خلق السخرية بالناس

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/المسلم أخو المسلم 2/تحريم السخرية بالمسلمين وحقيقتها 3/السخرية من أخلاق المنافقين 4/دوافع السخرية من الآخرين 5/مساوئ السخرية ومفاسدها 6/خطر السخرية بأهل الدين والصلاح

اقتباس

ومن عباد الله من يحمله على السخرية بالناس قوة بدنه وتكامل قواه، فيسخر بالضعفاء ويحتقرهم، ومن عباد الله من تخدعه صحة بدنه وسلامة أعضائه فيسخر بالمصابين بالعاهات والبلايا، يسخر منهم احتقارًا لهم؛ لأنه ينظر إلى...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله: إن المجتمع الفاضل الذي يريد الإسلام بناءه، وتقوية أركانه، هو المجتمع الذي له الأدب الرفيع، وكل فرد يعرف مكانته وكرامته فيه، والمؤمنون فيه كالجسد الواحد: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات:10]، وفي الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ"، ويقول: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى والسَّهَرِ".

 

وقد رفع الله من شأن هذه الأُخوة، وحرم الظلم بجميع أنواعه على المسلم, فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".

 

والشارع الحكيم قد حرّم مساوئ الأخلاق، ورذائل الصفات، فحرم السخرية بالناس والاستهزاء بهم، وهمزهم ولمزهم لأي عيب فيهم خَلَّقِيا أو خُلُقِيا، وحقيقة السخرية أنها كل كلام أو فعل يظهر منه إهانة المسلم واحتقاره وإذلاله.

 

وقد جاءت النصوص في كتاب الله وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بتحريم السخرية بالناس, قال الله -جلَّ وعلا- مبينا ذلك واصفا بأن السخرية فسوق وظلم وعدوان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)[الحجرات:11].

 

أيُّها المسلم: والسخرية بالناس منكر، تسأل أم هانئ للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن قوله: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ)[العنكبوت:29] قال: "يسخرون بأهل الطريق ويحذفونهم"، والسخرية حرام وإثم كبير، تقول عائشة -رضي الله عنهما- قلت يا رسول الله: حسبك من صفية إلا أنها قصيرة تشير بيدها، قال يا عائشة: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ" يعني: أن كلامك هذا سيءٌ وخطيرٌ، وأنه إثمٌ لأنك وصفتها بالقصر من باب التنقص في حقها، فأدبها -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ".

 

والسخرية من أخلاق الكافرين والمنافقين، قال -جلَّ جلاله-: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ* وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)[المطففين:29-28] فبيَّن تعالى في أول السورة جزاء المجرمين وثواب المؤمنين المتقين، ثم بيَّن أن أهل الإجرام يسخرون بالمؤمنين ويضحكون منهم كلمة احتقار وامتهان لهم: (وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ) كُلُ ذلك مما في قلوبهم من الحقد، وقال -جلَّ وعلا-: (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ)[المؤمنون:109-110]، فأهل الكفر والضلال سخروا بأهل الخير والصلاح وأئمة الهدى، وشغلتهم سخريتهم بهم عن ذكر الله، وعن تدبر فيما ينفعهم؛ بل شغلوا بالسخرة والاستهزاء والاحتقار والتنقص من العباد.

 

والله -جلَّ وعلا- بيَّن أن من أخلاق المنافقين السخرية بأهل الإيمان قال -جلَّ وعلا-: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)[التوبة:65] قالوا: مقالتهم السيئة في النبي وأصحابه؛ "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغبنا بطوناً، وأكذبنا ألسناً، وأجبننا عند اللقاء"، فبيَّن -جلَّ جلاله- أن تلك سخرية واستهزاء بأهل الإيمان كفر (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)[التوبة:66].

 

وأخبر -جلَّ وعلا- عن المنافقين وسخريتهم بأهل الصدقات والخير: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[التوبة:79]، إذا جاء المصدق بالشيء الكثير قالوا: هذا مرائي، وإن جاء بالقليل قالوا: الله غني عن صدقتك.

 

أيُّها المسلم: والسخرية بالناس يحمل عليه الكبر والعجب والغرور وانخداع الإنسان بنفسه، فتلوث قلبه بالحقد والحسد والكبرياء والترفع عن الناس، فلهذا يسخر بهم، ولهذا يسخر بهم ويحتقرهم.

 

أيُّها المسلم: والسخرية بالناس ظلم، لأنك إذا سخرية منه أسأت إليه وأدخلت الهم والغم عليه؛ فأنت بهذا ظالم لنفسه، ظالم له، والسخرية بالناس تنسيك تدبر عيوبك والتفكر في نقائصك، فكفى بالمرء إثماً أن يشتغل بعيوب الناس، ويدع العيوب التي هو مشتمل عليها فلا يصلحها ولا يعدلها.

 

أيُّها المسلم: السخرية أنواعها وصورها عديدة، قد يحمل على السخرية ما أعطاه الله من أصناف الأموال؛ فيرى نفسه غنياً قد أعطي من الأموال ما أعطي ولهذا يسخر بالفقير، يسخر بالفقير وينتقصه ويحتقره، لماذا؟ لقلة ذات يده فقط، وما علم هذا الجاهل أن هذا الغنى والفقر لحكمة أرادها الله، فربى مبتلىً بفقر خير من غنى، وربى مبتلىً بغني شاكر لله خير من غيره، المهم أن لا تكون أموالك وغناك سبب لسخريتك بعباد الله: (كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)[العلق:6-7].

 

ومن عباد الله من يحمله على السخرية بالناس قوة بدنه وتكامل قواه، فيسخر بالضعفاء ويحتقرهم، ومن عباد الله من تخدعه صحة بدنه وسلامة أعضائه فيسخر بالمصابين بالعاهات والبلايا، يسخر منهم احتقارًا لهم؛ لأنه ينظر إلى نفسه وقد أُعطي صحةً في بدنه وسلامةً في أعضائه, فهو يسخر بمن هو دون ذلك.

 

ومن عباد الله من يسخر بالإنسان لكونه بسيطًا ساذجًا, فيرى نفسه ذا دهاءٍ وعقلية كبيرة وآراء سديدة؛ فيسخر بمن هو دونه، ومنهم من يسخر بالإنسان لكون لونه غير لونه؛ فيسخر بلونه وجماله, وكُلُ هذا من الجهل.

 

ومنهم من يسخر بالناس بكونه كثير الأولاد فيسخر بالعقيم الذي لا يولد له، ومنهم من يسخر بأن له الأبوين وهذا يتيم لا أسرة له ولا عشيرة له، ومنهم من يسخر بالناس لكونه يرى نفسه ذا حسب ونسب ومكانة رفيعة فيحتقر من دونه، وكُلُ هذا من الجهل والحماقة.

 

ومنهم من يسخر بالناس لأنه ذو جاه ومنزلة؛ فيسخر بمن هو دون ذلك, وكُلُ هذه غير مبررات لهذه السخرية، ليست هذه الأمور مرضية لك أن تسخر بالآخرين، وليست عند الله ذا شأن، إنما الميزان العادل عند الله التفاضل بالتقوى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13].

 

يسخر بعض الناس بالآخرين لأجل مِهَنهم وحِرَفهم؛ فيرى ذا الحرف والمهن أقل منزلة منه، فيسخر بهم وبحرفهم وأعمالهم, ولا يعلم هذا الجاهل أن ذا الحرف والأعمال -ما دامت غنيهم عن السؤال وتسد حاجتهم- هم أعزاء بغنى الله لهم إذا كانت تلك الحرف والمهن لا تخالف شرع الله.

 

ومنهم من يسخر بالناس لأجل وطنه وبلده, وكُلُ هذه الأمور لا مبرر لها، لا توجب الفخر والإعجاب والغرور والانخداع.

 

والواجب على المسلم أن يشكر الله على نعمه التي أنعم به عليه, ويسأل الله من فضله وكرمه ويقول: "الحمد لله الذي عافني مما ابتلاهم به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً"، فلا تطغيه النعم أن يسخر بالناس ويستهزئ بهم ويحتقرهم, كُلُ هذه أمور تخالف الشرع، إذ الإسلام يدعو المجتمع المسلم إلى أن يكون مجتمع متراحمًا، ومجتمع تسوده المحبة والمودة، يحترم الكل الآخر في سبيل الحق.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

 

عباد الله: السخرية بالناس محرمة، وكبيرة من كبائر الذنوب؛ فكيف إذا كانت هذه السخرية بالدعاة إلى الله؟! فكيف إذا كانت السخرية بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟! كيف إذا كانت السخرية سخرية بأهل الدين والتقى, وذوي العلم النافع والعمل الصالح ومن يبصر الناس بأمور دينهم ويهديهم إلى طريق الله المستقيم؟!.

 

أخي المسلم: إن السخرية بأهل الخير والصلاح دليل على مرض في القلوب، وفساد في المعتقد، إنها مصيبة وبلية تتمثل في الأقلام المأجورة ذي المقاصد المشبوه الذين يكرسون جهودهم للسخرية بالدين وأهله وعلماء الشريعة، يريدون الحط من قدرهم وتشويه سمعتهم، وإبعاد المجتمع عنهم بما يقولون ويكتبون مما يخالف الحق، ومما يدعو إلى الباطل والضلال.

 

أيُّها المسلم: اتق الله فيما تقول، وسخّر قلمك في نصرة الدين وأهله، فرحم الله امرأً نصر الإسلام ولو بشطر كلمة، إياك أن تحملك مكانك أو قوتك أو صحتك أو جاهك أو منصبك أو مكانك الاجتماعية، إيَّاك أن تحملك على السخرية بالآخرين وانتقاصهم واحتقارهم، إيَّاك أن يحملك على ذلك.

 

إيَّاك -أخي- أن تخدعك دنياك أو قوة أو صحتك أو جاهك أو منزلتك أو فصاحة لسانك أو قوة رأيك أو مكانتك الاجتماعية، إيَّاك أن تخدعك فتنظر إلى الآخرين نظرة ازدراء واحتقار وسخريةً واستهزئ، قف عند نفسك وحاسب نفسك، واعلم أن القوة قد تتبدل إلى ضعف، وقد يتحول الغنى إلى فقر، والصحة إلى مرض، والمكانة الاجتماعية الرفيعة إلى دون ذلك، فالله على كل شيء قدير: (قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آلعمران:26].

 

إيَّاك والسخرية بالناس وبآبائهم، وبأمهاتهم، وأنسابهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، اتق الله وسر على الطريق المستقيم، واحترم الآخرين يحترموك، أما أن تنظر من العلو وأنت تراهم وتحتقرهم، وترى نفسك أنك أعلى منزلة منهم، وأشرف منهم، وأعلى قدرًا منهم فتحتقر الآخرين فذاك نقص بالإيمان، نقص في العقل، سوء تصرف وقلة أدب.

 

هذا؛ وصلوا وسلموا على رسول الله...

 

المرفقات

خلق السخرية بالناس

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات