زكاة التمور

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

2023-09-01 - 1445/02/16 2023-09-11 - 1445/02/26
التصنيفات: الزكاة
عناصر الخطبة
1/كثرة نعم الله علينا 2/تنوع الثمرات والفواكه 3/موسم جني التمور 4/شكر نعمة التمور 5/أحكام وآداب زكاة التمور

اقتباس

نَعِيشُ فِي هَذِهِ الأيَّام مَوْسِمَ جني التُّمُورِ، وَهي نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ تَسْتَوْجِبُ شُكْرَهَا وَأَدَاء حَقّهَا؛... وَمِنْ شُكْرِ نِعْمَةِ التُّمُورِ مَعْرِفَة مَا أَوْجَبَ اللهُ -تَعَالى- فِيهَا مِنْ حَقٍّ مَعْلُومٍ لِلسَّائِلِ والمَحْرُومِ وَحَوْلَ زَكَاة التُّمُورِ وَأَنْصِبَتِهَا، وَشُرُوطِ وُجُوبِهَا، وَطُرُقِ إِخْرَاجِهَا...

الخُطْبَة الأُولَى:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ ذي الطَّوْلِ والآلاءِ، تَفَرَّدَ بِالْعَظَمَةِ والْجَلالِ وَالْكِبْرِيَاءِ، خَزَائِنُهُ بِالْخَيْرِ مَلأَى وَيَدُهُ بِالنَّفَقَةِ سَحَّاءُ، أَحْمَدُهُ -سُبْحَانَهُ- كَانَ بِعِبَادِهِ حَفِيًّا، وَأَشْكُرُهُ عَلى نِعَمِهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا، أَسْبَغَ عَلَيْنَا رُطَبًا جَنِيًّا، وَتَمْرًا شَهِيًّا، لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا.

 

وَأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُهُ، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، واحْمَدُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ بِلا حِسَابٍ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ بِلا أَسْبَابٍ، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 197].

 

أيُّهَا المؤمنونَ: امتنَّ اللهُ -جَلّ وَعَلا- عَلَى عِبَادِهِ بِمَا ذَرَأَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنَ النَّبَاتِ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ -عزَّ وجَلَّ- فِي قِطَعٍ مِنَ الأرضِ مُتَجَاوِرَاتٍ، فَيُخْرِجُ ثَمَرًا تَأْكُلُ مِنْهُ النَّاسُ والأَنْعَامُ وَمِنْهُ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ في الأُكُل، قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)[النحل: 13].

 

عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ تِلْكَ النِّعَمِ الَّتِي امْتَنَّ اللهُ -عزَّ وجلَّ- بِهَا عَلَى عِبَادِهِ عَامَّةً، وَعَلَى بِلادِنَا خَاصَّةً، النَّخِيلُ، الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- زَادًا لِلْبِلادِ، وَرِزْقًا لِلْعِبَادِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِّزْقًا لِلْعِبَادِ)[ق: 10-11].

 

أيُّهَا المؤْمِنُونَ: نَعِيشُ فِي هَذِهِ الأيَّام مَوْسِمَ جني التُّمُورِ، وَهي نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ تَسْتَوْجِبُ شُكْرَهَا وَأَدَاء حَقّهَا؛ قَالَ -تَعَالى-: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ)[يس: 34-35].

 

وَمِنْ شُكْرِ نِعْمَةِ التُّمُورِ مَعْرِفَة مَا أَوْجَبَ اللهُ -تَعَالى- فِيهَا مِنْ حَقٍّ مَعْلُومٍ لِلسَّائِلِ والمَحْرُومِ وَحَوْلَ زَكَاة التُّمُورِ وَأَنْصِبَتِهَا، وَشُرُوطِ وُجُوبِهَا، وَطُرُقِ إِخْرَاجِهَا، أَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيقِ.

أَوَّلًا: أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى وُجُوبِ زَكَاةِ التُّمُورِ مَتَى بَلَغَتْ نِصَابًا، وَهُوَ خَمْسَة أَوْسُقٍ؛ لِقَوْلِهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ"(أخرجه البخاري 1390، ومسلم 979). وَالْوَسَقُ سِتُّونَ صَاعًا، والصَّاعُ أَرْبَعَة أَمْدَادٍ، وهو ما يساوي كِيلُوَيْنِ وَرُبْعًا، فَيَكُونُ نِصَابُ التُّمُورِ سِتمَائَة وَخَمْسَة وَسَبْعِينَ كِيلُو جَرَامًا عَلَى الرَّاجِحِ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ.

 

ثَانِيًا: تَجِبُ زَكَاةُ التَّمْرِ وَقْت جذَاذِهِ، وَالْجذَاذُ هُوَ قَطْعُ الثَّمَرِ؛ لِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)[الأنعام: 141]؛ فَمَتَى مَا جُذَّ التَّمْرُ، وَجَبَتْ فِيهِ الزَّكَاةُ، وَلا تَجِبُ قَبْلَ ذَلِكَ إِلا إِذَا قُطِفَ التَّمْرُ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاحِهِ لِمَصْلَحَةٍ.

 

ثَالِثًا: الْقَدْرُ الْوَاجِبُ فِي زَكَاةِ التُّمُورِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ وَسِيلةِ السَّقْيِ، فَإِذَا سُقِيَ النَّخْلُ بِلا مَؤُونَةٍ، كَالَّذِي يُسْقَى بِالأَمْطَارِ وَالْعُيُونِ وَالأَنْهَارِ، وَجَبَ فِيهِ الْعُشْرِ؛ وَأَمَّا مَا سُقِيَ بِمَؤُونَةٍ كَالَّذِي يُسْقَى مِنَ الآبَارِ وَالآلاتِ والمُحَرِّكَاتِ والنَّوَاضِحِ، فَيَجِبُ فِيهِ نِصْف الْعُشْرِ؛ لِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: "فِيمَا سَقَتِ السَّماءُ والعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ"(أخرجه البخاري 1483)؛ فَإِنْ سُقِيَ بِمَؤُونَةٍ حِينًا وَبِغَيْرِ مَؤُونَةٍ حِينًا آَخَرَ، أَخْرَجَ ثَلاثَةَ أَرْبَاعِ الْعُشْرِ، وَمَعَ الْجَهْل يُخْرِجُ الْعُشْرَ.

 

رَابِعًا: تُخْرَجُ زَكَاةُ التُّمُورِ بِطُرُقٍ مِنْهَا: أَنْ يَتِمَّ خَرْص التَّمْرِ بَعْدَ بُدُوِّ صَلاحِهِ عَلَى رُؤُوسِ النَّخْلِ، ثُمَّ يُحَدِّدُ عَدَدًا مِنَ النَّخْلاتِ لِلزَّكَاةِ تُسَاوِي الْقَدْرَ الْوَاجِبَ، أَوْ يُجَذُّ النَّخْلَ وهو "الصّرامُ"، ثَمُّ يَقُومُ بِكَيْلِ التَّمْرِ، وَإِخْرَاجِ الْقَدْرِ الْوَاجِبِ، فَإِذَا تَمَّ بَيْعُ التَّمْرِ عَلَى رُؤُوسِ النَّخْلِ بَعْدَ بُدُوِّ صَلاحِهِ، وَقَبْلَ إِخْرَاجِ زَكَاتِهِ، فَيُخْرِجُ الْقَدْرَ الْوَاجِبَ مِنَ الثَّمَنِ، وَهُوَ نِصْف عُشْرِ ثَمَنِهِ، أَوْ أَنْ يَقُومَ المَالِكُ أَو المُسْتَأْجِرُ بِبَيْعِ التَّمْرِ بَعْدَ جَذِّهِ، أي صرامه، ثُمَّ يَقُومُ بِكَيْلِ التَّمْرِ وَإِخْرَاجِ الْقَدْرِ الْوَاجِبِ مِنْهُ.

 

خَامِسًا: التَّمْرُ الْمُخْرَجُ فِي الزَّكَاةِ يَكُونُ وَسَطًا بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالأَقَلّ مِنْهُ، وَلا حَرَجَ بِإِخْرَاجِ الْقِيمَةِ لِلْحَاجَةِ َأو المَصْلَحَةِ عَلَى الرَّاجِحِ مِنْ كَلامِ أَهْلِ الْعِلْمِ.

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)[البقرة: 267].

 

بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:

 

الْحَمْدُ للهِ ذي الْعِزَّةِ وَالْجَلالِ، المَحْمُود بِكُلِّ لِسَان، وَعَلَى كُلِّ حَال، وَأَشْهَدُ ألّا إلَهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالمآل، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أمَّا بَعْدُ: فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وانتبهوا لأمورٍ منها:

1- إنَّهُ إِذَا اخْتَلَفَت أَرَاضِي النَّخِيل وَتَعَدَّدَتْ، أَحْصَى صَاحِبُهَا جَمِيعَ مَا أَنْتَجَتْهُ النَّخِيلُ وَإِنْ تَعَدَّدَتْ أَنْوَاعُهُ "من برْحِي أو سُكري أو خُضري أو خلاص وغير ذلك"، وَيَضُمّهَا إِلى بَعْضٍ، فَإِذَا بَلَغَتْ نِصَابًا أَخْرَجَ الْقَدْرَ الْوَاجِبَ فِي الزَّكَاةِ.

 

2- إنَّ الأَصْلَ إِخْرَاجُ زَكَاةِ التَّمْرِ مِنَ التَّمْرِ؛ وَأَمَّا الرُّطَبُ؛ فَالأَصْلُ إِخْرَاجُ زَكَاتِهِ تَمْرًا، وَبِهَذَا أَفْتَتْ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ فِي بِلادِنَا في الفتوى رقم (4499) الجزء التاسع ص221.

 

3- إنَّ مِنْ حَقِّ صَاحِبِ النَّخْلِ إذَا احْتَاجَ إِلى الأَكْلِ مِنْهَا، فَلَهُ أَنْ يَتْرُكَ لِنَفْسِهِ الثُّلُثَ أو الرُّبْعَ، فَلا تَلْزَمُهُ فِيهِ الزَّكَاةُ.

 

عِبَادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ فِيمَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ مِنَ النِّعَمِ، وَأَدُّوا شُكْرَهَا، وَقُومُوا بِحَقِّهَا واحْذَرُوا الإِسْرَافَ فِيهَا، أَوْ إِهْدَارهَا وَامْتِهَانهَا، وَابْسُطُوا بِهَا يَدًا، وَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)[المزمل: 20].

 

اللَّهُمَّ آَمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيِّدًا وَظَهِيرًا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.

 

اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

 

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

المرفقات

زكاة التمور.doc

زكاة التمور.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات