اقتباس
بعد أن رأى الخليفة أبو بكر قوة شوكة مسيلمة الكذاب؛ قرر أن يرميه بأقوى الألوية الإسلامية؛ وهو اللواء الذي يقوده الأسد الجسور خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وبالفعل تحرك لواء خالد إلى اليمامة، وصحبه الكثير من الأنصار، وكان يحمل لواء الأنصار ثابت بن قيس، ويحمل لواء المهاجرين أبو حذيفة بن عتبة، وزيد بن الخطاب.
من مسيلمة الكذاب؟
اسمه: هارون بن حبيب الحنفي، من قبيلة بني حنيفة في اليمامة ولقبه مسيلمة، واشتهر باسم رحمان اليمامة، وكان قد ادعى النبوة، وتكهن أثناء حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد جاء مسيلمة مع وفد قبيلته "بني حنيفة" في سنة 9 هـ المعروفة بعام الوفود، واختلفت الروايات في "مسيلمة الكذاب ": هل أسلم ثم ارتد، أم لم يسلم أصلاً؟ والظاهر أنه لم يسلم-أصلاً-؛ حيث صدر منه الاستنكاف والأنفة والطموح إلى الرياسة، وكان عمره وقتها مائة وأربعون سنة، وقد قال للوفد -بعد أن رجعوا من عند الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته "، وأراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يستبين من أمره، بعد أن تفرس فيه الطموح والكبر، فجاء خيمة "بني حنيفة" ومعه خطيبه ثابت بن قيس وكلم مسيلمة؛ فقال له "مسيلمة": "إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لي بعدك" فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو سألتني هذه القطعة -من جريد- ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ".
فلما رجع مسيلمة، إلى قومه أتاه شيطان رجيم، وأخذ يرتجز له ويزين له ويقويه؛ لإظهار دعوته؛ فادعى النبوة في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأحل لقومه الخمر والزنا فتبعه منهم الكثيرون؛ عصبيةً وجهلاً وشهوانيةً، وهو مع ذلك يعترف للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة، وقد كتب كتابا للرسول -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: "إني أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأمر ولـ "قريش" نصف الأمر" فرد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام بكتاب قال فيه: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) [الأعراف:128].
وقد أرسل إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من عنده اسمه "نهار الرجّال بن عنفوه"؛ ليشد من أزر أهل اليمامة ويعلمهم، ويقف أمام مسيلمة الكذاب؛ فكان هذا
"الرجّال" أعظم فتنة على "بني حنيفة" من مسيلمة نفسه؛ حيث قال هذا الضال الخائن: "إن محمد قد قال إن مسيلمة قد أشرك معه"؛ فصدقوه، واستجابوا له، وعظم خطره جداً، وكان يحب تقليد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أفعاله عملاً بنصيحة الخائن الضال "الرجّال بن عنفوة".
وكانت أفعاله تأتى عكس مراده، وتظهر كذبه وضلاله؛ فقد بلغه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تفل في بئر؛ ففارت وفاضت بالماء؛ فتفل هو في بئر عنده؛ فغار ماؤها، وأصبح ملحاً أجاجاً، وبلغه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمسح بيده على رؤوس الأطفال ويحنكهم؛ ففعل نفس الأمر؛ فقرع كل صبي مسح رأسه، ولثغ لسان كل صبي حنكه، وإنما استبان ذلك كله بعد هلاكه.
ولعل الذي قوى شأن مسيلمة الكذاب عدة أمور منها: قوة قبيلته "بني حنيفة" وكثرتها، وفتنة اللعين "الرجّال بن عنفوه"، والعصبية القبلية التي لعب عليها؛ حيث إنه من "ربيعة" التي تكن عداوة لـ "مضر" التي منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويظهر ذلك –جلياً-في قول طلحة النمري عندما سأل مسيلمة عن حاله و الوحي الذي يأتيه فقال مسيلمة: "يأتي في ظلمة" فقال طلحة النمري له: "أشهد أنك الكاذب وأن محمداً صادقٌ، ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر".
فروح العصبية الجاهلية القبلية كانت ومازالت مسيطرة على عقول كثير من القبائل العربية، ولو رجعنا للخلف -قليلاً- إلى عام 11 من النبوة، وهو العام الذي بدأ فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدعوة "بني حنيفة", وذهب إلى منازلهم؛ فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه منهم، وكل هذه العوامل جعلت دعوة (مسيلمة) قوية وخطيرة جداً.
الخليفة أبو بكر، وحركة الردة:
عندما قامت حركة الردة، واشتعل نارها في شبه الجزيرة العربية؛ عقد الخليفة أبو بكر أحد عشر لواءً؛ لمواجهة حركة الردة في كل مكان، وفي آن واحد، وقد وجه "الصديق" كلاً من عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة إلى "بني حنيفة"، وأمرهما ألا يشتبكا معهم؛ حتى يفرغ المسلمون من طليحة الأسدي؛ فتسرع عكرمة واشتبك مع مسيلمة و"بني حنيفة" فهزم؛ فعنفه الخليفة أبو بكر وقال له: "لا تراني ولا أراك، لا ترجعن فتوهن الناس، امض إلى حذيفة وعرفجة فقاتل أهل عمان ومهرة، ثم تسير أنت وجندك تستبرئون الناس حتى تلقى المهاجر بن أبي أمية باليمن وحضرموت.
هذه عاقبة مخالفة الأوامر؛ فإن كل عمل مبني على نظام وترتيب؛ لابد أن ينجح -بإذن الله-، وأي عمل غير منظم فهو إلى الفشل صائر ولابد، كما أن طاعة الأمير في غير معصية من طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما ثبت بذلك الحديث الصحيح، ويتضح لنا أيضا مدى فقه الخليفة أبي بكر، الذي منع المنهزمين من العودة؛ حتى لا يوهنوا الناس، ويدخلوا الهزيمة النفسية إلى قلوبهم، ويؤثروا على معنويات المسلمين في هذه الفترة العصيبة، وهم يقاتلون عدوهم في كل موطن، وهو مع ذلك لم يكسر عكرمة، بل وجهه وجهة جديدة يفرغ فيها طاقته لنصرة الدين، وهو يعلم أنه سيبذل كل وسعه؛ لاستدراك خطئه السابق؛ فكم من درس أعطانا إياه الصديق رضي الله عنه.
بعد أن رأى الخليفة أبو بكر قوة شوكة مسيلمة الكذاب؛ قرر أن يرميه بأقوى الألوية الإسلامية؛ وهو اللواء الذي يقوده الأسد الجسور خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وبالفعل تحرك لواء خالد إلى اليمامة، وصحبه الكثير من الأنصار، وكان يحمل لواء الأنصار ثابت بن قيس، ويحمل لواء المهاجرين أبو حذيفة بن عتبة، وزيد بن الخطاب.
وصلت الأخبار إلى "بني حنيفة" ومسيلمة الكذاب؛ فضرب معسكره عند منطقة (عقرباء) -على أطراف ديار بني حنيفة في شرق الجزيرة العربية على أطراف العراق من ناحية الجنوب-، ودعا الناس للقدوم إليه، فتقاطر الناس إليه دفاعاً عن العصبية القبلية، وليس إيمانا بدعوة الكذاب، وكان ممن خرج من بني حنيفة رجل داهية اسمه (مجّاعة بن مرارة) في سرية يطلب ثأراً لهم من قبيلة (بني عامر)؛ فأسره المسلمون وأصحابه؛ فقتلوهم جميعاً، واستبقوا (مجّاعة)؛ لمكانته في "بني حنيفة"، وخرج مسيلمة بالأموال والنساء، وقام في "بني حنيفة" خطيباً: "يا بني حنيفة قاتلوا اليوم فإن اليوم يوم الغيرة؛ فقاتلوا عن أحسابكم, وامنعوا نساءكم"، وهكذا استطاع مسيلمة أن يلعب على وتر العصبية وصيانة الأعراض؛ وهي أمور تجعل القتال على أشده، ويجعل الناس يقاتلون حتى الموت، وقد كان.
معركة عقرباء الرهيبة:
استقر الأمر على القتال وكان جيش مسيلمة الكذاب؛ قد بلغ أربعين ألفاً، في حين أن المسلمين لا يتجاوز تعدادهم عشرة آلاف مقاتل، واندلع القتال، وكان أول وقود المعركة دم الخائن الكافر الضال "نهار الرجّال بن عنفوة" عندما قتله الصحابي زيد بن الخطاب؛ فكان أول قتيل في صفوف الكافرين إلى جهنم وبئس المصير، واشتد القتال بصورة لم يرها المسلمون من قبل، حتى وصل "بنو حنيفة" إلى خيمة خالد بن الوليد نفسه، وكان مجاعة أسيراً بها ومعه أم تميم زوج خالد بن الوليد، وهموا أن يقتلوها فمنعهم مجاعة وأجارها منهم، وشعر المسلمون بالضغط الرهيب؛ فنادى خالد بن الوليد في الناس: "امتازوا -أيها الناس-؛ لنعلم بلاء كل حي، ولنعلم من أين نؤتى".
وهذا من ذكاء القائد المسلم الفطن، الذي يستطيع تحفيز جنده وقت الأزمات، وإثارة حماستهم وهممهم بطريق مشروع، وبتوظيف ممتاز؛ لفكرة شرف القبيلة وسمعتها.
وهنا انطلقت بطولات المسلمين الرائعة، والتي ينبغي أن تكتب بماء الذهب، وهذه طائفة من مشاهد المعركة:
وكان الصحابي الجليل ثابت بن قيس -حامل لواء الأنصار-قد رأى انهزام المسلمين أمام المرتدين؛ فحفر لنفسه حفرةً حتى وسطه، ولبس كفنه وتحنط، ثم قال: "بئسما عودتم أنفسكم -يا معشر المسلمين-، اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء -يعني المرتدين-وأعتذر إليك مما يصنع هؤلاء -يعني المسلمين-" ثم قاتل حتى استشهد، وتحققت بشارة النبي -صلي الله عليه وسلم-لثابت من قبل، وتحقق وعده الصادق له بأن يعيش حميداً ويموت شهيداً؛ فليت المسلمون الآن يصدقوا بما وعدهم الله به ورسوله، ويعملوا جاهدين على تحقيق هذا الموعود.
قال زيد بن الخطاب -أخو عمر بن الخطاب-: "لا نحور بعد الرجال، والله لا أتكلم اليوم حتى نهزمهم أو أقتل، فأكلمه بحجتي، غضوا أبصاركم، وعضوا على أضراسكم -أيها الناس-، واضربوا في عدوكم، وامضوا قدماً"، واستمر في القتال حتى استشهد -رحمه الله.
قال أبو حذيفة بن عتبة: "يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال"، وقاتل حتى استشهد، كما تمنى يوم أن قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-كلمة في ساعة غضب يوم غزوة بدر، وغضب منها الرسول فاعتذر منها "أبو حذيفة"، ثم قال: "ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا زال منها خائفاً، إلا أن تكفرها عنها الشهادة" فنالها كما تمناها -رحمه الله-. لقد صدق أبو حذيفة اللهَ؛ فصدقه اللهُ، وأعطاه أعز ما يتمنى.
حمل الراية بعده "سالم" مولاه فقال له المسلمون: "نخشى أن نؤتى من قبلك" فقال: "بئس حامل القرآن أنا إذن"، وتقدم وقاتل -رضي الله عنه وأرضاه.
أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، هم ترجمة حية لكل آية، هم علم وعمل، يقرءون فيرتقون، يرتلون فيطبقون، يحفظون فيتحركون.
اشتد المسلمون في القتال، ودارت رحاهم على مسيلمة ومن حوله، وتذامرت بنو حنيفة، وقاتلت قتالاً رهيباً؛ دفاعاً عن العصبية، وعلم خالد بن الوليد أن الحرب لا تركد إلا بقتل مسيلمة، ولم تحفل "بنو حنيفة" بمن قتل منها، وقال خالد: "هل من مبارز؟" فقام له العديد من الأبطال فبارزهم وقتلهم جميعاً، ثم دعا خالد مسيلمة للحوار، وعرض خالد على مسيلمة عدة أشياء؛ ليوافق على الصلح، والعودة إلى الحق والإسلام، وكان لـ (مسيلمة) شيطانه الذي يستشيره؛ فكلما عرض عليه خالد شيئاً؛ لوى مسيلمة عنقه؛ ليستشير شيطانه الذي رفض كل العروض، وأثناء الحوار أدرك خالد أن وراء مسيلمة شيطاناً فلن يقبل –أبداً- بأي عرض أو توبة؛ فانقض خالد ومن معه على معسكر مسيلمة، وشد عليهم في القتال شدة عظيمة؛ جعلت مسيلمة يفر هو و"بنو حنيفة", وكان يقود "بني حنيفة" رجل اسمه "محّكم اليمامة"؛ فنادى "محكم اليمامة" في "بني حنيفة" قائلاً: "عليكم بالحديقة، عليكم بالحديقة" فرماه عبد الرحمن بن أبي بكر بسهم قتله في الحال.
حديقة الموت: وبطولات أسطورية:
كانت أرض اليمامة أرض زراعية، بها الكثير من البساتين والحدائق والحقول، وكانت بمثابة ريف الحجاز عموماً، وكان لـ "بني حنيفة" حديقةً هائلةً، لها أسوار عالية، وأبواب حصينة يلجأون إليها وقت الأزمات؛ فلما دارت عليهم رحى المسلمين في الحرب وطحنتهم، وعضهم القتل؛ فروا جميعاً إلى الحديقة، وهناك دارت فصول معركة أشبه بالأساطير، وأطلق على تلك الحديقة بعدها "حديقة الموت"؛ لكثرة من قتل بها من "بني حنيفة"، عندما دخلت "بنو حنيفة" الحديقة أغلقوا على أنفسهم الأبواب، وحار المسلمون ماذا يفعلون؟ فلم يكن لديهم أسلحة اختراق الأسوار والحصون الكبيرة؟
وكان في جيش المسلمين رجل من طراز فريد، أشبه ما يكون بالرجل الخارق غير عادي، وهو الصحابي الجليل مجاب الدعوة البراء بن مالك، وكان من الشجاعة والإقدام بمكان لا يوازيه أحد من الناس وقتها، ولا حتى خالد، أو الزبير، أو علي، ومن شدة شجاعته وإقدامه كان الخليفة يوصي أن لا يجعلوه على قيادة الجيش حتى لا يهلكهم من شدة إقدامه، كان البراء بن مالك إذا حضرت الحرب أخذته رعدة، حتى يقعد عليه الرجال من شدتها، ثم يبول -وربما بعدها.
يقال: إنه يوجد فصيلة من الأسود والنمور يحدث معها هذا بالضبط؛ وإذا بال ثار كالبركان العاصف والأسد الهادر.
فلما وصل المسلمون إلى حديقة الموت؛ أخذته تلك الرعدة، فلما بال قال للمسلمين: "يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة" فقالوا: "لا نفعل" فقال: "والله لتطرحني عليهم".
ولك -يا أيها المسلم-أن تتخيل هذا المشهد الفريد من نوعه: الصحابي البراء بن مالك محمول على ظهر ترس على أسنة الرماح، حتى يصل إلى سور الحديقة العالي، ثم ينقض كالصاعقة المحرقة من السماء على المرتدين، وهم في الحديقة، وعددهم أكثر من ثلاثين ألفاً، وفى يده سيفان يضرب بهما يمنةً ويسرةً كالإعصار، حتى فتح الباب للمسلمين.
تلك هي البطولة الحقيقية، والأمجاد التي يجب أن نعلمها ونفخر بها، لا بطولات الوهم والخداع السينمائي التي ألْهَتْ بها آلة الإعلام الصهيونية شبابنا وبناتنا عن أمجادهم الخالدة.
دخل المسلمون الحديقة، ودارت رحى حرب طاحنة داخلها، واستمات المرتدون في القتال، ولكن أنى لهم أن يقفوا أمام أسود الإسلام التي افترستهم، وأنزلت الهزيمة الساحقة عليهم.
ونأتي للحظة الخالدة التي كفّر فيها "وحشي" -العبد الحبشي- عن جريمته الشنعاء يوم أن قتل بحربته الشهيرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وقد خرج إلى هذه المعركة وهو يضمر هذه النية، وقد تحين الفرصة؛ لقتل مسيلمة الكذاب، ودخل الحديقة، وراقب موضع مسيلمة حتى رآه، وهز حربته كالمعتاد، حتى رضي عنها، وقذفها كالبرق -وقد كتب على نصلها أن تذوق دم هذا الكذاب اللعين- فوقعت في قلب مسيلمة وخرجت من ظهره وفى نفس الوقت، كان الصحابي (أبو دجانة) -البطل المشهور، وصاحب العصابة الحمراء- قد ضرب رأس (مسيلمة) بالسيف؛ فاشترك الرجلان في قتله، وبقتل مسيلمة؛ انهارت قوى بني حنيفة وانهزموا، وأخذتهم سيوف المسلمين من كل جانب، وأنزل الله نصره على المؤمنين، وكبت المرتدين، وبعدها تاب بنو حنيفة وعادوا للإسلام مرةً أخرى، بعد هذه المعركة التي كانت أعنف معركة خاضها المسلمون في تاريخهم حتى سنة 11هـ، وكانت سبباً مباشراً لجمع القرآن؛ لكثرة من استشهد فيها من حملة القرآن، وقد قتل من المسلمين يومها ألف رجل معظمهم من المهاجرين والأنصار، في حين قتل من المرتدين خمسة عشر ألفاً: أي أن كل مسلم قتل أمامه خمسة عشر مرتداً، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين...) [سورة المنافقون: 8].
أهم الدروس والعبر:
1-خطورة العصبية الجاهلية خاصة إذا اقترنت بالطموح والكبر.
2-الخيانة وأثرها الكبير على الأمة الإسلامية.
3-عاقبة التسرع ومخالفة ولاة الأمر الشرعيين.
4-فن التأديب والمعاقبة دون كسر أو بتر.
5-جيل الصحابة هم أعظم وأفضل جيل بشري على مر التاريخ بعد الأنبياء والمرسلين.
6-صدق وعد الله ورسوله، وسعي الصحابة لتحقيق هذا الوعد.
-----
المراجع والمصادر:
1-تاريخ الطبري
2-الكامل في التاريخ
3-البداية والنهاية
4-المنتظم
5-الطبقات
6-تاريخ الخلفاء
7-تاريخ خليفة بن خياط
8-صفة الصفوة
9-محاضرات الخضري
10-التاريخ الإسلامي
11-تاريخ الخلفاء الراشدين
12-فتوح البلدان
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم