عناصر الخطبة
1/خيرية أمة الإسلام على سائر الأمم 2/اختصاص المسلمين بيوم الجمعة 3/بعض خصائص يوم الجمعةاقتباس
عباد الله: إن من أعظم نعم الله -تعالى- علينا: أن جعلنا من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، فأمتنا هذه هي خير الأمم، وأكرمها على الله -تعالى-. وإن مما أدخره الله -تعالى- لهذه الأمة من الفضائل يوم الجمعة، فقد أضل الله عنه اليهود والنصارى وهدى إليه هذه الأمة. وقد خص الله -تعالى- هذا اليوم بخصائص عظيمة.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وجعل فيه ساعة للدعاء فيها مجاب مسموع، وخصه بخصائص ليعرف الناس قدره فيقوموا به على الوجه المشروع، أحمده تعالى وأشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأحمده وأشكره حمدا وشكرا عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله -تعالى- بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -أيها المسلمون-، اتقوا الله حق التقوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
عباد الله: إن من أعظم نعم الله -تعالى- علينا: أن جعلنا من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، فأمتنا هذه هي خير الأمم، وأكرمها على الله -تعالى-، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من رجل من الأمم إلا ود أنه منا أيتها الأمة، ما من نبي كذبه قومه إلا ونحن شهداؤه يوم القيامة أن قد بلغ رسالة الله ونصح لهم".
إن مما أدخره الله -تعالى- لهذه الأمة من الفضائل يوم الجمعة، فقد أضل الله عنه اليهود والنصارى وهدى إليه هذه الأمة، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق".
وقد خص الله -تعالى- هذا اليوم بخصائص عظيمة؛ منها ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خير يوم طلعت عليه شمس يوم الجمعة؛ فيه خلق الله آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
ومن خصائص يوم الجمعة: أنه تقام فيه صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرقه سوى مجمع عرفة؛ ولذا كان من ترك ثلاث جمع من غير عذر طبع الله على قلبه، فقد أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن بسند صحيح عن أبي الجعد الضمري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه"، وفي رواية لابن خزيمة، وابن حبان: "من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر، فهو منافق".
ومن خصائص يوم الجمعة: أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده، والشهادة له بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، وتذكير العباد بأيام الله، وتحذيرهم من بأسه ونقمته، ووصيتهم بما يقربهم إليه؛ ولذا أمر الله بالسعي إليها فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)[الجمعة: 9]، وذكر الله مأمور بالسعي إليه هو: الخطبة، والصلاة، فينبغي للمسلم أن يهتم بالسعي إلى استماع خطبة الجمعة، وإقامة صلاة الجمعة مع الإمام، وأن يتفرغ في ذلك الوقت عن مشاغل الدنيا التي لا تنقضي، وينبغي أن يحرص المسلم على تطبيق السنن الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك؛ حتى يحصل على الثواب العظيم والأجر الجزيل الذي وعد به الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه، وبين الجمعة الأخرى".
يا له من فضل عظيم من فعل هذه الأمور المذكورة وهي يسيرة على من يسرها الله عليه، فإنه موعود بأن تغفر له ذنوبه وخطاياه.
الأمر الأول: لا يغتسل رجل يوم الجمعة، والاغتسال سنة مؤكدة، وقد قال بعض أهل العلم بوجوبه، فينبغي للمسلم أن لا يدع الاغتسال للجمعة ولو أن يفيض على جسده الماء، لاسيما في زماننا هذا الذي تيسرت فيه المياه للناس أكثر من أي وقت مضى، ومع ذلك نجد كثير من الناس يتساهل في هذه السنة المؤكدة.
الأمر الثاني: ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته"، وجاء في رواية لمسلم: "ولو من طيب المرأة" أي ولو من طيب زوجته، وهذا يدل على تأكد هذه السنية، فينبغي للمسلم أن لا يدعها، ينبغي له حين يخرج إلى الجمعة أن يدهن أو يطيب، كما ينبغي له أن يأخذ زينته، فيلبس أحسن ثيابه، ويتزين بأفضل ما يجد من الزينة؛ لأن الله -تعالى- أحق من تزين له: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف: 31] أي عند كل صلاة، وإذا كان يستحب أخذ الزينة عند كل صلاة، فإن أخذ الزينة يتأكد لصلاة الجمعة.
الأمر الثالث: ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين"، وجاء في رواية أخرى: "ثم لم يتخط رقاب الناس"، وفي رواية: "ولم يتخط أحدا ولم يؤذه"، فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد الجامع أن لا يتخطى الرقاب، ولا يؤذي إخوانه الجالسين لاستماع الخطبة؛ فإنا تخطيه للرقاب ينقص من أجره.
الأمر الرابع: ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ثم يصلي ما كتب له" ولم يحدد ذلك بحد معين، فلم يقل: ثم يصلي ركعتين، أو أربعا.. إنما قال: "ما كتب له"، ومن هنا ذكر أهل العلم أن صلاة النافلة قبل صلاة الجمعة ليس لها حد محدود، للمسلم إذا دخل المسجد الجامع قبل دخول الخطيب أن يصلي ما شاء، إن شاء صلى ركعتين، وإن شاء صلى أربعا.. مثنى، مثنى، يصلي على حسب نشاطه وهمته، وقد كان بعض السلف الصالح يشتغل بالصلاة من حين دخوله المسجد الجامع إلى قبيل دخول الخطيب، وبعضهم يشتغل بتلاوة القرآن، وبعضهم بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، والأفضل أن يشتغل بالصلاة؛ لأنها أحب عمل إلى الله -عز وجل-، مع ملاحظة التوقف عن الصلاة وقت النهي الذي يسبق الزوال حين يقوم قائم الظهيرة، وهو قبيل دخول الخطيب إذا كان يدخل على الزوال، أي قبيل الزوال بنحو سبع دقائق، ينبغي أن يتوقف عن صلاة النافلة؛ لأنه حينئذ وقت نهي.
الأمر الخامس: ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ثم ينصت إذا تكلم الإمام"، فينبغي إذا شرع الخطيب في الخطبة أن ينصت لاستماع الخطبة، بل يجب عليه ذلك، وأن يقبل عليها بقلبه وقالبه، ويصغي لها حتى يستفيد منها، فإن الله -عز وجل- أخبر بأن الذكرى تنفع المؤمنين: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)[الذاريات: 55].
وبعض الناس يستفيد من خطب الجمعة فوائد عظيمة عندما يصغي إليها، ولهذا تجد أن ثقافته الشرعية مستواها عالي بسبب حسن الاستماع، والإنصات لخطب الجمعة وغيرها، وبالمقابل يحرم على المستمع للخطبة أن يتكلم أثناء الخطبة ولو كان ذلك أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت"(أخرجه البخاري في صحيحه) ومعنى "اللغو" أنه يحرم من أجر وثواب الجمعة؛ بسبب مخالفته وتكلمه والإمام يخطب، فمن تكلم ولو بكلمة واحدة والإمام يخطب فقد لغى، "ومن لغى فلا جمعة له" أي أنه ليس له من أجر وثواب الجمعة شيء، فمن حقق هذه الأمور الخمسة فهو موعود على لسان الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- بمغفرة الذنوب.
ومن خصائص يوم الجمعة: أن فيها ساعة الإجابة، التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن في الجمعة لساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله -تعالى- شيئا، إلا أعطاه إياه"(أخرجه البخاري ومسلم)، والمقصود بالساعة: أنها لحظات يكون الدعاء فيها مستجاب، وليس المقصود بالساعة الساعة التي هي ستون دقيقة، وقد اختلف العلماء في تحديد هذه الساعة، وذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في كتابه: "فتح الباري" ثلاثة وأربعين قولا في تحديد هذه الساعة ثم خلص إلى ترجيح القول بأنها آخر ساعة بعد العصر"، أي آخر ساعة قبيل غروب الشمس، وهذه الساعة التي قبيل غروب الشمس يعظمها جميع أهل الملل، اليهود، والنصارى، وهي عند أهل الكتاب ساعة الإجابة، وهي مما لا غرض لهم في تبديله وتحريفه، فقد اعترف بذلك مؤمنهم، فهي أرجى ساعات الجمعة موافقة لساعة الإجابة، فينبغي للمسلم أن يجتهد في جميع ساعات الجمعة بالدعاء، والذكر، والعبادة، ويتأكد ذلك في آخر ساعة منه قبيل غروب الشمس يجتهد في الدعاء، يدعو الله -عز وجل- مستقبلا القبلة، رافعا يديه، فإن هذا الوقت، وهذه اللحظات التي هي قبيل غروب الشمس من يوم الجمعة الدعاء فيها حري بالإجابة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
عباد الله: ومن خصائص يوم الجمعة: أنه يستحب التكبير في الذهاب إلى المسجد الجامع لصلاة الجمعة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح إلى الجمعة في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح إلى الجمعة في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح إلى الجمعة في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح إلى الجمعة في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".
وظاهر هذا أن من دخل المسجد الجامع بعد دخول الخطيب لا يكتب له من أجر التبكير شيء، فيكون قد فاته أجر التبكير.
وهذه الساعات المذكورة في هذا الحديث هي خمس ساعات، ووقت الزوال إنما يكون في الساعة السادسة، وهو الوقت الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس فيه الجمعة؛ كما قال أنس -رضي الله عنه- كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يخطب الجمعة حين تميل الشمس"(أخرجه البخاري ومسلم).
وبناءً على ذلك: فإن الساعة الأولى: بعد طلوع الشمس بساعة في أرجح أقوال أهل العلم، والمقصود بالساعة ليست هي الساعة التي ستون دقيقة، وإنما يقصد النهار ما بين طلوع الشمس وغروبها على اثني عشر، فيخرج الساعة المرادة، لكنها قريبة من ستين دقيقة؛ فهي تتراوح ما بين خمس وخمسين دقيقة إلى خمس وستين دقيقة، مع طول النهار تزيد عن الستين دقيقة قليلا، ومع قصره تنقص عن الستين دقيقة قليلا.
وأرجح الأقوال كما اختار ذلك الحافظ بن حجر، وجماعة من أهل العلم: أن الساعة الأولى تبدأ بعد طلوع الشمس بساعة؛ لأنه قد ذكر في هذا الحديث خمس ساعات، ووقت الزوال إنما يكون عند الساعة السادسة، فينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكتب له من أجر التبكير شيء، وبعض الناس محروم من ذلك، كل جمعة لا يأتي إلا بعد دخول الخطيب، فهو يحرم نفسه من هذا الأجر العظيم، ومن هذا الثواب الجزيل، وإنما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه القربان؛ لأن يوم الجمعة في الأسبوع هو كالعيد في العام، والعيد مشتمل على صلاة، وذبح، وقربان، ويوم الجمعة يوم صلاة، فجعل الله -تعالى- التعجيل فيه إلى المسجد بدل من القربان، فيجتمع لرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان.
انظروا إلى الفرق العظيم بين أجر من يبكر إلى الجمعة فيأتي في الساعة الأولى، وأجر من لم يأت إلا في الساعة الأخيرة، هو الفرق ما بين من يهدي البعير، ومن يهدي البيضة.
أما من لا يأتي إلا بعد دخول الخطيب فإنه تطوى عنه الصحف، ولا يكتب له قربان بعد ذلك، والموفق من وفقه الله -عز وجل-، وهناك أناس موفقون يأتون للمسجد الجامع في وقت مبكر، قد حدثني أحد كبار السن، أنه كان هنا في مدينة الرياض، كان هناك أناس يذهبون للمسجد الجامع لصلاة الفجر، ثم لا يخرجون إلا بعد صلاة الجمعة، حتى يضمنوا أجر الساعة الأولى، على جميع أقوال العلماء، وهذا من توفيق الله -عز وجل- لبعض عباده، والموفق من وفقه الله -عز وجل-.
فينبغي لك -أخي المسلم- أن تهتم بيوم الجمعة، وأن تحرص على التبكير للمسجد الجامع، وأن تأتي بالسنن الرواتب؛ فإن الأجر المرتب على ذلك عظيم، والثواب المرتب على ذلك جزيل، وبعض الناس إنما يفرط في هذه السنن بسبب السهر ليلة الجمعة، يسهرون ليلة الجمعة ثم بعد ذلك لا يقومون لصلاة الجمعة إلا متأخرين فيفوتون على أنفسهم الإتيان بهذه السنة المذكورة، ويحرمون أنفسهم أجور عظيمة، ينبغي الاهتمام بيوم الجمعة، وبصلاة الجمعة، والحرص على الإتيان بهذه السنة حتى يحوز المسلم على الأجور العظيمة المرتبة عليها.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم أذل النفاق والمنافقين.
اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوء، اللهم فأشغله في نفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه، يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم أصلح أحوال إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال إخواننا المسلمين في كل مكان.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه إذا ذكر، وتذكره إذا نسي، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رءوف رحيم.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم