عناصر الخطبة
1/ فضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق 2/ من الأدلة على فضل النبي الكريم على سائر الأنبياء 3/ مظاهر تفضيل النبي الكريم على سائر الأنبياء.اقتباس
أخبر الله تعالى؛ أنَّه فضَّل بعضَ الرسل على بعض؛ بما خصَّهم من بين سائر الناس بالوحي وإرسالهم إلى الناس, ثم فضَّل بعضَهم على بعض؛ بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة, والأفعال السديدة, والنفع العام؛ فمنهم: مَنْ كلَّمه الله؛ كموسى بن عمران, ومنهم؛ مَنْ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله..
إن فضل الله تعالى على نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- أعظم مِن فضله على كلِّ الخَلْق؛ لذا اصطفاه وفضَّله على سائر الأنبياء والمرسلين, فلم يزل يوحي إليه, ويُعلِّمه ويُكلِّمه حتى ارتقى مقاماً يتعذَّر وصوله على الأوَّلين والآخِرين؛ فكان أعلمَ الخلقِ على الإطلاق, وأجْمَعهم لصفات الكمال, وفي ذلك يقول -سبحانه-: (وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) [النساء: 113]؛ بل إنَّ أنواع الفضل التي فَضَّل اللهُ تعالى بها نبيَّه الكريم -صلى الله عليه وسلم- لا يُمكن استقصاؤها ولا يتيسَّر إحصاؤها.
وقد أجمعت الأمة على أنَّ الأنبياء والمرسلين هم أفضل البشر, وأجمعت الأمة أيضاً على أنَّ أفضل الأنبياء والمرسلين في الدنيا والآخرة؛ هو نبيُّنا الكريم محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-؛ إذْ أنَّ الله تعالى قد فَضَّل بعض النبيين على بعض, وفضَّل نبيَّنا -صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنبياء والمرسلين أجمعين.
ومن الأدلة على تفضيل الله تعالى بعض الأنبياء على بعض:
قوله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: ٢٥٣]، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) [الإسراء: ٥٥].
فقد أخبر الله تعالى؛ أنَّه فضَّل بعضَ الرسل على بعض؛ بما خصَّهم من بين سائر الناس بالوحي وإرسالهم إلى الناس, ثم فضَّل بعضَهم على بعض؛ بما أودع فيهم من الأوصاف الحميدة, والأفعال السديدة, والنفع العام؛ فمنهم: مَنْ كلَّمه الله؛ كموسى بن عمران, ومنهم: مَنْ رفَعَه على سائرهم درجات؛ كنبينا -صلى الله عليه وسلم- حيث جَمَعَ الله له من المناقب ما فاق به الأوَّلين والآخِرِين.
ومن الأدلة على تفضيل الله تعالى لنبيِّه الكريم على سائر الأنبياء والمرسلين, فضلاً عن جميع الخلائق:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يومَ الْقِيَامَةِ, وَأَوَّلُ من يَنْشَقُّ عنه الْقَبْرُ, وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ"، وعن أبي سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يومَ الْقِيَامَةِ؛ وَلاَ فَخْرَ, وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ؛ وَلاَ فَخْرَ, وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ: آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ؛ إِلاَّ تَحْتَ لِوَائِي, وأنا أَوَّلُ من تَنْشَقُّ عنه الأَرْضُ؛ وَلاَ فَخْرَ"، وعن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه-؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ, وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ, غَيرَ فَخْرٍ".
عباد الله: النبي -صلى الله عليه وسلم- لمَّا صرَّح بأنه سيِّد ولد آدم, لم يقل ذلك ليتفاخر على الأنبياء فضلاً على عموم الخلق, ولكن سبب تصريحه بذلك أمران:
أحدهما: امتثال قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى: 11].
والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أُمَّتِه؛ ليعرفوه, ويعملوا بمقتضاه, ويوقِّروه -صلى الله عليه وسلم- عن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ - رضي الله عنهما؛ أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ في الْجَنَّةِ, لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ, وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أنَا هُوَ"، وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ! وما الْوَسِيلَةُ؟ قال: "أَعْلَى دَرَجَةٍ في الْجَنَّةِ, لاَ يَنَالُهَا إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ, أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ".
وعن سَمُرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا, وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ؛ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً, وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً".
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "أفضلُ أولياء الله هم أنبياؤه, وأفضلُ أنبيائه هم المرسلون منهم, وأفضل المرسلين أولو العزم، وأفضل أُولي العزم محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-, خاتم النبيين, وإمام المتقين, وسيد ولد آدم, وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا, وخطيبهم إذا وفدوا, صاحب المقام المحمود, الذي يغبطه به الأَوَّلون والآخِرون, وصاحب لواء الحمد, وصاحب الحوض المورود, وشفيع الخلائق يوم القيامة, وصاحب الوسيلة والفضيلة, الذي بعثه بأفضل كُتُبِه, وشَرَعَ له أفضلَ شرائع دينه".
معشر الأحبة: ولربما سأل سائل؛ فقال: كيف نجمع بين أدلة التفاضل بين الأنبياء والأدلة التي تنهى عن التفاضل؟ كما في الآية الكريمة: (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة: ٢٨٥], وكما في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تُفَضِّلُوا بين أَنْبِيَاءِ اللَّهِ"، وفي رواية: "لاَ تُخَيِّرُوا بين الأَنْبِيَاءِ"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بنِ مَتَّى".
وقد جمع العلماء بين هذه النصوص -المتعارضة ظاهراً-:
أنَّ النهي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة؛ كما هو المشهور من سبب ورود حديث: "لاَ تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى".
أنه نُهي عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول, أو لمجرد الهوى والعصبية والحميَّة.
إنَّ المنع من التَّفضيل إنما هو من جهة النُّبوة, فالنبوة خصلة واحدة, لا تفاضل فيها, وإنَّما التَّفاضل في زيادة الأحوال, والكرامات, والألطاف, والمعجزات المتباينة؛ ولذلك منهم أُولُو العَزْمِ, ومنهم من اتُّخِذَ خَليلاً, ومنهم مَنْ كَلَّم اللهُ, ورفع بعضهم درجات.
لا يُفضَّل بعض الرسل على بعض بعينه, بخلاف التفضيل العام؛ كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يومَ الْقِيَامَةِ؛ وَلاَ فَخْرَ".
أن المقصود من قوله تعالى: (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة: ٢٨٥], أي: لا نفرق بينهم في الإيمان؛ فنؤمن ببعضهم, ونكفر ببعض؛ كما فعله أهل الكتابين, بل نؤمن بجميعهم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أيها الإخوة الكرام: ثم ينتقل بنا الحديث عن مظاهر تفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنبياء؛ فمن مظاهر تفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنبياء والمرسلين:
أولاً: أخذ الميثاق على الأنبياء بالإيمان به, واتِّباعه ونُصرته إنْ أدركوه؛ كما في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران: 81].
عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وابنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أنهما قالا في معنى الآية: "لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيًّا، آدَمَ فَمَنْ بَعْدَهُ، إِلاَّ أَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ فِي مُحَمَّدٍ: لَئِنْ بُعِثَ وَهُوَ حَيُّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ وَلَيَنْصُرَنَّهُ، وَيَأْمُرُهُ فَيَأْخُذُ الْعَهْدَ عَلَى قَوْمِهِ".
يقول ابن القيم -رحمه الله- في وصف النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الذي بشَّرت به الكتب السالفة, وأَخبرت به الرُّسلُ الماضية, وجرى ذِكْرُه في الأعصار في القرى والأمصار والأُمم الخالية, ضُرِبَت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابنِ البشر, كلَّما قام رسولٌ أُخذ عليه الميثاق بالإيمان به, والبشارة بنبوته, حتى انتهت النبوة إلى كليمِ الرحمن موسى بنِ عمران فأذَّن بنبوته على رؤوس الأشهاد بين بني إسرائيل إلى أنْ ظَهَر المسيحُ ابن مريم فأذَّن بنبوته أذاناً لم يؤذِّنْه أحدٌ مِثْلُه قبلَه, فقام في بني إسرائيل مقامَ الصَّادق النَّاصح, وكانوا لا يحبون الناصحين, فقال: (إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [الصف: ٦].
عباد الله: وفي ذلك دليلٌ واضح على أنَّ جميع الأنبياء بَشَّروا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأُمروا باتِّباعه, فكلُّ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لو أدركوه؛ لوجب عليهم الإيمان به, واتباعه, ونُصرته، وكان هو إمامَهم ومُقدَّمهم ومتبوعَهم؛ فهذه الآية الكريمة من أعظم الدلائل على علوِّ مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيِّدُهم -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنَّه "الإمامُ الأعظم, الذي لو وُجِدَ في أيِّ عصرٍ لكان هو الواجِبُ الطاعة, المُقَدَّم على الأنبياء كلِّهم, ولهذا كان إمامَهم ليلةَ الإسراء لَمَّا اجتمعوا ببيت المقدس, وكذلك هو الشفيع في المحشر".
وقد صرَّح النبي -صلى الله عليه وسلم- بوجوب اتباع الأنبياء له بقوله: "والذِّي نَفْسِي بِيَدِه لَوْ أَنَّ مُوسَى كَاَن حَيًّا؛ مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي".
ثانياً: تقديمه في الذِّكر على الأنبياء في القرآن: نلحظ أنَّ الله تعالى يُقدِّم نبيَّه محمداً -صلى الله عليه وسلم- على سائر الأنبياء المذكورين, بالرغم من أن مبعثه متأخر عنهم جميعاً, وما ذاك إلاَّ لفضيلته عليهم, ومن المواطن التي قُدِّم فيها صلى الله عليه وسلم- على الأنبياء، قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) [النساء: ١٦٣]، ثم ذَكَرَ أَحَدَ عَشَرَ نبيًّا سَمَّاهم بأسمائهم، قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [الأحزاب: ٧].
ثالثاً: تلقيبه بالنبوة والرسالة ومخاطبة الأنبياء بأسمائهم؛ فالله تعالى نادى آدمَ -عليه السلام- ومَنْ دونه من الأنبياء بأسماهم؛ كقوله تعالى: (يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) [البقرة: ٣٥], ونادى نوحاً -عليه السلام- بقوله: (يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا) [هود: ٤٨], ونادى إبراهيم -عليه السلام- بقوله: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) [الصافات: ١٠٤], ونادى موسى عليه السلام بقوله: (يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) [طه: 11, 12], ونادى عيسى -عليه السلام- بقوله: (يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ) [المائدة: ١١٠].
وأمَّا النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فناداه بقوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) [الأنفال: ٦٤]؛ وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) [المائدة:٤١], ولا ريب أنَّ المُنادى بهذه الصفات أعظم وأجل من المُناداة بالاسم المجرد, ولذا نهى الله تعالى المسلمين أنْ يُنادوا النبي -صلى الله عليه وسلم- باسمه العَلَم مُجرَّداً؛ كما في قوله -سبحانه-: (لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) [النور: ٦٣].
ولمَّا ذَكَرَ الله النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- باسمه العَلَم وصَفَه بالرسالة في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) [الفتح: ٢٩], ولمَّا جَمَعَ بين الخليلين سمَّى إبراهيم -عليه السلام- وكنَّى محمداً -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال -سبحانه-: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ) [آل عمران: ٦٨].
رابعاً: تفضيله بأمور خاصة دون سائر الأنبياء؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "فُضِّلْتُ على الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ, وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ, وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ, وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا, وَأُرْسِلْتُ إلى الْخَلْقِ كَافَّةً, وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ".
قال ابن حجر -رحمه الله-: "ذَكَر أبو سعيدٍ النيسابوري في كتاب "شرف المصطفى" أنَّ عدد الذي اخْتُصَّ به نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم