شرح خطبة للرسول -صلى الله عليه وسلم-

ناصر بن محمد الأحمد

2015-03-10 - 1436/05/19
عناصر الخطبة
1/نص خطبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- 2/معنى قوله صلى الله عليه وسلم: \"ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا\" 3/معنى قوله صلى الله عليه وسلم: \"وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم\" 4/شرح قوله صلى الله عليه وسلم: \"وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب\" 5/شرح صلى الله عليه وسلم: \"إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك\" 6/المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: \"وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظان\" 7/شرح قوله صلى الله عليه وسلم: \"وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة\" 8/بعض صفات أهل الجنة والنار

اقتباس

لقد قلبت ذهني كالعادة في هذا الأسبوع، وأنا أبحث عن موضوع مناسب، فوقفت على خطبة جاهزة كاملة، فقلت أنقلها بكاملها، وأجعلها هي حديثنا معكم اليوم، هل تدرون خطبة من هذه الخطبة ؟ ومتى ؟ وأين ألقيت ؟ إنها خطبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رواها...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

كثيراً ما احتار في اختيار موضوع الخطبة أجلس أفكر طويلاً: ماذا سأتحدث عنه هذا الأسبوع ؟ وأحياناً ينتصف الأسبوع ولا يخطر في بالي ما أراه مناسباً موضوعاً لخطبة الجمعة؛ لأنني أعلم بأن المستمع يمل التكرار، والحضور يطالبون الخطيب أن يأتي لهم كل جمعة بجديد.

 

لقد قلبت ذهني كالعادة في هذا الأسبوع، وأنا أبحث عن موضوع مناسب، فوقفت على خطبة جاهزة كاملة، فقلت أنقلها بكاملها، وأجعلها هي حديثنا معكم اليوم.

 

هل تدرون خطبة من هذه الخطبة ؟ ومتى ؟ وأين ألقيت ؟

 

إنها خطبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رواها الإمام مسلم في صحيحه من حديث عياض بن حمار -رضي الله تعالى عنه-، وهي خطبة عظيمة شاملة.

 

قال محمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: -واسمعوا -رحمكم الله- إلى هذه الخطبة البليغة- قال عليه الصلاة والسلام: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي ضعفاء حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب.

 

وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرأه نائما ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: رب إذاً يثلغوا رأسي، فَيَدَعُوه خبزة، قال استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك.

 

قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مسقط متصدق موفق، ورجل رحيم رفيق لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال.

 

قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبرَ له الذين فيكم تبعاً لا يتبعون أهلاً ولا مالاً، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل، أو الكذب، والشنظير الفحاش" [رواه مسلم].

 

هكذا روى مسلم هذه الخطبة العظيمة في صحيحة.

 

أيها المسلمون: نمر مرة أخرى على هذه الخطبة، ونقرأها كلمة كلمة، ونحاول أن نستفيد مما جاء فيها من مواعظ.

 

يقول عليه الصلاة والسلام في أول الخطبة: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا".

 

تأملوا -رحمكم الله- رحمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمته بمجرد أن علمه الله -عز وجل- علماً جديداً من أمور الدين، قام لكي يعلم أصحابه: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا".

 

ولو كل مسلم كلما تعلم مسألة في الدين، قام وعلمها غيره من أقرب الناس إليه لزال كثير من الجهل مما يعم مجتمعاتنا في مسائل الشرع، لو سمع الرجل مسألة في الدين، ثم قام على فورها ولقنها أهل بيته لصلح كثير من أحوال الأسر، فما هي الأشياء التي علمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابته في تلك الخطبة؟

 

قال: "كل مال نحلته عبداً حلال".

 

ومعنى: "نحلته" أي أعطيته.

 

والمعنى: أن كل مال أعطيته أحداً فهو حلال له.

 

وذلك عندما حرم بعض الصحابة على أنفسهم أشياء هي في الأصل حلال لهم، كالسائبة والوصيلة والبحيرة والحام، فقال ذلك عليه الصلاة والسلام إنكاراً عليهم، وأن كل مال ملكه العبد، فهو له حلال حتى يتعلق به حقه.

 

ثم قال تعالى: "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم".

 

يقرر عليه الصلاة والسلام هنا حقيقة، وهو أن الله -عز وجل- خلق العباد على الفطرة، ثم بعد ذلك يأتي دور الشياطين من الجنة والإنس في إغواء هذا الإنسان، وصده عن دينه.

 

"إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل سلطانا".

 

من هنا -يا عباد الله- يأتي خطورة الشياطين، بنوعيها الجن والإنس؛ لأن وظيفتها هي صد المسلم عن دينه.

 

ما أكثر الانحرافات الموجودة في مجتمعات المسلمين؟

 

ما أكثر المعاصي والكبائر التي ترتكب؟

 

ما أكثر الشرك بالله -عز وجل- ما لم ينزل به سلطاناً بنوعيه الأصغر والأكبر؟

 

كل هذا السبب الشياطين.

 

ولا شك أن شياطين الإنس من الفسقة والعصاة والعلمانيين وأذنابهم أخطر على المجتمعات من شياطين الجن في بعض الأحيان.

 

الشيطان الجني لو قرأت عليه آية الكرسي أو المعوذتين لذهب، لكن الشيطان الإنسي ربما يكون أحفظ للقرآن منك، لكن كما قال تعالى: (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24].

 

كم نقرأ فيما يكتب أصحاب الأقلام السيئة مقالات ساقطة، وأشعار بذيئة؟

 

بل ربما يستدل أحدهم على ما يريد ترويجه، ونشره بآياتٍ أو أحاديث، وربما نقل من كلام أهل العلم.

 

فالحذر الحذر -عباد الله- من شياطين الإنس، وانتبهوا لأولادكم وأسركم، اختر لأولادك من يصاحبهم من ذوي الأخلاق الحسنة والدين، حتى لا يجتالوه عن فطرته وعن دينه، فيكون شراً على نفسه وعلى أهله ومجتمعه.

 

ثم قال عليه الصلاة والسلام: "وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب".

 

المقت هو: أشد البغض، مقتهم كلهم، عربهم وعجمهم.

 

"إلا بقايا من أهل الكتاب" الباقون على تمسكهم.

 

وهذا لا شك أنه قبل البعثة؛ لأن بعد بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يقبل من أحدٍ دين غير الإسلام، وإن تمسك بدين أهل الكتاب.

 

ثم قال: "إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك" وهذه حقيقة يجهلها كثير من الناس.

 

الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُبعث إلا لكي يبتلى، ويبتلي به.

 

وهو قد ابتلي عليه الصلاة والسلام في تبليغ الرسالة، وغير ذلك في الجهاد في الله حق جهاده، والصبر في الله -تعالى- وقد أظهر عليه الصلاة والسلام من الإيجاب والإخلاص، الذي لا يشك فيه إلا كافر أو منافق، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- من أول ما نزل عليه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ) [المدثر: 1- 2].

 

ما عرف النوم ولا الراحة حتى قبضه الله -تعالى-، كل حياته جد وعمل وجهاد، وابتلاءات ومحن.

 

وكذلك الذين هم يسيرون على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لا بد لهم من ابتلاءات ومحن؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يبعث إلا لكي يبتلى به.

 

فالذين يطلبون الراحة والنوم.

 

ويريدون أن يقضوا جل حياتهم في النزهة والسفر واللعب.

 

فليبحثوا لهم عن دين غير الإسلام؛ لأن الإسلام دين جهاد وحركة، وجد وعمل، وابتلاءات ومحن: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت: 69].

 

هذه حقيقة يجهلها ويغفل عنها كثير من المسلمين.

 

ثم قال: "وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرأه نائما ويقظان".

 

أما قوله تعالى: "لا يغسله الماء".

 

فمعناه: محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الأزمان.

 

وأما قوله تعالى: "تقرأه نائما ويقظان".

 

فقال العلماء: معناه: يكون محفوظاً لك في حالتي النوم واليقظة، وقبل تقرأه في يسر وسهولة.

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم: "وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة".

 

أمر الله -عز وجل- رسوله أن يقاوم قريشاً، ويحرقهم كما أذوه وضايقوه، فقال عليه الصلاة والسلام: "إذاً يثلغوا رأسي" أي: يكسروا ويشجوه، كما تكسر الخبزة.

 

فقال له الله -تعالى- بعد ذلك: "استخرجهم كما استخرجوك وأغزهم نغزك" أي: نعينك.

 

"وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك".

 

كل هذا عونا من الله -تعالى- لنبيه، وكذلك لأتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقط عليهم الإخلاص، والصدق مع الله.

 

ورفع راية الجهاد سيأتيهم عون الله -عز وجل- وتأييده ونصره.

 

اللهم أتم علم الجهاد، وأقمع أهل الكفر والشرك والعناد وأنشر رحمتك على العباد، يا من له الدنيا والأخرى وإليه المعاد.

 

اللهم ثبتنا بقولك الثابت، واجعل آخر كلامنا من الدنيا: "لا إله إلا الله".

 

أقول قولي هذا ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، ولى الصالحين، وناصر عباده المؤمنين، وخالق الخلق أجمعين.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أمام المتقين، وصاحب لواء الحمد يوم الدين، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى أله وعلى أصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد:

 

ختم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الخطبة العظيمة بذكر الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة، وأهل النار.

 

وقد ذكر الإمام مسلم هذا الحديث تحت باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة، وأهل النار، قال صلى الله عليه وسلم: "وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال".

 

فهذه بعض الصفات التي لو رأيناها في الدنيا، لرجونا خيراً أن يكون من أهل الجنة.

 

الأول: سلطان مقسط متصدق موفق، فكل من ولى أمر المسلمين وأراد أن يكون من أهل الجنة، قد أن يكون مقسطاً -أي عادلاً لا يحابي أحد- ولا يقرب أقربائه وأعوانه، عادلاً فيما يأخذ، عادلاً فيما يعطى، ثم يكون بعد ذلك متصدقاً.

 

يؤدي حق الله -عز وجل- في أقواله وأقوال المسلمين، فإن أخل في العدل أو في التصدق، فهو على خطر أن لا يكون من أهل الجنة.

 

الثاني: رجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم.

 

فكن -يا عبد الله- رجلاً رحيماً بعباد الله، رقيق القلب على الضعفاء والفقراء من المسلمين ينكسر قلبك لآلامهم، ويحترق فؤادك بصدق لمصائبهم، فهذه بمعنى صفات أهل الجنة.

 

الثالث: عفيف متعفف ذو عيال، وهو الرجل الفقير المحتاج، لكن من عفته، يتعفف أن يسأل الناس، لا يريق ماء وجهه مع أنه ذو عيال، وهو في ضيق لينفق عليهم، لكنه لا يذل نفسه للآخرين، فهذا أيضاً من صفات أهل الجنة.

 

أين هذا من الذي أخذ من سأل الناس حرفه ومهنته؟

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم: "وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعاً لا يبتغون أهلاً ولا مالاً، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانة، ورجل لا يصبح ولا يمسى إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل أو الكذب والشنظير الفحاش".

 

فهذه -يا عباد الله- صفات أهل النار، التي لو رأيناها في أحد في الدنيا، لأشفقنا عليه وخفنا عليه أن يكون من أهلها -نسأل الله العافية-.

 

الأول: الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعاً لا يبتغون أهلاً ولا مالاً، فالضعيف الذين لا زبر له، أي لا عقل له، يمنعه من فعل ما لا ينبغي، فهذا الرجل الذي لا يحكم عقله في تصرفاته، ويتصرف تبعا لشهواته ورغبات نفسه، لا يردعه دين ولا عقل، فهذا على خطر عظيم، وربما يصير من أهل النار لو استمر على حاله، ولم يرجع إلى رشده وصوابه.

 

الثاني: قوله ص الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، وكيف لا تكون الخيانة من صفات أهل النار، وكيف يثق الناس في تعاملاتهم المختلفة لو فقد الأمين.

 

والخائن خطورته ظاهرة واضحة الآن، الخائن يخفى ما يفعله ويدبره، ويكون ظاهره مخالفاً لباطنه، وكلما عظمت واتسعت دائرة الخيانة، كلما عظم إثمها ووزرها عند الله.

 

فالذي يخون زوجته مثلا أهون من الذي يخون أسرته، والذي يخون زميله ليس كالذي يخون وظيفته التي هو عليها، وكلما علت رتبته لوظيفته، زادت خطورة وشر الخيانة، فكيف الذي يخون أمته -لا حول ولا قوة إلا بالله-؟!

 

الثالث: ورجل لا يصبح ولا يمسى إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك.

 

وهذا كالذي سبقه فالمخادعة والخيانة وجهان لعملة واحدة، والخداع من صفات المنافقين، لذا استحق صاحبها أن يكون من أهل النار.

 

الرابع: البخيل والكذاب، وكلا الصفتين لا تليق بالمسلم، وهى ليست من صفات أهل الجنة: فالمسلم لا ينبغي له أن يكون بخيلا ولا كذابا.

 

فالبخيل يمقته الناس أو الكذب يصعب التعامل معه والثقة به، فاستحق أن يكون من صفات أهل النار، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار.

 

الخامس: الشنظير الفحاش، الشنظير هو سيء الخلق.

 

ودين الإسلام هو دين الخلق، قال الله -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

 

ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحة: "البر حسن الخلق".

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: "لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا" [متفق عليه].

 

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من شيءٍ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة، من حسن الخلق، وأن الله يبغض الفاحش البذيء" [رواه الترمذي].

 

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" [رواه أبو داود].

 

وعن جابر -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" [رواه الترمذي].

 

فاحرص -يا عبد الله- أن يكون خلقك حسناً؛ لأنه من صفات أهل الجنة.

 

واحذر أن تكون شنظيراً فحاشاً من الخلق؛ لأنه من صفات أهل النار -أعاذنا الله وإياكم منها-.

 

اللهم اجعل اجتماعنا ...

 

اللهم علمنا ما ينفعنا ...

 

اللهم إنا نسألك رحمة ...

 

 

المرفقات

خطبة للرسول -صلى الله عليه وسلم-

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات