سورة الفاتحة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-09-16 - 1444/02/20 2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/أهمية سورة الفاتحة 2/أسماؤها وفضلها 3/في ظلال السبع المثاني.

اقتباس

هِيَ السُّورَةُ الَّتِي تَرْسُمُ لِلْمَرْءِ الْغَايَةَ مِنْ حَيَاتِهِ، وَتُرْشِدُهُ إِلَى وَسِيلَةِ تَحْقِيقِهَا، وَتُنَادِي عَلَى صِرَاطِ اللهِ، وَفِيهَا عِلَاجٌ لِأَمْرَاضِ الْقَلْبِ الَّتِي مَتَى اسْتَحْكَمَتْ فِيهِ أَقْعَدَتْهُ عَنِ السَّيْرِ إِلَى مَوْلَاهُ؛ فَهِيَ هِدَايَاتٌ فِي بَابِ التَّصَوُّرِ وَالْعِلْمِ، وَفِي بَابِ الْإِرَادَةِ وَالْعَمَلِ جَمِيعًا...

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ يُصَلِّي الْمُسْلِمُونَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ؛ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ، وَيَجِبُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ تِلْكَ الصَّلَوَاتِ قِرَاءَةُ سُورَةٍ هِيَ خَيْرُ سُوَرِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؛ إِنَّهَا سُورَةُ الْفَاتِحَةِ الَّتِي امْتَدَحَهَا اللهُ فِي كِتَابِهِ، وَامْتَدَحَهَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لِمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ عَظِيمِ الْمَعَانِي، الَّتِي أُودِعَتْ أَجْزَلَ وَأَخْصَرَ الْمَبَانِي، وَهِيَ السُّورَةُ الَّتِي تَرْسُمُ لِلْمَرْءِ الْغَايَةَ مِنْ حَيَاتِهِ، وَتُرْشِدُهُ إِلَى وَسِيلَةِ تَحْقِيقِهَا، وَتُنَادِي عَلَى صِرَاطِ اللهِ، وَفِيهَا عِلَاجٌ لِأَمْرَاضِ الْقَلْبِ الَّتِي مَتَى اسْتَحْكَمَتْ فِيهِ أَقْعَدَتْهُ عَنِ السَّيْرِ إِلَى مَوْلَاهُ؛ فَهِيَ هِدَايَاتٌ فِي بَابِ التَّصَوُّرِ وَالْعِلْمِ، وَفِي بَابِ الْإِرَادَةِ وَالْعَمَلِ جَمِيعًا.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَى عَظَمَةِ هَذِهِ السُّورَةِ تَعَدُّدَ أَسْمَائِهَا؛ فَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَأُمُّ الْقُرْآنِ، وَالْفَاتِحَةُ، وَالشِّفَاءُ، وَالْكَافِيَةُ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالرُّقْيَةُ، وَالصَّلَاةُ، وَالْوَاقِيَةُ، وَالْحَمْدُ.

 

وَأَمَّا فَضْلُهَا؛ فَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ؛ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ؛ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ".

 

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: "كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي، وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ".

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: سَنَأْخُذُ لَطَائِفَ وَتَأَمُّلَاتٍ ذَكَرَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ فِي آيَاتِ هَذِهِ السُّورَةِ؛ كَيْ يَعْلَمَ الْمُسْلِمُ مَعْنَى مَا يُرَدِّدُهُ فِي صَلَاتِهِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَلِيَتَدَبَّرَ عِنْدَ قِرَاءَتِهِ لَهَا.

 

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ): هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الْأَرْبَعُ ذَاتُ مَعْنًى كَبِيرٍ؛ لِمَا شَمِلَتْهُ مِنْ عَظِيمِ الْمَعَانِي، فَمَعْنَى "بِسْمِ اللهِ" أَيْ: أَبْتَدِئُ بِكُلِّ اسْمٍ للهِ -تَعَالَى-؛ لِأَنَّ لَفْظَ "اسْمٍ" مُفْرَدٌ مُضَافٌ فَشَمِلَ جَمِيعَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى.

 

أَمَّا لَفْظُ الْجَلَالَةِ: (اللهُ) فَمَعْنَاهُ الْمَأْلُوهُ الْمَعْبُودُ، الْمُسْتَحِقُّ لِإِفْرَادِهِ بِالْعِبَادَةِ؛ لِمَا اتَّصَفَ بِهِ مِنْ صِفَاتِ الْأُلُوهِيَّةِ، وَهِيَ صِفَاتُ الْكَمَالِ.

 

(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ): اسْمَانِ دَالَّانِ عَلَى أَنَّهُ -تَعَالَى- ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَعَمَّتْ كُلَّ حَيٍّ، وَكَتَبَهَا لِلْمُتَّقِينَ الْمُتَّبِعِينَ لِرُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ.

 

(الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ): مَعْنَى "الْحَمْدِ" هُوَ الثَّنَاءُ عَلَى اللهِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَبِأَفْعَالِهِ الدَّائِرَةِ بَيْنَ الْفَضْلِ وَالْعَدْلِ.

 

(رَبِّ الْعَالَمِينَ) الرَّبُّ هُوَ الْمُرَبِّي جَمِيعَ الْعَالَمِينَ، وَهُمْ مَنْ سِوَى اللهِ، وَتَرْبِيَتُهُ لَهُمْ بِخَلْقِهِمْ، وَإِعْدَادِهِ لَهُمُ الْآلَاتِ، وَإِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ بِالنِّعَمِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَوْ فَقَدُوهَا لَمْ يُمْكِنْ لَهُمُ الْبَقَاءُ.

 

(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ): "الْمَالِكُ": هُوَ مَنِ اتَّصَفَ بِصِفَةِ الْمُلْكِ الَّتِي مِنْ آثَارِهَا: أَنْ يَأْمُرَ وَيَنْهَى، وَيُثِيبَ وَيُعَاقِبَ، وَيَتَصَرَّفَ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِ التَّصَرُّفَاتِ.

 

وَقَدْ أَضَافَ اللهُ -تَعَالَى- الْمُلْكَ لِيَوْمِ الدِّينِ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ يُدَانُ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ؛ أَيْ: يُجَازَوْنَ عَلَيْهَا؛ وَالسَّبَبُ فِي إِضَافَةِ الْمُلْكِ لِيَوْمِ الدِّينِ: أَنَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَظْهَرُ لِلْخَلْقِ كَمَالُ مُلْكِهِ وَعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ، وَانْقِطَاعُ أَمْلَاكِ الْخَلَائِقِ.

 

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)؛ أَيْ: نَخُصُّكَ وَحْدَكَ بِالْعِبَادَةِ وَالِاسْتِعَانَةِ؛ فَتَقْدِيمُ كَلِمَةِ إِيَّاكَ عَلَى نَعْبُدُ وَعَلَى نَسْتَعِينُ يُفِيدُ الْحَصْرَ وَاخْتِصَاصَ الْعِبَادَةِ للهِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: نَعْبُدُكَ وَلَا نَعْبُدُ غَيْرَكَ، وَنَسْتَعِينُ بِكَ وَلَا نَسْتَعِينُ بِسِوَاكَ.

 

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)؛ أَيْ: دُلَّنَا وَأَرْشِدْنَا وَوَفِّقْنَا إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ الْمُوَصِّلُ إِلَى اللهِ وَإِلَى جَنَّتِهِ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ: هُوَ مَعْرِفَةُ الْحَقِّ وَالْعَمَلُ بِهِ، وَهَذَا الدُّعَاءُ مِنْ أَجْمَعِ الْأَدْعِيَةِ وَأَنْفَعِهَا لِلْعَبْدِ؛ وَلِهَذَا وَجَبَ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاتِهِ؛ لِضَرُورَتِهِ إِلَى ذَلِكَ.

 

وَهَذَا الصِّرَاطُ هُوَ طَرِيقُ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالصَّلَاحِ، وَهُوَ غَيْرُ صِرَاطِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَهُمُ الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَتَرَكُوهُ؛ كَالْيَهُودِ، وَغَيْرُ صِرَاطِ الضَّالِّينَ الَّذِينَ تَرَكُوا الْحَقَّ عَلَى جَهْلٍ وَضَلَالٍ؛ كَالنَّصَارَى.

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُ الْكَرِيمُ: عِنْدَمَا تَبْدَأُ فِي صَلَاتِكَ فَتَذَكَّرْ أَنَّكَ أَمَامَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ لِذَا فَأَلْزِمْ نَفْسَكَ بِالْخُشُوعِ، وَأَجْبِرْهَا عَلَى التَّذَلُّلِ وَالْخُضُوعِ، ثُمَّ سَمِّ اللهَ مُعْلِنًا أَنَّكَ مُسْتَعِينٌ بِهِ عَلَى قِرَاءَتِكَ وَعَلَى أَدَاءِ صَلَاتِكَ، ثُمَّ اشْرَعْ فِي تِلَاوَةِ السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ ذَاتِ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَدَبَّرْتَ مَعَانِيَ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ شَعَرْتَ بِحَلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَلَذَّةِ الْعِبَادَةِ، وَأَحْسَسْتَ بِنَعِيمِ الْخُشُوعِ، وَرِفْعَةِ الْخُضُوعِ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: هَذِهِ السُّورَةُ الْكَرِيمَةُ -عَلَى قِصَرِهَا- اشْتَمَلَتْ عَلَى مَعَانٍ عَظِيمَةٍ؛ فَاشْتَمَلَتْ عَلَى حَمْدِ اللهِ وَتَمْجِيدِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَعَلَى ذِكْرِ الْمَعَادِ، وَعَلَى إِرْشَادِهِ عَبِيدَهُ إِلَى سُؤَالِهِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ، وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لَهُ، وَتَوْحِيدِهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، وَالتَّبَرُّؤِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ، إِلَى سُؤَالِهِمْ إِيَّاهُ الْهِدَايَةَ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ الدِّينُ الْقَوِيمُ، وَتَثْبِيتِهِمْ عَلَيْهِ حَتَّى يُفْضِيَ بِهِمْ ذَلِكَ إِلَى جَوَازِ الصِّرَاطِ الْحِسِّيِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمُفْضِي بِهِمْ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ فِي جِوَارِ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ مَسَالِكِ أَهْلِ الْبَاطِلِ، وَهُمُ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمُ الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَتَرَكُوهُ، وَالضَّالِّينَ الَّذِينَ عَبَدُوا اللهَ عَلَى جَهْلٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.

 

فَاحْفَظُوهَا -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ-، وَتَدَبَّرُوهَا، وَعَلِّمُوهَا أَبْنَاءَكُمْ؛ فَهِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَفَاتِحَةٌ لِكُلِّ خَيْرٍ وَسَبِيلٍ.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

المرفقات

سورة الفاتحة.pdf

سورة الفاتحة.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات