دور شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الإسلام في أمريكا اللاتينية

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-07 - 1444/03/11

اقتباس

أجرينا عدَّة حوارات مع دعاة ومسلمين جُدُد؛ لمعرفة آرائهم في مدى تأثير هذه الشبكات في نشر رسالة الإسلام، ولعب دور الإعلام البديل في هذا الصَّدَد.

آية حسين علي

 

تُعدُّ شبكاتُ التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر"، أو تطبيقات مثل "سكايبي" أو "واتساب" - من أفضل الوسائل التي ربما ميَّزت العصر الحديث، وأسهمت في إحداث طَفْرة حقيقيَّة في التواصل المباشر بين المسلمين وغير المسلمين، وأتاحَتْ فرصة ذهبية للدُّعاة من أجل تعريف الدنيا بنور الهدى.

 

أجرينا عدَّة حوارات مع دعاة ومسلمين جُدُد؛ لمعرفة آرائهم في مدى تأثير هذه الشبكات في نشر رسالة الإسلام، ولعب دور الإعلام البديل في هذا الصَّدَد.

 

تحدَّثنا مع الداعية الفنزويلي: سليمان زبيب، الذي يعمل لدى موقع "islamreligion"، وقال لنا: إن شبكات التواصل الاجتماعي أضحَت المَسار الأساسي للرد على شكوك الباحثين عن الحق بكلِّ سهولة ويُسر، كما أن هناك عدة مواقع إلكترونيَّة تُوفِّر خدمة المحادثة الفورية، بشكل يسمح للراغبين بالتواصل بشكل مباشر مع الدُّعاة لعرض أسئلتهم، والوصول إلى الإجابات التي تقنعُهم.

 

وأضاف زبيب: لعلَّ قيام شبكات التواصل الاجتماعي بلعبِ هذا الدور، أدَّى إلى تراجعِ دور المساجد وحلقات الدعوة في ظل ازدياد مساحة انتشار الإنترنت في كل مكانٍ في العالم، لكن المشكلة تكمن في أن بعض الأشخاص يستخدمون هذه المنابر لنشر معلومات خاطئة، أو تشويه الأديان الأخرى، أو الدعوة للكراهية وعدم التسامح.

 

ومن جانب آخرَ أشار إلى أن الإسلام أصبح اليوم هو الدينَ الأكثر انتشارًا في العالم؛ بفضل إتاحة مواد كثيرة على شبكات الإنترنت، مُشدِّدًا على أنه يجب على الدُّعاة الاعترافُ بذلك، واستخدام هذه المنابر، وعدمُ إهمالها، والحرصُ على تنقيح هذه المواد؛ لتقديم المعلومةِ الكاملة الواضحة الصحيحة للباحث، ومن جانبٍ آخرَ: مواجهة المعلومات الخاطئة التي تُبعِدُ الناس عن الدين.

 

ويرى الداعية المصري يوسف محمود مدير موقع "Caminoalislam" أنه بلا شكٍّ إن شبكات التواصل الاجتماعي أسهمَتْ في دعمِ نحو 90% من الراغبين في التعرُّف على الإسلام في رحلتهم للبحث عن الحقيقة، ووفَّرت جهودًا ضخمة كانت تُبذَلُ من أجل خروج قافلة من الدعاة إلى إحدى الدول؛ لتعريف أهلها بالإسلام.

 

وأضاف أنه أصبح الآن من السهل للغايةِ على الداعيةِ أن يتواصلَ مع الراغبين في التعرُّف على الإسلام، وتقديم العونِ لهم في دقائق بشكل سريع يتواكبُ مع السرعة التي باتت تلعب دورًا كبيرًا في مسار حياتنا؛ فوسائل التواصل الحديثة أضحَتْ بمثابة سفينة يَصِلُ بها الدعاة إلى جميع أنحاء العالم، وبها يصلون إلى منازل الراغبين في التعرف على الإسلام بشكل مباشر.

 

وبحسب تقديرات محمود فإن الموقعَ قد أسهم بشكل مباشرٍ في إسلام أكثرَ من 250 شخصًا عبر الإنترنت منذ عام 2011.

 

ويرى محمود أن إيصالَ الرسالة الحقيقية للإسلام تعتمِدُ على الداعية، ومدى حنكته في المجال الدعوي، واستغلاله للأدوات الإلكترونية المتاحة لديه؛ من أجل مساعدة الراغبين في التعرف على الإسلام بشتى الوسائل، خاصة أن شبكات التواصل ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت وسيلةً أسهلَ من الذهاب للمسجد بالنسبة إلى المهتدين الجُدد للتعرف على الإسلام، وتكوين صَدَاقات بين المسلمين من دول مختلفة بشكل أيسرَ من خلال الضغط على بعض الأيقونات في الشبكة العنكبوتية، كما ساعدت المسجدَ، ودعمت دورَه الذي لا غنى عنه، خاصة مع قلة المساجد وبُعدها عن مكان سكن المهتدين الجدد.

 

وتلعب هذه الوسائل دورًا فعَّالاً في دعم وتعزيز المسلمين الجُدُد والراغبين في التعرف على الإسلام بشكل مستمرٍّ على مدار 24 ساعة، ومن خلالها يعرفون ما يريدون في أي وقت، وفي أي مكان، سواء كانوا في موقع العمل، أو المنزل، أو المواصلات.

 

وترى نتاليا بافون سانتشس (إسبانية مسلمة منذ سبع سنوات) أن شبكات التواصل الاجتماعي كان لها عظيم الأثر في وصولها للإسلام، ورَوَتْ لنا أنها وُلِدت وعاشت في أسرة يَدينُ جميعُ أفرادها بالمسيحية، لكنها كانت تشعر بأن هذا الدين ناقصٌ؛ فأخذت بالبحث عن الإسلام، حتى تعرَّفت على شابٍّ مسلم أرسل لها مجموعةَ كتب عن الإسلام بلغتِها، وما أن شرعَتْ في قراءتها، حتى وجدت ما كانت تبحثُ عنه، وقامت بزيارة المسجد، ثم نطقت الشهادة.

 

وتُضيف شسانتشس أن المسجدَ بعيدٌ للغاية عن محلِّ سكنها، لكنها لم تجد أيَّةَ صعوبة في الحصول على المعلومة، وأن مواقع التواصل الاجتماعي كانت لها خير معين.

 

وفي هذا الصَّدد تروي لنا أمينة كاسترو (أمريكية مسلمة منذ 3 أعوام) أنها تعرَّفت على الإسلام للمرة الأولى من خلال اشتراكها في مناظرة إلكترونية بإحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث كانت تدافِعُ عن المسيحية بشدة أمام أخت مسلمة تونسيَّة، فقامت التونسية بإضافتها، وعرضت عليها أن تتناقش معها، وأن تُوضِّحَ لها وجهة نظر الإسلام في كل ما تقولُ، فرحبت كاسترو، وكانت النتيجة أنها قرَّرت إعلان إسلامها.

 

وتضيف كاسترو: أنه على الرغم من سهولة التواصلِ من خلال هذه المواقع فإن بعض المواضيع لا تُعرَضُ بشكل واضح، كما أن أغلب الباحثين لا يجيدون التفريقَ بين المواقع السنية والشيعيَّة مثلاً، وهو ما يُشكِّلُ تضاربًا عند البعض في المعلومات.

 

ويُذكَرُ أن كاسترو بعد إسلامها انضمت إلى أحد المواقع الإسلامية؛ لتعملَ في الدعوة إلى الإسلام.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات