رسول الدموع

الشيخ سعد بن عبد الله السبر

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/ أما آن للقلب أن يفيق 2/دعاك مولاك للتوبة 3/لا تيأس من التوبة 4/مازال في الوقت بقية 5/التوبة ختام الشهر   6/زكاة الفطر

اقتباس

أَيُّهَا الْمُسَوِّف: وَيْحَك؛ بَادَرْ حُلُولَ الأَجَلِ بِالتَّوْبَة, وَسَابَقْ خَطْفَةَ الرَّدَى بِالأَوْبَة. وَيْحَك؛ تَكَلَّفْ الْحُزْنَ وَاطْلُبْه, لَعَلَّكَ مِنَ الْحُزْنِ الأَكْبَرِ تَنْجُو. وَيْحَك؛ كَدِّرْ الْفِكْرَ فِيْمَا سَلَفَ مِنْكَ مِنَ الذُّنُوب, اسْتَعِنْ بِأَرْحَمِ الرَّاحِمِين, وَاشْتَكِ إِلَى أَكْرَمِ الأَكْرَمِين, وَانْطَرِحْ بَيْنَ يَدِيه...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الْحَمْدُ للهِ مَا لاحَ وَمْضٌ وَسَنَاْ, وَغَابَ كَمَدٌ وَضَنَىْ, وَأَشْرَقَ قَمَرٌ بِضِيَاء, وَغَابَتْ شَمْسٌ بِفَنَاء, نَحْمَدُهُ مَا جَرَى يَرَاعٌ وَكَتَب, وَسَالَ دَمْعٌ وَانْسَكَب, وَأَوْجَلَ قَلْبٌ وَاضْطَرَب, وَنَشْكُرُه مَا فَارَقَتْ رَوْحٌ جَسَد, وَاسْتَبْشَرَتْ أَمٌّ بِوَلَد, وَخَطَفَ بَرْقٌ وَرَعَد.

 

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهَ الْفَرْدَ الصَّمَدَ, لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَد, صِفَاتُهُ جُزْءٌ مِنْ ذَاتِه, وَأَسْمَاؤُهُ تَجَلَّتْ عَنْ أَسْمِاءِ مَخْلُوْقَاتِه, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً بُعِثَ لإقَامَةِ الْمُتَكَسِّر, وَأُرْسِلَ لِتَبْصِرَةِ الْمُتَعَثِّر, نُبِّئَ بِإِقْرَأْ, وَأُرْسِلَ بِالْمُدَّثِّر, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ الْبَرَرَة, وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيرَاً إِلَىْ يَوْمِ الدِّيْنِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوْصِيْكُمْ -أَيُّهَا الْعِبَادُ- وَنَفْسِيْ بِتَقْوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, فْاعَمَلُوا بِطَاعَةِ اللهِ, عَلَى نُوْرٍ مِنَ اللهِ, تَرْجُوْنَ ثَوَابَ اللهِ. وَاتَرْكُوا مَعْصِيَةِ اللهِ, عَلَىْ نُوْرٍ مِنَ اللهِ, تَخَافُونَ عِقَابَ اللهِ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102], (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 35].

 

أَيُّهَا الرَّاغِبُون: طَالَ لَيْلَ الرَّاقِدِيْن, وَتَأَخَّرَ فَجْرُ الْوَالِهِيْن, وَأَطْفَئَتْ السَّمَاءُ أَنْوَارَهَا, وَأَسْدَلَتْ الأَرْضُ سِتَارَهَا, وَعَقُولُ الْفَرَاغِ مُطْبِقَة, وَقَافِلَةُ الرُّجُوعِ مُطْرِقَة, جُمُوعِ اللَّهْوِ تَزْمُرْ, وَفُلُولُ الشَّرِّ تَسْكُرْ, طَغَىْ عَلَىْ الْعُقُوْلِ دَرَنُ الطَّاش, وَاسْتَوْلَىْ عَلَى الْقُلُوبِ رَانُ الْفِرَاش, مُسَلْسَلاتٌ تُمِيْتُ حَيَاةَ الأَرْوَاح, وَبَرَامِجُ تَطْمِسُ نَفَحَاتِ الأَفْرَاح.

 

الْقَلْبُ مَفْجُوْع, وَالْمَوْقُ مَخْلُوْع, وَالتَّوْقُ مَصْرُوْع, وَنَارُ الذَّنْبِ فِيْ الْخَلْقِ تَلُوْع, وَأُوَارُ الْمَعَاصِيْ يَعْتَلِجُ بَيْنَ الضُّلُوْع, فَعُدْ أَدْرَاجَكَ يَا رَسُوْلَ الدُّمُوْع.

 

أيها المستغفرون: إِلَىْ مَتَىْ وَالذُّنُوبُ تُثْقِلُ الْكَوَاهِل؟ وَالْمَعَاصِي تُغْرِقُ الأَبْدَان؟ أَمَا آنَ لِلْقَلْبِ أَنْ يَفِيْق, أَمَا آَنَ لِلآبِقِ أَنْ يَعُودَ لِسيده, يَا مَنْ مَعَاصِيهِ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تُحْصَى, يَا مَنْ رَضِيَ أَنْ يُطْرَدَ وَيُقْصَى, يَا قَاسِيَ القَلْب, هَلاَّ بَكَيْتَ عَلَىْ قَسْوَتِك, وَيَا ذَاهِلَ الْعَقْلِ فِيْ الْهَوَى هَلاَّ نَدَمْتَ عَلَى غَفْلَتِك. [مَوَاعِظُ ابْنُ الْجَوْزِي (1 / 2)].

 

أَيُّهَا الْعَبْد: تَفَكَّرْ فِيْ عُمْرٍ مَضَىْ كَثِيْرُه, وَفِيْ قَدِمٍ مَا يَزَالُ تَعْثِيرُه.

 

أَيُّهَا الْمُقَصِّر: آَذَنَتْ سُفُنِ التَّائِبِينَ عَلَى الرَّحِيْل, وَأَزِفَتْ سَاعَةُ الْبَيْنِ أَنْ تَصِل, وَأَوْشَكَتْ غَمَامَةُ الدَّمْعِ أَنْ تُفَارِق, فَاعْزِمْ أَمْرَكْ, وَأَجْمِعْ كَيْدَك, وَاحْزِمْ مِئْزَرَك, وَأَفِقْ مِنْ سَكْرَةِ الْمَعْصِيَة, وَعِشْقُ الذَّنْب, وَعُدْ إِلَى رَبِّك, وَارْجِعْ إِلَيْه, وَلا تَسْتَكْثِرْ ذُنُوبَكَ فَتَقْعُد, وَلا تَسْتَقِلَّ عَمَلَكَ فَتَرْقُد, قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِيْ طَلْحَة, عَنِ ابْنِ عَبَّاس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَوْلُه: (قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53], قَالَ: "قَدْ دَعَا اللهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ مِنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَسَيْحَ هُوَ الله, وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَسِيْحَ هُوَ ابْنُ الله, وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عُزَيْرَاً ابْنُ الله, وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ فَقِير, وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ يَدَ اللهِ مَغْلُولَة, وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَة, يَقُولُ اللهُ تَعَالَىْ لِهَؤُلاء: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة: 74] وَأَنْتَ دَعَاكَ لِتَرْجِعَ فَيْ أَيَّامٍ ذَهَبَ عَبِيْرُهَا, وَلَمْ يَبْقَ إِلا قَلِيْلَهَا, مَدَّ عُمْرَكَ لِتَعْمَلَ صَالِحَا, بَلَّغَكَ شَهْرَ النَّفحَاتِ وَالعَشْرَ الْمُبَارَكَات, فَهَلْ تَتُوب وَتَؤُوب؟.

 

 

رَسُوْلُ الدَّمُوعِ يَقُول: طُوْبَىْ لِمَنْ بَادَرَ عُمْرَهُ الْقَصِير, فَعُمَّرَ بِهِ دَارَ الْمَصِير, يَا دَائِمَ الْمَعَاصِي خُفْ مِنْ غِبِّ مَعْصِيَتِك؛ وَيَا سَيِّئَ الأَعْمَالِ نُحْ عَلَىْ خَطِيْئَتِك, عَنْ أَنِسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُول: قَالَ الله: "يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِيْ وَرَجَوْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيْكَ وَلا أُبَالِيْ, يَا ابْنَ آَدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِيْ, يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِيْ بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيْتَنِيْ لا تُشْرِكْ بِيْ شَيْئَاً لأتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة" [سُنَنُ التِّرْمِذِيّ ، (5 / 548) رَقُمُ الْحَدِيث : (3540 )، قَالَ الأَلْبَانِيْ : صَحِيحٌ].

 

قَدْ ذَهَبَ اللَّيلُ وَبَيْنَ أَيْدِينَا طَرِيقٌ بَعِيدٌ وَزَادٌ قَلِيل, وَقَوَافِلُ الصَّالِحِينَ قَدْ سَارَتْ أَمَامَنَا, وَنَحْنُ قَدْ بَقِينَا, تَعَاهَدْ -يَا أَخِيْ- قَلْبَكَ بِأَسْبَابِ الآَخِرَة, وَصِنْهُ مِنْ أَسْبَابِ الدُّنْيَا وَمِنْ ذِكْرٍ يَجُرُّ إِلَىْ الْحِرْصِ وَالرَّغْبَة, وَلا تَأْذَنْ لِقَلْبَكَ فِيْ اسْتِصْحَابِ مَا يَعْسُرُ طَلَبَه, وَيَنْطَفِئُ نُورُ الْقَلْبِ مِنْ أَجْلَه. [آَدَابُ الُّنُفوسِ (1 / 46) ]

 

أَيُّهَا الْمُسَوِّف: وَيْحَك؛ بَادَرْ حُلُولَ الأَجَلِ بِالتَّوْبَة, وَسَابَقْ خَطْفَةَ الرَّدَى بِالأَوْبَة. وَيْحَك؛ تَكَلَّفْ الْحُزْنَ وَاطْلُبْه, لَعَلَّكَ مِنَ الْحُزْنِ الأَكْبَرِ تَنْجُو. وَيْحَك؛ كَدِّرْ الْفِكْرَ فِيْمَا سَلَفَ مِنْكَ مِنَ الذُّنُوب, اسْتَعِنْ بِأَرْحَمِ الرَّاحِمِين, وَاشْتَكِ إِلَى أَكْرَمِ الأَكْرَمِين, وَانْطَرِحْ بَيْنَ يَدِيه, وَاغْفِرْ خَطِيْئَةَ الْهَوَى بِدُمُوعِ النَّدَم, وَلا تَمَلَّ طَوُلَ الشِّكَايَة, لَعَلَّهُ أَنْ يَرْحَمَ ضَعْفَك, وَيَجْبُرَ كَسْرَك, طَأْطئْ رَأْسَك, وَاسْبِلْ دَمْعَتَكَ, وَارْغَبْ إِلِيْهِ بِنَفْسٍ ذَلِيلَة, لأَنَّهُ يَرْحُمَ الضَّارِعَ الذَّلِيل, وَيُغِيثُ الطَّالِبَ الْمُتَلَهِّفْ, وَيُجِيبُ دَعْوَةُ الْمُضْطَر, (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل: 62].

 

رِيَاحُ هَذِهِ الأَسْحَارِ, تَحْمِلُ أَنِينَ الْمُذْنَبِين, وَأَنْفَاسُ الْمُحِبِّينَ, وَقِصَصُ التَّائِبِينَ, ثُمَّ تَعُودُ بِرَدِّ الْجَوَابِ بِلا كِتَاب, رَسُوْلُ الدَّمُوعِ يَقُول: يَا يَعْقُوبَ الْهَجْرِ قَدْ هَبَّتْ رِيحُ يُوْسُفَ الْوَصْلِ, فَلَوْ اسْتَنْشَقْتَ لَعُدَّتَ بَعْدَ العَمَى بَصِيرَا, وَلَوَجَدَّتَ مَا كُنْتَ لِفَقْدِهِ فَقِيرَا. [لَطَائِفُ الْمَعَارِفِ].

 

لَوْ قَامَ الْمُذْنِبونَ فِيْ هَذِهِ الأَسْحَارِ عَلَى أَقْدَامِ الانكسار, وَرَفَعُوا قَصِصَ الاعْتِذَار, مَضْمُونَهَا (يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا) [يوسف: 88], لَبَرَزَ لَهُمُ التَّوْقِيعُ عَلَيْهَا: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 92]. [لَطَائِفُ الْمَعَارِفِ (1 / 228)].

 

عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: تَقُولِينَ: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" [سُنَنُ ابْنُ مَاجَة (2 / 1265) ، رَقمُ الْحَدِيث (3850). قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِي : صَحِيْحٌ], قَالَ يَحْيَى بُنُ مُعَاذٍ: "لَوْ لَمْ يَكُنْ الْعَفْوُ أَحَبُّ الأَشْيَاءِ إِلَيْهِ, لَمْ يَبْتَلِ بِالذَّنْبِ أَكْرَمِ النَّاسِ عَلَيْه".

 

يَا مَنْ أَعْيَتْهُ ذُنُوْبُه, وَاسْتَحْيَى مِنْ خَطَأِهْ, وَخَافَ مِنْ عِقَابِ رَبِّه: مَازَالَ فِيْ الأَيَّامِ بَقِيَّة, وَمَازَالَ فَيْ الشَّهْرِ مُهْلَة, سِتٌّ قَبْلَ سِتّ, اهْجُرْ فِيهَا مَرَاتِعَ الْهَوَى, وَمَرَابِضَ الْمَعْصِيَة, وَاعْكُفْ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ وَدُعَاه, وَاسْتَمْطِرْ رَحْمَتَه, عَسَاهُ أَنْ يَقْبَلَ تَوْبَتَك, قَوِّ عَزِيْمَتَك, وَارْفَعْ هِمَّتَك, وَاكْبَحْ جِمَاحَ نَفْسَك, وَأَعْلِنْهَا تَوْبَةً نَصُوْحَاً إِلَىْ الله -سُبْحَانَه-, وَرَاقِبْ مَوَاطِنَ رِضَاهُ فَتَشَبَّثْ بِهَا, وَتَحَرَّ مَوَاطِنَ سَخَطِهِ وَابْتَعِدْ عَنْهَا, وَانْبِذ مَجَالِسْ السُّوء, وَصُحْبَةَ اللَّغْو, وَخَوَاطِرَ الْهَوَى, وَادْنُ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّة, وَبَسَاتِينَ الآخِرَة, وَالْتَزِمْ كُلَّ نَافِلَة, وَحَافِظْ عَلَى كُلِّ فَضِيْلَة, وَأَبْشِرْ بِتَوْبَةٍ الرَّبِّ الْغَفُور [مُعَاتَبَةَ النَّفْسِ48،49،50], (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 55، 56].

 

أَيُّهَا التَّائِبُون: اخْتُمُوا شَهْرَكُمْ بِالتَّوْبَةِ وَالشُّكْرِ وَالذِّكْرِ, وَكَبِّرُوا لَيْلَةَ الْعِيد (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ) [البقرة: 185], وَتَضَرَّعُوا لِرَبِّ الْعَبِيد, أَنْ يَقْبَلَ صِيَامَكُمْ وَقِيَامِكَ وَيْعُفُو عَنْ زَلاتِكُم وَأَخْرِجُوا صَدَقَةَ فِطْرِكُمْ طُهْرَةً لَكُم مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ" [رَوَاهُ الْبُخَارِي (1503) ، وَمُسْلِمُ (2326)].

 

 

 

المرفقات

رسول الدموع.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات