خذوا زينتكم عند كل مسجد

الشيخ عبدالله بن علي الطريف

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/الإسلام دين الجمال والنظافة 2/أحكام اللباس والزينة 3/قلة الاهتمام بالمظهر والهيئة الحسنة 4/مناظر وأحوال لا تليق بالمسلم.

اقتباس

دين الإسلام دين الجمال والنظافة.. وتمتد عناية الإسلام بالمسلم حتى في نظافته ونظافة ما يلبس حسنه وحسن رائحته، وأكد عليها في مواطن الاجتماع للصلوات والمناسبات وفي أوقات الجُمع والعيدين..

الخطبة الأولى:

 

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الفاتحة:2-4]، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصاً له الدين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]

 

أما بعد أيها الإخوة: يقول الله -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف:31]؛ قال السعدي: "أي: استروا عوراتكم عند الصلاة ِكلِها، فرضِها ونفلِها، فإن سترها زينةٌ للبدنِ، كما أن كشفَها يدعُ البدنَ قبيحاً مشوهاً.. ويحتمل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباسِ النظيف الحسن، ففي هذا الأمر بستر العورة في الصلاة، وباستعمال التجميل فيها ونظافةِ السُترةِ من الأدناسِ والأنجاسِ".

وقال ابن كثير: "وَلِهَذِهِ الْآيَةِ، وَمَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهَا مِنَ السُّنَّةِ، يُسْتَحَبُّ التَّجَمُّلُ عِنْدَ الصَّلَاةِ، وَلَا سِيَّمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ الْعِيدِ، وَالطِّيبُ لِأَنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالسِّوَاكُ لِأَنَّهُ مِنْ تَمَامِ ذَلِكَ".

 

أيها الإخوة: دين الإسلام دين الجمال والنظافة، ولقد اِمتَنَّ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى عِبَادِهِ بِمَا جَعَلَ لَهُمْ مِنَ اللباس وَالرِّيَاشِ؛ فاللباس لستر العورات وهي السوءات، وَالرِّيَاشُ أَوَ الرِّيشُ: مَا يُتَجَمَّلُ بِهِ ظَاهِرًا، فَالْأَوَّلُ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ، وَالرِّيشُ مِنَ التَّكَمُّلَاتِ وَالزِّيَادَاتِ؛ فقال: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً)[الأعراف:26]، وحث المسلم على الظهور بالمظهر الطيب الجميل في ملبسه ومسكنه وهندامه أمام الآخرين؛ فقال -سبحانه-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[الأعراف:31].

 

أيها الأحبة: لو ذهبت أتحدثُ عن اللباسِ والزينةِ وأحكامِها لطال بي الحديث لكن حسبي أن أُذكر ببعض الأحكام المهمة..

 

من ذلك لبسُ الحلال من اللباس والزينة والمظهر واجتنابُ المحرَّم، وقد استنكر الله –سبحانه- على من حرَّم تلك الزينة التي خلقها لعباده فقال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)[الأعراف:32].

 

والأصل في اللباس الحِل إلا ما ورد من الشارع تحريمه، ومنها: تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال، فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: أَخَذَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي"(رواه أبو داود والنسائي وأحمد وصححه الألباني).

 

وَكَانَ حُذَيْفَةُ عَامِلاً عَلَى الْمَدَائِنِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، فَاسْتَسْقَى، فَأَتَاهُ دِهْقَانٌ بِقَدَحِ فِضَّةٍ فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرْمِهِ إِلَّا أَنِّي نَهَيْتُهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَفِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَاعْتَذَرَ، وَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا عَنِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَقَالَ: "هُنَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ"(رواه البخاري)، والدهقان بالفارسية زعيم القوم وكبير القرية.

 

وَعَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُلَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ بِالسُّوقِ، فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْتَعْ هَذِهِ فَتَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ، وَلِلْوَفْدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، قَالَ: فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ حَتَّى أَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتَ: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ" أَوْ "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ"، ثُمَّ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَبِيعُهَا وَتُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ"(رواه مسلم).

 

وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فلَا يَلْبَسْ حَرِيرًا وَلَا ذَهَبًا"(رواه أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وصححه الألباني).

 

ويحرم تشبه المرأة بالرجل، والرجل بالمرأة؛ فَقَد "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ"(رواه البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-). و"لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ"(رواه أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني). وقد ذكر العلماء أن اللعن في الحديث يدل على أن التشبه من الكبائر، والحكمة من التحريم أن المتشبه والمتشبهَةَ كلاً منهما يُخرج نفسه عن الفطرة والطبيعة التي وضعها أحكم الحاكمين.

 

أيها الإخوة: ومن المحرم من اللباس كذلك لبس ثياب الشهرة والاختيال؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ"(رواه ابن ماجة عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وقَالَ: الألباني حسن). أَيْ: أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْم الْقِيَامَة ثَوْبًا يُوجِبُ ذِلَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، كَمَا لَبِسَ فِي الدُّنْيَا ثَوْبًا يَتَعَزَّزُ بِهِ عَلَى النَّاسِ، وَيَتَرَفَّعُ بِهِ عَلَيْهِمْ.. يَشْمَلُهُ بالذُلِ كَمَا يَشْمَلُ الثَّوْبَ الْبدنَ "ثُمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ"؛ عُقُوبَةً لَهُ بنقيضِ فعلِه وَالْجَزَاءُ مِنْ جنسِ الْعَمَلِ.

 

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبًا مِثْلَهُ" زَادَ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ "ثُمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ"(رواه أبو داود وحسنه الألباني). والمقصود: بثوب الشهرة: ثوبٌ يقصدُ به الاشتهار بين الناس، سواءً كان الثوبُ نفيساً يلبسه تفاخراً بالدنيا وزينتِها، أو ثوباً خسيساً يلبسُه إظهاراً للزهدِ والرياءِ.. وهذا أمرٌ لا يحبُه اللهُ -تعالى-: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)[الحديد:23]، ونهى المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عن جرّ الثوب خيلاء؛ فَقَالَ "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ"(رواه البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-).

 

لكن لو ترك الفاخر من اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً لله؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ يَلْبَسُهَا"(رواه أحمد والترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وحسنه الألباني).

 

والتوسط والاعتدال في الزينة المباحة مشروع؛ فقد قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)[الفرقان:67]. قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ"(رواه ابن ماجة وحسنه الألباني).

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد أيها الإخوة: وتمتد عناية الإسلام بالمسلم حتى في نظافته ونظافة ما يلبس حسنه وحسن رائحته، وأكد عليها في مواطن الاجتماع للصلوات والمناسبات وفي أوقات الجُمع والعيدين.

 

فَعَنْ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، أو قال: فِي ثَوْبٍ دُونٍ، وفي رواية: "فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَشْعَثَ أَغْبَرَ فِي هَيْئَةِ أَعْرَابِيٍّ" فَقَالُ: "هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟"، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "مِنْ أَيِّ مَالٍ؟" قُلْتُ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِيَ اللَّهُ؛ مِنَ الْإِبِلِ وَالرَّقِيقِ وَالْغَنَمِ وَالْخَيْلِ، قَالَ: "إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِهِ"، وفي رواية: "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى الْعَبْدِ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ تُرَى بِهِ"(رواه ابن حبان أبو داود والنسائي صححه الألباني).

 

وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى عَلَيْهِمْ ثِيَابَ النِّمَارِ -جمع نمرة وهي بردة يلبسها الأعراب-؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ"(رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

 

ويظهر من هذا التوجيه النبوي مشروعيةُ تخصيصِ بعضِ الملابس للخروج للصلاة، وبعضِها للعمل، وأهميةُ الحفاظِ على نظافة الملابس التي يلبسها للمسجد؛ لأن العملَ يؤثرُ على الملابس، ويدخل في ذلك استحباب يخصص بعضِ الملابس للزيارة والمناسبات الاجتماعية العامة. وأن يهتم المسلم بنظافة ملابسه؛ فقد رَأَى َسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا عَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ فَقَالَ: "أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ"(رواه أبو داود عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وصححه الألباني).

 

ومن السنة كذلك إصلاح وتجميل شعر اللحية والرأس؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ، فَقَالَ: "أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ"(رواه أبو داود وصححه الألباني).

 

وبعد أيها الإخوة: لا أدري كيف يغيبُ عنا الاهتمام بمظهرنا وهذا هو ديننا.. وهذا هدي رسولنا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فنرى في شوارعنا ومساجدنا وأسواقنا مظاهر لا تليق: فنجد من يلبس السراويل القصيرة فوق الركبة أو النازلة إلى منتصف الورك والتي قد تظهر بعض العورة.. ونجد من يلبس القمص أو الفنايل التي يبدو منها الإبط ومعظم الكتف، وبعض الظهر والبطن، ومن يأتي للجمعة بملابس النوم، ونرى من يتزيا بزي الكفار فيلبس ملابس عليها شعارات الكفار، مثل صور الصلبان أو معابد شركية أو كتابات أعجمية سيئة المعنى قد لا يفقهها كثير ممن يلبسها، ولو علم معناها لرماها تحت قدميه.

 

ومن المسلمين من لا يهتم برائحة جسده وملابسه فيأكل الثوم والبصل وغيرها مما له رائحة كريهة ويأتي للمسجد، وربما نسي تنظيف جسده وتغيير جواربه فأصبح منتن الريح لا يحتملُ رائحتَه أحدٌ من البشر، فكيف يفد هذا إلى بيت الله المليء بالمسلمين والملائكة؟! ورَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ قَالَ: "مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ"(رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-)، وكل أكل أو غيره له رائحة كريهة مثلها.

بل قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ"(رواه النسائي وقال الألباني حسن صحيح).

 

أيها الإخوة: صلوا وسلموا على نبيكم…

 

المرفقات

خذوا زينتكم عند كل مسجد

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات