عناصر الخطبة
1/ دور الشباب في نهضة الأمة قديمًا وحديثًا 2/ دروس وعبر من حياة مصعب بن عمير 3/ صلاح الأمة في علو الهمة 4/ على ماذا يبكون؟! 5/ إنا لقادمون!!اقتباس
أحدثكم عن أعطرِ أهل مكة وأغناها، عن شاب هو غرة فتيان قريش وأوفاهم بهاءً وجمالاً وشبابًا، وأطيبُهم ذكرًا وثناءً!! حديث حِسان مكّة ولؤلؤةُ مجالسها، إنه نبراسُ الدعوة وإمامُ الفاتحين، الشابُّ المدلّل والفتى المنعم، إنه الذي صاغه الإسلام على يديه، فتقدّم حين نادت المغارم، وذهب إلى لقاء ربه قبل مجيء الغنائم، اختاره الله ..
الحمد لله حمد الرضا، حمدًا كثيرًا طيبًا، حمدًا كبيرًا أرحبا، حمدًا كأنسام الصبا، كالروح كالريحان إذ تسري فتعتبق الرُّبا، الحمد لله حمدًا يملأ السماء وأقطارها، والأرض والبر والبحر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبده وابن عبده ومن لا غنى به طرفة عين عن رحمته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
نبي يرى ما لا نراه وذكره *** أغار لعمري في البلاد وأنجدا
خاض الرّسولُ إلى العلا هول الدجى *** ولظى الهجير اللاّفح الوقّاد
واقتـاد قـافلة الفتـوح إلى الفدى *** والمكرمات دليلَها والحادي
صلى الله عليه وعلى آله وصبحه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
ثم أما بعد:
حقبة لا كالحقب، زمن لا كالأزمان، يود المرء أن يُعَمَّر ألف سنة به غيرَ مزحزح، كم حدا الشعراء فيه يستلهمون طيوبه، وكم دمْع سُكب على استمطار لياليه، وصبواته!
كم حسرة تقطعت، وآهة زُفرت حَزَنًا على ما كان منها في الزمان الأول، إنه عهد الأمنيات، واحتساء اللذات، ومنادمة الصبوات، إنه عهد يتذكره أحدهم، فيقول:
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع *** إذا ذكرت شبابًا ليـس يُرتجعُ!
مـا كنت أوفي شبابي كُنْه عزته *** حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع!
أبكي شبابًـا سُلبناه، وكان وما *** يوفي بقيمته الدنيا ومـا تسع!
إنه عهد وصفه الله بالقوة: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]، إنه عهد العهود، وزمن الأزمنة، إنه زمن الأشُدّ، والرأي الأسَدّ، والذهن الأحَدّ.
أيها الكرام: إنه ليس مقامًا نتحدث فيه عن عهد هو صراط بين الطفولة والكهولة، لا، إنه ليس مقامًا نتحدث فيه عن أجملِ ما قاله الشعراء في ذلك العهد، لا، إنه ليس مقامًا نستعرض فيه بلاغة البلغاء في وصف سواد الشَّعر في ذلك الزمن، إنه ليس استعراضًا لذكر أجملِ ما قيل في البكاء على عهد الشباب! ليس مقامًا نستعرض فيه قول الأول يتحسر فيه على شبابه:
سقيًا ورَعيًا لأيَّامٍ قضيتُ بها *** عيش الشباب على أكناف مرعاكَ
إنه مقام نذكر فيه عهدًا كان فيه أحدهم يُفنِي شبابه في سبيل إعلاء ما يحمل، إنه مقام نذكر فيه عهد الشباب لشباب صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إنه مقام نذكر فيه شبابًا كان أحدهم يتطاول فيها في إحدى المعارك حتى يختاره النبي -عليه الصلاة والسلام- ويجيزَه فيها، إنه مقام نذكر فيه شبابًا كانوا يهبونها لله وفي ذات الله، طيعة طيبة فيها نفوسهم، إنه مقام نذكر فيه شبابًا يقول أحدهم وهو يُصلب على خشبة الموت:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع
إنه مقام نذكر فيه عهد الشباب بين ما حدث وبين ما يجبُ أن يحدث! إنه مقام نذكر فيه غلمانًا كانوا ينتظرون لحظة وصولهم لسن الخامسة عشرة! حتى تجيزَهم قوادُ المعارك أن يخوضوها، إنه مقام نذكر فيه شذرات لشباب صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لشباب كالصوارم في مضاء، يُرون، وكالشموس منوِّريـنَ! إنه مقام نذكر فيه أحد السبعةِ الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم: "شاب نشأ في عبادة الله".
فما هي قصة الشباب؟! ولأي شيء نقوم فيه هذا المقام لنتحدث فيه عن تلك الفئة الكريمة العظيمة! وأي فئة نتحدث عنها؟! نعم إن المقام سيكون الحديث فيه عن شباب لا كالشباب، شبابٌ لم يرتضوا أن يكونوا يومًا عالة على أعمارهم، فزفوها إلى حيث الكبر! شبابٌ لم يُقنعوا أنفسهم أنهم صغار، فأكرموها بكبار الصعاب! شباب سعوا للمعالي وهم صبية، وسادوا وجادوا وهم في الصغر! شباب ليس بلوغ حُلُمِ أحدهم هي أمارةَ بلوغه، ولكن أمارة ذلك الشجاعةُ والمسؤولية، والقيادة والصدق ونبيل الأخلاق ومعاليها، إنهم شباب صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
إنهم شباب من فئة ما حدثنا عنهم سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، يحدث سعدٌ -رضي الله عنه- عما كان في غزوة بدر فيقول: "رأيت أخي عميرًا قبل أن يعرضنا رسول الله يوم بدر يتوارى -أي: يختبئ في الجيش-، فقلت: "ما لك -يا أخي- تتوارى وتختبئ؟!"، قال: "إني أخاف أن يرانيَ رسول الله فيردَّني، وأنا أحب الخروج معه ومعكم؛ لعل الله أن يرزقني الشهادة". يريد الشهادة! إنه ابن الخامسة عشرة!! لا ضير فإنه من قوم بلوغُ الغلام عندهم طعنُ ظهور الكُماة لا الحُلمُ!
صغار ولكنهم كبار، صنعوا التأثير، غيّروا أوجه الحضارات، تفتحت أعينهم على ذكرى المجد المبين، طرقت أسماعَهم أولَ ما طرقت، فكانت لا إله إلا الله هي الأولى وهي الأخرى، حيوا لأجلها ثم قضوا نحبهم على ثراها، أحدثكم عن أعطرِ أهل مكة وأغناها، عن شاب هو غرة فتيان قريش وأوفاهم بهاءً وجمالاً وشبابًا، وأطيبُهم ذكرًا وثناءً!!
حديث حِسان مكّة ولؤلؤةُ مجالسها، إنه نبراسُ الدعوة وإمامُ الفاتحين، الشابُّ المدلّل والفتى المنعم، إنه الذي صاغه الإسلام على يديه، فتقدّم حين نادت المغارم، وذهب إلى لقاء ربه قبل مجيء الغنائم، اختاره الله شهيدًا بين يدي رسول الله، بعد أن أسلم على يديه أسيدُ بن حضير الذي نزلت الملائكة لتلاوته القرآن، وسعدُ بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن. كان قبل أن يسلم عجبًا من العجب، وبعد الإسلام صار عجيبًا في عيون العجائب.
شرف لبني الإنسان، أن يكون ذلك الشاب من شبابها، لقد لاقى بعد إسلامه من أمه كل ما لقي من الأذى، ولقد كان فتاها المدلّل، هاجر إلى الحبشة، إنه الذي كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرةً وبهاءَ عطرٍ، يرتدي بعد ذلك المرقّع البالي، خرج من النعمة الوارفة إلى شظف العيش والفاقة، وأصبح الفتى المتأنّقُ المعطر لا يُرَى إلا مرتديًا أخشن الثياب، يأكل يومًا ويجوع أيامًا، ولكن روحَه المتأنقةَ بسموّ العقيدة والمتألقة بنور الله جعلت منه إنسانًا يملأ العين إجلالاً وروعة وعظمة.
معاشر الشباب: إن من أحدثكم عنه هو الشاب مصعب بن عمير، لقد كان سفير الدولة إلى المدينة؛ فتحها بالقرآن، وهيأها ليوم الهجرة العظيم! إنها مسؤولية خطيرة، حملها مصعب فأداها خير أداء، ونجح فيها أتم نجاح!!
في مثل هدوء البحر وقوته، وتهلل ضوء الفجر ووداعته، انساب نور الإيمان على يد مصعب إلى سادات الأنصار، لله دره من شاب يقود ويسير غير آبهٍ بما تخبئه له يد القدر، ولكنه من الذين استيقنوا أن الله لن يَتِره عمله، لقد كان في ميزان أعماله كلُّ من أسلم من الأنصار من الأوس والخزرج.
ألا إنها مهمة خطيرة أن يأتيَ أحدُ شبابِ مكة ليبلّغ دعوة غريبة على سادات المدينة من غير ترخيص مسبق لها، إنها مهمة خطيرة وهو يذهب إلى المدينة ليزفّ إليها دعوةً تغيّر وجه المدينة من غير علم ساداتها، ولكنه الصدقُ والإخلاصُ والفدائية التي ورثها من رجل عظيمِ المجد مؤتلقِ المعالي وذي الأمجاد تطفح في يديه.
يشهد مصعب غزوةَ بدر لينال شرف البدرية، وفي يوم أحد كان حامل اللواء، قال ابن سعد: "حمل مصعبُ بن عمير اللواء يوم أحد، فلما جال به المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قمئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران: 144]، وأخذ اللواءَ بيده اليسرى وانحنى عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فانحنى على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندقّ الرمح ووقع مصعب وسقط اللّواء، ووقع مصعب قتيلاً شهيدًا".
مات قبل أن تُقسَّم له الغنائم في الدنيا، وإنه ليرجوها في الأخرى.
قال أبو وائل: عدنا خبابًا فقال: "هاجرنا مع النبي نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير قُتل يوم أحد، ترك بردة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله أن نغطي رأسه ونجعلَ على رجليه شيئًا من إذخر، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يَهدبُها". أي: يجتنيها.
وفي صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن عوف أنه أُتِيَ بطعام وكان صائمًا، فقال: "قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كُفّن في بردة إن غُطّي رأسه بدت رجلاه، وإن غطّي رجلاه بدا رأسه. ثم قال: أعطينا من الدنيا ما أُعطينا، وقد خشينا أن تكونَ حسناتنا عُجِّلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام".
رضي الله عن مصعب، وعن كل مُصْعبي أتى بعده، يحمل همه، وينال كل شرف بشرف الانتساب إلى أمته، (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [الأحزاب:23].
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
هنا هتاف مخصوص ميمون نخص به من أحببناهم في اسم ديننا.
أيها الشباب: رأى عمر بن الخطاب شابًّا ليس له ما يتبلغ به من همة وما يعيش لأجله، فقال: "يا هذا: إنه لا يعجبني الرجل سبهللا، لا في عمل دين ولا دنيا".
ألا رضي الله عن كل رجل اصطفى له عملاً من دين أو دنيا، يطوّق به جيد أمته.
رضي الله عن مصعب بن عمير حين كان يقف وحده كالطود، كالنجم الرفيع، كالفجر، كالعلياء كالنسر فوق القمة الشماء، حاملاً معه الخطر يحمله بين جنبيه، غير آبهٍ به، أسمى أمانيه أن يتلوَ على المشركين سورة طه ليفد عليه بعدها كلُّ عتوٍّ عاتٍ جواظٍ ليرفع سبابته معلنًا الدخول في شرعة مصعب ونبيِّ مصعب.
رضي الله عن مصعب، حين استبدل عطر الرخا، بدخان الشدة، استبدل كل ثوب أنيق على أن يُسجَّى ببردة كاد طول العهد يبليها.
رضي الله عنه فقد استبدل كل حديث به تتحدث عنه النسوة بجماله وطيبه على أن يلقى الله ليفد إلى الخلود الأبدي وليغرس الله كرامتَه بيده، وليعليَ ذكره في الملأ الأعلى، فأين الشباب؟! رضي الله عن مصعب ذلك الشاب الذي لقي من مجتمعه لما اتخذ قراره الأكيد، ليلقى بعدها كل مأفون عنيد، مناع للخير معتد مريب، فأين الشباب؟!
رضي الله عن سعد بن معاذ ما كان بين إسلامه وبين موته إلا ستُ سنوات قضاها في همّ ما يحمله بين جنبيه، سعدُ بن معاذ الذي ما كان بين إسلامه وما بين أن يهتز له عرشُ الرحمن إلا ستُّ سنين، فأين بعض من تقضت أعمارُهم كلُّها، في سبيل أن يهتز عرش الرحمن غضبًا مما كانوا يصنعون!!
رضي الله عن الشابين سمرةَ بنِ جُندَبٍ ورافعِ بن خديجِ خرجوا يوم بدر فلم يمنعهم نِحلُ أجسادهم ولا صغر أسنانهم أن يخوضوا اللقاء وأي لقاء؟! لقاء السنابك والنقعُ فوق الرؤوس كليل بهيم، به الأرض نادت عنان السماء!
رآهم القائد الأعظم محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، فاستعرضهم ثم ردهم، فقام رافع بن خديج وقال: "لا تردني يا رسول الله فإني أحسن الرمي"، فأجازه -عليه الصلاة والسلام-، فما راع رسولَ الله إلا بكاءُ سمرة، وقال: "يا رسول الله: لم رددتني وأنا أستطيع صرعه؟!"، فأمرهما بذلك، فصرع سمرةُ رافعًا، فأجازهما جميعًا، على أي شيء يبكون؟! لقد كانوا يبكون على أن تُوهب لهم فرصة الخلود الدنيوي والأخروي ثم لا يُؤذن لهم بها، على أي شيء يبكون؟! على أن تفوتهم فرصة تاريخيةٌ مثل هذه!!
رضي الله عنهم فقد عاشوا لمبادئهم، ابتاعوا الذي أدنى بالذي هو خير، فوهبهم ربهم خيرًا على خير، وأي خير من ثمرة يقطفونها وقد رافقوا سيدهم محمدًا -عليه الصلاة والسلام-!!
ما كان يضير أحدهم وهو صغير لم يبلغ الثامنة عشرة أن يُسلَّم قيادة جيش فيه أبو بكر وعمر، ما كان يضير عتابَ بنَ أسيد أن يوليه النبي -صلى الله عليه وسلم- إمارة مكة وهو ابن السابعة عشرة، ما كان يضيرهم ذلك؛ لأنهم وُلدوا راضعين الفجر ولم يُفطموا بعد، فأورث الله بهم الدنيا الصباح!
ألا إن الشباب هو الوقود، هو الوقود، فما لشبابنا إن قيل: حي على الكفاح استبدلوه بالصياح!! وما لشبابنا إن قيل: حي على الفلاح، لعقوا الرقاد وسامروا الغفلات وانتهكوا، فعرض المجد منهم مستباح، الفجر لاح، لكنهم خلف الملاح، لكنهم، أواه، قد شكت الجراح من الجراح!
نامت عيونهم ولم تعرف عيون أحبتي بالشام طيفًا من كرى
وتناثرت أشلاؤهم مركومة فوق الثرى
ودم الشباب المؤمنين كسيل أنهار جرى
لا نحب اجترار الماضي فنحن أبناء الحاضر، ولكنا ألسنا قد بنينا حقبة فِي الأرض ملكًا، يدعمه شباب طامِحونَ، أليس شبابنا:
شباب ذللوا سبـل الْمعـالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينًا
تعـهدهـم فأنبتـهم نبـاتًا *** كريمًا طاب في الدنيا غصونًا
إذا شَهِدوا الوغى كانوا كماةً *** يـدكون المعـاقل والْحصونَ
شبـاب لم تحـطمه الليـالِي *** ولم يسلم إلَى الخصم العرينَ
أيها الطامحون إلى العلا: ألا إن في شبابنا خيرًا كثيرًا، متفائلون بأننا نرد العلا بشبابنا، نرد ما لم ترده الأمم قبلنا، قد قادتنا أمم الشرق والغرب بحضارتها حقبة، وإنا إن شاء الله لقادمون، إنا إن شاء الله لقادمون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم