حين يتحول الاستثناء إلى أصل .. عمل المرأة أنموذجًا

الشيخ د إبراهيم بن محمد الحقيل

2022-10-07 - 1444/03/11
عناصر الخطبة
1/ الحكمة من خلق الخلق على زوجين مختلفين 2/ تحديد الشرع وظائف الجنسين 3/ الأدلة على أن عمل المرأة داخل منزلها 4/ عمل المرأة في التصور الغربي 5/ عمل المرأة عن بعد

اقتباس

وعلى وفق هذا التقسيم الرباني في الخلق جاءت شرائع الحق، فجعلت أعمال الرجال خارج البيوت، وأعمال النساء داخلها، وسارت البشرية على هذا النظام الرباني بالفطرة وبما تنزل من الشرائع على المرسلين، إلى أن جاءت الحضارة المعاصرة فأرادت قلب الفطرة، وتعطيل الشريعة، وسعت في إخراج المرأة مع الرجل، ودعتها إلى مزاحمته في ميادينه، فعرضت أنوثتها للتسويق والتحرش ..

 

 

 

 

الحمد لله العلي الأعلى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) [الأعلى:2-5]، نحمده على ما هدى واجتبى، ونشكره على ما أسدى وأعطى؛ فالخلق خلقه، والرزق رزقه، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ شرع الدين لمصالح العباد، فإن تمسكوا به حازوا ثواب الدنيا مع حسن ثواب الآخرة، وإن تركوه خسروا الآخرة، ولن ينالوا من الدنيا إلا ما كتب لهم.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أنصح الناس للناس وأتقاهم لله تعالى، لا خير إلا دلنا عليه، ولا شر إلا حذرنا منه، فمن أخذ بوصيته صار من أتباعه، وحشر تحت لوائه، ودخل الجنة في زمرته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأقيموا له دينكم، وأسلموا له وجوهكم، وأذعنوا لأمره ونهيه: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:112].

أيها الناس: لما خلق الله تعالى الخلق قسمهم إلى زوجين: ذكر وأنثى، وكانت هذه القسمة في الإنسان والحيوان والنبات وفي كل شيء، ومن حكمة ذلك: التناسل والاستقرار وطيب العيش وانتظام الحياة: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات: 49]، واختص سبحانه كل واحد من الزوجين بخصائص ووظائف تناسب خلقته وجبلته، فعلى الأنثى الحمل والإنجاب والرضاع والقيام على البيت، وعلى الذكر الحماية والصيانة والاكتساب والإنفاق، وبأداء كل واحد من الزوجين وظيفته تستقر الحياة وتزهر وتثمر وتنتج، وإذا وقع من أحدهما فسادٌ واختلالٌ في أداء وظيفته، أو تمردٌ على طبيعته، أو خروجٌ عن جبلته؛ فإنه يؤدي إلى اضطراب في ذلك النوع، واختلال في نسله، وربما فناء جنسه.

إن الله تعالى هو خالق الخلق، وهو أعلم بما ينفعهم وما يضرهم، وشرائعه سبحانه توائم خلقه، وفيها صلاح البشر لو لزموها ولم يتمردوا عليها.

إن من تأمل القرآن والسنة وجد فيهما تحديد وظائف الرجل والمرأة، وتقسيم الأعمال بينهما، وبيان أن وظائف كل واحد منهما مناسبةٌ لخلقته وطبيعته، والذي يخلق هو الذي يشرع، وأما من لا يخلق فلا يجوز له أن يعبث في خلق غيره.

لقد خلق الله تعالى الرجال أقوياء يطيقون الضرب في الأرض، واكتساب الرزق، وتحمل المشاق والمكاره، والقدرة على التعامل مع الناس؛ لأن عقولهم تغلب عواطفهم، وخلق النساء ضعيفات بنية ناقصات عقل، تغلب عواطفهن عقولهن، ولا يتحملن ضجيج الحياة الخارجية وصخبها، ولا يقدرن على مواجهة مشاكلها.

وعلى وفق هذا التقسيم الرباني في الخلق جاءت شرائع الحق، فجعلت أعمال الرجال خارج البيوت، وأعمال النساء داخلها، وسارت البشرية على هذا النظام الرباني بالفطرة وبما تنزل من الشرائع على المرسلين، إلى أن جاءت الحضارة المعاصرة فأرادت قلب الفطرة، وتعطيل الشريعة، وسعت في إخراج المرأة مع الرجل، ودعتها إلى مزاحمته في ميادينه، فعرضت أنوثتها للتسويق والتحرش، وعرضها للمساومة والابتزاز، وأخليت البيوت من أهم وسائل الأمن والراحة والاستقرار.

لقد جعل الله تعالى العمل خارج المنزل، والضرب في الأرض ابتغاء الرزق للأسرة مختصًا بالرجل؛ ولذا لزمته النفقة أبًا كان أم زوجًا أم ابنًا: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [النساء:34]، وفي آية أخرى: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [النور:37]، فجعل الرجال هم أهل العمل والكسب والإنفاق، وفي آية ثالثة خطابٌ للرجال: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) [الطلاق:7]، وفي رابعة: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [المزمل:20].

وأما عمل المرأة داخل المنزل فدل عليه القرآن في قصتي موسى وآل عمران؛ فامرأة عمران لما حملت على كبر بدعوة مستجابة نذرت أن تهب حملها لله تعالى؛ ليكون خادمًا في المعبد ظنًّا منها أنه ذكرٌ، لكنها وضعت أنثى هي مريم البتول أم المسيح -عليهما السلام-، فاعتذرت من ربها لعلمها أن نذرها لا يتحقق إلا بمولود ذكر: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى) [آل عمران:36]، فهذا هو اعتذارها، وثنت على اعتذارها بتفسيره حين قالت -رضي الله عنها-: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى) [آل عمران:36]، أي: في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى، وجاء عن عكرمة في تفسيرها أن أمها قالت: "ليس في الكنيسة إلا الرجل، فلا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال، فذلك الذي منعها أن يجعلها في الكنيسة".

وأما عمل المرأة في قصة موسى -عليه السلام- فوردت في سقيه لغنم الفتاتين على ماء مدين: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) [القصص:23].

تأملوا -عباد الله- ما في هذه الآية الكريمة من أحكام عظيمة تنظم عمل الرجل والمرأة؛ فقوله تعالى: (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ)، أي: تردان غنمهما وهي عطاشٌ؛ لئلا ترد على الماء فتضطران لمزاحمة الرجال بسببها، ففيه بعد المرأة عن الاختلاط بالرجال في الأعمال.

وفي قولهما: (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ) أن الرعي من أعمال الرجال وليس من أعمال النساء؛ لأنه عملٌ خارج البيوت، ولما كان من عملهم نسبته الفتاتان الصالحتان إليهم، وبينتا أن الرجال أحق بالسقيا منهما ولو كانتا ضعيفتين؛ ولذلك انتظرتا إلى أن ينتهوا من سقي نعمهم.

وفي قولهما: (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) بيان عذرهما في الخروج من البيت بالغنم، والإتيان بها على مورد الماء، أي: لا أحد يأتي بغنمنا إلا أبونا، وهو شيخٌ كبيرٌ لا يقدر على ذلك؛ فلذلك اضطررنا للخروج بها للسقيا.

وفي قولهما: (لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ) إشارةٌ إلى أن المرأة إذا اضطرت للخروج للعمل، فعليها أن تأخذ الضرورة بقدرها، فلا تختلط بالرجال، وتعزل نفسها عن مزاحمتهم، وهذه الضرورة التي أخرجت المرأة لتقوم بعمل الرجال لا تجعلها مثلهم، فتبيح لنفسها الاختلاط بهم.

وفي قوله تعالى: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) [القصص:26] دليلٌ على أنهما كانتا تريدان القرار في المنزل، وتطلبان من يقوم بالعمل خارجه بدلاً عنهما.

فعزم الرجل الصالح على أن يستأجر موسى -عليه السلام- للعمل عنده لتقر ابنتاه في المنزل ولا تخرجان منه للعمل، وكان بالإمكان أن يستأجره بمال أو ببعض الغنم، لكنه استأجره بتزويجه من إحدى ابنتيه، فلماذا فعل ذلك؟!

إن العلة في ذلك علم هذا الرجل الصالح أن هذه الإجارة ستكون سببًا في تردد موسى -عليه السلام- على بيت الرجل ذهابًا وإيابًا، ليلاً ونهارًا، وفي بيته بنتان، والحكمة تقتضي إيجاد علاقة شرعية لوجوده في بيته؛ لذلك رأى أن يزوجه إحداهما ليخلق وضعًا يستريح فيه الجميع، ويقطع الطرق على الشيطان.

وبهذه القصة العظيمة بتفاصيلها المثيرة نعلم أن الأصل في عمل المرأة أن يكون في المنزل، وأن عملها خارجه استثناءٌ تمليه ضرورةٌ أو حاجةٌ، وأنها إذا احتاجت إلى الخروج للعمل باعدت عن الرجال، وأن الحاجة إذا زالت رجعت المرأة إلى الأصل وهو القرار في البيت، ولم تبق على الاستثناء وهو الخروج منه.

وهذا الأصل العظيم -وهو تكليف المرأة بعمل المنزل- هو المقرر في شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وخوطب به أطهر نساء هذه الأمة وأعفهن، والأمر به يتناول من دونهن من النساء بطريق الأولى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) [الأحزاب:33]، كانت عائشة -رضي الله عنها- إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها ندمًا على خروجها أيام الجمل، ولزمت سودة وزينب -رضي الله عنهما- البيت، ولم تخرجا حتى للحج والعمرة بعد هذه الآية.

ولما قيل لسودة -رضي الله عنها-: "ما لك لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟! قالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي، فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت، قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها".

وأكد النبي -صلى الله عليه وسلم- ما جاء به القرآن من قرار المرأة في المنزل فقال -صلى الله عليه وسلم-: "المرأة عورةٌ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من ربها إذا هي في قعر بيتها". صححه ابن خزيمة وابن حبان.

قال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-: "ليس للمرأة خيرٌ من بيتها وإن كانت عجوزًا".

ومن قارن هذه النصوص والآثار بواقع الناس اليوم تبين له أنهم قلبوا الاستثناء إلى أصل، فوقع كثيرٌ من النساء فيما حرم الله تعالى عليهن من الاختلاط بالرجال، والسفور أمامهم، والخلوة بهم، والتعطر بحضرتهم، ولم يسلمن من تحرش الفساق بهن، وابتزازهن في أعراضهن، وتسويق تجارتهم بأنوثتهن، في مشاكل وآثام لا عد لها ولا حصر، وكل ذلك كان سببه الانقلاب على فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها، والافتيات على شريعته الغراء: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) [طه:124].

بارك الله لي ولكم..

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].

أيها الناس: إن السنة الربانية في قرار المرأة في المنزل، واختصاصها بأعماله هي السنة التي اجتمع عليها البشر وتواضعوا في كل زمان ومكان، وعلى اختلاف مللهم ومذاهبهم. وقد جمعت باحثةٌ هولنديةٌ أمثال الشعوب في النساء مما يقارب مائةً وثلاثين لغةً وشعبًا، خلصت في دراستها إلى أن أمثال الأمم البشرية تلخص عمل المرأة في رعاية الأطفال والتنظيف والطهي والأعمال اليدوية كالغزل والخياطة ونحوها، حتى نقلت مثلاً معبِّرًا يفيد أن المرأة لم تخلق إلا للمنزل.

هذا هو واقع عمل المرأة قبل أن تدور الآلة في الثورة الصناعية منتصف القرن الثامن عشر؛ ليخرج الرأسماليون المرأة من بيتها، يسوقون بأنوثتها منتجات آلاتهم، ويزيدون أرباحهم على حساب سعادتها واستقرار أسرتها، حتى أدخلوا جسد المرأة في كل شأن من شؤون التجارة.

واجتاحت حمى إخراج المرأة من منزلها العالم بأسره وصُدِّرت للعالم الإسلامي، وأصبح عمل المرأة وتوسيعه من الضرورات التي لا تقبل الجدل والنقاش، فضلاً عن النقد والرد، واستطاع الإعلام الليبرالي بقنواته المختلفة أن يصور للناس أن من يناقشون خروج المرأة من المنزل هم من الظلاميين الرجعيين المتشددين، الذين يقفون ضد التطور والحضارة، وقلبت السنة الربانية رأسًا على عقب، فصار قرار المرأة في المنزل استثناءً، وصار الأصل خروجها للعمل، وغدا هذا الانتكاس أسًّا من أسس الحضارة المعاصرة.

لقد وسَّع الليبراليون مجالات عمل المرأة، وأدخلوها في كل شأن من الشؤون ولو كان مجافيًا لطبيعتها وخلقتها، واخترعوا لها الوظائف المختلطة مع تضييقهم لنطاق وظائف الرجال، وتعمدوا زيادة البطالة فيهم لأجل إخراج المرأة للعمل؛ ويرفضون عزلها عن الرجال، أو عملها عن بعد رغم توفر وسائل الاتصال الحديثة، ورغم أن عملها عن بعد يوفر عليها وعلى مشغليها وعلى أسرتها وعلى المجتمع بأسره الكثير من المال والجهد، ويوفر الكثير من الوظائف للنساء، ويحافظ على خصوصياتهن، لكن المفسدين في الأرض من أهل الكفر والنفاق والشهوات لا يريدون ذلك، وليس مقصودهم تشغيل النساء وإعفافهن، وإنما مقصودهم إخراجهن وإفسادهن بأية طريقة كانت، في مناكفة لله تعالى في خلقه، ومحادة له في شرعه، أذاقهم الله تعالى ذل الدنيا وخزي الآخرة: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة:20-21].

وصلوا وسلموا...

 

 

 

المرفقات

يتحول الاستثناء إلى أصل.. عمل المرأة أنموذجًا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات