خطبة الجمعة في يوم العيد

ناصر بن محمد الأحمد

2015-07-14 - 1436/09/27
التصنيفات: التربية الفطر
عناصر الخطبة
1/ أعمال البر لا تنقطع بعد رمضان 2/ فوائد معاودة الصيام بعد رمضان 3/ علامة قبول صوم رمضان 4/ المداومة على الطاعات بعد رمضان.

اقتباس

احذر أخي المسلم من أن تكون ممن وفقه الله لفعل الخيرات في رمضان، ثم تنكُص على عقبيك، فتهدم ما بنيت، وتنقض ما غزلت، فتتهاون في صلاتك، ولا يكون لك حظ من صيام أو صدقة أو نسك، فتفلس بعد غنى، نعوذ بالله من ذلك. يا حسرتا على دموع سُكبت في المساجد، ويا حسرتا على دعوات رُفعت من أجلها الأيدي إلى السماء، ويا حسرتا على حضور مع الجماعة وتلاوة للقرآن طوال الشهر، فأعقب ذلك كله عودة إلى المعاصي، وتفريط للصلوات، وهجر للقرآن، واستهانة بالمحرمات...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله ..

 

أما بعد: أيها المسلمون: إن كان شهر رمضان قد مضى، فإن في باقي السنة -لمن أحياه الله ووفقه وعافاه- مجال رحب للعمل الصالح، والتزود من أعمال البر، والصيام مشروع بعد رمضان في أشكالٍ كثيرة، أولها صيام ست من شوال، ومتى صامها العبد كانت له مثل صيام الدهر، وكل شوال وقت لها، ويصح صيامها متتابعة وهو أفضل أو متفرقة، ومن كان عليه أيام من رمضان فليبدأ بصيام الأيام التي عليه، ثم يصوم الست.

 

عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" (رواه مسلم).

 

وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة:

منها: أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله كما سبق الحديث.

 

ومنها: أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل المفروضة وبعدها، فيكمّل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص.

 

ومنها: أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده.

 

ومنها: أن صيام رمضان يوجب مغفرة الذنوب، والصائمون يوفون أجورهم يوم الفطر فتكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة.

 

أيها المسلمون: ومن الصيام المشروع صيام داود -عليه السلام-، وهو أفضل الصيام، وكان عليه السلام يصوم يومًا ويفطر يومًا. ومن عجز عن ذلك فليصم من كل شهر ثلاثة أيام. ومن استطاع فليصم الاثنين والخميس.

 

 وصيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده. وصيام يوم عاشوراء مكفر للسنة التي قبله. فلا تحرم نفسك أخي المسلم من نيل نصيبها من الصيام، في بقية أيام العام.

 

هذا واحذر أخي المسلم من أن تكون ممن وفقه الله لفعل الخيرات في رمضان، ثم تنكُص على عقبيك، فتهدم ما بنيت، وتنقض ما غزلت، فتتهاون في صلاتك، ولا يكون لك حظ من صيام أو صدقة أو نسك، فتفلس بعد غنى، نعوذ بالله من ذلك.

 

يا حسرتا على دموع سُكبت في المساجد، ويا حسرتا على دعوات رُفعت من أجلها الأيدي إلى السماء، ويا حسرتا على حضور مع الجماعة وتلاوة للقرآن طوال الشهر، فأعقب ذلك كله عودة إلى المعاصي، وتفريط للصلوات، وهجر للقرآن، واستهانة بالمحرمات، وإهمال للمسئوليات، اللهم إنا نعوذ بك أن نبدل نعمتك كفرًا ونحن نستقبل أيام العيد، ونعوذ بك من الحور بعد الكور.

 

فداوم على طاعة الله، واستمر في العمل في مرضاته، واترك ما اعتدت تركه في رمضان، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وربما كان هذا آخر رمضان تدركه، وتكون أنت ممن يتذكرهم أهلوهم ويترحمون عليهم، فإياك والكسل بعد الجد وحسن العمل، وإياك والتواني بعد العزم، واحذر بعد أن ذقت حلاوة الطاعة أن تعود إلى الإثم، فما أعظم البشرى من الله للطائعين.

 

اللهم وفقنا لعمارة الأوقات، واغتنام الباقيات الصالحات، وأعنّا على فعل الخيرات، وترك المنكرات، واجعلنا ممن أعتقت رقابهم من النار، وفازوا بأعلى الدرجات، واغفر لنا ولوالدينا ولعموم المسلمين.

 

بارك الله ..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ..

 

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك ..

اللهم رحمة اهد بها قلوبنا ..

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعلنا من الذين قبلت منهم رمضان وأعتقتهم من النيران.

 

 اللهم واجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً فغفرت له ما تقدم من ذنبه، وممن قام رمضان إيماناً واحتساباً فغفرت له ما تقدم من ذنبه، وممن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً فغفرت له ما تقدم من ذنبه.

 

اللهم صلّ على محمد ..

 

 

 

المرفقات

الجمعة في يوم العيد1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات