خطبـة عيد الفطـر المبارك 1444هـ

يحيى جبران جباري

2023-04-21 - 1444/10/01 2023-04-17 - 1444/09/26
التصنيفات: الفطر
عناصر الخطبة
1/الفرح بالعيد 2/وصايا بالمداومة على العمل الصالح 3/العيد يوم التسامح والتصافح.

اقتباس

أهل العيد: إن العمر أيامٌ، وجُلُّ العمر أحلامٌ، وكل الناس ظُلَّامٌ، وذنب الكفر لا يُغفَر، فجدوا سيركم لله، وقووا وصلكم بالله، فكلّ الأمر أمر الله، وإن أذنبتَ فاستغفر، وأوطاناً لكم صونوا، وفي إصلاحها هونوا، وعُماراً لها كونوا، وأقصوا كل مَن دَمَّر.

الخُطْبَة الأُولَى:

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

 

الله أكبر ما بَلَّت مياهٌ ريقَ من أفطر، الله أكبر ما قُمنا ببيت الله كي يُعمَر، الله أكبر نُلقيها على من جاء بالمنكر.

 

الحمد لله، له حمد عظيم مثله أشكر، ومنه العون أطلبه وأستهدي وأستغفر، وأشهد أنه الله الإله الحق، مِن شِرْكٍ به حَذّر، وأن محمداً عبد رسول جاءنا ينذر، فمن يتبع له ينجو، ومن يعصيه لن يُعذر، عليه صلاة ديان وتسليمٌ له يَكْثُر.

 

وأما بعد: أوصيكم ومعترفٍ بما قصر، بتقوى الله خالقكم، وترك الإثم والمنكر، فكم من سوءة يستر!، وكم من هفوة يعذر!، وكم من زلة يَغفر!، فيا من شئت جناتٍ، على تقواه فلتصبر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول نبيكم -عليه صلوات وسلام-: "ربكم المسلمُ أخو المسلمِ، لا يخونُه، ولا يكذِّبُه، ولا يخذُلْه، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، عِرضُه، ومالُه، ودمُه"، التقوى ها هنا، وأشار إلى القلبِ بحسْبِ امرئ من الشّرّ أن يَحْقِرَ أخاه المسلمَ"(والحديث في صحيح الجامع).

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أهل العيد: يا من طَيباً لبسوا، ورباً مكرماً عبدوا، وللرحمات قد طلبوا، وما قنطوا ولا يأسوا، ولا من صاحب عبسوا، وبيت الله قد قصدوا، إليكم خطبتي فخذوا، نَجَّى من خَمسَهم حفظوا، صلاةً شِئتُ فالتزموا، وقرآن تُلي فيكم، لآيٍ فيه فاحتكموا، وسنة أحمد جاءت بها خير لمن فهموا، ومن يُعْطُون محتاجاً من المال الذي كَسبوا، فقد فازوا برضوانٍ ومن إتلافه سَلِموا.

 

ومن يُحسن لذي رحمٍ ويَلزَمُ فِعل من وصَلوا، له في عمره نُسِئَ ويَلقَى بَسْطَ من رُزِقُوا، ومن يعفون إصلاحاً ومهما صابهم صَبروا، فخيرٌ عند بارئِهم إذا في موقف حُشِروا، ومن بَروا بآباءٍ وفضل جميلهم عرفوا، لهم من بِر أبناء مثل ما فعلوا.

 

وأكرم كل جِيرانٍ بِقُربِ الدارَ قد سَكنوا، فجبريلٌ بهم وصَّى وصِيةَ مَن لكم يَرِثُوا، وعينك يا أخي صُنْها؛ فعين المَرءِ تُتْعِبُهُ، وأما اللَّفظ إلزاماً على ذا اللُّب يحفظهُ، وجانب كل مُغْتَابٍ ونَمَّامٍ ومن كَذبوا، ولا تَركَن لأَحزابٍ، أضاعوا كل ما جَمعوا، دماراً أورثوا داراً، وأيم الله قد ظَلموا.

 

وصايا قلتها نظماً وسرداً، طاب مَن حَفِظُوا، لها في الحق إثباتٌ، لمن شاءوا إذا طَلبُوا، مُلخَّص جَمْعِهِ جَاءَ، بآيٍ قُلتُ قَدْ سَمِعُوا، وغفراناً لنا ولكم ومن قاموا ومن ثبتوا، سألت الله يكرمنا في يوم الفوز أطلبه، فأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، فمن يقوى سوى إياه، إنْ كل الدنا سألوا.

 

أستغفر الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر أنطقها كعرف العود بل أعطر، الله أكبر أُردفها لتكبيرات من كبر، الله أكبر أعليها بحجم الكون بل أكبر.

 

الحمد لله، أتممنا صياما ذنبنا كَفّر، وقمنا شهرنا لله، عسى ربي لنا يغفر، ونشهد كلنا لله، لا معبود إلا الله، من لا يلتزم يكفر، وأن محمداً عبدٌ رسولٌ فضله يُذكَر، عليه صلاة رب الكون حتى نَشرب الكوثر.

 

وبعدُ، أيا عباد الله، عليكم بتقوى الله، من يفعل بذا بُشر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الأنفال: 29]، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

أهل العيد: إن العمر أيامٌ، وجُلُّ العمر أحلامٌ، وكل الناس ظُلَّامٌ، وذنب الكفر لا يُغفَر، فجدوا سيركم لله، وقووا وصلكم بالله، فكلّ الأمر أمر الله، وإن أذنبتَ فاستغفر، وأوطاناً لكم صونوا، وفي إصلاحها هونوا، وعُماراً لها كونوا، وأقصوا كل مَن دَمَّر.

 

سألت الله يحفظنا، وبعد الحفظ يهدينا، ويعطينا أمانينا، ويغفر كل زلتنا، ويرعى كل قادتنا، ومن للدين ذا يَنصُر، مليك الحزم سلمانٌ، ومن للعهد صوانٌ، محمدُ نجله الأخير، ويعلي راية الإسلام، ويحفظ كل شعب قام، على دين العلي الأقدر، ويرفع ظُلم من ظَلموا، عن الأقصى الذي كَلَموا، وشاما أهلُه حُرموا، وبغداد الذي هَدموا، وسوداناً له قسموا، وأرضاً سميت حِمير، ألا فالطف بهم رباه، ومن عسر بهم يَسر.

 

ختاماً، أسعدوا النفسَ، وذيعوا الفرح والأنسَ، فهذا العيد لا يُنسَى، يزيل الهمَّ والبؤسَ، ويجلي الغم واليأسَ، أعاد الله أعيادًا، على العُباد أعوامًا، ومِن فَضل لنا زاد.

 

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

المرفقات

خطبـة عيد الفطـر المبارك 1444هـ.doc

خطبـة عيد الفطـر المبارك 1444هـ.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات