خزي الدنيا

مبارك بن عبد العزيز بن صالح الزهراني

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/ سقوط أنظمة وإصابة أربابها بخزي الدنيا 2/ الأحداث تزيد اليقين بتحقُّق آيات الله 3/ في الأحداث دعوة لتطهير القلوب وتصحيح السلوك 4/ ضرورة الاتعاظ بالأحداث وشكر الله على نعمه

اقتباس

هل تُصَحِّحُ هذه الأحداث كثيرا من تصوراتنا التي نزعم فيها أننا في أمانٍ دائم لا يمكن أن ينقطع، وفي عز لا يمكن أن ينتهي، حتى ولو ظلمنا وتجاوزنا حدود الله تعالى؟! هل تُعَرِّي هذه الأحداث كبرياءَ وُجِدَت في أنفسنا لحظة شعورنا بالغنى وثروات هذه البلاد التي تفيض فيضاً؟ فما لنا وللكبرياء؟! إنَّ الواجب أن تخر الجباه لله ساجدة، لا أن تتعالى الأنوف، وتنتفش الصدور ..

 

 

 

 

أيها الناس: أفْتَتِحُ هذه الخطبة بست دعواتٍ مأثورات:

"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك". "اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة". "اللهم إني أسألك عيشة نقية، وميتة سوية، ومردا غير مُخْزٍ ولا فاضح". "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا". "اللهم لا تؤمني مكرك، ولا تولني غيرك، ولا تنزع عني سترك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين". "اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر مني؛ اللهم لا تشمت بي عدوي، ولا تسؤ بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي، ولا تُسلِّط عليَّ مَن لا يرحمني، يا حيُّ يا قيوم".
 

عباد الله: تذكرت هذه الأدعية العظيمة وأنا أشاهد تلك الحكومات التي لبثت في الملك عشرات السنين، وإذا بأصحابها بعد أن كانوا في عز منيع يتجرعون كؤوس ذل مرير، وبعد أن كانوا في مكانة رفيعة لا يداس لهم على كنف يملأون الدنيا أخبارا وأمرا ونهيا، إذا بهم في قاع من المهانة وضيع.

ها هو مشهد حقيقي يحكي لنا زوال النعمة، وتحول العافية، وفجاءة النقمة! ها هي صور ترينا -بأم أعيننا- خزي الدنيا كيف يكون! ها هي آيات تنبئنا عن مشهد من مشاهد المرد المخزي الفاضح! ها هو النقصان بعد الزيادة، والمهانة بعد الإكرام، والحرمان بعد العطاء! ها هو مكر الله تعالى يأتي عليهم وهم في أمان، وينزع عنهم ستره الذي طال في الزمان! ها هي شماتة الأعداء، وإساءة الأصدقاء! فهل نعتبر؟!.

عباد الله: إنّ ما نشاهده ونسمعه من تغير أحوال، وتبدل أوضاع، وانتفاضات شعوب، لَحَرِيٌّ أن نقف عنده متأملين، ومنه معتبرين؛ لأنَّ هذه الأحوال نذير من نذر الله تعالى، يصحح بها سلوك العباد، ويشد بها على قلوب المؤمنين.

والله -تعالى- أخبرنا في كتابه عن فعله بالأمم البائدة، وكيف دمرها وأحالها هشيما، ولئن بادت تلك الأمم فإن سنة الله تعالى في العباد لن تبيد ولن تحول، وهنا نحن نرى بأم أعيننا حكومات لها زمن مديد، ولديها جيوش لها نبؤها في القوة والبطش والتنكيل، فإذا بأصحابها يترنحون ويتهاوون تحت انتفاضة شعوبهم، كأنْ لم يغنَوا بالأمس!.

وَرَبِّي! إنها أحداث مليئة بالمواعظ والنذر، نرى فيها مصداق كلمة الله تعالى في الظالمين: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلَاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم:42]، وأن الملك الحق إنما هو لله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:26]، (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الملك:1].

ونرى فيها أصدق شاهد على أنّ المدبر الحق هو الله تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ) [يونس:31-32]، وأن أمر الله تعالى إذا جاء فلا ترده جيوش، ولا تمنع منه حصون مشيدة، ولا صياصِيُّ في السماء مرتفعة: (إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) [هود:76]، (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر:50].

وإذا جاءت كلمة الله تعالى فلا تغني عن العبد أموالُه، ولا ملكه، ولا شيء من خلق الله تعالى: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) [هود:101].

وهذا كله يصلح شأن العبد المؤمن من جهتين: الجهة الأولى أن يقينه يزداد بحقائق كتاب الله تعالى التي كرر الله الأمر بها، وأعاد فيها، وأبدأ وصرف فيها الآيات؛ ويزيد إيمانه بكتاب الله تعالى الذي ينطق في كل آن بالحق، فمن تلك الحقائق الضخمة في كتاب الله تعالى أنَّ الله هو وحده القادر الذي لا يعجزه شيء، وأن كل مَن عداه عرضة لتغير الأحوال والرفع والخفض، وأنه -سبحانه- إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، وأنه -سبحانه- يهلك من شاء بمن شاء وإن كان ضعيفا معزولا عن كل قوة مادية سوى الإرادة الصلبة.

وأنَّ الظلم عاقبته أليمة، وأنَّ السوء هو نهاية الظالمين،وأنه -سبحانه- ليس (غَافِلَاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم:42]،وأن السنة الربانية: (وَأُمْلِي لَهُمْ. إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [الأعراف:183؛ القمر:45] حَقٌّ، وأنه -سبحانه- يأتي العبد بالأمر من حيث لا يحتسب، (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) [النحل:26]، (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ) [المؤمنون:55-56].

الجهة الثانية هي أن هذه الأحوال تقود العبد إلى تصحيح سلوكه، واستقامة عمله، فيكون دائم الخوف من سوء المنقلَب، ويبقى على وجل من تغير الحال، وانقلاب الغنى فقرا، وإحالة الصحة سقما، وتحول القوة ضعفا، والعز ذلا، والرفعة مهانة، فينأى بنفسه عن الكبرياء، وإن ملك أموال قارون، وحاز ملك سليمان -عليه السلام-؛ ويتباعد عن الظلم وإن كان في قوة عاد، وبطش فرعون، يقيم العدل مع نفسه وأهله وذويه، ومَن كان تحت يده من موظفين وخدم ومستأجَرين، ويرحم الضعفاء، ويعطف على المساكين، ويخر إلى الأرض باستكانة واضعا الجبين؛ إظهارا لفقره المبين، وإعلاناً بالشكر لله رب العالمين، فلا يأمن مكر الله تعالى، ولا يطمئن إلى حال من حال الدنيا؛ فهذه الدنيا لا تبقى على حال لها شأن.

عباد الله :- هل تُصَحِّحُ هذه الأحداث كثيرا من تصوراتنا التي نزعم فيها أننا في أمانٍ دائم لا يمكن أن ينقطع، وفي عز لا يمكن أن ينتهي، حتى ولو ظلمنا وتجاوزنا حدود الله تعالى؟! هل تُعَرِّي هذه الأحداث كبرياءَ وُجِدَت في أنفسنا لحظة شعورنا بالغنى وثروات هذه البلاد التي تفيض فيضاً؟ فما لنا وللكبرياء؟! إنَّ الواجب أن تخر الجباه لله ساجدة، لا أن تتعالى الأنوف، وتنتفش الصدور.

هل تُطَهِّر هذه الأحداث قلوبَنا من داء العجب والغرور الذي يملأ قلوب كثيرٍ منا وهم يتقلبون في نِعَمٍ وافرة، وآلاءٍ عديدة؛ وغيرُهُم خدَمٌ لهم؟ هل تتهاوى تحت وقع هذه الأحداث أصنامٌ من الأموال والمناصب والرجال تعلقت بها قلوبنا، والتي لا يكاد قلب أن يسلم منها، من تعلق بجاه،وركونٍ إلى سعة مال، واعتزاز بمنصبٍ، وحماية برئيس أو ملك أو قوة؟ فلا ركون -بعد هذه الأحداث- إلى الظالمين، ولا تعلق -بعد هذه الأحداث- بأموال وإن بلغت عنان السماء، ولا اعتزاز -بعد هذه الأحداث- إلى قوة وإن ملأت الصحراء، ولا إلى منصب وإن طال أمده، وعظم نفوذه؛ ولا إلى ملك ولا إلى ذي منصب وإن أحكم في رعيته القبضة. إنما التعلُّقُ بالله تعالى وحده، وحده لا غيره -سبحانه-، (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) [هود:43].

ها قد أُنذرنا ورأينا العبر في غيرنا كيف تحولت العافية عنهم، وكيف انقلبت أحوالهم من عزّ إلى ذلّ، ومن غنىً إلى فقر، ومن صحة إلى مرض، ومن أمن إلى خوف، ومن استقرار إلى اضطراب؛ فهل نفزع إلى الله تعالى، ونفر إليه فراراً، ونقيم في حياتنا التقوى، بعد أن عجت الأجواء والفضاء بالغي والشهوات والشبهات؟!.

ها قد رأينا بأمِّ أعيننا كيف انقلبت نعمهم التي كانوا بها يفتخرون إلى نقم بسببها يحاسَبون، وعليها يحاكَمون، كيف تبدلت عافيتهم إلى بلاء، وآل حسن عيشهم إلى كدر؛ بسبب استهانتهم بالنذر، واستخفافهم بإنذار الناصحين، ومَن تحت أيديهم من البشر، هاهم قد أضحوا عبراًساءت الصديق، وشمتت بهم العدو. يا الله! لقد نقلوا من أهنأ عيش وأطيبه إلى أنكد عيش وأمرّه، فهل نجأر إلى الله-تعالى- ونستكين في دفع البلاء عنا، وأن لا يجعلنا في القوم الظالمين؟.

كانوا يرون ملكهم جناناً لن تَبِيدَ أَبَداً، وَظنوا ما لهم من زوال، فأُحِيطَ بملكهمفَأَصْبَحَوا يُقَلِّبُون أكفهم عَلَى مَا كان منهم، وَلَمْ تَكُنْ لَهمُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُم مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرين. أرأيتم كيف َأَخْرَجْهم الله مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ، وقصور مشيدة، وملك عظيم؟.

لم يكن بالخيال أن يكون هؤلاء بهذه الحال، أما كان الناس يتقربون منهم؟ ويسعون للحظوة لديهم؛ لينعموا ببعض ما عندهم؟ ها قد قلب الله تعالى أمرهم، وغيّر عليهم أحوالهم؛ فذاقوا مرارة الذل بعد العز، وشدة الخوف بعد الأمن، وتواروا عن الأنظار بعد الشهرة والأضواء، وتبرأ منهم كلّ صديق، ونأى عنهم كلّ قريب، شتتهم ربهم من بعد اجتماع، وفضحهم من بعد ستر، وعرَّاهم من بعد غطاء.

فالعاقل من اتعظ بغيره، واعتنى بنذر الله تعالى إليه، فما أخذ أفراد، ولا أهلكت أمم، ولا حلّ الخسران ببشر إلا لما أعرضوا عن نذر الله تعالى إليهم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ * ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) [يونس:101-103].

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

 

 

الحمد لله حمداً طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها المسلمون، وبعد هذه الشواهد:
حَذارِ حَذارِ من الظلم والعُدْوان.
حذار حذار من البغي والطغيان.
حذار حذار من الاستهتار بحدود الله واستمراء العصيان.

أما آن لنا، ونحن نشاهد كيف اضطربت أحوالُ مَن حولنا، ونحن نعيش في عيش أمان، ورغدٍ من النعم لا يوصف، أن نزيد من الشكر للرحمن، وأن نسعى إلى تحقيق التقوى، وإشاعة الهدى، والقيام الحق بالعبودية لله تعالى؟ (فَلْيَعْبُدُوا ربَّ هذَا البَيْتِ * الَّذي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش:3-4].

عباد الله: لقد عجت مظاهر العصيان والكبرياء والنسيان في مجتمعنا على نحو مخيف جداً، تلوثت الأجواء بالفضائيات الشهوانية والإلحادية، وتلوثت البيوت بالقنوات الماجنة، والرقص الفاتن والغناء الرخيص، فماذا ينتظر العباد بعد هذه النذرالمتتابعة المتلاحقة؟.

هذه نذُرٌ من بين أيدينا ومن خلفنا ومن حولنا تتابع، فهل منا معتبِر؟ وفينا مدَّكِر؟ (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ) [الشعراء:208-209]؛ أم لا نلقي لها بالاً، ولا نرفع بها رأسًا؟ كحال القوم الذين قال الله فيهم: (وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ) [القمر:36]، فكانت النتيجة: (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ) [القمر:38].

إن كثيرًا من الناس في زمننا لا يزدادون مع إنذار الله تعالى لهم بالآيات الشرعية والنذر الكونية إلا استكبارًا عن آيات ربهم، وإصرارًا على غيهم، وانغماسًا في فجورهم: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً * اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ) [فاطر:42-43].

ألا تكفي نذر الله تعالى إلينا؟ وهي نذر ربانيّة قدرية عظيمة، سقط فيها جبابرة، وتبدلت فيها دول، وذهلت منها أمم، وحارت فيها عقول؟ إنها أحداث عظيمة، ونذر متتابعة، توجب العظة والعبرة، والحذر والحيطة، ولا حافِظ إلا الله تعالى، ولا احتياط إلا بدينه: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك"، "تعرَّفْ إليه في الرخاء يعرفك في الشدة"، (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) [القمر:4-5].

 

 

 

 

 

 

المرفقات

الدنيا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات