عناصر الخطبة
1/استقبال شهر رمضان بالأمن والإيمان 2/الحث على التوبة والإنابة في خير الشهور 3/وصايا ونصائح لنيل مغفرة الله ورضوانه 4/عودة عزة الإسلام رغم غربته وأعدائه 5/وصية لمن ينوون الاجتماع في القاهرة 6/أمل ورجاء بنصر الإسلام وعزة المسلميناقتباس
يا من هيأت نفسك للصيام والقيام: زَيِّنْ دِينَكَ وبيتَكَ بقراءة القرآن، واستُرْ عورتَكَ باجتناب الفواحش والمعاصي والآثام، واجعل شهرَ رمضان شهرَ قوة وعزيمة، وأَبعِدْ عن نفسك كثرةَ النوم والكسل، واجتهِدْ في العبادة والعمل؛ فإن ذلك غاية الأمل...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي يرحم العيون إذا دمعت، والقلوب إذا خشعت، والنفوس إذا اتضعت، والعزائم إذا اجتمعت، سبحانه تبارك وتعالى، هو الموجود إذا الأسباب انقطعَتْ، والمقصود إذا الأبواب امتنعَتْ، اللطيف إذا صدمتِ الخطوبُ وصدعَتْ؛ (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْمُلْكِ: 14]، فسبحان مَنْ وسعت رحمتُه كلَّ شيء، وحُقَّ لها إذا وَسِعَتْ، وَسَعَتْ إلا طاعته السماوات والأرض حين قال لهما: (ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا)[فُصِّلَتْ: 11]، فأطاعَتَا وسَمِعَتَا.
نحمده بصفاتٍ بَهَرَتْ، ونشكرُه على نِعَمِه التي بَطَنَتْ وظَهَرَتْ، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً لا يشوبها دنسُ الشرك، ولا يُغيِّرُها وهمُ الشكِّ، خالصةً من الأذهان، قائمةً بالطاعة والإيمان، قويَّة الأركان، ثابتة على مر الزمان، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه والفتنة قد احتدت، والحاجة قد اشتدت، ويد الضلال قد امتدت، وظلمات الظلم قد اسودت، والجاهلية قد أخذت نهايتها، وحزبت أحزابها، ونسيت أديانها وجحدت ديَّانَها، فجاء -تبارك وتعالى- بنبيِّنا -صلى الله عليه وسلم- فمَلَكَ عَنانها، وكبتَ أعيانَها، وظهرت آياتُه في الجبابرة، فأهلكت فرسانها، وفي القياصرة فنكَّسَت صُلبَانَها، وفي الأكاسرة فصدَّعت إيوانَها، وأوضح على يدِه محجةَ الحنيفية، وأبانها، فله الحمد -تبارك وتعالى- على نعمه، وشهرُ الصيامِ نِعَمُه عظيمةٌ، وبركاتُه كبيرةٌ، ومِنَنُه لا تُعَدُّ ولا تُحصى، ولا يمكن أن تُستقصى، وبخاصة في المسجد الأقصى.
اللهمَّ صلِّ على وليكَ الأزهرِ، وصديقِكَ الأكبرِ، والأئمةِ الراشدينَ المهديينَ، الطاهرينَ الأبرارِ، والصفوةِ الأخيارِ، وارضَ عَنَّا معهم برحمتك وعفوك يا عزيز يا غفار، ونحن وإيَّاكم -يا عباد الله- من هذه الرحاب الطاهرة نسأله -تبارك وتعالى- أن ينظر إلينا بعين رحمته، وأن يشملنا بعفوه ومغفرته، وأن يمن علينا بالرضا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يتقبل منا، اللهمَّ هيئ لنا من أمرنا رشدًا.
أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- إذا استهل هلال شهر رمضان استقبَلَه بوجهه ثم يقول: "اللهمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسلامةِ والإسلامِ والعافيةِ المجلَّلةِ، ودفعِ الأسقامِ والعونِ على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن".
اللهمَّ سلِّمْنا لرمضان، وسَلِّمْه لنا، وتَسَلَّمْه منَّا، حتى يخرج وقد غفرتَ لنا ورحمتنا وعفوتَ عنا، وكان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يقبل على الناس بوجهه فيقول: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ إِذَا أَهَلَّ هِلالُ شَهْرِ رَمَضَانَ غُلَّتْ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ الجحِيمِ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ، اللهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفًا، وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ، نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: هَذَا يَوْمُ الجَائِزَةِ فَاغْدُوا، فَخُذُوا جَوَائِزَكُمْ".
أيها الناسُ: توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحًا؛ فإن عبدًا لا يَلقَى اللهَ تائبًا من ذنبه إلا كان حقًّا على الله أن يغفر له، من كان عليه دَيْن فليقضه؛ فإن العبد يرتهن بدينه، ومن أصبح منكم مهاجرًا أخاه فليقه فليصالحه، ولا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث، والذنب عظيم، تفتح الآن أبواب الجنان، فكفاكم هجرانًا.
أيها المسلمُ: إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تجد عليه فيه فاطلب له العذر جهدك، فإن لم تجد فقل: عسى عذره لم يبلغني، فاتقوا الله يا عبادَ اللهِ، واتقوا الظلم، واتقوا قطيعة الأرحام، وإيَّاكم ثم إيَّاكُم لا تقربوا الزنا، وابتعدوا عن الفواحش، تعاملوا بالحسنى، ربوا أولادكم على الخير والمحبة والدين، وحافظوا على بناتكم من الوقوع في المعاصي والآثام، وإيَّاكم ثم إيَّاكُم والسكوت عن المحرمات، طهروا أنفسكم من اللغو والغيبة والنميمة، وانتهاك حرمة الأعراض.
ويا من تهيأتُم للصوم: لا تنظروا إلى المسلمين بعين الاضطراب أو الاغتراب، ولا بعين الاستدراج أو بعين الافتراء والاجتراء والازدراء، بل انظروا إليهم بعين الإخاء والصفاء، والمحبة والوفاء؛ فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يسلمه.
فيا أيها الصائمُ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال، إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تسره فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه، عليكم بالقناعة، ففيها كل السعادة، فيها المحبة، وفيها الرحمة وفيها الوفاء.
فيا من هيأت نفسك للصيام والقيام: زَيِّنْ دِينَكَ وبيتَكَ بقراءة القرآن، واستُرْ عورتَكَ باجتناب الفواحش والمعاصي والآثام، واجعل شهرَ رمضان شهرَ قوة وعزيمة، وأَبعِدْ عن نفسك كثرةَ النوم والكسل، واجتهِدْ في العبادة والعمل؛ فإن ذلك غاية الأمل.
كان الأسود بن يزيد النخعي -رحمه الله- يختم في رمضان كلَّ ليلتين، وفي غيره كل ست ليال، وحج ثمانين، ما بين حجة وعمرة، روى عن ابن مسعود قال: "قال -صلى الله عليه وسلم-: حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء"، ونحن اليوم في شدة ومحنة وبلاء، أهلنا في غزَّة يعيشون حياة مريرة، جرَّاء الهدم والدمار والهلاك، والبرد القارس، والأحوال في غاية الصعوبة، وإخواننا في الضفة ذاقوا الأمرين، من الخراب الذي طال الحجر والشجر والبشر، وتذكروا -يا عباد الله- أن هذا امتحان من المولى -تبارك وتعالى-؛ فالظالم يظهر ظلمه، والمظلوم رافع يديه إلى السماء مبتهلًا بالدعاء؛ اللهمَّ تقبل شهداءنا، واشف جرحانا، وداو مرضانا، وأطلق سراح أسرانا، وارحم موتانا واحفظ لنا أقصانا.
عبادَ اللهِ: قال الحسن بن علي -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى)[الْحُجُرَاتِ: 3]: "مَنِ امتَحَنَ اللهُ قلبَه بالتقوى كان شعاره القرآن، ودثاره الإيمان، وسراجه التفكر، وطيبه التقوى، وطهارته التوبة، ونظافته الحلال، وزينته الورع، وعلمه الآخرة، وشغله بالله، ومقامه مع الله، وصومه إلى الممات، وإفطاره من الجنة، وجمعه الحسنات، وكنزه الإخلاص، وصمته المراقبات، ونظره المشاهَدات".
قال الله -عز وجل-: "وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، إِنِّي لَا أَتَقَبَّلُ الصَّلَاةَ إِلَّا لِمَنْ تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِي، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، وَقَطَعَ نَهَارَهُ في ذِكْرِي، وَلَمْ يَبِتْ مُصِرًّا عَلَى الْخَطِيئَةِ، وَلَمْ يَتَعَاظَمْ عَلَى خَلْقِي، يُطْعِمُ الْجَائِعَ، وَيَكْسُو الْعَارِيَ، وَيَرْحَمُ الْمُصَابَ، وَيُؤْوِي الْغَرِيبَ، فَذَلِكَ الَّذِي يُشْرِقُ نُورُهُ مِثْلَ الشَّمْسِ، يَدْعُونِي فَأُلَبِّي، وَيَسْأَلُنِي فَأُعْطِي، أَجْعَلُ لَهُ في الْجَهَالَةِ حِلْمًا، وَفِي الظُّلْمَةِ نُورًا بِنُورِي، وَأَسْتَحْفِظُهُ مَلَائِكَتِي، مَثَلُهُ عِنْدِي في النَّاسِ كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ في الْجِنَانِ، لَا تَسْنُو ثِمَارُهَا، وَلَا تَتَغَيَّرُ عَنْ حَالِهَا".
فيا أيها المسلمُ: إذا مرَّ بكَ يومٌ وليلةٌ قد سَلِمَ فيها دِينُكَ وجِسْمُكَ ومالُكَ وعيالُكَ فأَكْثِرِ الشكرَ لله -تبارك وتعالى-، فكم من مسلوبٍ دِينُه، ومنزوعٍ مُلكُه، ومهتوكٍ سِترُه، ومقسومٍ ظَهرُه في ذلك اليوم، وأنتَ في عافية، قابِلِ البلوى إذا حلَّتْ بصبرٍ ومسرَّةٍ، فلعل الله أن يوليك بعد العُسْر يسرًا، فلا تجزع وإن عظم البلاء ومسك الضرر، وتوجه إلى المولى الكريم الرؤوف الرحيم بالدعاء والتسليم، يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق، قلت لمن قال: ألا تشتكي ما قد جرى؟! فهو عظيم جليل، يقيض الله لنا من يأخذ الحق ويشفي الغليل، إذا توكلنا عليه كفاه، فحسبنا الله ونعم الوكيل، عزم الله لنا ولكم بالصبر على البلاء، والشكر على النعماء، ولا أشمت بنا وبكم الأعداء.
وتوجَّهوا إلى المولى الكريم بالدعاء والتسليم، فيا فوزَ المستغفرينَ استغفِرُوا اللهَ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي ملأ الوجود جودًا وإحسانًا، وأَسبَغَ على كل موجود من سوابغ نعمه سرًّا وإعلانًا، وجعَل السجودَ لقُربان حضرته قربانًا، وأوفر القلوب بتحقيق شهوده إيقانًا، نور بصائر أوليائه، فشاهدوه بعين اليقين عيانًا، كلما جَلَتْ عليهم صفاته هاموا إليها ولهانًا؛ (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)[الْأَنْفَالِ: 2].
ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ شهادة توجب من المخاوف أمنا، وتسهل من الأمور ما كان حزنًا، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي جبر من الدين وهنا، ورسوله الكريم الذي أظهر من المكارم فنونا لا فنا، ونصلي ونسلم على نبينا الذي طهر الله به هذه الأمة، من الأدناس، وجعلها بهديه زاكية الغراس، صلى الله عليه وعلى أصحابه الأجلاء، الذين منهم من فهم حسن استخلافه بالأمر له بالصلاة بالناس، ومنهم مَن بنى الله به قواعد الدين، وجعله موطد الأساس، ومنهم مَن جهز جيش العسرة، وواسى بماله حين الضراء والباس، ومنهم مَن قال عنه -عليه الصلاة والسلام-: "لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله".
أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيرجع غريبًا كما بدأ، وتقاصرت الهِمَم في هذه الأيام عن إسعاده، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله أن يحفظ الإسلام بتلافيه، ويحميه بحمايته وحسن نظره فيه، إنه قريب مجيب، ونحن من هنا، من البيت المُقدَّس والذي هو على التقوى مؤسَّس، نتوجه للذين سوف يجتمعون في القاهرة، ونقول لهم: "اتقوا الله في دينكم وأمتكم، اتقوا الله في مسجدكم الذي انقطعت عنه وفود الزائرين، فيا وحشة المجاورين، كم كان لهم في تلك الأماكن من ركعة، وكم جرت لهم على تلك المساكن من دمعة، تالله لو صارت دموعهم عيونًا لما وفت، ولو تقطعت قلوبهم أسفا لما شفت، اعملوا لمصلحة دينكم، غدًا ستقفون بين يدي الله -تبارك وتعالى-، وسوف تسألون عن كل صغيرة وكبيرة؛ (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)[الصَّافَّاتِ: 24]، أهلنا في أرضنا المباركة اشتدت عليهم المحن، وذاقوا الألم، ونحن وإيَّاكم في الهم شركاء، فكونوا على قدر المسؤوليَّة".
جبَر اللهُ صدعَ الدِّين، ولمَّ شعثَ المسلمينَ، وأخمَل شهابَ الباطل، وأوضَح نهجَ الحق، إن الذنوب تُخرس الألسنة، وتعمي الأفئدة، وإي -واللهِ- لقد عظمت الجريرة وانقطعت الحجة، وكبر الجرم، وساء الظن.
صبرًا قريبًا ما أقربَ الفَرَجَا *** مَنْ راقَب اللهَ في الأمور نَجَا
ومَنْ صدَق اللهَ لم يَنَلْهُ أذًى *** ومَنْ رَجَاهُ يكون حيثُ رَجَا
سحابة ثم تنقشع، وتذكروا -يا عباد الله- أن آخر الهم أول الفرج، لو دخل العُسْر كوةً جاءه يُسرانِ فأخرجاه، وسوف تعود الأمورُ إلى نصابها، والأرضُ إلى أهلها، وسوف يُبشَّر المسجدُ الحرامُ بخلاص هذا البيت المقدَّس، ويهنأ الحجرُ الأسودُ بفكِّ قيدِ صخرةِ البيت المقدَّس، وتفرَح مهبطُ الوحي بعودة محل الإسراء للشرفاء والأتقياء، وتسعد طَيبَةُ مقرُّ سيد الأنبياء برجوع مقر الأنبياء للمسلمين، وسوف تَقَرُّ أعينُكم وقد طهرت الصخرة المشرفة، بدموع الباكين، ونزع لباس البأس عنها بإقامة سواد المحسنين، ورجع الإسلام الغريب منه إلى داره، وطلع قمر الْهُدَى من سراره، وعادت الأرض المقدَّسة إلى ما كانت عليه من التقديس.
أيها المسلمُ: لا تيأسُ أرضٌ من عمران، وإن جفاها الزمان، نهر جرى فيه الماء لا بد أن يعود، إن لله ألطافا خيفة، يحسبه الجاهل بجهله نقمة، فإذا انتهت ونمت عرف أنَّها نعمة، جعلنا الله وإيَّاكم ممن تبع مراده، وجعل الإيمان زاده، وألهمه تقواه ورشاده.
اللهمَّ أعدنا إلى أرضنا سالمينَ غانمينَ، وأعد أسرانا يا ربَّ العالمينَ، واجمع بيننا وبين أهلنا ويسر اجتماعنا، وأعد روض الأنس زاهرا، وربيع القرب عامرا، فقد قل العزاء، وبرح الخفاء.
اللهمَّ قلَّ الناصرُ، واغترَّ الظالمُ، وأنتَ المطَّلِعُ العالِمُ، والمنصِفُ الحاكمُ، بكَ نعتزُّ عليهم، وإليكَ نهرُبُ من بين أيديهم، فقد تعززوا علينا بالمخلوقين، ونحن نعتز بك يا رب العالمين، اللهمَّ يسر أمورنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، توفنا وأنت راض عنا، يا كريم.
وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ، أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم