خطبة عيد الأضحى 1445هـ

الشيخ راشد بن عبدالرحمن البداح

2024-06-16 - 1445/12/10 2024-06-13 - 1445/12/07
التصنيفات: الأضحى
عناصر الخطبة
1/العيد موسم فرح وسرور 2/العيد فرصة للتواصل والتهادي 3/فضائل يوم النحر 4/من آداب الأضحية 5/وصايا لمن ينوي الأضحية 6/أسئلة يجب تركها والحذر منها.

اقتباس

ولتملؤُوا قلوبَكم تعظيماً لأضاحِيكُم، وذكّرُوا أهلِيْكُم بقصةِ إسماعيلَ حينَما أرادَ أن ينحرَه أبوهُ إبراهيمُ، ففداهُ اللهُ بذِبحٍ عظيمٍ. وتذكرُوا أن مَقامَ نحرِ الأضحيةِ مقامٌ مَهيبٌ، وليس مجالاً للضحكِ والمزاحِ والتهكمِ، بل المقامُ فيه تعظيمٌ للهِ وشعائرِهِ...

الخطبةُ الأولَى:

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

الحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ لَنَا دِيْنًا هُوَ خَيْرُ الأَدْيَانِ، وَأَنْزَلَ لَنَا كِتَابًا هُوَ خَيْرُ الكُتُبِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُوْلاً هُوَ خَيْرُ الرُّسُلِ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهَ تَسْلِيمًا كَثِيْرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ: اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا.

 

فالعيدُ يعودُ علينا بالفرحِ والسُّرورِ، والعيدُ موسمُ التواصلِ والتهادِي والاجتماعِ على الطعامِ، والعيدُ فرصةٌ للنفوسِ الكريمةِ تتناسَى أضغانَها. فأصلِحُوا ذاتَ بينِكم، وتنازَلُوا عن بعضِ حقوقِكم، وأهدُوا من لحمِ أضاحِيكم، وإذا أهداكَ لحمةً مَن كان بينَك وبينَه شحناءُ فاشكرهُ وانطلقْ لتَناسِي ما كان في نفسِك من تلكَ الشحناءِ، وأعِدْ مياهَ الصفاءِ إلى مجارِيها.

 

إنه عيدُ الأضحى، ما أجلَّه! وما أجملَه! فهل تعلمونَ أنه أفضلُ من عيدِ الفطرِ، وفي كلٍّ فضلٌ؟!

 

قالَ ابنُ رجبٍ -رحمهُ اللهُ-: "الصَّلاةُ والنَّحرُ الذي يَجْتَمعُ في عيدِ النَّحرِ أفضلُ مِن الصَّلاةِ والصَّدقةِ الذي في عيدِ الفطرِ... وعيدُ الأضحى عيدٌ لجميعِ المسلمينَ، لِمَن حجَّ ومَن لم يَحُجَّ؛ لاشتراكِهِم في العتقِ والمغفرةِ يومَ عرفةَ، وفي التَّقرُّبُ بإراقةِ دماءِ القرابينِ.

 

 وفي عيدِ النَّحرِ وأيَّامِ التَّشريقِ يَحرُمُ الصيامُ؛ لأنَّ النَّاسَ كلَّهُم فيها في ضيافةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، ولا يَنْبَغي للكريمِ أنْ يُجَوِّعَ أضيافَهُ. ولهذا بَعَثَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَن يُنادِي بمكَّةَ أنَّها أيَّامُ أكلٍ وشربٍ وذِكْرٍ للهِ -عزَ وجلَ-، فلا يَصومَنَّ أحدٌ. (بتصرف من لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: 609 – 614).

 

فكلُوا من أضاحِيكم، واحتسِبُوا بأكلِكُم أنكم تقتدونَ بنبيِكم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلَ مِنْ لَحْمِهَا، وَشَرِبَ مِنْ ‌مَرَقِهَا.(صحيح مسلم: 1218).

 

ومَن ضعُفَتْ بهِ النفقةُ عن شراءِ أضحيةٍ بألفينِ وبثلاثةٍ، فليضحِّ بسبعِ مئةِ ريالٍ عن طريقِ منصةِ إحسانٍ أو منصةِ أضحيتِي؛ (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيهِ ‌رِزقُهُ فَليُنفِق مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلَّا مَا آتَاهَا)[الطلاق: 7].

 

ولتملؤُوا قلوبَكم تعظيماً لأضاحِيكُم، وذكّرُوا أهلِيْكُم بقصةِ إسماعيلَ حينَما أرادَ أن ينحرَه أبوهُ إبراهيمُ، ففداهُ اللهُ بذِبحٍ عظيمٍ. وتذكرُوا أن مَقامَ نحرِ الأضحيةِ مقامٌ مَهيبٌ، وليس مجالاً للضحكِ والمزاحِ والتهكمِ، بل المقامُ فيه تعظيمٌ للهِ وشعائرِهِ؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ ‌شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].

 

 وليسَ المقصودُ من الأضاحِي التلذذَ بكبدتِها، وشواءِ لحمتِها، بل إحياءٌ للقلوبِ لتقوَى علامِ الغيوبِ: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)[الحج: 37].

 

فاللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا.

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ، وصلَّى اللهُ وسلمَ على رسولِ اللهِ، أما بعدُ:

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

اللهُ أكبرُ على ما هديتَنا، والحمدُ للهِ على ما أعطيتَنا.

 

فيا أيُها المضحِي بعدَ قليلٍ: إليكَ وصايا قد تَخفَى عليكَ:

أشرِكْ محارمَك ليرَوا ذبحَ أضحيةِ البيتِ –ولو من وراءِ حجابٍ- ليستشعِرُوا هذه العبادةَ، ويعظِّمُوا شعائرَ اللهِ، وعوِّدْ أولادَكَ على السلخِ والتقطيعِ والتجهيزِ، وأما الذبحُ فلا يَذبحْ إلا عارفٌ؛ لئلا يُعذِّبَها، ولذا أَمَرَ أَبُو مُوسَى بَنَاتِهِ أَنْ يضحِّينَ بأيدِيهنَّ.(رواهُ البخاريُّ).

 

وإذا فرغتُمْ من أضاحِيكم -تقبَّلَ اللهُ منكُمْ- فاغسِلُوا ما بقيَ من الدماءِ والشحومِ واللحومِ، ولا تغسِلُوه غسلاً ينتقلُ بمخلفاتِهِ للشارعِ، فيتأذَى به جيرانُكم والمارةُ، فرسولُنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقولُ: "مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ"(أخرجهُ الطبرانيُّ بسندٍ حسنٍ).

 

أيُها المضحونَ لأمواتِهم: لا تتحزَّنُوا، ولا تَسْتَجِرُّوا دموعَكم على راحلينَ لم يَشهَدُوا أضاحِيَهم، بل لِندْعُ لهم؛ فالدعاءُ هوَ الذي ينفعُهم، لا التحزُّنَ والبكاءَ، ولنشكرْ لأولئكَ الذين تولَوا ذبحَ أضاحِي موتاهُم، واحتسَبُوا تنفيذَ وصاياهُم، فنفَعُوا الحيَّ والميتَ، فجزَى اللهُ خيرًا أولئكَ المحتسِبينَ المنفِّذينَ للوصايا والأوقافِ بكلِ أمانةٍ وديانةٍ.

 

وبعدَ ذبحِ أضاحِيْكَ ولُقْيا أحبابِكَ فاتركْ تلكَ الأسئلةَ المزعجةَ: بكم اشتريتَ أضحيتَك؟ كم ضَحَّيتُمْ من أضحيةٍ؟! أينَ ضحَّيتُمْ؟! متى انتهيتُمْ من الذبحِ؟! دعْ تلكَ الأسئلةَ؛ لئلا تُحرِجَ مديوناً لم يُضَحِ، ولئلا تقعَ أو تُوقعَ في الرياءِ والفخرِ، فينقصَ الأجرُ، فكما أنكَ لا تقولُ لصاحبِكَ: كمْ ركعةً صليتَ البارحةَ، فكذلكَ الأضحيةُ؛ لأنها عبادةٌ خالصةٌ مقارِنةٌ للصلاةِ: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر: 2].

 

اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ.

 

اللهم لكَ الحمدُ كالذي تقولُ وخيرًا مما نقولُ.

 

اللهم لكَ صَلاتُنا ونُسكُنُا ومَحيانا ومَماتُنا، وإليكَ مآبُنا. اللهم اقبَلْ منا النُسُكَ والنَسائكَ.

 

اللهمَّ وارحمْنا ووالدِينا وأمواتَنا، وهبْ لنا من أزواجِنا وذرياتِنا قرةَ أعينٍ.

 

اللهم احفظْ دينَنَا وبلادَنا وأدِمْ أمنَنا، وادحرْ أعداءَنا، وأجبْ دعاءَنا.

 

اللهم وفقْ وليَ أمرِنا ووليَ عهدِه لهُداكَ. واجعلْ عمَلَهما في رضاكَ. واجزِهمْ على التيسيرِ على المسلمينَ، وعلى خدمةِ الحجيجِ والحرمينِ.

 

اللهم احفظْ مرابطينا ومجاهدينا، وحجاجَنا ومنظمي حُجاجِنا.

 

اللهم صلِّ وسلِّمْ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

المرفقات

خطبة عيد الأضحى ١٤٤٥.pdf

خطبة عيد الأضحى ١٤٤٥.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
14-06-2024

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته