطاعٌ.

 

فازَ عبدٌ، لا يبتغي غير شَرْعِ الله دينًا، مُستجيبٌ لِرَبِه لا يُكابِر، دَرْبُه في الحياةِ دَربُ رسولٍ، أَينَ سارَ الرسولُ ماضٍ وسائر، تَصْنَعُ "الآيةُ" خُلُقَه، ويَسْتَهويه "قال الرسولُ".

 

أتباعُ الشريعةِ نَالُوا مِنَ الشَّرَفِ أَعْلَى وِسَام، سامِيةٌ أَرْواحُهُم، راقيةٌ أخلاقُهُم، عاليةٌ هِمَمُهُم. هِمَمُ أهِلُ الهوى أَنْ يَنَالُوا مِن الدُّنيا متاعًا ومطعمًا، لكنَّما هِمَمُ الكرامِ فلاحُ، إلى الجناتِ روحُ الحُرِّ تسمو وتَعْرُجُ.

 

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ".. فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ، وأَعْلَى الجَنَّةِ، وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ"(رواه البخاري) كذا تَصْنَعُ الشريعةُ الهِممَ، ومَنْ يَنْشُدُ الفرْدوسَ يَسْعى ويَحفِدُ.

 

ومرتبةُ الإحسانِ أعلى مراتِبِ الدينِ، تُشَيِّدُ للمرءِ باطِنًا تَقِيًّا وظاهرًا نَقِيًّا. ففي حديثِ جبريلَ -عليه السلامُ- حينَ جَلَسَ إلى رَسُوْلِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "فأخْبِرْنِي عَنِ الإحْسانِ، قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ"(رواه مسلم).

 

ومَن تَقَلَّبَ في مَرْتَبَةِ الإحسانِ عاشَ مُستحضرًا رؤيةَ اللهِ لَه، يَسْتَقِيْمُ أَمْرُهُ ويَرْتَقِي خُلُقُه، وتَتَهَذَّبُ نفسُه وتَطِيْبُ مذاهِبُه.

 

مرتَبَةُ الإحسان يُدرِكُ بها المُحسنُ محبةَ اللهِ (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة:195]، ومَن أحَبَّهُ اللهُ، رضي عنهُ وأرضاه، وضاعفَ لَه الجزاءَ وأكرمَ في الآخرةِ مثواه؛ (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)[الرحمن:60].

 

 هَلْ جزاءُ مَن أَحسَنَ في عبادَةِ للهِ، وأحْسَن إلى عبادِ الله، إلا أَنْ يُحسِنَ اللهُ إليه في الآخرة. وَعْدٌ وعَدْلٌ وَمِنَّةٌ وكَرَم (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[يونس: 26]؛ الحُسْنَى هي الجنةُ، والزيادةُ هِيَ النَّظَرُ إلى وجه اللهِ الكريم.

 

عَنْ صُهيبِ بن سنانِ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، يقولُ اللَّهُ -تَبارَكَ وتَعالَى-: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ -عزَّ وجلَّ-، ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: (لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ)"(رواه مسلم).

 

إِنهُ جزاءُ المُحسنينَ، طُوْبى لِطالِبِ الفِرْدَوسِ يُسْدِي وَيُحْسِنُ، وكُلما كان الإحسانُ أعظَم؛ كان الجزاءُ مِنَ اللهِ أَجَلّ وأكرَم. وَمَنْ ارْتَحَلَ راحِلةَ الإحسانِ، أدْرَكَ في الدارينِ أكرمَ غَاية.

 

يُحسِنُ في الطاعةِ، ويُحسنُ في العمل، ويُحسنُ في العطاءِ، ويُحسنُ في المنعِ، ويُحسنُ في التعامُلِ، ويُحسِنُ في الخُلُق، ويُحسنُ في كُلِّ أَمرٍ يقومُ بِهِ. إحسانٌ يَتَّسِعُ ويَمْتَدّ، ويَنْتَشِرُ ويَفِيضُ، حتى يَغْمُرَ كلبًا فَيُسقى، ويُدْرِكَ شاةً لِذَبْحِها قَدْ أُضْجِعَت.

 

عن أَبِيْ يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الله َكَتَبَ الإحْسَانَ على كُلِّ شَيءٍ، فإذا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنوا القِتْلَةَ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذبيحته"(رواه مسلم).

 

وصدق الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]،

 

بارك الله لي ولكم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد الله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا رسولُ ربِ العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله..

 

أيها المسلمون: كذا هو دِينُ اللهِ، يَعمُرُ دُنيًا ويحفظُ دِين، يَبْنِي في كُلِّ مَسْلَكٍ صالحٍ صُروُحًا، ويُشَيِّدُ في كُلِّ طريقٍ طاهِرٍ بُروجًا، هَدَى للتي هِي أَقوَمُ وأرشَد.

وجانِحٌ عن سبيل اللهِ مُخْتَطَفٌ *** ضَلَّ الطريقَ ظلامُ التِيْهِ يَرْمِيْهِ

 

 (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)[الحج:31].

 

(وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)[القصص:77]؛ هِدايةٌ وَتَذْكِيْر، ابْذُلِ الإحسانَ كما أَحسَنَ الله بِه إليك.

 أَحْسَنَ اللهُ إليكَ بِعِلْمٍ فَعَلِّمْ، أَحْسَنَ الله إليكَ بمالٍ فابْذُلْ، أَحْسَنَ اللهُ إليكَ بقوةٍ فَتَواضَعْ، أَحْسَنَ الله إليكَ بِولدٍ فَأدِّب، أَحْسَنَ الله إليك بوالدٍ فَبِرَّ، أَحْسَنَ الله إليكَ بصحةٍ فاعْمَل، أَحْسَنَ الله إليك بجوارِحَ فاحْفَظ. فَما مِنْ عَبْدٍ إِلا وإحسانُ اللهِ إليهِ ممدودٌ، فالكريمُ يُشاهدُ الإحسانَ ويَشْكُر، واللئيم يَجْحدُ الفضلَ ويُنْكِر.

 

كَمْ مُتَمَتِّعٍ بالنِّعَمِ أعطاهُ اللهُ فضلَ مالٍ، يقفُ الفقيرُ بابِه متوسلاً، فَيُعْرِضُ مُتَأَفِفًا أو زاجِرًا، أو ساخرًا أو لامِزًا أو مُشَكِّكًا، لَمْ يَبْذُل الإحسانَ بِنَفسٍ سَخِيَّة، ولَم يَرُدَّ السائِلَ بكلمةٍ نَقِيَّة، لَمْ يَتَمَثَّلْ أمْرَ اللهِ لَه: (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)[القصص:77]، ولَمْ يتأَدَب بتأدِيْبِ الله لَه: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)[الضحى: 10].

 

وَمِنْ جَلالِ هذهِ الشريعةِ وجمالِها، وسموها ورُقِيِّها، أنها جَعَلَتْ للفقير على الغَنِيِّ حَقًّا لازمًا، لا مِنَّةَ لَه فيهِ ولا اسْتِعْلاء؛ فإنْ بَذَلَ الغَنِيُّ وأَدَّى كان من المُحسِنِين.  وإِنْ أَمْسَكَ وبَخِلَ كانَ من المُسِيْئِين (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)[الحديد: 7].

 

عباد الله: يُذَكَّرُ المسلمُ بِفَضلِ الإحسانِ وعَظِيْمِ ثوابِه؛ حينَما يتضاعَفُ في الناسِ أَهْلُ المسكنةِ وأَهْلُ الحاجَة، مُعسِرٌ قد أَرْهَقَتْهُ الديون، وذو عيالٍ قد مَسَّتْهُ الفاقَة، الجوعُ يؤلِمُ أجوافًا، والبَردُ يلسَعُ أجسادًا، ومُوسِرٌ غافِلٌ عَنْ بذلِ إحسان.

 

يا طالِب الحُسنى أَفِقْ، أسبابُ فوزِكَ بالإحسانِ تَطْرُقُها. لا تَحْقِرَنَّ قليلَ المالِ تُسْدِيهِ؛ تَفَقَّدْ حاجةَ جارٍ وَقَرِيْب، وتَحَسّس مُتَعَفِفًا لسانُهُ عَن المسألةِ يَنْعَجِم، ويَدُهُ لها لا تَمْتَد.

 

فإنْ لَمْ تَعرِفْ حالَ محتاجٍ تُعِيْنُه؛ ففي المجتمع جمعياتٌ لها اقترانٌ بالمحتاجينَ وصِلَة، صِلْهُمْ بِصَدَقَتِك، وتواصَلْ معهُم بإحسانِك، هُم مِنَصَةٌ للإحسانِ، يَصِلونَ الغنيَّ بالفقيرِ، لِيَلْتَئِمَ جُرْحٌ وتُسَدُّ خُلَّة، ويُقضَى دَيْنٌ وتُدفَعُ حاجة (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة:195].

 

اللهم أَعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..

المرفقات

أهمية تقوية الإيمان في زمن الفتن.pdf

أهمية تقوية الإيمان في زمن الفتن.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات