خطبة عيد الفطر 1435هـ

خالد بن عبدالله الشايع

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: الفطر
عناصر الخطبة
1/ هذا يوم الجوائز 2/ الأيام المعدودات مرت سريعًا 3/ كيف يهنأ المسلم بالعيد ودماء المسلمين تراق في كل مكان 4/ ضوابط الفرح بالعيد 5/ من سنن العيد 6/ وصية نافعة للنساء 7/ الحث على الثبات على الطاعة بعد رمضان.

اقتباس

كيف يهنأ المسلم بالعيد، ودماء المسلمين في كل صقع تُراق، ونفوسهم تُزهق، والمسلمون يتفرجون ولا يملكون لهم نصرًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فبلاد الشام تُباد على أيد النصيرية الكفرة، وإخواننا في غزة تحت القصف الصهيوني في أيام العيد، والشهداء يُشيَّعون في كل يوم، فهم تحت المجازر اليومية، أمة كاملة تباد تحت مسمع ومرأى العالم بأسره، ولا مجيب ولا ناصر..

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله...

 

اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

 

معاشر المؤمنين: ما أسعد المؤمن عندما ينهي عمله وينتظر أجره، فهذا يوم الجوائز، يوم يكرم الله فيه عباده العاملين المطيعين، الذين طالما قاموا والناس في لهوهم، والذين طالما جلسوا في المساجد والناس يلعبون، هذا يومُ ينفع الصادقين صدقهم، فلْتَقَرَّ عيونٌ طالما بكت من خشية الله، ولتنعم أجسادٌ طالما تألمت من القيام والركوع والسجود والجلوس لتلاوة القرآن.

 

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

عباد الله: هاهي الأيام المعدودات مرت سريعًا، مودعة للمسلمين حتى العام القادم، ذهبت شاهدةً بما عُمل فيها من خير وشر، ذهبت وقد ذهب معها تلك الفضائل والمنح، ذهبت بما فيها من الروحانيات والإيمانيات، ذهبت وقد خلّفت أقوامًا أخذوا نصيبهم منها، فعتقت رقابهم، ففازوا فوزًا عظيمًا، وأفلحوا فلاحًا أبديًّا، جعلنا الله وإياكم منهم.

 

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

معاشر المؤمنين: كيف يهنأ المسلم بالعيد، ودماء المسلمين في كل صقع تُراق، ونفوسهم تُزهق، والمسلمون يتفرجون ولا يملكون لهم نصرًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فبلاد الشام تُباد على أيد النصيرية الكفرة، وإخواننا في غزة تحت القصف الصهيوني في أيام العيد، والشهداء يُشيَّعون في كل يوم، فهم تحت المجازر اليومية، أمة كاملة تباد تحت مسمع ومرأى العالم بأسره، ولا مجيب ولا ناصر، إلا ثلة من المؤمنين نصروهم بالمال، والدعاء.

 

وهذه اليمن يغتصبه الرافضة الحوثيون بمباركة من الدول الكافرة، وتلك العراق سليب الرافضة، وتلك بورما المهجَّرة، وغيرها من البلدان الإسلامية التي تُستباح من أجل الإسلام (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ..) [الحج: 39- 40].

 

إني لأوجه خطابي لأولئك الذين لم تطرف لهم عين، فضلاً عن أن تدمع، على إخوانهم في تلك البلاد المحترقة، أين هم عن ما أخرجه البخاري ومسلم وسائر علماء المسلمين في دواوينهم من حديث النعمان بن بشير قال -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، فالحديث واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، أن من لم يهتم بأمر المؤمنين ويتعاطف معهم فليس منهم.

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيها المسلمون: إن الفرح بالعيد شعيرة إسلامية، فلنلبس الجديد، ولنقم ولائم الأعياد، ولنظهر الفرح الشرعي، فليس من الدين الحزن يوم العيد، ولكن يجب أن تتألم القلوب داخليًّا لأوضاع المسلمين في شتى بقاع الأرض، خصوصًا أننا نرغد بأمن وأمان ولله الحمد، فلنحمد الله ولنقدر لهذه النعمة قدرها، ولنلهج بالدعاء لإخواننا المستضعفين في كل حين، فنصر الله قادم لا محالة، وعدَ الله لا يخلف الله الميعاد، ولكننا بحاجة للعمل بأسباب النصر.

 

إن الأمة بحاجة لغربلة لتعود لها عزتها ومكانتها، فهاهي الثورات لما قامت لغير الله، كان سقوطها أسرعَ من ظهورها، فما كان لله دام واستقام وما كان لغيره انقطع؛ فلنعد لديننا، ولنطبق شرعنا، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله فلا قومية، ولا حزبية، ولا عنصرية.

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

معاشر المؤمنين: إن يوم العيد يوم فرح وسرور، غير أنه لا يجوز أن يكون يوم بطر ومعصية، فلنحذر من ابتداء أول شهر من أشهر الحج بالمعاصي والذنوب، لنحذر من الغناء والمعازف، والحفلات الماجنة، والاختلاط المحرم، والسفر لبلاد الكفر والإباحة.

 

 إن من سنن العيد، أن تتجمل فيه، وأن تصافح إخوانك المسلمين، وتدعو لهم بالقبول، فإنها من سنن الصحابة والسلف الصالح.

 

إن يوم العيد يوم إحسان وبر وصلة، فصلوا أرحامكم، وتزاوروا، وليدع بعضكم لبعض

إن يوم العيد يوم عفو ومغفرة، فمن أراد أن يعفو الله عنه ويغفر له، فليعفُ عن الناس ويغفر لهم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور: 22].

 

طهروا قلوبكم من الغل والحسد، وليكن كل منا هو المبادر للصلح، لينال الخيرة، فخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

 

تفقدوا إخوانكم الفقراء والمحاويج، وإياكم والإسراف والبذخ، فإنه من عمل الشيطان، وعلامة للهلاك، كما قال تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء: 16].

 

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

اللهم احفظنا من الزلل والتقصير في حقك يا رب العالمين.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله ...

الله أكبر الله، أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

معاشر المؤمنات الصالحات: اتقين الله -عز وجل-، واعملن بوصية الله لكن في كتابه، (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) [الأحزاب: 33].

 

أيها الإماء الصالحات، اعلمن أنكن مستهدفات من أعداء الدين، فلا تسمعن لدعاتهم، ممن يدعون نساء المسلمين للتبرج والسفور، والاختلاط بالرجال، وقيادة السيارات، واستخدامك كأداة فتنة لتمرير مخططاتهم.

 

عليكن بالحرص على قيادة المنزل، القيادة الحكيمة، التي تنتج أجيالا نافعة لدينها وأمتها، واحرصن على تربية أولادكن التربية الإسلامية، كن قدوة حسنة لبناتكن، وأكثرن من الصدقة فإنها تنجي من النار.

 

عباد الله: يا من تعبدتم لربكم طيلة شهر رمضان، يا من دمعت عيونكم، واعترفتم بذنوبكم، يا من تصدقتم وأنفقتم، يا من تلوتم وذكرتم ربكم، اللهَ الله أن نكون كالتي نكثت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، لا ترجعوا للتقصير والتفريط، وقد ذقتم لذة العبادة وحلاوة الطاعة، واستعينوا بربكم للمواصلة على درب العباد قبلكم، فكأنه قد صيح بكم، فأجبتم المنادي.

 

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعاءنا، اللهم اغفر لنا تقصيرنا وزللنا، اللهم اغفر للمسلمين ... اللهم فرج هم المهمومين.

 

 

 

 

المرفقات

خطبة عيد الفطر 1435هـ5.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات