خطبة عيد الفطر 1434هـ

الخطبة الأولى:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 الله أكبر ما أقيمت شعائر الدين، الله أكبر ما رفرفت بالنصر أعلام المؤمنين.

 الله أكبر كلما أضاءوا لدخول رمضان المصابيح، الله أكبر كلما صلوا القيام والتراويح.

 الله أكبر كلما اجتمعوا في المساجد بين قارئ وراكع وساجد.

 الله أكبر عدد ما صام الصائمون، وأفطر المفطرون وتسحر المتسحرون.

 الله أكبر عدد ما سجدوا من سجدات، الله أكبر عدد ما رفعوا من دعوات، الله أكبر تكبيرًا يملأ الأرض والسموات.

الله أكبر عدد ما ظهرت النجوم، الله أكبر عدد ما تلاحقت الغيوم، الله أكبر هو الملك الحي القيوم.

سبحان من خلق الخلق فأبدعه، سبحان من نور النور وشعشعه، سبحان من سنَّ الدين وشرعه.

 الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 الحمد لله الذي سهَّل لعباده طريق العبادة ويسَّر، ووفاهم أجورهم من خزائنه التي لا تحصر، ومنَّ عليهم بعيدٍ يعود عليهم بالخيرات ويتكرر، وتابَع بين مواسم الخيرات لتشيد الأوقات بالعبادة وتعمر.

نحمده على نعمه التي لا تُحصر، ونشكره وحق له أن يُشكَر، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كل شيء عنده بأجل مقدَّر، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صام لله وأفطر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّر، وعلى أصحابه السابقين إلى الخيرات، فنعم الصحب والمعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر مشرقًا وأنور، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فتقوى الله كفارة للذنوب وستر للعيوب، فالزموها في الحياة ولا تفارقوها إلى أن تلقوا الله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

عباد الله: نعيش في هذه الحياة نكابد مشاقها ومتاعبها، نفرح يومًا ونحزن آخر، ونضحك يومًا ونبكي يومًا آخر، فيوم لنا ويوم علينا، ويوم نُساء ويوم نُسَر، وصدق الله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد: 4].

ويظل الأمل بالله هو البلسم الشافي والدواء الكافي في حياتنا الدنيا، إنه الأمل في شدة الألم، يسكن قلوب المؤمنين، إنه الرجاء، يعيش بين جنبي عباد الله الموحدين، فلا يأس وإن طال الليل واشتد الكرب وعظم البلاء، ففي السماء رب وعلى العرش ملك، وفوق العباد إله، إله بر رحيم جواد كريم، قالها يعقوب وقد فقد يوسف وبكى ألم فراقه حتى ذهب ماء العين (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) [يوسف: 84].

لم يفقد يوسف سنةً أو سنتين بل فقده أربعين سنةً، ومع هذا ظل الأمل في الله ساكنًا في قلبه وقال لبنيه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].

في الحديث أن الله يقول: "أنا عند ظن عبدي بي"، فظنوا بالله خيرًا، فما غربت شمس إلا وأشرقت بعد طول مغيب، وما أظلم ليل إلا خرج الفجر بعد اشتداد الظلام، ومن رحم الظلام يخرج النور.

صح عنه –عليه الصلاة والسلام- أنه قال: " واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا"

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكنت أظنها لا تفرج

أيها المسلمون الصائمون: أنتم في يوم عيد تعيشون أملاً جديدًا، فالملك كل يوم في شأن، سينصر الإسلام وترفع الأعلام، قال –عليه الصلاة والسلام-: "ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الشرك".

 سيشفى المريض، ويزول الهم العريض، سيعود الغائب وتمطر على الأرض المجدبة السحائب، سيجبر الكسير، ويفك الأسير، ويغنى الفقير، سيتوب العاصي، ويلين القلب القاسي، ستطوى صفحات من الحزن عشناها وأيامًا من الألم والبؤس قاسيناها.

أحبتي: في يوم عيدكم لا تلبسوا ثياب الحزن، بل البسوا ثوب الفرح، فهذا طريق نبيكم –عليه الصلاة والسلام- لا تقيموا المناحات في يوم عيدكم وأنتم تتذكرون من صام معكم العام واليوم هو بين أطباق الثرى، فالذاهب لن يرجع والميت لن يعود، اذكروهم بدعوة لا بعَبْرَة تقلب الأفراح أحزانًا، بالله عليكم اخلعوا ثياب الحزن التي ترى على وجوهكم وتقرأ في كتاباتكم، توجس وتحسر على الأب الراحل والأم التي محت دارسات الثرى محاسن وجهها والابن الذي لن يرجع ولو بكت عليه كل عين، فهل هذا إلا تجديد للأحزان ورجوع بالقلب إلى الوراء وقتل لمعاني السعادة.

ألستم من رضي بالله ربًّا واستسلم لقضائه استسلامًا، قال أحدهم: "لن يرد يوم القيامة أرفع درجات من الراضين عن الله –عز وجل- على كل حال". وقال ابن مسعود –رضي الله عنه-: "إن الله –تبارك وتعالى- بقسطه وعلمه جعل الرَّوْحَ والفرج في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط". ومن جميل القول: "من رضي بقضاء الله أرضاه الله بجميل قدَره".

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ *** وطب نفسًا إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي *** فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلدًا *** وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا *** وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا *** فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن *** إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

أحبتي، تذكروا دائمًا أن اختيار الله خير من اختيار العبد، وأن الله يعلم وأنتم لا تعلمون. قال تعالى: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19].

عسى موت يحيي الله به قلوبًا غافلةً، عسى مرض أو تأخر زواج أو حرمان من طفل يعلقك بالله ويعيد قلبك الشارد إليه، فثقوا بالله واستسلموا لأمره وارضوا بقضائه وقدره؛ فربكم عليم حكيم، رحمن رحيم جواد كريم، فهو سبحانه ما ابتلى إلا ليعافي، وما أمرض إلا ليشافي، ما منع إلا ليعطي وما أضل إلا ليهدي،  (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) [النجم: 43، 46].

أيها المسلمون الصائمون: عيشوا فرحة العيد بقلب جديد يترك الماضي خلفه، ويبدأ صفحةً جديدةً مع القريب والبعيد، عيشوا فرحة العيد بقلب جديد يعفو عمن ظلم، ويصل من قطع، ويعطي من حرم، قلب لا يعرف الغل والحقد والحسد، قلب يحب الخير للناس كما يحبه لنفسه. قال –عليه الصلاة والسلام-: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه" هذا قلب المؤمن، حب للمؤمنين ونصح لهم ودعاء؛ (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].

أحبتي: اعلموا أن العفو والصفح شيمة الرجال، والاعتراف بالخطأ خلق الأبطال، فمن أخطأ على والد أو والدة فليبادر إلى التوبة والرجوع، يحدوه قول الله –جل وعلا-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23، 24].

ومن أخطأ على قريب فليسارع إلى وصله مستشعرًا قول الله: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد: 22، 23].

وقوله –عليه الصلاة والسلام-: "لا يدخل الجنة قاطع"، ومن أخطأ على جار فليصحح العلاقة مستشعرًا قوله –عليه الصلاة والسلام-: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، ومن أخطأ على زوجة فلينطلق وليأخذ بيدها ينير طريقه قوله –عليه الصلاة والسلام-: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".

أيها المسلمون الصائمون: اعلموا أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأن الله حد حدودًا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تضيعوها وسكت عن أشياء رحمةً بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها، فأدوا –رحمكم الله- الفرائض واجتنبوا المحارم تفوزوا في الدنيا والآخرة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء: 13، 14].

الله  أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الخطبة الثانية:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الحمد لله معيد الجمع والأعياد، ومبيد الجموع والأجناد، رافع السبع الشداد، المطلع على سر القلوب ومكنون الفؤاد، جامع الناس لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ولا ند ولا مضاد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 أما بعد: أيتها النساء المسلمات الصائمات: المرأة قلب المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع كله، قال –عليه الصلاة والسلام-:"اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

والمرأة في بلادنا أصبحت بين واقع مؤلم ومحزن، ومستقبل مخوف، واقع يعلن التمرد صراحةً على الستر والحجاب وتنتشر فيه أقبح صور التعري والانفلات، حتى نافست بعض بناتنا الفاجرات والكافرات.

واقع ينبئ عن كره للحجاب وسعي للتفلت منه بأي فتوى، لا أقول بنات، بنات شابات، بل نساء كبيرات جاوزن الخمسين يخرجن متنقبات متكحلات وربما كن متعطرات، أما الشابات فحدث ولا حرج عن لباس يصل للركبتين بل إلى الفخذين، صدور وظهور وبطون عارية،  وما ذاك إلا لهوانهن على الله، فقد جعل الله العري علامةً على الذنب والخطيئة لما أكل آدم وحواء من الشجرة (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا) [الأعراف: 22].

والتعري ونزع اللباس هو مبتغى الشيطان، قال الله: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) [الأعراف: 27].

هذا واقع كثير من نسائنا، أما المستقبل فأصبحن نرقب بحسرة وألم ما تأتي به نساؤنا من جديد العري وحديث الفسق وقبيح التمرد والضياع.

أيتها المسلمات الصائمات: قارنّ بين نساء يتعمدن التعري ويحرصن عليه وبين هذه الصحابية التي جاءت إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تشكو من الصرع، فقال لها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إن شئت دعوت الله لك وإن شئت صبرت ولك الجنة"، فقالت: بل أصبر ولكني أصرع فأتكشف، فادع الله لي ألا أتكشف. الله أكبر، هان عليها المرض وتحملته لكن لم يهن أن تتكشف ولم تطق ذلك مع أنها معذورة، سقى الله ذاك الجسد الطاهر من أنهار الجنة.

أيتها الأمهات، أيتها الأخوات، أيتها البنات!  صح في صحيح مسلم أن معاوية –رضي الله عنه- صعد المنبر وتناول قصة من شعر في يد حرسي، وقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم، سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ينهى عن هذه ويقول: "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذت نساؤهم هذا" قصة من شعر تصل بها المرأة شعرها، فكيف لو رأى معاوية –رضي الله عنه- مراكز التجميل والمشاغل وما يحدث فيها من نمص ووصل وتفليج، بل كشف للعورة المغلظة لإزالة الشعر؟! بل وصل الأمر إلى التلاعب بالخلقة من خلال عمليات التجميل والتي تنفخ فيها الشفاه، ويغير شكل الأنف، ويتلاعب بخلق الله.

أيتها المسلمات الصائمات: لقد أباح الله التجمل فهو سبحانه جميل يحب الجمال، بل دعت الشريعة له، وفيما أباح الله وأحل كفاية، ولا خير في جمال يأتي عن طريق الحرام، ويقود إلى النار، فاحذري أخية أن تجملي هذا الجسد بالحرام ليشوى غدًا بالنار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الأعراف: 32].

وفق الله الجميع لمرضاته، وجنبنا طريق سخطه وعقابه، وجعل عيدنا سعيدًا ورزقنا عمرًا مديدًا في حياة سعيدة.

الله أكبر الله أكبر لا إلا الله  والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

هذا وصلوا وسلموا –رحمكم الله- على محمد بن عبد الله امتثالًا لأمر الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

وقال –عليه الصلاة والسلام-: "من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين، واجمع كلمة المسلمين على الهدى والحق يا رب العالمين.

اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، وأعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، اللهم فك أسر المأسورين، اللهم فك أسر المأسورين، اللهم فرّج هم المهمومين، اللهم نفس كرب المكروبين، اللهم اقض الدين عن المدينين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين واكتب الصحة والهداية والتوفيق لنا ولكافة المسلمين.

اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه ووفرت أقسامه وأسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه وغفرت زلله وإجرامه، اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدةً وأزمنةً مديدةً في حياة سعيدة.

اللهم كما جمعتنا في هذا المكان الطاهر على طاعتك فاجمعنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارًا وأحسن إليهم كما أحسنوا إلينا، وتجاوز عنهم كما تجاوزا عن تقصيرنا.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحانك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.