عناصر الخطبة
1/فضل يوم النحر 2/أهمية الصلاة ووجوب المحافظة عليه في المسجد جماعة 3/أداء الزكاة وكف اللسان عن الحرام وصلة الأرحام والتوبة 4/فضل الأضاحي وشروطهااقتباس
عباد الله: في هذا اليوم يوم النحر يجتمع الحجاج في منى لاستكمال مناسك الحج؛ من رمي الجمرة، وذبح الهدي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، وفي هذا اليوم المبارك يشارك المسلمون الذين لم يحجوا الحجاج بذبح الأضاحي تقرباً إلى الله، فإنها من أهم شعائر الإسلام الظاهرة في...
الخطبة الأولى:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، والحمد حمدا كثيرا مباركا فيه، يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وبعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 71-72].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القر"(صححه الألباني)، ويوم القر هو اليوم الثاني للعيد؛ لأن الحجاج يقرون في منى، وإن يومكم هذا يوم النحر يوم عظيم هو يوم الحج الأكبر، وهو من الأيام المعلومات، وأول الأيام المعدودات، قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)[البقرة: 203]، قال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: "الأيام المعدودات هي أيام التشريق".
عباد الله: في هذا اليوم يوم النحر يجتمع الحجاج في منى لاستكمال مناسك الحج من رمي الجمرة، وذبح الهدي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، وفي هذا اليوم المبارك يشارك المسلمون الذين لم يحجوا الحجاج بذبح الأضاحي تقرباً إلى الله -عز وجل-، يقول ابن تيمية -رحمه الله-: الصلاة لعيد الأضحى لغير الحجاج بمنزلة رمي جمرة العقبة، والأضاحي بمنزلة ذبح الهدى، وعيد النحر أو الأضحى أفضل من عيد الفطر، وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الأيام عند الله -تعالى-: يوم النحر"؛ لأن بها ذبح الأضاحي.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
ومن الأمور التي ينبغي أن يهتم بها المسلم في دينه؛ ما يلي: 1- الصلاة، فهي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر حياته، وهي الفرق بين المسلم والكافر، وقال صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"، فمن يتركها فهو كافر -نعوذ بالله من ذلك-، أما من يصليها تارة ويتركها تارة تكاسلا مع إقراره بوجوبها ففيه خلاف بين العلماء، ويرى الكثير من العلماء أنه يكفر ويخرج من الإسلام -نسأل الله السلامة والعافية-.
وأيضا صلاة الجماعة واجبة؛ يجب أن يؤديها المسلم في المسجد جماعة، والأدلة على ذلك كثيره؛ منها: أن الله -عز وجل- أمر بها في حال الحرب فكيف بحال السلم؟ قال تعالى: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ)[النساء: 102]، فقال سبحانه: (طَآئِفَةٌ) أي تصلون جماعة في حال الحرب، ففي حال السلم أولى بأدائها جماعة مع المسلمين؟
وأيضا قال تعالى: (وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)[البقرة: 43]، أي صلوا جماعة مع الراكعين.
وفي الحديث: "لقد هممت أن أمر بالصلاة فتقام، ثم أتخلف إلى أناس لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم"، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يأمر بالتحريق إلا من أمر عظيم، فدل على وجوب صلاة الجماعة.
وكذلك الأعمى الذي استأذن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصلاة في بيته فلم يأذن له، وهذا يدل على عظمة وأهمية صلاة الجماعة، وإثم من يتخلف عنها إلا من عذر.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
2- كذلك الزكاة فإنها أخت الصلاة، فلم تذكر الصلاة في مواضع القرآن الكريم إلا وذكرت معها غالبا الزكاة، والزكاة نماء وبركة للمال.
3- حافظوا على اللسان من آفاته؛ كالغيبة والنميمة، والسب والشتم، وغيره، ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: "كف عنك هذا"، وأشار إلى لسانه، قال معاذ: أو مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: "ثكلتك أمك يا معاذ؛ أما يكبُّ الناس على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"(رواه الترمذي، وقال: "حسن صحيح")، والغيبة أصبحت فاكهة المجالس، ومن وقع فيها فعليه أن يذكر من اغتابه بخير ويدعو له في المجلس لعلها تكون كفارة له، وكذلك النميمة، وهي نقل الكلام على وجه الإفساد بين اثنين أو أكثر.
4- صلة الأرحام والعيد، وهي فرصة في هذا العيد السعيد أن تصل أرحامك، وتفتح صفحة جديدة مع أقاربك الذين قطعتهم، وقد لعن الله في كتابه الكريم قاطع الرحم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد: 22-23]، وفي الحديث: "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، فتصافحوا وصلوا أرحامكم وأقاربكم وجيرانكم؛ لعل الله أن يرحمنا جميعاً.
5- التوبة من المعاصي عموماً، وخاصة كبائر الذنوب من زنا ولواط، وخمر وربا وسرقة، وكذب وغيبة ونميمة، وإهمال للصلوات، والزكاة، وقطع الأرحام، قال تعالى: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا)[النساء: 31].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، وأن يصلح قلوب المسلمين.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفره؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ولله الحمد، والصلاة والسلام على محمد.
فإن من أهم شعائر الإسلام الظاهرة في هذا اليوم: ذبح الأضاحي، يقول عز وجل: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحـج: 32]، وهناك خلاف بين العلماء في حكم الأضحية فذهب بعضهم أنه واجبة، وهذا مذهب الإمام أبي حنيفة -رحمه الله تعالى-، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وجمهور العلماء أنه سنة مؤكده ومستحبة استحباباً أكيداً.
وما دام أن العلماء مختلفين فيها بين الوجوب والاستحباب، فهذا يدل على أهمية الأضاحي، وشرف وفضل هذه العبادة، ولذلك قال الله -عز وجل-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر: 2]، وقال: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)[الحج: 34].
وللأضحية شروط، وهي: 1- أن تكون من بهيمة الأنعام: (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)[الحـج: 34]، وبهيمة الأنعام هي: الإبل، البقر، الغنم.
2- أن يكون المضحي مالكاً للأضحية، وليست مسروقة أو مغصوبة، أو وديعة لديه، أو نحو ذلك.
3- السن المعتبرة شرعاً في الأضحية، وهي: خمس سنوات للإبل، وسنتان للبقر، وسنة للماعز، وستة أشهر للضأن.
4- أن تكون الأضحية سالمة من العيوب، في الحديث عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والعرجاء البيّن عرجها، والمريضة البيّن مرضها، والعجفاء التي لا تنقي"(رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني)، فاحرص على السمينة؛ لأنها عبادة تتقرب بها إلى الله -عز وجل-.
والواحدة من الغنم تكفي عن الرجل وأهل بيته، وتأكل منها، وتتصدق منها، وتطعم منها؛ لقول الله -عز وجل-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الحج: 28].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
حافظوا على التكبير المقيّد أدبار الصلوات إلى آخر أيام التشريق.
ومن السنة إذا أتيت من طريق أن تعود من طريق آخر.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عسرا إلا يسرته، ولا مريضا إلا شفيته.
اللهم وفق ولي أمرنا وأمور المسلمين لما يرضيك، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، وابعد عنهم بطانة السوء الفاسدة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم