عناصر الخطبة
1/خصائص العيد في الإسلام 2/الفرح والسرور بالأعياد 3/مظاهر شرعية للاحتفال بالعيد 4/عظم مسؤولية تربية الأولاد 5/اغتنام الإجازة الصيفية 6/ أضرار استخدام الألعاب الإلكترونية 7/دور المرأة في نهضة المجتمع وتطويره 8/وصايا للنساء 9/آداب الأضحيةاقتباس
وقاية الأهل والأولادِ، بتأدِيبِهم وتعلِيمِهم، وإِجبارِهم على أمرِ الله، فلا يَسلمُ العبدُ إلا إذا قامَ بما أَمَرَ اللهُ به في نَفْسِهِ، وفيما يدخلُ تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه....
الخُطْبَة الأُولَى:
الحمد لله كثيراً والله أكبر كبيراً.. الله أكبر خلق الخلقَ وأحصاهُم عدداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً.. الله أكبر عزَّ سلطانُ ربنا وعم إحسانُ مولانا، خلق الجنَ والإنسَ لعبادتِه وعنت الوجوهُ لعظمتِه وخضعت الخلائقُ لقدرته..
والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
أَمَا بَعْدُ: أَيُّها الإِخْوَة وَالأَخَوَات: اتقوا الله -تعالى- واعرفوا نعمته عليكم بإدراكِ العيد؛ ففيه يجزلُ اللهُ لعباده الأجورَ والعطايا.. وتمتلئ القلوب به فرحاً وسروراً.. وتزدان به الأرض بهجةً ونوراً.. يومٌ يخرج فيه المسلمون في الأمصارِ إلى صلاة العيد لربهم مُكبّرين ومهللين وحامدين.. وبنعمته مغتبطين.. فعيدكم مبارك وعيدكم سعيد، أعاده الله علينا وعلى الأمة باليمن والبركات.
أعيادنا -معاشر المسلمين- مظهرٌ من مظاهر ديننا، لا تعرفُها الأممُ في شتى أعيادها.. افرحوا بعيدكم، وأظهِروا السرور فيه بما أباح الله لكم، فالفرح بالعيد من الأعمال التي نؤجر عليها؛ لأن الفرح به من شعائر الدين التي يفعلها المسلمون حتى وإن كانوا في معاناةٍ أو ترقب محنة.
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
ولقد أظهر نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- الفرحَ والسرور بالأعياد في شرعِه وفعله، وندبَ المسلمين ليفرَحوا، ودعوته للفرح والاحتفال بالعيد لا تعني جواز فعل المحظورات والمحرمات، وعليه لا يُطلق المسلم لنفسه ولا لأهله وأولاده العنان لفعل ما يشاءون مما تهوى نفوسهم، دون النظر للحل والحرمة محتجاً بمشروعية الفرح بالعيد.
ولقد شرع رسولنا -صلى الله عليه وسلم- مظاهر للاحتفال بالعيد حري بنا أن نأخذ بها منها: لبس الجديد والحسن من الثياب والتطيب، وإن لم يستطع فالنظيف، ففي صحيح البخاري أن عُمرَ بنَ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يشتري حُلَّةً مِن دِيباجٍ ليلبسها للوفودِ والعيدِ والجُمُعة؛ فامتنع -صلى الله عليه وسلم- لتحريم لبس الحرير على الرجال، وهذا يدلُّ على أنَّ التجمُّلَ للعيدِ كان أمراً معتاداً بينهم، وعن نافعٍ أنَّ ابنَ عُمرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- "كان يَلبَسُ في العيدينِ أحسنَ ثِيابِه"(رواه البيهقي بإسناد صحيح).
ومن مظاهر الفرح بالعيد: الأمر بخروج الرجال والنساء والصغار إلى صلاة العيد من طريق مكبرين مهللين وحامدين، وهي شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، التي حثَّ عليها الشرع المطهر، ومن السنة أن يخرجوا مشياً على الأقدام.. والعودة من طريق آخر، فَقَدَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ"(رواه البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-).
وذلك لإظهار شعائر العيد، وليعم الفرح بسائر الطرقات، وبين جميع البيوت، ويكثر التقاء المسلمين بعضهم ببعض للسلام والتودد ودعاء بعضهم لبعض، وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين، أنهم كانوا يتلاقون يوم العيد، ويدعو بعضهم لبعض بالقبول، وللتفاؤل بتغير الحال إلى الرضى والمغفرة؛ فإنه يرجى لمن شهد العيد أن يرجع مغفوراً لهُ.. فما أجمل خروجهم وعودتهم وقد ملؤوا الآفاق تكبيراً وتهليلاً..
ومن مظاهر الفرح بالعيد كذلك أنه يجوزُ يومَ العيدِ التبسُّطُ في المباحاتِ، ففي صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ، وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: "دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى"، وفي رواية فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيداً وَهَذَا عِيدُنَا".
وَعَنْهَا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِالدَّرَقِ -التُّروس- وَالْحِرَابِ يَوْمَ عِيدٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا جَارِيَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟" فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ عَلَى الْبَابِ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ وَرَأسِي عَلَى مَنْكِبِهِ وَسَتَرَنِي بِرِدَائِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ.. إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَزَجَرَهُمْ وَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "دَعْهُمْ يَا عُمَرُ فَإِنَّمَا هُمْ بَنُو أَرْفِدَةَ لِتَعْلَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ أَمْناً بَنِي أَرْفِدَةَ".
وفي رواية: "دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ"؛ قَالَتْ: فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: "حَسْبُكِ؟" قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَاذْهَبِي"(متفق عليه)؛ قال شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله-: "قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "هذا عيدنا"، فدل هذا على أنه لا بأس بالدف والغناء في أيام الأعياد، بشرط أن يكون الغناء نزيهاً ليس فيه مدح مشين، ولا ذم مقذع، ولا كلمات ساقطة سافلة، إنما هو غناء يؤذن بالفرح والسرور وما أشبه ذلك، وهذا لا بأس به في أيام الأعياد، أي لا بأس باستعمال الدف والغناء على الوجه الذي ذكرنا، وشرط آخر وأَلَّا يمنع من أداء صلاة الجماعة؛ لأن المباح إذا أدى إلى إسقاط واجب خوفاً من محرم كان حراماً".
وسأل الشيخ سائل: هل يجوز الدف للرجال في العرضة؟
فأجاب الشيخ -رحمه الله-: لا بأس به؛ لأن في أيام العيد رُخِّصَ في اللهو، وقال أيضاً: العرضة لا بأس بها؛ لأنها أيام عيد؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أذن لعائشة أن تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد. (فتاوى الباب المفتوح: 70).
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيُها الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ: وكانَ من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- استثمار فُرَص اجْتِمَاعَ النَاسِ فيعظهم ويذكرهم امتثالاً لأمر الله -تعالى- بقوله: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)[الأعلى:9] أي: ذَكِّرْ بِشَرْعِ اللهِ وَآيَاتِهِ مَا دَامَتْ الذِّكْرَى مَقْبُولَة، والْمَوعِظَةَ مَسْمُوعَة، سَواءً حَصَلَ مِنْ الذِّكْرَى جَمِيعَ الْمَقصُودِ أَو بَعضِهِ.
أيها الآباء والأمهات -وأنا واحد منكم-: لنعلم أن مسؤولية تربية الأولاد مسؤولية كبيرة، تحملناها طائعين مغتبطين، وقد يغيبُ عنا في دهاليز الحياة أننا سنُسْأل عنها كما نسأل عن أنفسنا بين يدي الله العليم الخبير القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُو أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم:6].
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "وقاية الأهل والأولادِ، بتأدِيبِهم وتعلِيمِهم، وإِجبارِهم على أمرِ الله، فلا يَسلمُ العبدُ إلا إذا قامَ بما أَمَرَ اللهُ به في نَفْسِهِ، وفيما يدخلُ تحت ولايته من الزوجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه".اهـ.
نعم أيها الآباء ولأمهات: ونحن نستقبل إجازة الصيف وفراغ الأولاد حريّ بنا أن نستشعر المسؤولية ولا ندع الإجازة تضيع عليهم سبهلالاً، لا خير غنموه ولا كفاية من شر سلموا منه، علينا أن نشغلهم بما يفيدهم وينمّي قدراتهم ومواهبهم من حفظ لكتاب الله أو تعلم مهارة أو تعلم لغة أو بيع وشراء أو أيّ أمر فيه خيراً لهم ولنحذر من تركهم رهن أجهز الاتصال والإفراط باستخدام الألعاب الإلكترونية، فمنها المفيد إلا أن ما يضر منها كثير وسهل الحصول عليه.
وليعلم الجميع أن دور الأسرة في التوجيه السليم والتوعية بأضرار استخدام الألعاب الإلكترونية وفوائدها أمر مهم؛ ذلك أن الألعاب الإلكترونية لها تأثير واضح على سلوكيات الطفل والمراهق، فيختار منها ما فيه تعليم وترفيه، وعلى الوالدين كذلك تقنين المحتوى، والوقت بحيث لا يتعارض مع التحصيل الدراسي، ولا يُسلب من الأولاد دافع اللعب والترفيه، وأن يشبع احتياجهم بشكل ترفيهي مفيد، وجعل جزء من وقتهم للحركة والنشاط بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.. ومتى كان ذلك ساهمنا ببناء جيل صالح يمكن الاعتماد عليه لتنفيذ رؤى وتطلعات وآمال مجتمع متميز مستقبلاً.
ومما يشعر الأولاد بالارتياح؛ مشاركة الأسرة في اختيار الألعاب المناسبة، مثل الألعاب التي تنمي قدراتهم العقلية والمعرفية والذهنية مثل ألعاب الذكاء والألغاز، وكذلك التي تنمي عندهم التخيل والإبداع والتحليل وغرس القيم.. ونبعدهم عن التي تزرع فيهم القسوة والظلم والحيل، ونحميهم من كل ما فيه شر؛ فكونوا معهم ليكون بإذن الله في أمان.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أيتها الأخوات الكريمات: للمرأة دور بارز في نهضة المجتمع وتطويره، وزيادة معارف المرأة وتربيتها على الخير له أثر كبير في أخلاق الأجيال.
فالطفل الذي يرى أمه مقبلة على معالي الأمور من اكتساب للعلوم والمعارف، والاشتغال بما يفيد الأولاد والأمة.. غير الطفل الذي يرى أمه مقبلة على مجرد المتع الدنيوية والمظاهر الوقتية وسفاسف الأمور.. فالطفل الذي يرى بِرّ أمه بوالديها، وحرصها على إعانة زوجها للقيام ببرّ والديه، وتأمره ببر أبيه وتحثه عليه يعلم أن البر أمر واجب فيقوم به بعد ذلك.. فالتربية: أم فاضلة وزوجة صالحة. وفي الجملة فإن تربية المرأة تعني تربيةَ المجتمعِ بأكمله لأن دورَها في بناء الأمة كبير وكما قال شاعر العرب:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها *** أعدت شعباً طيبَ الأعراق
ورحم الله من قال: مَن علَّم رجلاً فقد علَّم فرداً، ومَن علَّم امرأة فقد علَّم شعباً.
أيها الأخوات: حسبي من موعظتكن ثلاثة أحاديث، قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِها شِئْتِ"(رواه أحمد وابن حبان عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وقال الألباني: هو حسن لغيره).
وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بنسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "كُلُّ وَلُودٍ -كثيرة الولادة- وَدُودٍ -أَيْ: المتحببة إلى زوجها- عَؤُودٍ -التي تعود على زوجها بالنفع- الَّتِي إِنْ ظَلَمَتْ أَوْ ظُلِمَتْ"، وفي رواية: "إِذَا غَضِبَتْ أَوْ أُسِيءَ إِلَيْهَا أَوْ غَضِبَ -أَيْ: زَوْجُهَا- قَالَتْ: هَذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، لَا أَذُوقُ غَمْضاً حَتَّى تَرْضَى"، وفي رواية: قَالَتْ: "هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ، لَا أَكْتَحِلُ بِغُمْضٍ حَتَّى تَرْضَى.(رواه الطبراني وغيره عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وحسنه الألباني).
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا، وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ"(رواه النسائي والحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما- وصححه الألباني).
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيُها الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ: ولقد شرع الله لنا بعد صلاتنا هذه ذبح الأضاحي اقتداء برسولنا، فَبَذْلُ المال في الأضاحي أفضل من الصدقة بثمنها، ومن السنة أن يذبح الإنسان أضحيته بنفسه إن أمكن وإلا فليحضر ذبحها.. وللذكاة آداب نذكر منها:
أضجعوا ذبيحتكم عند ذبحها على أحد جنبيها إن كانت غنماً أو بقراً برفق ورحمة فإن الراحمين يرحمهم الرحمن، ولا تلووا يدها على عنقها؛ فإن ذلك يؤلمها بلا حاجة، وأطلقوها مع بقية القوائم ليكون أريح لها وأشد في تفريغ الدم منها، ويضع الذابح رجله على عنقها ويمسك رأسها باليد الأخرى ويرفعه قليلاً..
اذبحوا برفق، وأمِرّوا السكين عليها بقوة وسرعة ولا تعذبوها، وتفقَّدوا السكين، وحُدّوها لكن لا تُحدوها وهي تنظر، ولا تذبحوها والأخرى تنظر إليها؛ لأن ذلك يرهبها، ويحرم سلخها أو كسر عنقها قبل أن تموت فإن ذلك يؤلمها دون الحاجة إليه.. وكل ما ذكرت حثَّ عليه رسولنا -صلى الله عليه وسلم-.
وأيام الذبح أربعة؛ يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، والذبح في أول يوم أفضل من الذي يليه، وهكذا البقية، ويجوز الذبح في الليل لكن النهار أفضل، ويجوز بعد صلاة الفجر في أيام التشريق.. وكلوا منها وانووا بذلك امتثال أمر ربكم ليحصل لكم الأجر في أكلكم؛ فالسنة أن يكون أول ما يطعم المسلم يوم النحر من أضحيته، وأهدوا منها وتصدقوا على الفقراء واختاروا للصدقة من أطيب الأضحية فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.
اللهم إنا عبيدك أتينا إلى أداء شعيرة عظيمة من شعائر دينك؛ فاللهم لا تَفُضّ جَمْعنا إلا بذنب مغفور وأجر موفور ورزق واسع وتجارة لن تبور.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم